سلسلة حينما يتمرد القدر
الرواية الاولي بعنوان "حدث بالخطأ"
,ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقدمة
#سلسله
" حينما يتمرد القدر "عزيزي القارئ قبل البداية دعني احدثك قليلًا عن تلك الحكاية؛ قد يخيل لك عقلك ان تلك الرواية خياليه!، اصبت انها كذلك!؛ قبل ان اتعمق في بحثي عن الامر، لأتفاجئ مثلك الأن ان تلك الحادثة وذاك الخطأ حدث بالفعل...
لكن قبل البدء أريد ان اؤكد لك أمرًا ان ابطال الرواية من خيال المؤلف وليست لهم وجود بالواقع، فلم يتم الاعلان عن هوية الحالات التي تعرضت لذاك الخطاء، لذا فاض خيالي برسم شخصيات أبطالي وتخيلي لذاك الخطاء انه ربما يكون تدابير من القدر حتى تتولد قصص عشق رسمها بعناية، فلولا ذاك الخطاء ما التقوا ولا اقتحم العشق قلوبهم..
لن أطيل عليكم بثرثرتي التي قد تصيبكم بالفتور فبعضكم أو اغلبكم قد يتخطاها ، لذا لأبدئ بسرد الاحداث لك كما رسمها عمق خيالي؛ لكن لا تنتظر الانبهار من اسلوب كتابتي البسيط، فأنا لست ألا هاوية لا تجيد السرد و التنعت فيه، لذا اغفر لي هفواتي، فأنا لست ألا امية جاهله عن أساسيات الكتابة والآن يجب أن اغلق فمي عن الثرثرة مجددًا ولنبدء الحكاية حيث أخترت ان تتم أحداثها بين البلد الذي تمت فيها الحادثة ( هولندا) وموطني( مصر) وخاصة بأحدي قرى الصعيد ربما (....)، او ربما الافضل أن لا نذكر اسم بلد بعينها، حتى لا نتعرض لبعض الهجوم والاقاويل الغير صحيحه بأنني اتقصد اتهام بلده ما وساكنيها بالجهل والتخلف وغير ذلك، لما يدور برواية من احداث تمس تلك النقطة وهذا قطعًا ما لا أقصده طبعًا، فمؤكدًا بكل بلده هناك هذا المتعلم وذاك الذي يتبع الخرافات ويقع في ظلام الجهل، يبدو انني مجددًا انخرطت في ثرثرتي واصبتكم بالفتور، لذا لنبدأ احداثنا أعزاءي....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفي أحدي قري الصعيد، هناك حيث ذاك القصر الذي يتوسط مساحات شاسعة من المناظر الطبيعية الخلابة قصر عائلة السيوفي، ذاك القصر الذي ما ان يقع بصرك عليه، حتى ترى بوضوح سافر الأصالة والعراقة التي هو عليها، فقد شيد منذ سنوات عديدة وتم ترميمه مجددًا محافظًين فيه على لمسة الماضي، ذاك القصر الذي شاهد الكثير لسنون عدة، يتوارث نشأة جيل يليه جيل اخر، حتى تلك اللحظة...
يتوسط الطابق العلوي شرفة ضخمه لأحدى الغرف ذات الطابع العصري والغربي، التي تخص كبيرهم "ادم السيوفي وزوجته" التي كانت تتوسط ذاك الفراش الوثير، غارقة في نومها، بينما شعرها الأسود الفحمي مشعث علي وسادتها، ملتف جسدها بشرشف ابيض من الحرير،..مرت لحظات وفتح باب المرحاض، خرج هو عاري الصدر ملتف بمنشفه بيضاء حول خصره وبيديه منشفه صغيره أخري، يجفف بها خصلاته الطويلة، والفحمية، فتتشعث علي جبينه، تعطيه هاله من الجاذبية، تتجه انظاره الي تلك النائمة بابتسامه تظهر من خلالها نقرات وجهه (غمازات) التي تزين محياه، تعطيه سحر خاص به وحده ، تزيد من وسامته، تعلقت عينيه بها للحظات يتأملها بحبًا ومشاعر صادقه ، تتمني أي أنثي أن تراها بأعين حبيبها وزوجها، من ثم يشيحها عنها مجبرًا فقد تأخر، توجه صوب خزانة ثيابه، بعد عدة دقائق كان مرتديًا حله رمادية اللون وقميص ابيض، أتجه نحو المرأة ، مشط خصلاته للخلف ونثر عطرة الرجولي الخاص به علي جسده وارتدي ساعة معصمه، حتى طالع ذاته برضا، لتنحدر عينيه عليها يطالعها بزجاج المراءة، وجدها ما تزال غافيه، تلك الكسولة التي يعشقها....
استدار متوجه نحوها يجلس علي الفراش بجانبها، يطالعها ويمسد علي خصلاتها بحنان، يخرج تنهيدة معبأة بالعشق فهو عاشق متيم مأسور بها منذ الصغر، فهي مدللته أبنة عمه، تلك التي لم يرى انثى سواها ولم ينبض قلبه لغيرها
مهما ألتقى من نساء، قلبه يستهوها هي ولا غيرها، شرد بكل ذكرى جمعته معها منذ الصغر، وما ان انتهى من شروده حتى زفر لاعنًا العشق الذي يصيب الإنسان بسهامه ويجبره على الانصياع لرغبته بنيل عشق من استهواها قلبه، ثم انحنى نحوها يقبل وجنتيها، ونهض متجهًا إلى الخارج، هبط الدرج متوجهًا إلى غرفة الطعام ، وجد كلًا من شقيقه، وزوجته، وشقيقته الصغرى، وزوجها، وامه وزوجة عمه جالسون بانتظارهما، جلس معهم وباشروا بتناول الطعام مترأس هو الطاولة، قائلًا:-
- صباح الخير..
اجابوها الجميع، بينما رمقت والدته الدرج باستنكار قائلة:-
- هي نيرة لسه ما صحيتش!..
اومئ براسه لها نافيًا، ثم اشاحه عنها نحو ظافر، متجاهلًا برمة فاها بضيق، قائلًا:-
- ظافر عملت آية في صفقة الاغذية العضوية كله تمام!.
اومئ له ظافر قائلًا:-
- كله تمام يا آدم، وحددنا ميعاد تسليم الفواكه للمصنع بتاع عيلة الزين...
اومئ آدم قائلًا:-
- تمام جدًا، هانت كلها كام شهر والمصنع يجهز ونصنع احنا محصولنا بنفسنا....
اومئ ظافر قائلًا:-
- ان شاء الله يا أدم، أنا متفائل بالمصنع دا، حقيقي انت دماغك الماظ، فكرة زراعة المحاصيل العضوية دي كانت مميزة وخاصة الاراضي الغربية اللي تم اصلاحها مخصوص من اجل المشروع...
اومئ له بصمت وعيناه اتجهت نحو شقيقه نادر الغير مبالي والذي يتناول طعامه قائلًا بحده:-
- وأنت يا نادر، لحد إمتي هتفضل كده، بقالك اكثر من ست شهور متجوز ولسه بتدلع ومقضيها سفر من هنا لهنا، اظن كفاية كده وتنزل الشغل تقف جانبنا شوية!..
هتفت سناء والدة نيرة وظافر قائلة بابتسامه مبهمة:
- في ايه يا ادم هو ظافر مقصر في الشغل ولا حاجه!، سيب الولد يعيش حياته شويه، وبعدين الشغل مش هيطير..
لم يعير ادم حديثها ادنى اهتمام واستطرد قائلًا وهو ينهض من على الطاولة بحده:-
- نادر من بكره تنزل الشغل مع ظافر ودا اخر كلام، وهتكون مرافق ليه عشان تتعلم الشغل مفهوم!..
اومئ له نادر بصمت، بينما زوجته سيدار اجابته بابتسامه جميله:-
- ما تقلقش نادر ان شاء الله هينزل بكره في ميعاده، وأنا واثقه أنه هيجتهد عشان تفتخر بيه..
ارتسمت بسمه على محياه ادم من حديث سيدرا، تلك الجميلة والرقيقة التي يحمد ربه على وقوع شقيقه بعشقها، يثق تمامًا انها قادره على تغيره ووضعه بالطريق الصحيح، بينما نادر استدار لها، يطالعها بنظرات عشق، يلتقط كفها مقبلًا اياه بواله، مومئًا لها برأسه هامسًا بصوته الاجش:-
- أنا لو هنزل أشتغل واجتهد، هيكون عشانك انتِ يا سيدرا، عشان تكوني فخورة بيا...
اشاحت وجهها عنه بخجل، بينما ادم اتجه صوب مكتبه، يتابع بعض اعماله العالقة وهو يبتهل الى الرحمن بدوام سعادة شقيقه وهديته...
بينما ظلت سناء ترمق سيدرا بضيق، لا تعجبها ولم تتقبلها يومًا، تشعر أنها تخفي وجهًا أخر لها، ابنة القاهرة والاحياء الشعبية تلك، التي جلبها نادر لهم، مفضلًا أياها عن بنات اخواتها الأنيقات، لذا رمقتها بنظرة ضيق وازدراء، ثم تأففت تنهض من على الطاولة، متوجه حيث غرفة ابنتها التي ما تزال نائمه، غير مباليه لما حولها، تابعتها نظرات ظافر، الذي تأفف بدوره لفعلتها تلك، لكنه التفت ما ان شعر بربته حنونه على كفيه، ادرك هوية صاحبتها جيدًا، من ستكون سوى ميار تلك الجميلة التي تعشقه ويا ليت قلبه يمنحها من العشق ما تستحقه، ابتسم لها بحنان حينما وجدها تعطيه شطيرة مربى الفراولة التي تدرك تفضيله لها، بالله عليه كيف له أن لا يعشقها ألي الأن وهي تعطيه كل تلك المحبة والاهتمام، تدللهُ كطفلها الصغير، غبي هو وقلبه من صقيع مؤكدًا!..
