البارت الخامس

18K 667 54
                                    

"حامل بالخطأ" 
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلمي "دينا العدوي"(ملاك)
البارت الخامس
🌺🌺🌺🌺
الحب كلاعب كره مهاجم، راغب بالفوز
يهاجم القلب بضراوة، راغب بتسديد هدف
وأقحام المشاعر به لأعلان فوزه
ومهما كانت دفعاتك قويه، يراوغ بجدارة
ويتخطاها، محققًا هدفًه بلا تراجع
وهكذا كان حب سارة سدد هدفه
وتمكن من اقتحامه والوصول لشغاف قلبه
ــــــــــــــــــــــــــ
أرجع رأسه للخلف مستندًا على مقعد سيارته بعدما اطمئن على دخولها للمنزل، أغمض عيناه محاولًا لجم مشاعره
التي تراوده الآن، هاربًا من نظرات عينيها المموجة بالحزن والألم التي تطارده وتؤلمه، منذ ان وقعت عيناه عليها وملامحها تتغضن بكليهما، بات يدرك أنهم حطموها وقد سرقوا منها البسمة فيما مضى ، سرقوها بسرقتهم لرحمها وطفلها الموهومة بموته، تلك البسمه التي لا يراها إلا عند رؤياها لطفلهما وكأن قلبها يشعر به ويدرك ما لم يدركه عقلها، لذا لا يفوت على ذاته رؤيتها، يعشق تأمل وجهها المشع بنورًا يبهجه حينها، رغم المسافة بينهما، إلا أنها تسبب ذاك النبض الهادر لقلبه، يتمنى لو يذهب إليها ويخبرها بحقيقة أن عمران هو صغيرها وأنه هو والد طفلها، ذاك الرجل الذي جعلها حاملًا بطفله،  ذاك الرجل الذي دمر حياتها وسلب منها عذرية جسدها دون المساس بها، أو حتى رؤياها..

كم بات يكره ذاته من حينها، يجلدها بسياط الذنب التي تدمي روحه، تأوه بألم من سر بات يثقل كاهله، وضمير يمزقه، والاسوء نيران الغيرة التي تستعر بقلبه وتحرقه وعقله تموج به التخيلات المنفرة لغريمه مع من عشقها قلبه، ينال ما لم يناله، تخيلات يجن لها جنونه، وتحرقه
لعنًا الماضي الذي لم يتمكن فيه من رؤيتها قبلًا وجعلها ملكًا له وحده، ولو أنه فعل والتقاها قبلًا، لما كان الان يحيي مع الألم المرافق لفراشه البارد الخالي منها، ونيرانه المستعرة لغيرته عليها، كلما عاد زوجها ألي البلدة ويدرك أنه الأن ينعم بدفيء قربها...
صك على نواجذه بغضب واغتضنت ملامحه بالألم بينما قبض على كفيه وهو يطرقهما بقوة في مقدمة سيارته عند تلك الخاطرة،  لتعاود تلك الرغبة بالطفو للعلن كلما دفنها بأعماقه،  وكاد ان يفتح باب سيارته،  ليذهب لها يعلمها عن من يكون هو ويطالبها بحقه هو وطفلها فيها،  لكنه يخشى من ردت فعلها عليه حينها،  يخشى من نظرة عينيها حينها والتي قد تحمل رفض ونفور له قد تنحر روحه وتحطم قلبه، والوجل الاكبر يكمن في كلمات يخشي ان تنطقها شفاها وتبوح له بعشقها لغريمه، الذي يسرق منه ما هو له،

خاصةٍ لبقائها الأن معه رغم أدراكها بعقمه،  سبعة سنوات تحتمل من أجله ولم تفكر بتركه،  وهذا يأجج نيران ظنونه بعشقها له الذي لا يحتمل البوح به، يدرك أنه سيثور حينها وقد يصل به الأمر ألي خطفها وجعلها ملكه عنوه وهذا ما لا يريد فعله بها ولكنه لم يعد يحتمل، اليوم وبعد رؤيتها ولمسته الأولى لها يشعر بالانهزام أمام مشاعره المتأججة اتجاهها.....
هكذا اوشك على فعلها، لكنه نأث عن ذلك، مستعيد عقله من جديد، حتى تراجع كليًا، ما أن صدح صوت هاتفه فوجدها تلك التي تهتم بطفله بغيابه، فأجاب عليها قائلًا:-
  - ايوة يا زينب
  - استاذ رُحيم حضرتك هتيجي أمتى؟، الشمس غربت وميعاد مرواحي فات وتأخرت..
زفر متذكرًا، فاردف معتذرًا قائلًا:-
  - معلشي يا زينب تأخرت عليكِ، كان عندي شيء ضروري، بس أنا خلاص في الطريق على بعد كم شارع بس دقايق وأكون عندك...
انهى حديثه وأغلق الهاتف مدركًا انه أنقذه من فعله هوجاء كاد أن يرتكبها، مدمرًا بها حياته وحياتها، فماذا سيحدث حينها اذا رفضت قربه وحسمت قرارها بالبقاء مع زوجها واخبرته برغبتها بطفلها، وهو لن يستطع أيلام قلبها بعد كل ما عانته ويحرمها منه اذا علمت به،  ولن يستطع تحمل أن تغضب منه ويرى بحدقتيها الكره له،  تلك الحدقتين التي يتمنى رؤية عشقه بهما، كما أنه لن يستطيع تركها هي وطفله لأخر!...
اوقف سيل أفكاره عند هذا وقاد سيارته عائدًا للمنزل،  متخذ قرارًا بأنه لم يحن موعد أخبارها بعد...
**** 
شمسًا جديدة أشرقت، فأضاءت السماء الحالكة، لتغرد العصافير وتصدر ألحانها،  بينما تتسلل أشاعتها الدافئة بدلال عبر شرفة غرفته التي باتت غرفتيهما، لتسلط تمامًا على وجه الوسيم، رفرف بأهدابه متململ في فراشه، حتى ظهرت شمس عينيه المماثلة، وسريعًا ما تسرب إليه عبق رائحتها الذي نُثر بأنحاء الغرفة،  ليحرك وجهه اتجاه الطرف الاخر من الفراش راغبًا بالتأكد أن كل ما عاشه ليس حلمًا، ليجدها تنام بجواره حقًا كالطفل الصغير، حتى أن إحدى قدميها الأن تضعها فوق قدمه، وخصلاتها الفحمية الناعمة مشعثه حول وجهها بطفولية، جميله هي تلك الصغيرة، لقد أكتشف ان طريقة نومها تتنافى تمامًا مع شخصيتها الهادئة والتي تبدو كنسمه تطوف بين الأغصان،  فهي تتبدل تمامًا وتصبح كثيرة التحرك والتقلب أثناء نومها.. 

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن