الفصل الثامن والعشرون

972 82 3
                                    

كانت إليانور قد عادت للمنزل لتو..كانت تشعر بالسعاده لانها قابلت قابرييل اخيراً..
كانت كلماته تدغدغ مشاعرها و تنعش قلبها فلقد شغفها حُبا..
صعدت الى غرفه رافييل فهي لم تنسى المشكله التي سببها رافييل في هذا الصباح..
تقدمت إليانور وفتحت باب غرفه رافييل وصدمت..!
كانت هنالك قطرات دماء على ارضيه الغرفه و بعض الضمادات ملقاه بشكل عشوائي على السرير وعليها بعض الدماء!
خفق قلب إليانور بقوه لرؤيتها الدماء..
تدفقت الذكريات بسرعه في رأسها لتحاول تذكريها بشئ لطالما ارادت نسيانه!!
وضعت إليانور كفها على فمها بسبب شعور الإزدراء الذي تدفق بداخلها ..
الذكريات القديمه تخنقها و رائحة الدماء تتسلل الى انفها على رغم منها لتعطيها شعوراً انها تتذوقها!!
بدءت تترنح ..لقد كان الامر خانقاً و مثيراً للإشمئزاز !!
-(امي..هل انتي بخير؟!!)
ألتفت إليانور الى الوراء بسرعه لتشاهد ابنتها إليزا تنظر إليها بقلق..
تنفست إليانور الصعداء ..لقد كان صوت ابنتها بمثابه المنبه الذي ايقظها من كابوس مزعج!
قلت إليانور وهي تحاول جعل صوتها طبيعياً قدر الامكان:
-(إليزا ..عزيزتي انا بخير كل مافي الامر انني متعبه)
وعندما عادت إليانور الى طبيعتها تذكرت شيئاً وقالت بسرعه:
-(رافييل..اين هو؟؟)
بمجرد ان قالت إليانور هذه الجمله حتى تغيرت ملامح إليزا الى الجمود!
قالت وهي تهز كتفيها بلا مبالاه:
-(وما ادراني اليس في غرفته!)
قالتها إليزا وهمت بذهاب لكن اوقفها صوت امها الحازم:
-(إليزابيث..توفقي !!)
توقفت إليزا وألتفت الى امها وقد بدئ على وجهها الجديه و الحزم ..قالت إليانور وهي تشير نحو غرفه رافييل :
-(لقد انتصف الليل وهو ليس في غرفته )
ثم اضافت بصوت حازم تسلل اليه الخوف:
-(هنالك..هنالك بعض الدماء في غرفته..ماذا حدث اثناء غيابي!؟)
ظلت إليانور تنتظر الاجابه من إليزا ولكن الاخرى ردت عليها بصمت!
صرخت إليانور بذعر:
-(إليزابيث اخبريني ماذا حدث لرافييل!!!!!؟؟)
كانت إليزا واقفه بهدوء تراقب نظرات امها المذعوره ..خرجت من صمتها وقالت بخفوت:
-(لقد اخبرته!!)
بهُت وجهه إليانور ..حاولت اقناع نفسها ان ما سمعته غير صحيح ..قالت بصوت مرتجف:
-(ماذا..اخبرته بماذا؟؟)
تساقطت قطرات العرق من جبين إليانور..لقد اصبح الجو حاراً فجأه وخانقاً يكاد يخلو من الهواء..جف حلقها وشعرت ان الدماء تتدفق نحو رأسها ..!!
-(لقد اخبرته انه..طفل من علاقه عابره!!!)
قالتها إليزا و اخفضت رأسها..لقد قالتها..لقد قالت الاجابه التي كانت تخشها إليانور..بل وترتعب منها!!!
تقدمت إليانور نحو ابنتها و قالت تبتسم بجنون :
-(انتي لا تعنين هذا..انتي اما تهذين او تحبين المزاح معي أليس كذلك!!)
لكن لم ترى إليانور في وجهه ابنتها المزاح او الهذيان!
لقد كانت عيناها صادقتين!!
شعرت إليانور ان قدميها لم تقوى على حملها ..لقد كان وقع المصيبه اثقل مما تستطيع حمله !!
الجميع سيعلم!..كل سكان القريه سيعلمون انها كانت امرأه ملوثه!!
لا ..لا ..انها لا تريد هذا!!
قالت أليانور وقد تسلل الجنون الى رأسها:
-(لا..يجب علي تصحيح الامر..يجب على رافييل عدم تصديق هذا..نعم انه طفل..انه لا يعلم شيئاً..علي التحدث معه!!)
ادركت إليزا ان ما فعلته كان خطئًا فادح تسبب في جنون والدتها ..قالت وفي تحاول تدارك الامر:
-(سوف ابحث عنه واعيده الى المنزل لاتقلقي)
انطلقت إليزا بسرعه البرق نحو الخارج وهي تبحث عن رافييل وتتوعد بداخلها بتلقينه درساً لن ينساه!
توجهت نحو منزل صديقها سام ..
طرقت الباب عليه بعنف..جاءها صوت سام الناعس من خلف الباب:
-(انا قادم!)
فتح سام الباب وصدم عندما رأى إليزا خلفه!
قال وهو يحاول اخفاء تعجبه:
-(اوه..إليزا عزيزتي لما انتي هنا؟؟)
ردت عليه إليزا وهي تكبح غضبها :
-(رافييل اللعين خرج من المنزل مجدداً ..احتاج مساعدتك!)
ضاقت ملامح سام تعبيراً عن سخطه وقال:
-(ذلك المسخ مجدداً..إليزا انه منتصف الليل سوف يعود كل ماعليك هو انتظاره فحسب!)
اجابته إليزا بشكل سريع وهي تهُم بالمغادره:
-(لا وقت لكل هذا ..امي تكاد تموت من الخوف عليه..ابحث معي وسوف اعوضك بسيجاره غداً!)
ثم غادرت..ذهبت إليزا نحو منازل أصدقائها دينيس و ديميتري واخبرتهم بذات الشئ!كان عليها إجاد رافييل بسرعه قبل ان تُجن امها !
يتبع..
شكراً للدعم🥺✨

المُطارد Where stories live. Discover now