الفصل السابع

1.5K 105 1
                                    

دنئ برأسه نحو الارض ..قالت إيفا وهي تبتسم:
-(لاتقل لي انك سوف تبكي؟!)
ثم اقتربت من اذنه وهمست بمكر:
-(فوالدك لم يعد هنا ليحميك!!)
كانت كلمتها هذه قد اوقفت قلبه عن النبض ..!
ثم التفت بسرعه نحوها وقد اتسعت حدقه عينيه وقالت وهي تضع يدها على فمها:
-(اوبس..نسيت لقد مات والدك!!)
ثم نهضت وقالت :
-(نراك لاحقاً ايها المسخ)
بقى رافييل على وضعيته تلك وهو يتنفس بصعوبه وهو يشعر ان هنالك غمامة على عينية ثم سقط ارضاً وفقد الوعي...
استيقظ رافييل ببطء وألم ..كان في عيادة المدرسة لابد انهم نقلوه بعد ان فقد الوعي ..شعر بغثيان فضيع..نهض بسرعه وتوجهه نحو المرحاض ليفرغ مابداخله بعنف ..اخذ رافييل يستجمع انفاسة بقوة .. وكانت هنالك غمامة بعينية وهذة المرة لم يكن ليفقد الوعي بل كانت تلك دموعه..وضع رافييل يده على فمه ليكتم نحيبه ..قال بأسى هو ينظر الى الاعلى :
-(اشتقت لك يا ابي)
ثم اردف قائلاً بهمس:
-(اعلم انك طلبت مني ان اكون قوياً ولكنني ..)
صمت للحظات ثم اخرج قلادته من جيبه ..فتحها و رأى صوره ابيه الذي علت الابتسامه محياه وقال وهو يزداد نحيباً:
-(انا لا استطيع ان اكون قوياً مثلك ..اود عودتك لحمايتي ..لقد تعبت )
ثم مسح دموعه بيديه الصغيرتين ونهض ليغسل وجهه ..ارتفع بصره نحو المرآه ورأى نفسه..رأى شحوبه و قطرات العرق على جبينه ..رأى عيناه الرماديه التي تكاد تكون بلا لون..رأى ضعفه!!
ثم نظر الى صورة ابيه على القلادة ..تأمل وجهه .. بعينه الزرقاء التي تفيضان بالحياة وابتسامتة المشرقة ..رأى القوه فيه ..لهذا السبب كان سكان القرية يسمونة "الشمس" اغلق رافييل الصورة واخذ نفساً عميقاً ثم ارتداها حول عنقه ونظر الى المرآه وظهر على وجهه شبهه ابتسامة ثم خرج ..

المُطارد Where stories live. Discover now