الفصل الثامن والاربعون

725 71 15
                                    


وفي ذلك المنزل الفخم في القريه..الذي اتضح فيه ثراء ساكنيه..كانت إيفا مستلقيه على سريرها الكبير وساقها ملفوفه بجبيره ..دفعت الطعام الذي وضع امامها على الطاوله واحتضنت دميتها بقوه..مدت يدها نحو الجرس الذي وضع بجوارها لأجل طلباتها وضغطت عليه..
بعد لحظات دخلت الخادمه الغرفه ووقفت امام سرير إيفا الزهري وقالت وهي تنظر الى طعامها:
-(أنستي الصغيره..لماذا تستمرين برفض طعامك ..ارجوكِ ان هذا لمصلحتك؟؟)
جلست بجوارها واخذت الملعقه و ارتشفت قليلاً من الحساء وقالت بإغراء:
-(لقد ابدع الطباخ اليوم ..الحساء لذيذ للغايه ورائحته منعشه..تناولي البعض يا أنستي؟؟)
امسكت إيفا الطاوله التي وضع فيها الطعام ورمتها بعنف على الارض وقالت صارخه على خادمتها المفزوعه:
-(لقد قُلت انني لا اريد ايتها اللعينه..فلتخرجي من غرفتي ..لا اريد ان أرى احدً منك عندي مره اخرى!!!)
خرجت الخادمه مستجيبه لأوامرها و هي تلملم بقايا كرامتها..
صادفت امامها والد إيفا السيد كلاوس ..قالت الخادمه وهي تنحني:
-(اسفه يا سيدي..ولكن ابنتك لا تزال ترفض الطعام الذي يقدم اليها)
قال كلاوس وهو يحك جبينه:
-(اقسم ان تلك الفتاه ستصيبني بنوبه قلبيه..كيف حال ساقها؟؟)
رد عليه:
-(انها تتماثل لشفاء ببطء!)
اشار إليها كلاوس بيده:
-(حسناً اذهبي..سوف اتحدث معها)
ذهب كلاوس الى غرفه ابنته..لطالما كانت إيفا طفله المدللة..انها كنزه الذي يعتز به !
بعد وفاه زوجته اغدق  على ابنته بكل ما تتمناه..
لا يمكن لأحد ان يحُب ابنته كما يحبها هو..
تقدم كلاوس وجلس بجوارها..بينما إيفا تدير وجهها نحو النافذه..قال بحنان لم يعهده احد عليه:
-(أميرتي الصغيره..كيف حالك اليوم؟؟)
ردت إيفا بخفوت وجهها لا يزال على النافذة:
-(بخير يا ابي)
امسك كلاوس رأس ابنته داعبه بحنان:
-(اذن لماذا ترفضين الطعام يا عزيزتي ..تعلمين ان هذا سوف يُضر ساقك ولن تستطيعي الشفاء !؟)
لم تجبه إيفا ..امسك كلاوس بذقن ابنته واداره ناحيته بحنان وقال:
-(انظري إلي يا صغيرتي واخبريني؟؟)
تجمعت دموع في عيني إيفا وقالت وبصوت مهزوز:
-(هل صحيح ان جايكوب و لانس قد قتلا ؟؟)
قطب كلاوس حاجبيه بنزعاج وقال:
-(من اين سمعتي ذلك يا صغيرتي؟؟)
قالت إيفا بإصرار:
-(ارجوك يا ابي اجبني على سؤالي!!)
مسح كلاوس على رأس ابنته وقال بأسى:
-(نعم ..وكذلك ابن السيده جونسون الشاب سام!!)
وضعت إيفا رأسها على حِجر والدها وبكت بألم..احتضنها كلاوس وقال:
-(لا بأس يا عزيزتي..المأمور ورجاله يحققون بأمره!!)
رفعت إيفا رأسها وقالت من بين دموعها:
-(من فعل ذلك يا ابي؟؟)
مسح كلاوس دموعها بكفه وقال؛
-(هنالك أحتمال وجود قاتل طليق في القريه !؟!)
اضاف :
-(لا تخافي يا صغيرتي ..سوف اشدد الحراسه على المنزل حتى لا يقترب منا!)
طبع قبله على جبين ابنته وقال:
-(سوف اترك وحدك حتى ترتاحين قليلاً)
وغادر الغرفه..ظلت إيفا على وضعها تفكر فيما قاله والدها..وبينما هي تفكر تسلل الى سمعها حديث رجلين من الجيران في الخارج الرجل الاول :
-(هل سمعت ما حدث؟؟)
الرجل الثاني :
-(ماذا حدث؟؟)
الرجل الاول:
-(هنالك جريمه اخرى حدثت!!)
صرخ الرجل الثاني بجزع:
-(ماذا؟؟مابال هذه القريه الملعونه؟؟من تعيس الحظ هذه المره؟؟)
رد عليه الرجل الاول:
-(سمعت انه الطفل أنجلو ويلسون!! لقد وجدوا جثته في سطح مدرسته ..يقولون انه جثته ماتت بشكل بشبع للغايه!!)
رد عليه الرجل الثاني:
-(يارجل ماذا يحدث لقريتنا؟؟انها الجثه الرابعه على التوالي؟!!)
قال الرجل الاول:
-(سمعت من جارنا الشرطي ان من فعل ذلك ليس بأدمي؟؟)
قال الرجل الثاني بنبره مشككه:
-(ولماذا يارجل ؟؟)
رد عليه الرجل الاول:
-(لاتدعي الغباء..لقد رأيت جثه سام..لقد اضطروا لقطع الشجره كامله حتى يستطيعوا استخراج جثته من داخلها!! من برأيك يستطيع فعل ذلك؟؟
انه الشيطان بذاته ..لقد خرج بعد موت مالكوم الذي كان يحمينا!!
لقد اختفى الحامي وظهر الشيطان!!!)
رد عليه الرجل الثاني:
-(انت تفقد عقلك ..يجب عليك اخذ قسط من الراحه!)
قال الرجل الاول:
-(سوف ترى انني على حق ..سوف يحل علينا غضب الشيطان!!)
في هذه اللحظات ..شحب وجهه إيفا بتوتر وهلع..!
شدت على غطاء سريرها ..سام وجايكوب ولانس واخيراً انجلو؟؟
كلهم قتلو على يد نفس الشخص!!!
فجأه قفزت الى ذاكرتها تلك الحادثه!!؟
عندما أرادت مضايقه رافييل ..ورأت ذلك الكتاب الذي بين يديه!؟
"الوحش الذي يبحث عن الانتقام"؟!!!
لحظه عندما رأت الغضب في عينيه!!
عيناه التي التمعت بدمويه!!
عندما دفعها على الدرج ..وسقطت بجواره مكسوره الساق!!!
انه هو!!؟؟
رافييل ..هو الوحش !!!!
___
اتوقع اني تأخرت في تنزيل الفصل بس ان شاء الله الاحداث راح ترضيكم😉💕

المُطارد Where stories live. Discover now