الفصل الرابع والستون

491 46 10
                                    

نظر قابرييل لجثه كلاوس ..وشعور الذنب يتفاقم بداخله ..لو انه تركه يوم اخر داخل الحبس لما حدث ماحدث له..لقد فات الاوان ..انحنى نحو وجهه كلاوس ..نظر الى محجر عينيه الفارغ..مد يده وهو يرتجف ليسدل جفونه على عينيه الفارغه..ثم قبض يده وضرب بها الارض بعنف وغضب ..وفي داخله يتواعد..
سوف امسك بك ولو كان هذا اخر عمل اقوم به في حياتي!!
ثم نظر الى الطبيب الشرعي وقال:
-(هل هنالك عضو مفقود فيه؟؟)
نظر اليه الطبيب وقال:
-(كلا ،لايوجد شئ مفقود!!)
ارتفع حاجبا قابرييل وقال بتشكيك:
-(مستحيل ..كل من قبله قد فقدو عضو من اعضائهم ..هل تأكدت من الامر؟؟)
استقام الطبيب و اشار حوله:
-(انظر حولك شيد قابرييل ..من فعل ذلك ظن انه في اختبار للأحياء..لقد اخرج جميع اعضاءه ولم يترك واحدٍ..لقد تأكدت بنفسي ..لايوجد شئ مفقود)
اضاف بسخريه سوداويه:
-(لقد حصل على درجه كامله فلقد تعرف على جميع الاعضاء واجاب عليها بشكل صحيح!)
تجاهل قابرييل سخريه وقال بجديه:
-(اكمل عملك ..اريد تقريرك على مكتبي قبل المساء!)
قالها و القى نظره اخيره على وجهه كلاوس الميت..كانت ملامح الخوف مرسومه على وجهه وصرخه نجده مكتومه عالقه في حلقه لن يستطيع احدٌ سماعها ابداً!!
كان شعور الذنب يخنق قابرييل حتى شعر انه عاجز عن تنفس..فخرج من غرفته الصف وهو يبحث عن مكان ليتنفس..ليدخل احد الصفوف ويوجهه نحو النافذه ليفتحها على اتساعها ليتنفس الهواء البارد الخالي من رائحه الدماء!!
وضع ظهره على الجدار وجعل قدميه تنزلق على الارض ليجلس بتعب..لماذا يحدث كل هذا معه؟؟
لقد جاء الى هذه القريه ليرتاح ..ليرى حبه الابدي إليانور ويتزوجها ليوفي بوعده لها ..انها عاقبه افعاله!!'
بسبب مالكوم ..ذلك المنافق اللعين الذي سرق امرأته!!
مايحدث معه هو عقاب بسبب مافعله لمالكوم!!
سيكون الامر جميلاً لو كون عائله مع أليانور وكان له اطفال..
لحظه؟؟
اطفال..طفل ..ولد صغير؟؟
لما تذكر فجأه رافييل ؟؟
لقد تذكر كلمات كلاوس الاخيره؟؟
((بطبع ستسخر مني ..الاشياء الظاهره لا تبدو كالباطنه دوماً..ستدرك معنى كلامي متأخراً..وهذا مانفعله دوماً ..ندرك كل شئ متأخراً!!))
هل هذا يعني انه كان معمياً تماماً عن الحقائق؟؟
لقد كان اولائك الاطفال في ذات الصف مع رافييل ..ووالد الطفله إيفا كان مستعداً لفعل اي شئ لأجلها حتى لو كان الامر القاء اللوم على الاخرين لتفلت بأفعالها..والشاب سام كان صديقاً لأخته وعلى الارجح كان هو كذلك يضايقه بأي شكل من الاشكال!!
والان معلمه الذي كان يتنمر عليه ..كل الضحايا مرتبطون برافييل!!
انه هو ..نهض قابرييل ليخرج من غرفه الصف ..وعيناه تقدح شراراً..لتوجهه نحو بيت ال ثيودور!!
...
كان قابرييل واقفاً امام منزل ال ثيودور..كانت يده معلقه في الهواء متردداً ..هل سيطرق الباب ام لا؟ وماذا سيقول لأيانور؟؟
قال مساعده:
-(سيدي..ماذا نفعل هنا؟؟)
نظر اليه قابرييل وقال :
-(لابد لنا من استجواب طلاب السيد كلاوس)
نعم هذه حجه مناسبه..فلو قال انه يشك في الطفل رافييل فسيكون في اعين الناس مختلاً!
استجمع نفسه وطرق الباب مرتين..ليفتح الباب ببطء..وتطل منه ابنة إليانور الكبرى إليزا ..
نظرت بتردد الى قابرييل ومساعده ..ماذا يردان؟؟
قال قابرييل ببتسامه بينما يرفع قبعته قليلاً من الرأسه بتحيه:
-(مرحباً أنستي الصغيره..انا المأمور قابرييل على الارجح تتذكرني لقد تقابلنا عده مرات ..اريد التحدث مع والدتك في امراً خاص!)
كانت نظرات الشك واضح في عيناها وقد لاحظ قابرييل هذا..هذه الطفله على الارجح لاتستطيع اخفاء مشاعرها..قال بتوضيح:
-(مامن داعٍ للقلق..اريد التحدث معها بشأن..)
قاطعته أليزا وهي تفتح الباب على مصراعيه:
-( لقد مات احدهم اليس كذلك؟؟)
صمت قابرييل لحظات ..انها سريعه البديهه..امسك قبعته ووضعها على صدره بتعزيه:
-(لقد وجد السيد كلاوس ميتاً في المدرسه صباحاً اليوم)
ترنحت إليزا قليلاً وقد شُحب وجهها..قال قابرييل:
-(اننا نستجوب اهل القريه بشأن هذه المسأله..لا داعي للخوف انه اجراء روتيني فحسب )
قالت إليزا وهي تعود للداخل:
-(تفضل..سوف انادي امي لتتحدث معك)
دخل الاثنان ..وجلسا في أريكه تتوسط غرفه المعيشه..قال له مساعده هامساً:
-(هل يمكننا البدء الاستجواب دون مذكره ؟؟)
اجابه قابرييل بذات الهمس:
-(انه اجراء سري ..اخذتك معي لانني اثق بك لهذا ألتزم الصمت!)
..
انجوي💗💗

المُطارد Where stories live. Discover now