المُطارد

الفصل الثالث

ابعدت إليزا يد امها وقالت:
-(انها الحقيقة ..جميع سكان قريتنا يقولون هذا !لماذا تمنعينني من قول ذلك؟)
تفاجئت إليزا بصفعه قويه على وجهها ..وضعت يدها على خدها كردة فعل !نظرت الى امها بتفاجؤ !!
قالت إليانور وهي تشير بسبابتها نحو الدرج الخشبي:
-(انا لا اسمح لأي كائناً من كان بأهانة ابني ..اذهبي ايتها الشابة نحو غرفتك بسرعه فأنا لا اريد رؤية وجهك)
ركضت إليزا نحو الدرج وهي تمسح دموعها فلم يسبق لوالدتها ان قامت بضربها من قبل..وقبل ان تدخل غرفتها رأت رافييل واقفاً امامها ينظر اليها نظرة غريبة!
قالت بعصبية:
-(ماذا تريد ايها ..)
لم تكمل جملتها عندما تذكرت كلام والدتها ..ثم دخلت غرفتها واغلقت الباب بعنف..
كان رافييل يعلم سبب عصبية اخته ..لقد كان يسمع حديثها مع والدته..وقد ألمه ذلك كثيراً.. كان معتاداً ان تصدر هذه الكلمات من اشخاص اخرين ولكن لم يتوقع يوماً انها ستصدر من اقرب الناس اليه..عائلته  او ما تبقى منها..
في صباح اليوم التالي كان الجو صحواً وليس مُعتماً مثل يوم الأمس ..
ذهبت السيدة إليانور لأعداد الأفطار لأبنائها ..
نزلت إليزا من غرفتها وبمزاج سئ للغاية وبعد دقائق جاء رافييل ..
اجتمعت الاسرة على الطاولة للأفطار ..
قالت إليانور مخاطبة ابنتها:
-(إليزا ..اليس لديك شيئاً لتقوليه؟)
تأففت إليزا بضجر قالت وهي تنظر الى طعامها:
-(انا اسفه يا امي لأنني صرخت عليك البارحه)
ثم نظرت الى امها ورأت انها تشير الى رافييل ثم قالت:
-(وانا اسفه يا ...)
قاطعها رافييل بسرعه قائلاً:
-(لا يهم !!)
نظرت اليزا نحو اخيها الذي فاجئها بجوابة!!
قالت إليانور بهدوء :
-(رافييل ماذا تعني؟)
قال رافييل وهو ينظر الى والدته ببرود:
-(اعني ماقلته)
ثم نهض واخذ حقيبته وغادر الى مدرسته بهدوء ..
قالت إليزا وهي تضرب الطاوله بغضب:
-(ارأيتي كيف كان وقحاً ورغم هذا اجبرتني على الاعتذار له !!)
قالت إليانور وهي تنظر الى ابنتها بغضب:
-(قلت لكِ لا ترفعي صوتك علي !!)
نهضت إليزا بعصبيه وهي تأخذ حقيبتها وقالت :
-(يجب ان تتحدثي معه )
ثم خرجت واغلقت الباب بعنف ..
كانت إليانور تنظر الى صوره مالكوم التي زينها الشريط الاسود على الحائط ..
قالت بأسى:
-(انا اسفه يا مالكوم ..انا اسفه حقاً)
سمعت إليانور طرق الباب ..استجمعت شتات نفسها ثم فتحت الباب قائله:
-(كنت انتظرك)
.....