جذب الشطيرة منها متناولًا اياها قائلًا بنبرة ضيق من اهتمامها الزائد والذي يجعل من عذاب الضمير يختلجه:-
- هتفضلي تأكليني، حد قالك عليه طفل صغير
ثم جذب الشطيرة ووضعها بحده أجفلتها، لينهر ذاته ما أن التمعت عينيها بالعبرات، فأسرع جاذبًا اياها، يهتف بها بنبرة اخرى حانيه قائلًا:-
- انا قصدي هتفضلي تأكليني ومش هتكلي
ثم ألتقطها مجددًا، يقدمها لها قائلًا:ـ
- يلا كليها يا حبيبتي..
ارتسمت ملامح محياها بسعادة تنجلي بوضوح لفعلته تلك، وكلمته التي جعلت قلبها يهدر نبضاته، ثبتت ناظرتها عليه تطالعه كالبلهاء، فهي تعشقه بجنون منذ الصغر، تحلم به زوجًا لها، تدرك جيدًا انه لم يبادلها العشق، وأنه أُجبر على الزواج منها، لكنها تكتفي بالقليل منه، يكفي أنه لها ومعاها، زوجها هي، يعود أليه بنهاية ليلة، لتنعم بدفيء قربه وتغفو وهو يضمها بين يديه، بيقين أنه ذات يوم يحن، ويخنع لكل هذا الحب، حينما يتسلل إلي شغاف قلبه ويمتلكه..
بينما هو نظراتها تلك تدغدغ مشاعره وتنفخ اوداجه، تجعله دونًا عنه يميل لها، مكتفيًا بحبها هي له، لذا هتف قائلًا بابتسامة وهي تناظره هكذا دون ان تزيح ببصرها عنه قائلًا:-
- ميار حبيبتي مش وشي اللي لازم يتاكل..
تداركت ذاتها واشاحت ببصرها عنه، ليميل عليها قائلًا بعبث:-
- بس لو عجبك وحابه تكليني ما عنديش مانع، بس للأسف مش دلوقت عشان تأخرت...
اختضب محياها بحمرة الخجل، وانكبت تطالع صحنها، متظاهرة بتناول الطعام، ليقهقهه هو عليها، وينهض مودعًا اياها، ألا انها اصرت مرافقته حتى باب القصر، فقام بتقبيل كلتا وجنتيها الحمرتين، ثم غادر الى الشركة...
بينما كان نادر كفه يحتضن كف سيدرا من اسفل الطاولة، محرجًا اياها وهي تحاول ان تفلته منه، لكنه لا يقبل، بينما يقوم هو بأطعامها تحت نظرات والدته الممتعضة لحال والديها، كلاهما خاضعان لزوجتيهما، لذا نهضت من على الطاولة بضيق، قائلًة بصوت جهور :-
- نعيمه هاتي القهوة بتاعتي في التراس..
ثم توجهت صوبه، بينما سيدرا طالعته بنظرة معاتبه، لم يهتم لها واستمر بأطعامها غامزًا لها بعبث، يعطيها لقمه من مربى الفراولة، والتي لوثت جانب شفتيها، وبلحظه باغتها وهو يميل مزيلًا لها بطريقته الخاصة، والتي جعلتها تنتفض متفاجأه، تطالع حولها تتأكد من عدم وجود احد حولها قد رأيهما ، لتزفر بالارتياح لخلو المكان، بينما تلكزه بكتفه بضيق، جعلت قهقهته تصدح عاليًا وهو يلعق شفتيه معبرًا عن لذة مربى الفراولة أو شيئًا أخر...
***
بالأعلى بعدما خرج أدم من الجناح بدقائق حتى تململت نيرة بفراشها، وافرجت جفونها عن مقلتيها، ما أن صدح صوت هاتفها ينبأها بوصل رسالة، اعتدلت جالسه على الفراش بتأفف للحظات، وهي تلتقطه، وهله وارتسمت ابتسامه على محياها و قامت بالرد على مرسلها، ثم نهضت مسرعة تلتقط منشفتها وتدلف للمرحاض..
أنت تقرأ
"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر" بقلم دينا العدوي
Mystery / Thrillerقدري كان لقياكِ وقلبي لكِ كان بالانتظار ظننت قبلك عرفت الهوي ولكن فيكِ عرفت العشق، الجنون، والهوس خطأ جمعني بكِ، جعلني اكون لكِ ولكنِ عشقت هذا الخطاء الذي قُدر به لقياكِ