المُطارد

الفصل التاسع والسبعون

تجمع القرويين حول بعضهم ممسكين بأيدي بعضهم وعيونهم معلقه في السماء تراقب الوحش الكاسر الذي يحدق فيهم بـ شر!!!
بدء الكاهن بتلاوه صلوات ليمنع اقتراب هذا الشيطان منهم..!
وبشكل سريع لا تدركه العيون خطف رافييل الكاهن من بين الجموع ممسكاً به من فكه ليكتم صلواته!
لكن قاومه الكاهن ..امسك ذراع رافييل محاولاً ابعاد قبضته عنه لمكمل ترتيل صلاوته لكي يبعد هذا الشر الشيطاني عنه !
-(هذا ..مزعج!!)
ليقبض كفه يده الاخر وبسرعه اخترق به معده الكاهن لتنفجر الدماء منه وهو يحاول الصراخ برعب وألم ليخرج رافييل يده ممسكاً بأمعاء الرجل ليرميها في الارجاء..بينما بيده الاخرى التي تمسك فكه..بدءت تطبق على وجه الكاهن المتألم بشده حتى انفجر رأسه بين يديه والدماء وبعض من اجزاء وجهه ودماغه تساقطت على القرويين كالمطر..ليرمى جسده ببساطه امامهم ببساطه!
على الارض امام اعينهم الخائفه المصدومه!
ونظر اليهم من جديد بتلك الفعله اثبت نيته لهم!!
لتتعالى صراخات الرعب..لقد بدءت المطارده !!
بدء رافييل بتصيد ضحاياه القرويين كصياد محترف ..
كان يحلق بينهم ويقتلع رؤوسهم وكأنها كرة قدم بينما تتساقط اجسامهم وتنفجر الدماء منها !
ارتفعت اصوات الاستغاثة من القرويين ..فحتى الذين يختبؤن في بيوتهم اقتحمها رافييل ليريهم انه لا مكان للهرب منه!!
ركض الناس وهم يدسون على جثث اقاربهم الذين اضحوا اجساد دون رؤوس!!
لسبب ما كان الناس لا يستطيعون الخروج من القرية ..وكأن هنالك قوه خارقه محيطه بالقرية تمنعهم من الخروج!
امسك الام بطفلها الذي لاحظ رافييل في البدايه وهي تصلي بخوف ..
بدء كل شيء وكأن القصه التي كانوا يرونها عن الوحش الذي يلتهم الناس قبل نومهم لتخويفهم اصبحت حقيقه!!
انها نهايه عالمهم!!
ارتجف جسدها وهي تخبئ طفلها بين احضانها لعلها تخفيه من اعين الشيطان الذي يتصيد الناس هنا..!
لا يهم ان مات بذات الطريقه البشعه التي مات بها الاخرون ..هو لايزال طفل ويجب ان ينجو!!
اغمضت عيناها وهي لاتزال تكرر صلواتها..ارجوك ياألهي ..ارجوك انقذ طفلي الصغير ..ارجوك!!
لاحظت انه حل الصمت فجأه..وصرخات الاستنجاد توقفت..للابد..!
فتحت عيناها لترى الجثث تكدست فوق بعضها ..والدماء اصبحت بحار!
وكل من حاول النجاة بحياته اصبح جثة هامده!
فوق تلك الجثث وقف ذلك الشيطان المجسد بهيئه طفل وعيناها الحمراوين تراقب الجثث تحت قدميه كإنجاز يستحق التقدير عليه!
لاحظ رافييل وجودهم..اقترب بخطوات هادئة نحوهم ..حاولت الام الصراخ والاستنجاد لعل احدً يسمعها..لكن الصمت اخبرها انه لم يعد هنالك احد يسمعها اصلاً!
نظرت لرافييل..بعيونه الحمراء المخيفه..وظل الوحش الذي امتد من قدميه يغطيهم ويخبرهم انه لا مفر..ادركت الام..ذلك الطفل هو الموت..وهو قادم لها ولطفلها!!!
امسكت طفلها وخبأته خلف ظهرها لتكون هي درع واقياً له..قالت بخوف وشجاعة في آن واحد:
-(تستطيع قتلي..انا لست خائفه منك..لكن ارجوك..دع طفلي يعيش!!)
كان فكها يترجف ..ويداها تطوق طفلها بقوه..وعيناها لا تبتعد عن رافييل الذي وقف امامها!
قال رافييل بصوت عميق مخيف لا يشبهه صوت البشر:
-(يمكنني تركك تعيشين..ان تركتي لي طفلك لأقتله!!)
كان رافييل في قرارته نفسه يعلم انها ستوافقه ..فلو كانت والدته حيه لفعلت ماقاله..فهي لايهمها سوى حياتها!!
نظرت الام لطفلها القابع خلف ظهرها .. ثم قالت بحزم وهي تواجهه رافييل:
-(ان كنت تريد قتلي ففعل ماتشاء ..ولكنني لن ادعك تلمس طفلي بسوء!)
توسعت حدقه عيني رافييل بصدمه وتفاجؤ من فعلتها فقال:
-(ستعيشين ..اعدك بذلك..دعيني اقتله وسيتسنى لك العيش !!)
قالت وعيناها تمتلئ بالدموع:
-(وأي حياة يمكنني ان اعيشها ان تركت تقتل جزء من روحي..انا لن اعيش وانا اعلم انني تركك طفلي خلفي لكي يستمتع احدً بقتله !!
انا لن اتخلى عنه..اما ان نعيش معاً..او نموت معاً!!)
ألجمه كلامها..هو لن يتسنى له الشعور بحنان الامومه..فأمه تركته مقابل ان تعيش في حضن رجل اخر..حتى في اخر لحظاتها !!
تلك البشريه كانت اقوى منه حتى دون قوى!!
صرخ من ضعفه امامها وقفز مباشره نحوها واقتلع قلبها من داخل صدرها بحركه سريعه !!!
انفجرت الدماء من الفتحه في صدر الام لتسقط ارضاً بلا حراك..نظر رافييل للقلب الذي بين يديه..كيف لمضغة مثل هذه ان تحمل كل هذه القوة التي تغلبت عليه!!
ثم احكم قبضته عليه لنفجر لأشلاء بين يديه!!
ثم نظر لطفل الصغير المصدوم الذي يبكي منحنياً على جثه امه ليتقدم اليه!!
امسك بفكه السفلي ليوجه ناحيه ليرى الطفل وجهه رافييل الملوث بالدماء..لتتصادم عينوهم ..عين مليئه بالغضب والحقد وعين مليئه بالضعف والرجاء!!
قال رافييل بكل جبروت:
-(انظر..لقد قتلت امك التي كنت تحتمي بظهرها مني..انظر لحولك لقد قتلت جميع السكان بسهوله ..لقد لوثتني دمائهم الفاسده..لقد اكلت لحمهم..لقد قضيت على الجميع..والان من يحميك مني !!)
بكى الطفل اكثر وقال بتوسل:
-(لماذا قتلت امي..لماذا يجب عليك إشراك الجميع في معاناتك؟لماذا انت وحش هكذا!؟؟)
صرخ رافييل وعيناها الحمراء تشتعل اكثر:
-(انتم جعلتموني هكذا..انتم حولتم طفلاً بريئاً الى وحش سادي لا يعرف الرحمه..وتتساءلون من حولني هكذا!!!)
انعكس احمرار عينيه الدموي على عيني الطفل وهو يقول بستمتاع:
-(الان..سوف تلحق بهم ..بمجموعتي الفنيه من الجثث البشريه !!)
لينعكس على عين الطفل وحش عملاق امتد طوله للقمر ..فتح الوحش فمه ليلتمع من خلالها صف من الانياب الحاده الاشبه بالسكاكين!!
ليكون اخر ما رأه هو انيابه وهي تطبق على رأسه لتفترسه!!
الهدوء عم المكان الذي كان للحظات تعمه الصرخات المستنجده!!
السماء السوداء كانت تمطر دماً ..والصواعق تضرب الاشجار لتشتغل النيران في كل مكان..والغربان بدءت تنهش اجساد القرويين..كان رافييل يقف وسط هذه الفوضى كلها..رفع رأسه في السماء وهو مغلق عيناه..بلل وجهه المطر الدموي..ببطء ارتفعت زاويه شفته للأعلى..
ضحك ..وضحك..وضحك..وتعالت ضحكاته حتى اصبحت اعلى من صوت المطر والرعد!!
-(لقد فعلتها..لقد قتلت الجميع..الان انا من سيضحك عليهم..الان انا من يدوس عليهم..انا الان اقوى من الجميع!!)
رفع ذراعيه في السماء وصرخ:
-(انا اصبحت الشيطان الان!!)
.....
لاتنسون تتفاعلون ع القصه واعطوني ارائكم اللي احب اقراها😔
القصه ماانتهت ولكنها شارفت على الانتهاء😎
انجوي💙