الفصل الواحد والسبعون

505 57 15
                                    

وصلت إليانور الى المنزل بعد ساعه..ثم توجهت نحو المطبخ لتعد العشاء لطفليها..
قالت مناديه وهي تشمر عن ساعديها:
-(إليزا ..ساعديني لنعد العشاء معاً)
مامن مجيب..تلك الطفله ..ربما لاتزال غاضبه مني!
اكملت عملها حتى وضعت كل شئ على طاوله العشاء..
صعدت الى الطابق الثاني وقرعت الباب على غرفه إليزا ولكنها لا تجيب؟!
فتحت الباب لتجد غرفتها فارغة!!
الى اين ذهبت؟؟
توجهت الى غرفه رافييل لتجده نائماً على سريره ..
مدت يده لتوقظه قائله:
-(عزيزي رافييل..هل رأيت اختك ؟؟انها ليست ف غرفتها؟)
فتح رافييل عينيه ليرى والدته:
-(امي..متى عدتِ؟)
قالت وهي تقيمه:
-(منذ لحظات ..هل رأيت إليزا؟)
اجابها:
-(لا،لم اراها !أليست في غرفتها؟؟)
رد عليه:
-(انها غير موجوده في المنزل كله..اين ذهبت في هذا الوقت المتأخر؟!)
امسك رافييل بعضد والدته وقال بطمأنه:
-(لا تقلقي يا امي ..هذه ليست المره الاولى التي تبيت فيها خارج المنزل..في الصباح ستعود بتأكيد!)
كان القلق واضحاً على وجهه إليانور لكنها اجابته:
-(نعم ..انت محق..تلك الشابه لاتنفك عن إقلاقي!)
اضافت:
-(هل انت جائع ؟؟لقد اعددت العشاء؟)
ابتسم رافييل وقال بهدوء:
-(لا،انا بالفعل اشعر بالشبع التام!!)
قالت بستغراب من جوابه:
-(الشبع؟لقد كنت مريضاً اليوم فكيف ستشعر بالشبع؟)
توسعت الابتسامه على وجهه وكأن هنالك مايخفيه:
-(لا اعلم ..ربما تناولت بعض اللحم في حلمي!!!)
ضحكت إليانور بسخريه من كلامه لتهم بالمغادره:
-(لقد فاجأتني ..على اي حال سأتركك لترتاح)
خرجت إليانور من الغرفه..بينما كان رافييل يكتم ضحكاته بكف يده ..استلقى مجدداً وهو ينظر للسقف بسعاده:
-(عزيزتي إليزا..لن يجدك احدً ابداً!!)
ثم التمعت عيناه بحمرار مخيف ليقول بترقب:
-(ياترى..من سيكون التالي؟؟)
....
كان الصباح قد حل ولم تعد إليزا..كانت تلك الليله صعبه بنسبه لأيانور ..فهي لم تنم بسبب القلق على إليزا!
شئ ما في داخلها قال لها ان مكروه قد حدث!!
وتأكدت شكوكها في الصباح عندما وجدت ان غرفتها بارده!!
اخذت رافييل معها لمركز الشرطه لتقابل المأمور قابرييل..
وعندما سمحوا لها بلقائله في مكتبه الخاص..اجلست رافييل في مقاعد الانتظار وقالت له مبتسمه:
-(لن أتأخر ..سوف اتحدث معهم عن شيقتك واعود)
ابتسم لها رافييل بالمقابل..
دخلت إليانور لمكتب قابرييل الذي كان يجهز هندامه استعداداً لمقابلتها..وعندما رأها مقبله ابتسم مرحباً:
-(اهلاً عزيزتي ..لمن ادين له بهذه الزياره؟)
اقبلت نحوه لتقول على عجله:
-(اريد ان اتحدث معك عن شئ مهم!)
ليحيطها بذراعيه وهو يهمس:
-(لا داعي للعجله..الا تعلمين كم اشتقت لكِ؟)
لتصل لمسامعه اصوات شهيقها :
-(ارجوك..انه امر طارئ!!)
قال وهو يبعدها قليلاً ليرى وجهها الباكي :
-(مابك؟؟هل حدث شيء ؟)
اجابت:
-(انها إليزا..انا قلقه عليها..هي لم تعد منذ الامس..واخشى ان القاتل قد..!!)
امسك قابرييل كتفيها وهو يهدئها:
-(خذي نفساً عميقاً..اخبريني ماذا حدث بالتفصيل!؟)
اخبرته إليانور بما حدث..قالت بعد ذلك وهي تمسح دموعها :
