الفصل الرابع والعشرون

1K 98 9
                                    

كان المأمور قابرييل قد انهى حواره مع السيد توماس والد إيفا بشق الانفس ..
انه شخص خسيس و يصر على معاقبه ذلك الطفل الصغير البريئ..
لحظتها تذكر رافييل ..وتلك النظره التي علت محياه ..تلك النظره المرعبه..التي سببت قشعريره بداخله!
كيف لذلك الطفل الصغير ان يمتلك تلك العيون الغاضبه؟؟
-(قابرييل؟؟!)
استوقفه ذلك الصوت وقطع افكاره ..لطالما احب تلك النبره ..التفت للوراء و ارتسمت ابتسامه على وجهه بفرح:
-(اهلاً ..إليانور!!)
ركضت إليانور بتجاه قابرييل وارتمت بين يديه ..احتضنها قابرييل بذراعيه الكبيرتين..قال وهو يرفع حاجبيه:
-(توقعت ان اقابلك في موقف افضل من هذا)
ضربت إليانور صدره بخفه وقالت بعصبيه:
-(اصمت ماذا لو عرف احد؟؟)
طبع قابرييل قُبله على احدى خصلات شعرها وقال برومانسيه:
-(لا اهتم ..غايتي هي رؤيتك فحسب )
احمر  وجهه إليانور خجلاً ..كانت تُحب المأمور قابرييل منذ زمناً طويل للغايه ..كانت تُحب نظره عيناه القويتين و قويه شخصيه ..لكن شاء القدر ان تتزوج مالكوم..!
إليانور امرأه تنصت لمشاعرها اكثر من عقلها..
لقد كرهت مالكوم رغم معاملته الطيبه..
لقد كانت تتسلل في الليل حتى تقضي وقتاً مع حبيبها قابرييل!!
وقد كان هذا الامر محرماً في القريه..ان تكون امرأه علاقه مع رجل اخر غير زوجها..وعلى رغم ذلك ضربت إليانور هذه القاعده عرض الحائط!!
حتى جاء ذلك اليوم الذي حلت فيه المصيبه!!
اكتشف مالكوم علاقه زوجته مع قابرييل ..ارتعدت إليانور خوفاً عندما رأته.. واقفاً امامها و لم ينبس ببنت شفه!
لحقت إليانور به ..وتوسلت اليه..لم تكن خائفه بما سيفعله بها بل بما سيقوله اهالي القريه عنها!!
كل ماقاله تلك اللحظه:
-(هل هما مني؟؟؟)
عرفت إليانور ماكان يقصد ..تجمعت الدموع في عيناها وقالت بصوت مرتجف:
-(إليزا هي ابنتك اما رافييل فهو....)
واجهت إليانور صعوبه في نطق تلك الكلمه وكأنها تأبى الخروج من فمها:
-(...منه!!!!!)
لا تزال إليانور تتذكر شحوب وجهه مالكوم  ..ونظره عيناه التي مُزجت بين الصدمه والبرود..وخروجه من غرفته بشكل هادئ مثير للريبه!!
كانت إليانور تمشي في الغرفه وتفكر بشكل محموم!!
ماذا سيفعل مالكوم ؟؟
انه شخص طيب ولن يفعل لها شيء ؟؟
ماذا لو اخبر ابناء القريه!؟؟
فجأه دخل مالكوم ..ولا تزال ملامح وجهه بارده ..وقف امام إليانور وقال بهدوء:
-(بما انني اعلم بشأن خيانتك لي سوف اقوم ببعض الاجراءات التاديبية لك!!)
تسألت إليانور في نفسها"من يظن نفسه؟؟هل يراني مراهقه تحتاج للعقوبه!!"
اكمل مالكوم  كلامه وعيناه لا تزال تنظر اليها:
-(اولاً سوف اتكتم عن خيانتك مع قابرييل وبشأن راف الذي انجبته منه!!
ثانياً سوف تبقين في المنزل ثلاثة شهور عقاباً لك!)
اتسعت حدقه عيني إليانور في استنكار وقالت بدفاع:
-(ماذا تظن نفسك!انت لست ابي حتى تعاقبني؟؟!)
وقف مالكوم  امام وجهها وقال:
-(اذا تختارين دفع الثمن!!)
ردت عليه وهي تضم ذراعيها بعصبيه:
-(وماذا تظن انك فاعله!!؟)
ابتسم بسخريه وقال :
-(حسناً..سوف اقوم بأخذ حقي منك ..اي سوف احاكمك بتهمة الخيانه وسوف اكسب القضيه..بعدها اخذ اطفالي معي واغادر القريه هذه لنعيش بعيداً عن ناظريك!)
اضاف وهو يشير بأصابعه :
-(اوه..ويحي كيف نسيت امراً كهذا!عندما اخذ اطفالي سوف اقوم بـ..)
واقترب من اذنها وقال بنبره هامسه ساديه:
-(سأقوم بقتل قابرييل!!!)
ادارت إليانور رأسها بسرعه نحو مالكوم بصدمه كبيره!!
قالت بصوت متقطع وقد شحُب وجهها:
-(انت لن تفعل ذلك ..لن تفعل ذلك ..سوف اخبر الجميع !!)
ضحك مالكوم وقال وهو يمد يديه:
-(اذنً افعلي..لن يصدق احد ابداً )
لم تجبه إليانور..انه محق ..لطالما كان مالكوم شمس هذه القريه و ضياءها ..انه كالملاك ..لن يصدقها احد ان قالت انه يهددها بقتل عشيقها!!
اكمل مالكوم:
-(اجد في صمتك جواباً ..قولي له ان يرحل او سيندم يوم لا ينفع الندم!!!)
ادركت إليانور ان هذا الامر لا مفر منه ..فكان عليها إلتزام الصمت و العيش مع مالكوم طوال حياتها دون ان ترى عشيقها قابرييل..
.....
رجعت بعد غياب طويل😅
اتمنى يعجبكم الفصل ولا تنسون الدعم😉♥️

المُطارد Where stories live. Discover now