الفصل الثالث و العشرين.

1K 112 68
                                    

*
ماركوس

"ماذا تريد؟" سأل توم ببرودة كما لو أن لم أخرجه من السجن للتو.

"لقد أنقذت حياة في تلك الليلة حين تعرفت علي لكن لم تكشف أمري لماذا؟" سؤال الواضح بدا صادما له كما لو أنه لم يتوقع أن أتذكر هذا الحدث المهم.

"لم أرد هذا... سفك كل هذه الدماء، نعم أردت أن تسقط العائلة الحاكمة لكن أدركت أن ذلك الوحش سيأخد مكانكم و أننا سنبقى دائما مجرد حشرات يسيطر علينا أحد أقوى." شرح بهدوء غير قادرا للنظر إلي في عيني.

"لست حشرة توم أنا مدين لك بحياة و أريد جعلك عضو من حرسي." لم يحاول إخفاء صدمته هذه المرة لذا واصلت حديث بثقة أكبر:" أنت تعرف طرق المملكة أفضل من و أريد منك أن تساعدني في إيجاد زوجة."

لم يقل شيئا لمدة طويلة ظننت فيها أنه لن يتكلم مطلقا لكنه أخيرا قرر النظر إلي و السؤال بسخرية:"ماذا فعلت لتجعلها تهرب منك؟"

"لا أظنها إحتاجت إلى سبب من البداية."

*
جينيت

"كل شيء بخير و الطفل يركل بطن أمه بقوة! لاشك أنه سيكون شقيا أو أنها ستكون شقية! " قال الحكيم للملكة السابقة بعد أن إنتهى من فحصِ، لا يمكنني التوقف عن الإبتسام كالحمقاء منذ مناداتها لي صباح اليوم. و ها هي ذي تهتم بصحة طفل... ربما فراق الملك أثر على المسكينة كثيرا و هذا ما سيحسن علاقتنا!

لكن بالطبع كل أحلام تبخرت فور إلتفات جلالتها نحو إحدى الخادمات و سؤالها:"أين كوزيت لما لم تحضر بعد؟"

"سمعت من مرافقتها الملكية أنها ذهبت برفقة جلالته." أعلم أنه لا يجدر بي الحزن لسماع ردها، أنا في آمان الآن بفضل رضيع و لا يهم لو لم يحبني ماركوس مجددا و لا يهم لو إختار إبنة الوزير الأول المالوفر ذات الشعر المجتعل مكان و لا..

أخرجتني صرخة الملكة من تفكيري السلبي:"إلى أين ذهبا؟ من سمح لهما بمغادرة القصر!"

من الواضح أن الخادمة المسكينة لا تعرف ما تقوله في هذه اللحظة و حتى الطبيب يبدو مرتبكا من ما قالته الملكة السابقة للتو لذا أجبت أنا على أمل تهدئة الوضع:"ربما أراد الملك الخروج لإستنشاق بعض الهواء النقي بعد كل ما حدث." لا أعرف لما أصريت على توضيح كلمة ملك ربما لأن هذا ما هو عليه حبيبي الآن ملك حر يفعل ما يحلو له حتى لو عنا ذلك الخروج رفقة زوجته التي هي ليست أنا.

*
ماركوس

أصر ماثيو أن نبدأ البحث في منزل الآنسة كلارا موني إحدى صديقات كوزيت المقربات منذ صغرها لكن أشك أنها ستختار مكان بديهي كهذا للإختباء فيه.

"ماذا حصل؟ يا إلهي هل حدث مكروه لكوزيت." رغم محاولات ماثيو المتكررة في شرح الوضع إلا أن صياح و ثرثرة كلارا منعته من قول كلمة واحدة.

"هل وجدتم أي شيء؟" سألت كل من جون و توم لكن كلاهما نفيا برأسيهما. نحن نضيع وقتنا هنا لكن ماثيو يرفض الخروج من هنا.

"يا صاح أعلم أن ذلك الرجل هو أخ زوجتك و جنرال جيشك لكن شيء يقول لي أنه يحاول تضليلنا." همس توم مشيرا إلى ماثيو الذي يأخذ كل وقته في الحديث مع الآنسة موني بينما فيلكس يحاول سؤال حرس البيت لو شاهدوا كوزيت.

"فقط أعطه فرصة حسنا؟" هو كل ما قلته، ماثيو مفيد لنا حتى لو لم يكن في صفنا... هناك شيء يجذب عائلةِ للمالوفر و هذا يفوق حتى صداقة أبي الراحل و الوزير الأول أو إعجاب و فيلكس بماري مالوفر في صغرنا.

إنهم أدنى منا و هم عليهم التقرب منا لكسب محبتنا لكن رغم كل هذا العكس يحدث دائما، نحن من نحاول إبقائهم بقربنا حتى لو كانوا خطرا علينا.

*
كوزيت قبل يوم

تعلمت الكثير من ماثيو لكن لم أتوقع أنه قد يأتي يوم و يتعلم هو الآخر شيئا مني...

"إذا هكذا نتسلل بين عامة الشعب!" قال الأبله و هو يحدق في ذهول من حوله رغم أن المكان مظلم و الشوارع فارغة، قد تظنون أنه سيكون بارعا في التخف كواحد من عامة الشعب بسبب كل الأخبار التي يملكها هو و قبل أي أحد آخر لكن لا هو فقط جيد في إختيار جواسيسه و لا يخشى الخروج كإبن الوزير الأول بهيبته و وقاره.

"إذن هذه خطتك الرائعة؟ أن أبقى في كوخ أحد جواسيسك و عائلته حتى يجدنِ ماركوس؟" سألت بنبرة حادة لا تخلو من الإستخفاف.

"أولا هو صديق لي لا جاسوس و ثانيا ماركوس لن يجدك بل سنجعله يجدك بعد أن يقتنع أن لقب الملكة يليق لأختي العزيزة فقط." شرح أخي ببساطة، أظننِ أعطيته دون وعي نظرة تقول هل أنت ثمل لأنه أسرع بالتفسير:" ثق بي أمكثِ فقط ليومين أو ثلاثة و سيكون ماركوس دمية بين يديك! في النهاية المرء لا يقدر قيمة الشيء حتى يفقده صحيح؟ "

"أنا لست شيئا! و لم أكن ملكاً لماركوس كي يفقدني من البداية لذا قولك لا منطق له مثل خطتك السخيفة هذه!" صرخت في وجهه لأمنع نفسي من لكمه.

"كوزيت كوزيت كوزيت لا تكون عصبية هكذا هذه ليست طريقة المالوفر، كل شيء سيجري بسلاسة و لا تنسي أن ماركوس يظن أنك حامل بإبنه لن يتخلى عنك ببساطة." حاولت التمسك بغضب لآخر لحظة لكن فشلت، ماثيو على حق هذه ليست طريقة المالوفر نحن لا ننفجر غضبا كالكلاب المصروعة بل نستغل أشخاصا كي يصرخوا كالكلاب المصروعة!

لهذا و رغم شكوك كلها طرقت باب منزل صديق ماثيو القريب من إصطبل لطيف ليفتح لي طفل صغير.

"أهلا لوكاس!" ناد ماثيو بإبتسامة عريضة... لطالما أحب الأطفال.

"تفضلا بالدخول." قال المدعو  لوكاس بجدية.

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن