المُطارد

الفصل الثالث والخمسون

شد على يده و نفخ صدره و اعتدل في وقفته ..جمع كميه من الهواء في صدره بعمق وصرخ قائلاً:
-(انا ..قابرييل كوهن..مأمور قريتكم و المسؤل عن حمايتكم..وانا لست عاجزاً)
صمت الجميع والتفتوا ناحيه قابرييل الذي يقف شامخاً كمحارب من اسطوره قديمه..
اكمل وهو يلوح بيده:
-(جميع رجالي الواقفين هنا يبذلون قصار جهدهم لأجل هذه القضيه..نعمل بلا كلل ولا ملل لإيجاد هذا القاتل حتى ترتاح قلوبكم ..اللحظات التي كنتم فيها تنامون نحن كنا نسهر في مراكزنا تحسباً لأي طارئ!!)
اكمل وهو يشير على نفسه:
-(لن ادعي الشجاعه واخبركم ان الامور على ما يرام ..انا خائف مثلكم ..خائف من دوري في لائحه القتلى..لكنني متمسك بالامل القبض على هذا المختل وتسليمه للسلطات لينال عقابه على افعاله الشنعاء!!)
ألتمعت عيناه بحزم وقال بشده:
-(لن يغمض لي جفن حتى اكبل يديه بالاصفاد وانا اعدكم بهذا!!)
نظر الى إليانور التي ابتسمت بفخر له واغمض عيناه براحه وقال في النهايه:
-(ارجوا منكم السماح لنا بالقيام بأعمالنا على اكمل وجهه ..استأذنكم!)
انحنى قابرييل لهم وغادر المكان وسط هتاف القرويين الفخورين بخطابه المملوء بالامل  برفقه مساعده لاستكمال التحقيق!
عاد القروين لبيوتهم وهم يشعرون بالفخر والاعجاب بقابرييل !!
قالت إليزا لوالدتها وهي تبتسم:
-(انه رائع ..اشعر وكأنه اسطوره خرجت من قصه يونانيه)
احمر خدا إليانور بإعجاب:
-(انتي محقه..انا اثق به واشعر انه سينقذنا من هذه الازمه!)
كان رافييل يسمع كل هذا وهو يشتعل غيظاً ..ذلك  المأمور لو بقي على قيد الحياه اكثر من هذا فلن تسود الفوضى بسبب كلماته التي صنعت عالماً وردياً من الامل المزيف!!
قالت إليزا مداعبه:
-(على الارجح ان شمس قابرييل  قد اشرقت بعد غياب شمس والدي..انه صباح جديد لقريتنا!!)
هنا انفجر رافييل وقال ببطء:
-(ذلك الشخص..!!)
سمعته إليزا وددت قائله:
-(ماذا ..هل تحدثت معي؟؟)
نظر اليها بعيون اشتعل فيها لهيب الغضب :
-(ذلك الشخص لا يشبهه ابي ابداً ولن يكون مثله ابداً!!)
ارتعش جسد إليزا من نظراته المرعبه..تراجعت للخلف للحظه ..ردت عليه بكلمات متقطعه:
-(ماذا ..تعني بذلك؟؟)
التفت اليها وعيناها لاتزال ترمي بجمراتها عليها:
-(كيف تجرؤين على مقارنه ابي بفاشل مثله!! انه من الغباء انه تقارنيه بشخص اصلاً )
غضبت إليزا عندما تم نعتها بالغباء من قبله فصرخت :
-(ايها اللعين ..كيف تجرؤ على مخاطبتي هكذا اصلاً !!)
تكلمت إليانور وهي تبعدهم عن بعضهم :
-(يكفي ..الا تعلمان اننا في حداد الان ..احترموا على الاقل وضعنا الحالي ..لا وقت لنقاش عقيم كهذا )
اكملت وهي تنظر الى رافييل:
-(رافييل ..سلوكياتك في الاونه الاخيره اصبح لا يطاق ..اسبقنا الان الى المنزل وإياك والخروج منه!!)
نظر الى إليزا للمره اخيره وقال وهو يشير لها بأصبعه:
-(لا تعتقدي ان حديثنا هذا انتهى!!)
وغادر المكان متجهاً نحو المنزل..وضعت إليانور يدها على شفتيها وقالت:
-(ماذا يحدث معه ؟؟لم اعد افهمه في الاونه الاخيره !!)
قالت إليزا :
-(كل هذا بسبب تدليلك له..لقد جعلته يرفع رأسه عالياً حتى شعر اننا محتقرون امامه!!)
وغادرت هي ايضاً تاركة إليانور تنظر اليها بشتات ..
وفي الطريق كان رافييل صامتاً على غير عادته..وكأن شئ ما يشغل باله!
تكلم فلاد في داخله:
-(ايها البشري..انت صامت على غير العاده؟؟لابد ان هنالك ما يشغلك؟؟شاركني افكارك!)
في الجهه الاخرى كان معلم الاحياء السيد كلاوس مسرعاً يحمل بين يده مجموعته من الكتب العلميه وعينيه تنظر الى كومه الورق في يده الاخرى..
ليصطدم برافييل الذي كان مشغول البال ولم يلاحظ قدومه معلمه من امامه ويسقط السيد كلاوس على الارض بعنف وتناثرت حوله اوراقه وكتبه بشكل فوضوي!
صرخ السيد كلاوس بغضب:
-(ايها اللعين الا ترى امامك!!)
ليتفاجئ ان الذي امامه هو رافييل..قال وهو يشير نحو بستغراب:
-(انت..لكن كيف؟؟)
كان السيد كلاوس منشغلاً بقرائه كتبه و اوراقه ولم يرى ان احد امامه ليصطدم به!
ظن للوهله الاولى انه شخص بالغ ليصطدم به بهذه القوه البالغه..فكيف بطفل ضئيل الحجم مثل رافييل ان يتسبب بإسقاط السيد كلاوس البالغ بهذه القوه؟؟
_____
رأيكم يهمني عن الفصل 💕