الفصل السابع والستون

510 54 17
                                    

تركت إليانور ابنها في الغرفه وفي عقلها عده اسأله ؟!
لما جاء قابرييل إليها ليطلب لقاء ابنها الصغير؟
فجأه جاءت ذكرى مرت امام عيناها ظنت انها قد نسيتها الى الابد؟!
قبل عده أشهر في احدى المستشفيات البسيطه في القريه كانت حاله مالكوم ثيودور الصحيه سيئه للغايه!
كان مستلقياً على سريره وقد احاطت به المحاليل الوريديه واجهزه المراقبة لقلبه وضغطه ولحالته الجسديه!
في خارج الغرفه كان هنالك طبيبان يتناشقان حول حاله مالكوم:
-(ان حالته غريبه ..سمعت انه إنهار فجأه وسط القريه فاقداً الوعي!)
رد عليه الطبيب الاخر وهو يتفحص سجل مالكوم بين يديه:
-(يقول السجل انه حالته الصحيه في الفتره الماضيه جيده ولم تصبه اي اعراض مثل هذه من قبل؟!)
ليضيف وهو يقرأ :
-(حمى و تقيئ دماً في بعض الاحيان و فقدان للوعي والشهيه ..ان هذا غير طبيعي ابداً ..كيف تصيبه كل هذه الاعراض فجأته رغم سجله الصحي الجيد!؟ وكأنه بدء فجأه بالاحتضار!)
اراد الطبيب ان يرد على تساؤلات الاخر ..ليرى من بعيد إليانور القادمه نحوهم:
-(سيده إليانور..ان زوجك هنا وحالته سيئه!)
قالت إليانور بقلق:
-(هل فقد وعيه مجدداً؟)
رد عليها بهزه من رأسه ..ثم اضاف بأسف:
-(اخشى ان عليكِ توديعه..فلو بقي على هذه الحاله فهو سوف..!)
قاطعته إليانور بهدوء:
-(هل يمكنني ان اراه؟)
اجاب عليها الطبيب:
-(يمكنك ولكن لفتره قصيره..انه يحتاج للراحه!)
تقدمت إليانور نحو الغرفه لتدخلها..كان مالكوم مستلقياً على السرير وتحيط به جميع اجهزه المراقبه..
توجهت إليانور نحوه وهي تنظر الى جسده..لقد كان مالكوم قوي البنيان ذات يوم..ولكنه الان مجرد هيكل عظمي مغطى بجلد  ليبدو كأنسان!
كان مالكوم مستيقظاً ..عيناه كانت تراقب إليانور التي رسمت على وجهه ابتسامه انتصار فجأه!!
قالت وهي تنظر لأسلاك الادويه المحيطه بذراعي مالكوم:
-(اوه عزيزي مالكوم ..تبدو مريضاً للغايه..الا تعلم كم كنت قلقه عليك عندما اخبروني انك فقدت وعيك مجدداً!)
ثم اختفت ابتسامتها لتقول :
-(هل تعتقد انني سأقول ذلك لك!..لا تعلم كم هي سعادتي عندما علمت بالامر!)
تحركت شفتي مالكوم الجافه بصعوبه ليقول بصوت شبه مسموع من تحت قناع التنفس:
-(ماذا ..فعلتي..بي؟؟)
دارت إليانور حول سريره بطريقه مستفزه وهي تقول :
-(لا اعلم..ربما حان وقت تحمل العواقب الافعال الذي ظللت تقوله لي دائماً!)
ثم انحنت نحو مالكوم لتصطدم نظراتهما:
-(لكن احزر ماذا حدث!؟انت الذي تحمل العواقب!)
ثم قال مالكوم وهو يرتجف من الغيظ:
-(لقد فعلتي كل هذا لأجل ذلك التافهه!!)
ابتسمت بستفزاز:
-(اسمه قابرييل ..وهو سيكون زوجي من بعدك! سنعيش معاً تحت سقف واحد مع اطفالي..وسنكون سعداء من دونك!)
رفع مالكوم رأسه بعجز بينما عيناه لا تزال تنظران اليها بحقد:
-(اظننتي انني سأرحل لأتركك مع ذلك التافهه بسلام!؟
لا ..انتي مخطئه ايتها الحمقاء!!)
مد يده النحيله ليشير نحو الخارج :
-(هناك..خطتي..لقد حرصت ان يكون كل شئ محكماً ويسير بشكل سليم حتى بعد مماتي!!)
ثم  نزع قناع التنفس من وجهه و رفع نظره الى الاعلى ليقول وكأنه يتحدث مع وهم شخص ما:
-(لقد وعدتني أليس كذلك؟نعم هو لا يخلف الوعود!هو من اخبرني عما يحدث حولي..لقد قال لي ان زوجتي تخونني مع شرطي تافهه وقد انجبت منه طفلي الاصغر الذي أحبه!!
وقد قال لي انها ستتعاون معه ليقتلونني ليبدو الامر كأنني مت بسبب مرض ما!؟
لقد صدمت منه !!
ولكنه وعدني انه سينتقم منها ..سيجعل حياتهما جحيم لا يطاق!!)
اضاف بينما صوت طنين جهاز القلب يرتفع:
-(سيموت الناس بأبشع الطرق..سيشك الاخ بأخيه..سيحرك الخوف الناس !!
ستعم الفوضى..اكاد اشم رائحة الموت والدم  من الان..بل انني ارى اجساد البشر الموتى متراكمة فوق بعضها كالجبال..انني اراه !!
انه يقف في القمة..قمة الاجساد البشريه ..ارى الدم قد لون عيناه ..ارى الشر المطلق خلاله..انه..!!!)
كانت إليانور تسمع كل كلماته ولسبب ما..تسلل الخوف لقلبها ..كيف لكلمات شخص يحتضر ان تكون بهذه الرهبه والرعب!!
لتقترب من وجهه وتقول بفزع:
-(من ..من هو؟؟..من سيجلب الفوضى والموت؟؟)
ليسعل مالكوم بقوه ويلوث ماحوله بالدماء التي بصقها من فمه !!
ارتفع صوت ضحكاته بينما الدماء تستمر بالتدفق من فمه:
-(انه قادم..انه جالب الانتقام ..انه الشيطان!!)
صوت ضحكات مالكوم .. دماؤه الحمراء التي لوثت اغطيه السرير البيضاء ..صوت طنين جهاز القلب الذي يعلن بوجود الخطر..وضعت إليانور كفيها على اذنيها بينما عيناها تراقب جنون مالكوم المرعب!!
لتنقطع كُل الاصوات..ويتوقف جسد مالكوم عن الحراك وعيناه لا تزال تنظر الى الاعلى !!
اقتحم الاطباء غرفه مالكوم بصدمه من الوضع ..
فلقد كانت إليانور تغلق أذنيها و الخوف مرسوم على ملامحها و مالكوم جاحظ العينان والدماء تغرق وجهه!!
هرع الاطباء لمحاوله انعاش قلب مالكوم المتوقف ولكن قد فات الاوان!!
نظر الطبيب نحو إليانور بأسف:
-(انا اسف ..لقد حاولنا!!)
كانت إليانور لاتزال تنظر نحو مالكوم..
نحو عيناه الجاحظه الميته !
نحو وجهه المبتسم الملوث بدمائه!!
نحو جهاز القلب الذي لايزال يطن معلناً وفاته!!
لتزيح كفيها عن اذنيها..نعم..لقد مات..لقد انتهى امره!!
هي حره الان..ستتظاهر انها حزينه ..ستذرف الدموع لفتره من الزمن..ثم ستأخذ اطفالهم و ستتزوج قابرييل كما وعدها..!!
لكن لماذا تشعر ان موت مالكوم قد كان بدايه النهايه؟!
....
لاتنسون تقولون لي رأيكم عن الفصل في التعليقات💗
انجوي💗💗

المُطارد Where stories live. Discover now