-(عندما اخبرني رافييل انه لم يراها قلقت..رغم انها تبيت دائماً خارج المنزل ولكنني قلقه هذه المره..اشعر ان هنالك مكروه حدث لها لهذه جئت اليك!!)
ابتسم قابرييل بحنان وهو يمسح دموعها بكفيه:
-(لا بأس ..انها ابنتي رغم اننا لا نتشارك الدم ..سأخبر الدوريات ان تقوم بعملها وسأذهب بنفسي معهم لأشارك ببحث)
ابتسمت إليانور لرده الذي اثلج صدرها..خرج قابرييل وامر مساعده ان يجمع عناصر الشرطه امامه..وعندما تجمعوا اصدر امراً لهم بصوت جهوري:
-(ليستمع الجميع.. سنذهب للبحث عن الشابه  اليزابيث ثيودور المفقوده من الامس ..تأكدوا من البحث عنها عند اصدقائها والاماكن التي ترتادها غالباً..انطلقوا الان!!)
نفذ جميع الرجال الامر في الحال !!
التفت قابرييل لإيانور وقال:
-(سأذهب الان!!)
ولكن استوقفه صوت طفل صغير:
-(سيدي سأذهب معك!)
ليرى ان صاحب الصوت هو رافييل يقف بجوار والدته !
اكمل وهو يشير على نفسه:
-(سأكون دليلاً لكم..فأنا اعرف شقيقتي اكثر من اي شخص اخر!!)
استغرب قابرييل من تصرفه ولكنه وجدها فرصه  لمراقبته عن قرب:
-(حسناً ايها الصغير لنذهب الان)
ليتبعه رافييل بينما ابتسامه سخريه ترسم على شفتيه!!
تفرقت مجموعات رجال الشرطه عبر القريه كامله..
مما اثار فضول اهل القريه ..هل هي جثه اخرى ام مجرد دوريه عاديه؟؟
كان قابرييل يبذل جهده للبحث عن طرف خيط يوصل لها..بحث في الاماكن التي تذهب لها عادة..
لكن لا اثر لها..وكأن الارض ابتلعتها..لا اثر حتى لقطره دم تدل على انها ماتت ..هل يلعب القاتل لعبه جديده؟؟
هل يستمتع بذلك؟صرف فكره انها ماتت.. لما عليه ان يفكر انها ماتت..ربما هربت..نعم !!
انها شابه مراهقه وقد واجهت الكثير من المشاعر المؤلمه في الفتره الاخيره!!
فجأه..تذكر عندما زار منزلهم في المره الاخيره..كيف كانت شاحبه الوجهه وخائفه..بدء له انها تريد قول شي؟!
ولكنها كانت متردده!! ليتلفت ببطء  نحو ظهر الفتى الصغير الذي يبحث بين الاشجار بجد ..هل من المعقول؟؟
بينما رافييل يدعي البحث عن طرف خيط يوصل لشقيقته..شعر ان قابرييل ينظر له ..ابتسم بخبث..انه لا يستطيع اخفاء سعادته..هذا هو شعورعندما تلعب لعبه انت متأكد من الفوز فيها..ليلتفت رافييل نحو قابرييل الذي ينظر له وهو يبكي بتأثر!!
تقدم قابرييل نحو رافييل ليمسح دموعه وهو يقول:
-(لما كل هذه الدموع؟؟)
اجاب رافييل بتمثيل محترف:
-(لم استطع العثور على إليزا..ماذا لوكانت هي ضحيته القاتل ؟؟)
ابتسم قابرييل وقال بهدوء :
-(لم يحن الوقت لليأس ..لاتكن متشائماً هكذا!)
لينحني قابرييل على مستوى رافييل ليحتضنه ليقول بهمس في اذن رافييل:
-(سيكون كل شئ على مايرام !)
ابتسم رافييل بحبث وهو يحتضنه بدوره :
-(اتمنى الا يصيبها مكروه..انها شقيقتي الوحيده)
نهض قابرييل وهو يبتسم بتشجيع:
-(لن ارتاح حتى اتأكد من عودتها للمنزلها سالمه)
ثم عاد للبحث وهو يحذف هذه الفكره من رأسه ..
كيف لطفل ان يفعل ذلك؟!
لكن مهما حاول نسيان تلك الفكره يجدها تطرح نفسها في رأسه؟!
.....
رمضان مبارك علينا وعليكم ✨🌙
انجوي💜✨

المُطارد Where stories live. Discover now