الفصل الخامس والسبعون

339 36 7
                                    

هناك في القريه كانت إليانور توزع المنشورات حول القريه..ترجوا سكانها ان كانوا قد رأوا طفلتها..
بينما تختلس النظر نحو رافييل الذي يوزع معها..
نظرت الى ساعه يدها..لماذا يستغرق قابرييل كل هذا الوقت..!!
نظرت الى السماء..ستغيب الشمس قريبًا وهو لم يرسل اي اشاره بعد!
تقدمت إليها عجوز وهي تنظر الى المنشورات التي في يد إليانور وقالت بأسى:
-(الشابه المسكينه..لقد عانت في موتها!!من الافضل ان تتوقفي عن ذلك!)
التفت إليها إليانور بتوتر مما قالته:
-(لما تقولين ذلك..انها حية..لكنها ..هاربه في مكان ما!)
ثم جاءت امرأة اخرى وقالت وهي تمسك كتفيها:
-(كل من مات في القريه كان مثلها..يختفي بضعه ايام ثم يجدون جثته بأسوء حالاتها!)
قالت إليانور وهي تبتسم برتباك:
-(غير صحيح..انها..انها مراهقه..تهرب من المنزل لتعلن عن تمردها لأجل بعض الاهتمام!)
قالت عجوز اخرى انضمت لهم وهي تحمل سله فيها بعض الزهور البيضاء ثم قدمت لإيانور واحده:
-(القريه تقيم حفل تأنيب عند مقبره للقتلى..ضعي هذه عند نصب ابنتك فقد فات الاوان!)
ثم تفرقن من حولها ..امسكت إليانور الزهره وهي تنظر إليها ..كانت افكارها تدور حول بتلاتها وهي تتذكر قرة عينها الاولى..لقد كانت طفله صغيره ملفوفه بملائه بيضاء مثل هذه الزهره..
لطيفه..بريئه!
ثم تسقط قطره دماء حمراء على بتلات الزهره البيضاء !!
امسكت إليانور انفها لتسد مجرى الدماء..
لقد نزفت بفعل الارهاق من التفكير..
ماالذي تفعله؟؟
انها تبحث عن سراب؟؟
انها عاجزه عن تقبل الامر!!
لقد..ماتت ابنتها الوحيده!!
نعم ..هذا هو الواقع التي تهرب منه!!
-(امي..هل انتي بخير؟؟)
نظرت لطفل الصغير الذي يسحب طرف ملابسها..هاتين العينين..هل تدعيان البراءه؟!
هل يستمتع بفكره جهلها عن الحقيقه..كأبيه!!
ان عيناه تضحكان عليها..تقولان عنها جاهله حمقاء..خانت زوجها لانها وجدت الحب عند رجل اخر!
وانجبت منه!
وكشف زوجها خيانتها!
وهددها بأطفالها!
ثم قتلته لتنعم بحياة جميله مع حبيبها!
لكنها تكتشف..ان هنالك عواقب!
وهي الان تدفع الثمن..وكان الثمن غالياً!!
ابتسمت بصعوبه:
-(انا بخير..لنعد..للمنزل!)
ابتسم ببراءه..لكنها تراها ابتسامه ساخره..مسحت الدماء من انفها..ثم امسكت بيدها اليمنى بيد رافييل وبيدها اليسرى الباقي من المنشورات وزهرتها البيضاء الملوثه بالدماء متوجهين نحو المنزل!!
لكن استوقفها صوت!!صوت اطلاق نار..طلقه واحده..انها اشاره قابرييل..رافييل برئ!!لم يجد شيئاً!
كادت ان تكتمل سعادتها لولا صوت طلقه اخرى!
صوت طلقتين!!
انه الفاعل !!
نظرت ببطء إتجاه رافييل الممسك بيدها..هذا اليدين..!
لقد قتلت إليزا!!
رفعت رأسها عالياً..ثم شدت على يدي رافييل وقالت دون ان تنظر إليه:
-(لنعد..للمنزل!)
في الطريق كان رافييل يشعر بالسعاده..شعور الراحه الذي اجتاحه بعد قتله شقيقته دغدغه..اطلق ضحكه خافته..ثم نظر ليد والدته وهي تحتضن كفه..
هما سيكونان معاً..كعائله متكامله..دون اي ازعاج..
فكر لوهله..لقد انتقم من جميع من اذاه..
ربما سيتوقف..ليعيش مع والدته حتى يشيخ..لكن ماذا عن غذاءه..سيجوع فلاد ويطلب المزيد ؟!
ربما سيقتل بين الحين والاخر..لكن الاهم من ذلك انه ارتاح من اي شخص سيعكر مزاجه!
....
انجوي💗

المُطارد Where stories live. Discover now