الفصل الثامن و العشرين

1K 107 12
                                    

*
كوزيت

"لا أعلم هل أهنئك على الحمل أو أبسق في وجهك بعد فشلك الذريع و خسارة لقب الملكة." سأل ماثيو و هو جالس في سرير كأنه يملك المكان.

"أو ربما يمكنك مساعدة في الخروج من هذه الورطة!" صرخت باحثتا عن شيء أرميه عليه.

"كوزيت كوزيت كوزيت لا داعي للغضب هذا سيء لصحة الطفل! كما أن لدي خطة جديدة." شرح بثقته المعتادة.

"لا أعلم لما مازلت أستمتع إليك بعد كل ما وصلنا إليه من وراء خططك!" كلام هذا جعله ينهض من فراش أخيرا ليحدق بي و يجيب بمرارة:" تعرفين جيدا لماذا، أنا هو خياركِ الوحيد. أخبريني من غيري قد يساعدك؟ أبي الذي زوجك من ماركوس كبائع يسلم بضاعة أو ربما صديقاتك الغبيات قد يجدن حلا لمشاكلك؟!" أغمضت عيني كي أمنع العبرات من النزول، لن أبكي! حتى لو كان ماثيو على حق و حتى لو كانت حياة تتدمر شيئا فشيئا.

"ما هي الخطة؟" سألت بحدة.

"إغواء جينيت!" صرح المجنون و قد إقترب مني، ممسكا بيدي بقوة خوفا من أن أهرب بعد سماع شرحه و ربما سأفعل.

"إسمعيني سأقوم بإغواء جينيت و هذا شيء وسيم مثلي يستطيع فعله! و عندما يكتشف الملك ماركوس الأمر سيعدمها أو ينفيها أو يتخلص منها." حضرت ألف رد في عقلي أولهم أن رأس ماثيو سيقطع قبل أن يقرر ماركوس عقاب عزيزته جينيت و إسم عائلتنا سيلطخ في الوحل طبعا لكن ماذا لو خرج منها ماثيو سليما؟ و لم يكشف أنه هو من خانت جينيت ماركوس معه.

" أعرف هذه النظرة في عينيك! أنت موافقة كنت أعرف هذا."البريق الذي في عينيه و نبرته الحماسية تشعرني بالقليل من السعادة، رغم كل شيء ماثيو سيظل الشخص الوحيد الذي أستطيع أن أكون صادقة تماما معه، أتحدث عن القتل، الإختطاف و الآن إغواء الملكة و إلصاق التهمة بشخص آخر...

*
ماركوس

أنهيت عملي باكرا اليوم لذا قررت الخروج مع جينيت لزيارة الشعب و الإطمئنان على أحوالهم.

"ما بك تبدين حزينة؟" سألت ملكة التي لم تتوقف عن العبوس رغم أن أحضرتها لحيها القديم.

"هل ماثيو مالوفر شخص جيد؟" حاولت عدم إظهار دهشة من سؤالها، ماثيو هو أخ زوجة و جنرال كما أنه الإبن البكر للويز الأول. منذ صغري كان دائما هناك في الخلفية كظل موجود في حياة حتى لو لم أكلمه كثيرا و ربما لا نملك الكثير من الأمور المشتركة و لا نقضي كل ثانية من يومنا معا لذا لا يمكنني القول أنه جيد أو سيء... هو فقط هو.

"لا أعلم،لماذا هل أزعجك بشيء؟" جوابها كان عبارة عن هز رأسها بسرعة نافية أي إتهام وضعته في رأسي عن ماثيو.

"سألت من باب الفضول فقط فقد عينته جنرالا لك بسرعة..." شرحت جينيت و هناك شيء غريب في نبرتها كما لو أن أحبالها الصوتية ترتجف و بالنظر عن كثب هي ترتجف! هل هي خائفة من شيء؟

*
كوزيت

بعدما إنتهيت من التخطيط مع أخي ودعته ثم رافقت لونا و كلارا للبلاط الملكي، لقد مضت فترة طويلة منذ أن وضعت قدمي هنا لكن فور وصول حل صمت تام.

يمكنني الشعور بعيون الجميع علي، البعض تجرأ على الهمس ظنا مني أن لن أسمع أو ألاحظ! لا أشك أن زوجة ملك تحرم من لقب الملكة قد يكون موضوعا  جيدا للثرثارين من نساء الدولة لكن لن أسمح لشيء كهذا أن يضع كرامة على الأرض.

"لونا لو سمحت ذكري الحضور ما هي عقوبة الكلام بالسوء عن فرد من أفراد العائلة الحاكمة." سألت صديقة و مرافقة التي أسرعت بالإجابة:"قطع اللسان مولاتي"

صمت تام... ثم نطقت إحدى الفتيات:"نحن فقط حائرون يا سيدة كوزيت! لا نعرف بما نناديك مولاتي؟ جلالتك؟ عند زواجك من سموه ماركوس صرت أميرة لكن الآن حرمت من التاج و مكانتك الإجتماعية لم تعد معروفة للكل."

"ما هذه الوقاحة.." رفعت يدي لأوقف كلارا من الصياح على الفتاة و ربما حتى الإنقضاض عليها.

"أنا إبنة الوزير الأول و زوجة ملكك ناديني بما شئتي المهم هو أن لا تقللِ من إحترام." أجبتها قبل أن أجلس في مكان المعتاد، كلارا و لونا بجانب.

*
جينيت

عدت من رحلة مع ماركوس لتستقبلني حاشية من الخدم الذين يطالبون أن أوقع على هذا أو أجد حلا لهذا، أحضر حفل شاي و أناقش الأوضاع الحالية في البلاد، أتواصل مع حكام الممالك الأخرى كل هذا في الآن ذاته.

و كل شيء تحت السيطرة أبي هنا بجانب، ماركوس فضلني على كوزيت و أنا أحكم مملكة بأسرها رفقة حب حياة و أشياء سخيفة مثل ماثيو و حميميته أو كثرة أعمال لا يجب أن تكون من أولوياتِ.

"أراك لاحقا." قال ماركوس طابعا قبلة على خدي، كل ما إستعطت فعله هو منحه إبتسامة خفيفة سرعان ما تبخرت حين أدار الملك ظهره لي.

كل شيء تحت السيطرة...

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن