الفصل الستون

569 51 1
                                    

اشار الطفل احد الممرات بجانب كلاوس وقال بصوت اجش لا يشبهه اي صوت بشري سمعه في حياته ولاتزال الابتسامة المخيفه مرسومه على جهه:
-(اركض!!)
عندما كان كلاوس طفلاً كان يكره الرياضه .. كانت مدرسته تنظم مسابقات الركض كان دائماً في المركز الاخير ..لانه ببساطه يكره ان يبذل مجهوداً مقابل ورقه مكتوب عليها افضل عداء في المدرسه وميداليه لونت باللون الذهب حتى تبدو ثمينه..!
لكنه الان في هذه اللحظه ..وجد انه يركض اسرع من اصدقائه الذين كانوا يسبقونه ليحصلوا على المركز الاول..
هو لم يركض لأجل المدالية او المركز الاول..
هو سيركض لأجل حياته ..
حرك قدميه بسرعه هرباً من ذلك المسخ خوفاً على حياته..كان المكان مظلماً وضيقاً بعض الشئ ..
لكن لو كانت حياة الانسان في خطر فهو سيفعل اي شئ حتى ينجو حتى لو اضطر ان يدخل اضيق الانفاق اظلم الامكان لأجل حياته!!
ظل يركض هو يرى ما ورائه .. لم يستطع رؤيته لكن اصوات ضحكاته بدت قريبه منه للغايه..!
ظل كلاوس يتعثر ويستعيد توازنه ..ويسقط ووينهض ..وذلك المسخ اللعين لا يزال يلحقه!!
كان قلبه في اقصى حالاته ..ورئتاه قد لا تستطيع ان تعطيه الاكسجين الكافي ..لكن هو سيتابع الركض ..
حتى استطالع الخروج من ذلك الكهف ..سقط على ركبته وهو يحاول ان ليتهم الهواء ليتنفس ..نظر الى باب الكهف المظلم ..اين هو ؟؟
اين ذلك المسخ؟؟
المكان اصبح هادئاً وصوت ضحكاته اختفت..
باغته ذلك الشعور الغريب !!
ذلك الشعور الذي يخبرك انه يجب ان ينظر الى الوراء!!!
هو لا يريد ان ينظر ..هو لا يرد ان ينظر!!
لكنه شعر بتلك اليد المبتله الشاحبه تمسك كتفه برقه!!
ليجد نفسه يتفلت مرغماً لصاحب اليد ..
-(امسكت!!!)
صرخ كلاوس رغماً عنه من الرعب  وهو ينظر لذلك الوجهه الشاحب المبلل عديم الملامح وهو يتكلم دون وجود مصدر للكلام على وجهه!!
نهض على قدميه مجدداً متجاهلاً تعبه ليركض مجدداً!!
من بين الاشجار يبحث عن مخرج..كانت الاغصان الحاده تمزق يديه وتعلق في ملابسه وشعره..حتى رأى ضوء!!
انه المخرج !!
انه المخرج!!
ليقفز اتجاهه ليخرج من غابه الجحيم تلك!!
تحسس يديه وقدميه ووجهه..انه قطعه واحده كامله!!
ضحك بهستيريه ..لقد نجى..نجى من وحش على شكل طفل بلا ملامح!!
نظر للغابه..لتتسع حدقه عينه ويتوقف ضحكه ..عندما وجد ان الطفل واقف امامه تماماً يفصل بينهما حدود الغابه فقط..هو لا يستطيع التقدم اكثر ..لكن لو لم يجد المخرج في الوقت المناسب كان سيصبح بين يديه!!
كان ذلك طفل ينظر اليه..انه عديم الاعين لكن كلاوس شعر ان لديه اعين تنظر اليه!!
مال برأسه قليلاً وكأنه كان مستاءً من هرب كلاوس منه..!!
اما كلاوس بدوره وجد ان الخرس قد تمكن منه من هول الموقف!!
رفع ذلك الطفل يده ليرى انه ممسك بكاميرا كلاوس التي صور بها الادله التي جمعها!!
هز كلاوس رأسه وبداخله يردد"لا تفعل..لا تفعل "
ليرى تلك الكاميرا تسحق بين اصابعه وكأنها قطعه بلاستيكية تافهه!!
ثم فتح يديه لتسقط قطعها على الارض بعد تفتتها لقطع صغيره!!
كلاوس لم يجرؤ ان يبدي ان تعبير ..بل حتى لم يبعد عينيه عن ذلك الطفل..هو ظل يفكر بماذا قد يحدث لو انه وقع بين يديه!!!
بعدما حطم الكاميرا غادر بهدوء المكان وكأن شئ لم يحصل!!
ظل كلاوس يفكر بالامر من زنزانته وهو مرعوب كطفل صغير !!
......
انجوي💕

المُطارد Where stories live. Discover now