كان صباحاً مظلماً ..والغيوم تحجب نور الشمس في السماء لترسل قطرات المطر الى الارض على نحو هادئ كئيب .. اليوم تجمع القرويين لحضور مراسم دفن مالكوم ثيودور ..الشخص الذي كان شمس القريه بنسبه للأخرين ..تجمع الناس هنا لان تلك الشمس ستغيب للابد..كان المكان هادئاً يتخلله صوت بكاء السيده إليانور ثيودور -زوجه مالكوم ثيودور-حزناً على زوجها الراحل ..وقف القّس امام قبر مالكوم وهو يقرأ الصلوات على روحه..وعندما انتهى نظر الى السيده إليانور :
-(سوف نبدأ )
اتكأت السيده إليانور على كتف ابنتها الشابه إليزا لتدعمها قليلاً..امسكت الفتاه إليزا ذات ١٨ ربيعاً كف والدتها لتهمس وهي تبكي :
-(لابأس يا امي ستكونين بخير)
انزل القرويين تابوت مالكوم نحو تلك الحفره ..ليبدأ حفار القبور العجوز السيد بوب بوضع التراب المببل بماء المطر على تابوت مالكوم الخشبي لدفنه ..كانت إليانور تشاهد الدفن من تحت قبعتها السوداءالكبيره ..نظرت حولها ثم قالت :
-(إليزا..اين اخوك؟)
مسحت إليزا دموعها بتأفف وقالت:
-(هل يهمك الان وضع اخي ؟نحن في مراسم دفن ابي لا تلقي له بالاً)
نظرت إليانور بجديه الى ابنتها وقالت بلوم:
-(هل تركتِ اخاك يذهب ..انه لايزال صغيراً!!)
قالت إليزا بضجر:
-(هو من اصر على الذهاب ..لا داعي للقلق قال انه ذاهب للمنزل)
قالت إليانور بعصبيه:
-(هل تضنين ان ذهاب طفل في العاشره للمنزل امراً آمن!!)
قالت إليزا وهي تبعد ناظريها:
-(لا تقلقي ان رافييل مسخ لا احد سيفكر في اختطافه)
قالت إليانور في حزم:
-(سوف نتكلم عن هذا لاحقاً)
قال حفار القبور بوب العجوز وهو ينظر الى إليانور:
-(لقد انهيت الدفن!)
تقدمت إليانور واعطت العجوز بوب كيساً من الاموال مكافأه لعمله ..رفع العجوز بوب قبعته احتراماً لها وهو يداعب كيس الاموال بيده ..
قالت إليانور بصوت جهور:
-( اشكركم جميعاً على حضوركم مراسم دفن زوجي ..كما تعلمون كان مالكوم شمس هذه القريه وكان طيباً مع الجميع دون استثناء والان شهدنا جميعاً غياب شمسناً بموت مالكوم..لقد كان مريضاً للغايه كما تعلمون وأظنه الان سيكون مرتاحاً الى الابد)
تساقطت دموع إليانور بحزن ..ثم قالت بألم:
-(ارجوا منكم مساعدتي في اجتياز هذا كله وسأكون شاكره لكم)
YOU ARE READING
المُطارد
Horrorهناك .. من بين الظلام كنت استطيع رؤيته! عيناه الحمراء المخيفه تلمعان بشكل غير بشري.. انه قادم.. لكي يحقق عدالته المزعومه!!