فصل ثلاثين

1K 110 22
                                    

*
ماركوس

فتحت عيني لأجد كوزيت بجانب،هل نامت في مكتب؟ ذكريات ليلة البارحة عادة إلي كالصاعقة... صحيح لقد ساعدتني كوزيت في تنظيم عمل كما أنها قدمت نصائح قيمة للغاية مظهرتا خبرة فريدة في كل من السياسية و التخطيط شيئين لم أتقنهما رغم كل الدروس التي أخذتها في حياة.

خرجت بهدوء كي لا أوقظها و فوجئت بكل من لونا و جون عند الباب.

"مولاي."إنحنا كل منهما قبل أن تتجرأ مرافقة كوزيت على السؤال:"هل حضرة كوزيت بالداخل؟ لقد تأخرت عن حفل الشاي..."

"حفل شاي! لماذا كم هي الساعة؟" سألت بإستغراب.

"إنها الرابعة مساءا جلالتك."أجاب جون، الساعة الرابعة مساءا! أي نوع من الملوك يستيقظ على هذه الساعة بل و لما لم يوقظني أحد.

"أردنا إيقاظك لكن توم أوصانا أن ندعك ترتاح."شرح توم متوقعا سؤال قبل أن أطرحه.

*
جينيت

"تفائلوا خيرا تجدوه" مقولة يصعب فهمها في البداية لكن بعد تدقيق مطول ربما تصل إلى مفهوم واضح، لا يجب على المرء أن يكون عبوسا في حياته أو حزينا أو مكتئبا أو غيرها من الصفات العقيمة للفرح و التي تمتص سعادتك كسم ذو مفعول بطيء. يجب أن نصنع سعادتنا بأنفسنا دون إنتظار شخص ما، بطل ما، فارس أحلامنا لكي ينسج لنا عالمنا الملون.

مهما كان ما نمر به من مآسي و آلام سيأتي يوم نتحرر فيه من هذه القيود.

"هل كتبت هذا بنفسك؟" سأل فيلكس و هو يمسك دفتر أشعاري و خواطري بين يديه، لا أعلم لماذا أردت أن أشارك أعمال معه...كل ما حدث هو أن عدت إلى غرفة ليلة أمس بعد أن سمعت ضحكات ماركوس و كوزيت و أفرغت كل مشاعري في الأوراق.

"نعم... هل هو جيد؟" سؤال جعله يبتسم بلطف قبل أن أجابني بثقة:" أشعر أنك تتكلمين عني في هذه الصفحات يا جينيت....كتابتك جميلة للغاية."

شعرت بحرارة في خدي و لا أشك أن وجهي أصبح كحبة الطماطم لذا نظرت إلى خارج العربة لأتفادى نظرات فيلكس التي تشق روحي.

نحن في طريقنا إلى الميتم الذي سأفتتحه اليوم لكن لا أشعر بأي سعادة أو حتى ذرة فخر واحدة،أردت أن أساعد الأطفال الصغار دون أهل لأني كنت لأكون منهم لولا رعاية أبي العزيز لي...أطفال تخلوا عنهم والديهم مثلما رحلت أمي و تركتني.

ترى لو رأتني الآن هل كانت لتحبني و لو قليلا؟ أم أن كوني ملكة لن يغير من حقيقة أن بصمة عار بالنسبة لها... مجرد طفلة غير شرعية أدت بها إلى الهاوية؟

*
كوزيت

صوت لونا أيقظني من غيبوبة الطويلة:"كوزيت كوزيت أفيقِ! لقد تأخرت كثيرا."

"دعيني أنام لخمس دقائق و حسب!" توسلت لكن دون جدوى فقد إستمرت مرافقة بهز جسدي حتى نهضت.

أخذت لحظات لأفهم أن في مكتب ماركوس ثم تذكرت أن إقترحت أن أساعده لسبب ما...

"أخيرا نهضت! الملكة السابقة و سيدات البلاط ينتظرونك هيا عليك بتغير هذه الثياب." قالت لونا و هي تركض من مكان لآخر، صحيح هناك حفل شاي اليوم.

قد أقول دون أية مبالغة أن أذهب لحفلات الشاي منذ نعومة أظافري، كل ما أحتاجه هو إبتسامة مزيفة و ثياب براقة.

*
ماركوس

المجلس فارغ اليوم، لا يوجد سوى ماثيو و أنا...كوزيت و أمي في حفلة الشاي تلك بينما فيلكس و جينيت يفتتحان الميتم في البلدة.

"أمور الجيش تحت السيطرة يا مولاي،نحن نتخلص دون تردد من أي ذرة تمرد قد تظهر." أعلن الجنرال ماثيو بجدية، كل ما فعلته هو الإيماء برأسي علامة الإيجاب.

أتذكر كم كنت معجبا بمهارات ماثيو في المبارزة و ذكائه في صغري و أعتقد أن هناك جزء مني لحد الآن يرى ماثيو مالوفر كبطل أتطلع إليه و ليس كواحد من حاشية.

"هل أخبرتك كوزيت برغبتها في فتح مدرسة للبنات؟" سألت من باب الفضول فقط، هذين الأخوين يظهران تناغما عجيبا يجعلني أشعر بالغيرة في بضع الأحيان.

"لا لم أعلم حول الأمر."أجاب و شيء يشبه الغضب تخلل صوته لثواني معدودة قبل أن يخفيه بإبتسامته اللامعة:"كوزيت فتاة جيدة لاشك أنها ستطمح لتنشيد شيء كهذا." ترى هل هو ضد الفكرة؟

"هذا صحيح لهذا أعطيتها مباركة، فور أن ينتهي مشروع جينيت سأتفرغ لمدرستها." شرحت و أنا أحدق للأوراق البيضاء أمام.

*
كوزيت

"أظن أن طفل كوزيت سيكون صبيا!" قالت كلارا و قد إبتلعت قطعة ضخمة من كعكة الشوكولا أمامها...إنها نهمة للغاية هذه الأيام.

"أشعر بهذا أيضا!" ردت والدة ماركوس و هي تقهقه مع نفسها.

"سمعت أن هناك عجوز في البلدة ذات سمعة جيدة، ما رأيك أن تزوريها؟" إقترحت العجوز مادلي بلطف.

"مشعوذة!" صرخت أمي في القانون بإشمئزاز، صورة العجوز التي أخذتني إليها لونا عادت إلي و كذلك كلماتها المخفية.

ستجلبين معك الموت بينما تحاولين إيجاد الحب، ستخسرين و تخسرين ثم تكسبين لكن لن تكتف بذلك لأنك طماعة و متعطشة لكل شيء. و هو هو! سيأذيك بقدر ما ستأذينه و لن يجد أحدكما السعادة مطلقا.

أتسائل لو يجب أن أعود إليها...

إغتيال الأمير الوسيم {1}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن