الفصل الخامس و العشرين

1K 108 116
                                    

*
ماركوس

إضطررنا للعودة إلى القصر دون كوزيت، لا يمكنني تأخير جنازة أبي أكثر من هذا... هي لن تعود ليس قبل أن تحصل على ما تريده و لن أمنحه لها مهما فعلت.

"كوزيت هربت."أخبرت كلا من أمي و السيد مالوفر فور وصول ليس و كأنه كان لدي خيار آخر فكلاهما كانا ينتظران عند بوابة القصر ليغرقان بأسئلتهما.

ربما لو لم أجرح مشاعر فيلكس لساعدني في الخروج من هذه الورطة و ربما لو تركت كوزيت تحكم بجانب لما حدثت هذه الورطة من البداية! غريب كيف لشيء واحد أن يحدث كل هذا الضرر من شعلة إلى حريق من قطرة إلى فيضان...

"هذه كارثة!" صرخت أمي بينما حاول الوزير الأول التخفيف عنها كما لو أنها هي من علمت بفرار إبنتها للتو لا هو.

"التتويج،الجنازة و أول ظهور لك كملك كل هذا لن يحدث دون ملكة بجانبك!" لاحظت كيف خرجت كلمة جنازة بصعوبة من فمها لذا حاولت أن أتعامل مع الوضع بحساسية كأي ملك حكيم، أخذت نفسا عميقا و أبقيت نبرة منخفضة حين قلت:"ستكون هناك ملكة بجانبي و هي جينيت."

هذا جعل أبي في القانون يقفز من مكانه كما لو أن أحدهم ضربه أو أسوء:" مولاي رجاءا لابد أنك تمزح..."

"لن تصبح تلك العاهرة ملكة يا ماركوس لا تحلم بذلك!" أجابت أمي و عينيها ملتصقتين بي كما لو أنها ستمنعني بنظراتها من فعل ما وضعته في رأسي.

"لا أظن أن قد طلبت إستشارتكما؟ حسم الأمر سأعلم جينيت الليلة و لا تقلقا البحث مستمر سنجد كوزيت في أسرع وقت ممكن." في الحقيقة لو لم تكن حاملا بطفل لتركتها حرة و أسديت لها هذا المعروف.

*
كوزيت

صدى ضحكة لوكاس دوى في الغرفة و فوجئت بإنضمام إليه أنا الأخرى.

"هذا المغفل ماركوس مضحك للغاية هل حقا فعل هذا؟" سأل لوكاس بعد أن توقف عن القهقهة، لقد طلب مني إخباره عن حياة في القصر فحاولت جعلها سحرية كشيء خارج حكاية خيالية و للأسف لم أجد سوى ماركوس للحديث عنه، يا لسخرية القدر.

"نعم حقا مغفل..." نهضت لأرى لو الحساء الذي أعددته أصبح جاهزا بينما واصل لوكاس حديثه:"هل ستعودين إلى القصر؟"

"لماذا هل مللت من وجودي؟" داعبته بينما أجهز مائدة الطعام.

"لا بفضلك لم أعد وحيدا هنا في إنتظار بابا لكن عليك أن تصبح ملكة و أنا سأكون حارسك الشخصي!" إبتسمت رغما عني،سيكون من السهل  عيش حياة بسيطة مثل هذه... حياة أكون فيها حرة، حياة خالية من المخططات و الحيل بعيدا عن ذلك القفص الذي يسمونه قصرا.

أتسائل لو عاشت جينيت هكذا قبل أن تتعرف على ولي العهد، هل كانت تذهب إلى السوق كل صباح؟ هل إعتادت على اللعب في الخارج مع أطفال الحي؟

" لوكاس أنا لا أريد.." قاطع إقتحام رجل ما للمنزل كلامِ و كنت على وشك رمي الحساء على وجهه لو لم يقفز لوكا في أحضانه:" بابا! "

"مولاتي هذه رسالة عاجلة من أخيك." أخبرني الرجل متجاهلا حضن ابنه تماما، أمسكت الرسالة بسرعة و كالعادة ماثيو لا يراسل إلا لإعلام بفشله الذريع أو كم أنني فشل ذريع.

كوزيت كوزيت كوزيت لقد حدث خلل طفيف جينيت ستظهر للشعب كالملكة عودي بسرعة لو لم تريدي خسارة كل شيء.
                                                        ماثيو

*
جينيت

عندما سمعت خبر هروب كوزيت ظننتها خدعة ما فلما قد تهرب و هي لديها كل شيء؟ و كيف تخاطر بحياة صغيرها بهذه الطريقة؟

"آنسة جلالة الملك يرغب برأيتك." أبلغتني إحدى الخادمات و ماركوس لم يكلمني منذ أيام لذا مزيج من الشوق و الغضب تشكل بداخلي أو ربما هذا الجوع فقط لأن لم أتناول الفطور بعد.

"ماركوس أقصد مولاي هل طلبت رأيتي؟" دخلت لأجده منبطحا في سريره و التعب واضح على ملامحه.

"تعال إلى هنا جينيت." بلعت ريق و اقتربت لبضع خطوات مستعدة لسماع الأسوء، هل سيتهمني أن سبب رحيل كوزيت؟ أو أسوء أن إختطفتها!

"ما رأيك أن تصبح ملكة؟"

*
ماركوس

لم أكن موجودا حين توج والدي ملكا لكنه كان دائما يقص لي و لفيلكس الحكاية منذ صغرنا حتى حفظتها عن ظهر قلب.

أولا يدخل تابوث الملك الراحل للساحة بعد أن أقبل الصندوق الذي يرقد فيه والدي سأقبل فستان الملكة السابقة (في هذه الحالة أمي) ثم أخرج لمقابلة الشعب رفقة زوجة و ملكة البلاد الجديدة و رغم أن جينيت ليست قانونيا زوجة لي إلا أنها المرأة الواثقة بجانب الآن.

"أظن أنه سيغمى علي!" صرخت بحماس ممسكتا يدي بقوة، أنا أيضا قدماي لا تحملانني و هذا جيد صحيح؟ أن كلانا متوتر لو كانت كوزيت محلها لأظهرت براعة و سيطرة كبيرة كما لو أنها ولدت لهذه اللحظة و ربما هي كذلك.

"هل حقا سأصبح ملكة؟" سألت جينيت و الإبتسامة ملأت كل وجهها.

"نعم هذا حقيقي." أجبتها رغم أن كل شيء يبدو كالحلم كل من أمي و أخي يرفضان التحدث معي بعد ما فعلته و ما سأوشك على فعله، والدي رحل و تركني أتحمل كل هذه المسؤولية و حتى كوزيت هربت مع ابنِ فقط بسبب لقب ما... و هذا متوقع منها لا أعلم لما خاب ظني بعد تركها لي.

لا أعلم لما بعد كل شيء أريدها أن تراني أتوج ملكا.

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن