الفصل الحادي عشر

1.6K 159 76
                                    

*
كوزيت

كنت على وشك الخلود إلى النوم حين شعرت بجسم يستقر على الجانب الآخر من السرير.

"ماركوس؟" حاولت الإلتفات لكن ذراعه منعتن من ذلك.

"لا تتحركِ رجاءا." فعلت كما قال فأنا متعبة للغاية و لا رغبة لدي في الحراك بعد كل ما حدث اليوم مع لونا و الجنرال.

لا أعرف لما يتمسك بي هذا الأبله كدب محشو لكن حضنه دافئ و النعاس يتغلب علي بالفعل،لو أراد ولي العهد البكاء على جينيت بين ذراعي لن أمانع...ليس الليلة.

*
جينيت

إعتادت عيني على الظلام، لا يمكنني معرفة الوقت إلا من خلال الوجبات التي يحضرها لي ذلك المجنون كل يوم...

عادة ما استغل نزعه لقماشة فم للصراخ لكن بدأت أظن أنني في حفرة ما لأنه يدعني أصرخ كما اريد حتى تستسلم حنجرتي.

"الجميلة لن تصرخ اليوم؟ هذا مؤسف لقد إعتادت اذني على هذا اللحن الجميل." قال المغفل و هو ينزع القماشة بمراعات مزعجة.

"لقد أحضرت لك لحما مشويا مع سلطة و جبن ما رأيك؟" لم أرد على هذا الوصف الدقيق الذي يفعله في كل مرة يحضر لي الطعام، كما لو أنِ ضيفة لا سجينة عنده.

أمسكت بقطعة الجبن بيدي المكبثتين بصعوبة و اخذت قدمة كبيرة، طعم هذا الشيء فاخر للغاية كالطعام الذي أكلته مع ماركوس في القصر و لسبب ما هذا جعلني أبسقه فورا.

"ماذا ألم يعجبك؟ " سأل المغفل، ماركوس أين أنت؟

*
ماركوس

إستيقظت بجانب كوزيت نائمة في حضن، تبدو مرهقة للغاية لذا إبتعدت بهدوء كي لا أوقظها.

توجهت لقاعة العرش بخطوات ثابتة، كالعادة أبي موجود بالفعل يجلس في عرشه رفقة أمي بينما يتناقشون مع رجال الدولة.

"ماركوس؟ عدت أخيرا!" قال فيلكس سعيد برأية، فقط تواجد أخي الصغير هنا أبكر مني يقول الكثير حول أولويات كولي العهد...

"لقد إتخذت قرار." أعلنت مما جعل الغرفة كلها تصمت لتستمع لما سأقوله بعدها. أغلقت عيني لأبعد صورة جينيت من خيال و ركزت على أمنية لوكا و وجه كوزيت المرهق.

نظرت إلى الجميع واحدا واحدا ثم أخرجت خطاب قبل أن أغير رأيي:"سأرفع أجر الجنود في مسابقة الصيد القادمة بعد موافقة جلالته طبعا و أرغب أيضا بالسماع لحاجات شعبِ، فيلكس أكلفك بالعثور على محظية شخصيا... أثق بك."

"لن تندم أخي!" أجاب فيلكس و أعلم أنه سيبحث عن جينيت كما لو أنها حبيبته ما دمت آمنا، ما دام وريث العرش سليما.

" موافق!"قال أبي بينما أخرجت أمي شهيقا طويلا، نعم لقد إتخذت القرار الصحيح... قرار أمير.

*
كوزيت

أيقظتنِ لونا الآن مرافقة الملكية مع خادمتين على الساعة العاشرة.... العاشرة! قفزت من فراش كالسهم و أسرعت بتغيير ملابسي.

"لما لم يوقظن أحدكن باكرا؟" سألت بينما اغسل وجهي بسرعة.

"سموه أوصانى أن لا نزعج نومك الهانىء." أجابت لونا بإبتسامة ساخرة.

"هاها مضحك جدا." تذكرت فجأة حلم البارحة، حضن ماركوس الدافئ و ملمس شعره، رائحته التي ما زالت ملتسقة بثوب....لم يكن حلما بل كابوسا!

نزلت لتناول الفطور كالعادة بمفردي، لقد إعتدت على الوحدة كإبنة لوزير أرمل قضيت طفولة رفقة الخدم لم أتوقع أن يتغير الوضع بعد الزواج من ماركوس.

"سموك شقيقك ماثيو هنا لرأيتك." أبلغت لونا، لما لا ينتقل أخي معنا فزياراته بدأت تكثر!

*
ماركوس

هذه المرة لم يتهجم علي أحدهم حين دخلت المعسكر، ربما قرار هدأ من روعهم أو تواجد حرس الخاص مع كان رسالة واضحة لهم: لا تلمسوني.

لست من النوع الحقود لكن لن أنسى كيف تجرأ هؤلاء الرجال على مهاجمة و التمرد على مواطنين ضعفاء.

"أظن أن الأخبار قد وصلتكم." صمت تام... واصلت حديث رغم كل شيء:"سيتم رفع أجوركم في مسابقة الصيد القادمة!"

هذا جعل صفوف الجنود تصرخ شكرها:" يعيش ولي العهد!" قالوا، فقط هكذا تغير ولائهم... هذا مخيف، التواجد معهم مخيف.

*
كوزيت

أول ما فعله ماثيو حين استقبلته هو حضن، المالوفر لا يحضنون إلا أمام الآخرين لذا علمت أن هناك خللا على الفور.

"ماذا حصل؟ هل أنت تحتضر؟ " قلت مبعدتا جسمه الثقيل عني.

"أنا فخور بك يا أختي الصغيرة." لم أسمع ماثيو يقول كلمة فخر و أخت في نفس الجملة من قبل.

"ماذا؟" لاشك أن النظرة التي على وجهي سخيفة جدا لأن ماثيو ابتسم و شرح لي:" زوجك قرر ترك مهمة البحث عن جينيت للأمير فيلكس!" أبعدت صورة ماركوس و هو يلف ذراعيه حول من مخيلة لأركز على المحادثة الحالية.

"هذا لا يعني أي شيء، هو لم يتخلى عنها بل وثق بأخيه ليعثر عليها." كلام لم يعجب ماثيو الذي أسرع بأمر:"هذه فرصتك لتحمل منه جينيت لن تبقى في تلك الحفرة للأبد! "

" حفرة؟ ماثيو كيف..." لا أحتاج لإنهاء سؤالي ليفهم أخي ما أعنيه، جينيت هربت هذا ما ظنه الجميع حتى أنا؛! لما بحق الجحيم قد يقول ماثيو أنها في حفرة؟

"كما قلت هذه فرصتك للحمل منه." انتظرت ماثيو حتى يغادر قبل أن أصرخ.

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن