البارت الواحد والأربعون

15.5K 700 70
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الواحد والأربعون
🌺🌺
لك بالقلب نبضه؛ أن حضرت دقت فرحًا، وأن غبت دقت شوقًا، ويهلك قلبي كمدًا، خوفًا من فقدك أبد، فقد أحببتك
وتمنيتك قدرًا يلازمني، فلا تمضي دقيقه واحده من عمري الا وإنا معك، ف فقدانك يا من أهوى، أشبه بفقدان الروح للجسد...
ــــــــــــــــــ
هناك أخطاء لا تُغفر بقولك آسف، جروح تسببتها لن تداويها الأيام، ندوب سيبقى أثارها عالق لا يمحي وان كررت الاعتذار، فلا تستهان يومًا بحجم الأخطاء، قد تُهلك قلبًا وتحوله حطام،  او تغير مكانتك بقلبًا ما،  بعدما كنت تمتلكه، تجد نفسك ملفوظًا خارجه، منبوذًا من محبته، وقد نلت رتبة قاسًا جبار...
وها هو ألقى على مسامعها كلمات الاعتذار، يعترف بذنبه ويرغب بصك الغفران، وان تبقى على عهد البقاء في كنفه ولا تقرر الافتراق، لكن بالله كيف عليها البقاء وقد فقدت الشعور بالأمان والاطمئنان..
ربما تملك قلبًا كبير، لكن بالنهاية ثقبه الشعور بالخذلان وبات لا يستطيع الابحار في محيطه دون الخوف من الحطام والغرق في بحر من الظلمات..
لذا أكتفت بالصمت ردًا للحظات وبداخلها حائر، بين شقي رحه تكمن احاسيسها المتناقضة، ربما  قلبها صدقه لكن الخوف مما عاشته يحكم سيطرته على عقلها، ويبث شعورًا بعدم الأمان يجعلها تتراجع عن البوح بالغفران، وبالنهاية بقيت عالقة بالمنتصف لا تغفر ولا تحقد،  فقط هي تائهة،  مشاعرها متخبطة..
وكان الباب الذي طرق عدة طرقات ويعقبها دلوفًا للممرضة  بمثابة إنقاذ لها من التشتت، خاصةٍ وهو يناظرها منتظرًا أجابتها، وبصره مثبت على محياها، يراقب حيراتها وتخبطها
والوجل الذي يسكن حدقتيها حتى فاض وانسكب أخبره أنها لن تغفر، وان أمامه دربًا صعب لنيل هذا الغفران الذي يرغبه، فتجلى شعوره بالألم في عينيه، وأبعد بصره عنها يواليه للممرضة التي هتفت قائلة:-
- هي كده بقيت احسن وكله تمام،  حضرتك تقدر تخدها وتمشي بس بالأول تفوت على الحسابات..
  إلا انه هتف معترضًا قائلًا:-
- لأ انا حابب احجز غرفة تبقى فيها لحد ما نطمن اكتر عليها وتكون بخير، اعملي الاجراءات اللازمة..
امأت الممرضة له وخرجت لتفعل ما اراد، بينما هو أعاد النظر أليها قائلًا:-
- أنا شايف ان من الافضل تبقي هنا الليلة عشان اطمن عليكِ وعلى البيبي اكثر..
  امأت له برأسها ولم تبدي أي اعتراض، فلا تزال تشعر بالتشتت وترغب بالهرب من النظر بعينيه، ليلج الى الغرفة آسر الذي خرج غاضبًا من حجرة نيرة ورآه والده فحدثه قائلًا:-
- عملت إيه!..
بملامح متجهمه ونظرات غاضبه اردف قائلًا:-
- فهمتها أني عايز ولادي وإني مش هتخلى عنهم ودلوقت لازم اروح اطمن على جود..
وتركه وتحرك عائدًا ألى هنا، حيث جود تلك البريئة التي يشعر بالراحة بقربها، وما أن ولج الغرفة حتى توجه نحوها وعيناه تلتقط قرب أدم منها بشيء من الضيق، إلا أنه اردف متسائلًا بنبرة حانية:-
- اسف كنت مضطر اروح، الدكتور خلص!، انتِ كويسه!..
   امأت له برأسها، بينما اردف أدم قائلًا:-
- انا طلبت منهم يجهزوا لها اوضة هنا عشان تبقى فيها لنطمن اكثر عليها...
  هز آسر رأسه مبديًا موافقته على هذا واقترب أكثر من جود ومد يديه يلتقط كفها بدعم قائلًا:-
- الحمد لله اني لقيتك وأنك بخير..
  رمقته بنظرة اطمئنان لوجوده، بينما لمعت عين أدم بضيق غمرها حتى فاض وانسكب وبدأ يشعر باحتراق داخله، فنهض من مجلسه بجوارها، هاربًا من شجون الموقف وتأثره به قائلًا:-
- هروح أطمن على نيرة وأرجع لك تاني يا جود..
  ثم وجه نظره لأسر قائلًا:-
- أول ما نطمن عليهم لازم نتكلم أنا وأنت ضروري..
  رمقه آسر بنظراته الغاضبة اللامعة بالتحدي قائلًا:-
- أكيد..
تحرك أدم حينها للخارج وهو يشعر بثقل بأنفاسه وشعور بضيق يجثم على روحه لعدم حصوله على مسامحتها واقتحام هذا الآسر للغرفة منهيًا الحديث بينهما دون أن ينال ما رغب، وتحرك نحو غرفة نيرة حتى يطمئن عليها، لكن رنين هاتفه احجبه عن هذا وجعله يتوقف موضعه يحادث المتصل والتي لم تكن غير سناء زوجة عمه، والتي ما أن فتح الخط حتى صاحت قائلة بنبرة وجل زائف:-
- بنتي عامله إيه يا أدم!، وانتم في مستشفى ايه!، عايزة اطمن عليها..
  سريعًا ما أجاب بتجهم قائلًا:-
- نيرة كويسه وبخير، محصلهاش حاجه، بس هي كانت لسه تحت تأثير المخدر وأنا رايح اشوفها دلوقت، واحنا في مستشفى(..)  لو عايزة تيجي تطمني عليها بنفسك تعالي..
  ثم انهى حديثه قائلًا:-
- يلا أنا لازم اقفل واعرفي أن اللي حصل دا مش هيعدي على خير، واحمدي ربنا ان ابني بخير وما تأذش،  بس لما يقوموا بالسلامة وقتها كل من غلط هينال عقابه..
  واغلق المكالمة وهو يشعر بالحنق منها ولم ينتبه لتلك التي تغضنت ملامحها بالضيق والغضب لفشل مخططاتها، وعدم تخلصها من هذا الحمل كما رغبت، فلمعت عيناها بنظرات شيطانيه تبث الرعب في قلب من يراها، ويدرك أنها سليلة الشيطان في الدنيا، وبكل غضب كانت تلقي هاتفها على فراشها وبدأت تجول بالغرفة بعصبيه زائده، تقسم على الوصول لما ترغب، مهما اضطرت أن تفعل حتى تصل، ثم
توقفت بغته امام الفراش تتطلع بالفراغ وقد سيطر الغموض على سيمائها في تلك اللحظة وقد بدى أنها نسجت خطة ما بعقلها الخبيث،  فجذبت جذلانها وهاتفها مجددًا وتحركت للخارج..
**
ما أن خرج آسر من غرفة نيرة وغادر والده، حتى وقف لثوانًا يناظره الغرفة بتردد قبل ان يحسم امره ويخطو نحوها،  خاصة لذهاب نادر بعيدًا يتحدث بهاتفه، فطرق للباب بخفه، ثم ولج ألى الداخل...
دلف الغرفة متوجه نحو الفراش الراقدة عليه نيرة، ونظرات عيناه مصوبه نحوها، حتى اقترب منها  وحمحم محاولًا فض تحشرج صدره ثم هتف معرفًا عن ذاته قائلًا:-
- أعرفك بنفسي أنا والد آسر، يعني انتِ حامل بأحفادي وكنت حابب اتكلم معاكِ شوية..
  كان يتحدث وحدقتيه تجولان بمحجرهما على محياها، يتأملها شاعرًا أن تلك الملامح قد سبق له رؤياها، لكن ذاكرته الخمسينية لم تسعفه ليدرك هويتها بعد، وخاصة أن مرات لقائهم لم تتعدى المرة الواحدة وقت حادثة آسر، بينما هي ازدردت ريقها بتوتر قبل ان تهتف مرحبة:-
 اهلًا بحضرتك، واكيد تقدر تقول كل اللي انت عايزه..
ناظرها سليمان بتوتر للحظات قبل أن يحمحم مجددًا قائلًا:-
- اسمعي يا بنتي، أنا عارف ان اللي حصل دا كان مفاجئ ليكِ، بس هو حصل وخلاص وكان خطأ مش مقصود ومفيش في ايدينا غير اننا نرضى بيه، فبالنهاية دا قضاء وقدر، وأحب اقولك أن إحنا متمسكين بأحفادي واننا هندعمك لحد ما تقومي بالسلامة وبعد كده كمان، لأني مش هتخلى عن ولاد ابني وهعمل اللي لازم يتعمل عشان ينتسبوا لأبني ويتربوا في وسطينا، بس كل اللي مطلوب منك انك تحافظي عليهم وما تتسببي ليهم بأي اذي، حتى لو مش عايزهم فأحنا عايزينهم، وفي المقابل انا ممكن اديكِ اللي انتِ عايزه كله، ثروتي كلها فداء لسلامتهم وسلامة ابني معاهم..
  ازداد توتر نيرة ومعه تجهم وجهها وشعرت بالأهانه من كلماته لها ومقصده، لكنها ابتلعت غضبها وحنقها وتحكمت فيما ألقته على مسامعه عقبها قائلة:-
- اسمع حضرتك انا مش مستني منك فلوس عشان اهتم بأطفالي واحافظ عليهم، دول قطعه مني، حلم كان نفسي فيه، وربنا حققوا لي وكرمني اخيرًا بعد سنين طويلة من المحاولة بيهم، فأنا اكيد هحبهم واهتم بيهم واحافظ عليهم 
ومش مستني منكم حاجه غير الاهتمام واكيد أن ولادي يتنسبوا لأبوهم ويكونوا زي أي أولاد طبيعية ابوهم متقبلهم ومكتوبين على اسمه مش منبوذين، واهتمامك بيهم دا شيء اسعدني جدًا مهما كانت غايتك من ولادتهم وأنها انقاذ ابنك، إلا اني واثقه انك هتحبهم وتهتم بيهم وتكون جد مثالي ليهم..
كانت تتحدث بنبرة ناعمه، تتحكم في غضبها وحنقها من كلماته السابقة بقوة تستحق الثناء عليها، فقد كانت غياتها تتمثل في ترك اثر ايجابي وان تظهر بصورة لائقة، بينما هو تضاعف ارتباكه من طريقتها الناعمة ومعرفتها بمرض ابنه  وشعر بالخجل من كلماته السابقة فهتف مصححًا حديثه قائلًا:-
- يا بنتي افهميني أنا ما كان قصدي اهينك أو اوصلك اللي انتي فهمتي دا، انا كل اللي عايزه ان احفادي يتولدوا بخير وسلامه وينقذوا ابوهم ونعيش كلنا بسعادة بعدها، وأنا سعيد إنك طلعتي بالأدب والاخلاق دي وأنك مهتمة بأولادك وحابهم وما عندكيش مانع انهم ينتسبوا لأبوهم، فعشان كده أنا بوعدك اني هعمل اللازم وهسعى لأنهم يحصلوا على كافة حقوقهم، بس لازم تفهمي أن لتحقيق دا كلكم هتضطروا تقدموا شوية تنازلات...
بكل ثقه نابعه من غريزة اموميه خالصه، راغبة بحماية اطفالها وسعادتهم هتفت قائلة وهي تحتضن رحمها:-
- وانا جاهزة اقدم اي تنازلات مهما كانت في سبيل حماية اطفالي وسعادتهم..
  تبسمت شفتي سليمان وانجلى الشعور بالراحة والاطمئنان  على ملامحه واماء برأسه لها وهو يهتف قائلًا:-
- تمام يبقى اتفقنا، أنا هستأذن دلوقت عشان ترتاحي، وأنا  وابني قريب هنكلم المحامي في حضور جوزك ونتفق على الجاي كلنا، واتمنى ما يحصلش خلاف ولا عقبات..
امأت برأسها له وهي تمتم بالمشيئة ردًا على حديثه،  بينما هو غادر مستأذنًا الغرفة وشعور بالسعادة يغمره..
**
بعدما انهى مكالمته مع زوجة عمه،  حتى واصل طريقه ألى  غرفة زوجته للاطمئنان عليها، ما أن وصل حيث هي، حتى كان سليمان قد خرج لتوه من غرفتها، ونادر  بالمقابل أنهى  مكالمته هو الاخر مع زوجته مخبرًا اياها بكل ما حدث،  فأخبرته بقدومها ألى  المشفى للاطمئنان عليها..
تفاجئ نادر لرؤية شقيقه،  فأقترب منه بلهفه مستفسرًا عما كدث معه قائلًا:؛
- خير يا أدم عملت أيه!،  طلعت جود من قسم الشرطة!..
  أماء أدم  برأسه له قائلًا بنبرة صوت غاضبه متأثرة بحديثه مع سناء قائلًا:-
- ايوة طلعناها وهي دلوقت بالمشفى هنا..
اردف نادر بنبرة قلقه قائلًا:
- في المشفى هنا بتعمل ايه!،  خير هي كويسه عي والجنين!
هز رأسه له قائلًا:-
- هي بخير هي والبيبي والحمد لله..
  ثم اضاف بنبرة مغلفة بالوجع على ما اصابها قائلًا:-
- بس اتعرضت للضرب من وحده من المسجونات ولولا ركان لحقها في الوقت المناسب كانت تأذت اكتر هي وابني..
  استشف نادر الالم الذي يشعر به شقيقه من نبرة صوته،  فرفع ذراعيه وربت به على كتفه بمؤازره قائلًا:-
- الحمد لله انهم كويسين ومرت على خير،  بس لازم تحرص اكتر يا أدم  المرة الجاية،  ما ينفعش نحط النار جانب البنزين ونقول دا قدر لو حصل انفجار، ما كان ينفع نترك جود مع مرات عمك في مكان واحد بعد اتهامها الصريح ليها بأنها وقعت بنتها،  كلنا عارفين انها مش هتسكت،  بس الموقف ما عطنا وقت نتصرف بحكمه،  بس قدر الله ما شاء فعل..
  أماء له ادم بتأييد لكلامه قائلًا:-
  - ونعم بالله.
  - ثم حدث حاله قائلًا:-
  - عشان كده أنا  حجزت غرفة هنا لجود تبقى فيها لحد ما نطمن على نيره وكمان لحد ما تهدى جود وتقبل تسامحني وترجع معايا البيت..
  انتشله من شروده نادر حينما اردف قائلًا:-
- صحيح يا ادم نيرة فاقت وبقيت كويسه،  الممرضة خبرتني من شوية وكنت لسه هدخل لعندها،  بس بما انك جيت ادخل أنت..
اماء له أدم واردف قائلًا:-
- انا فعلًا كنت جاية اطمن عليها،  يلا أنا  هروح لها..
اماء له نادر ببسمه وهو يعيد التربيت على كتفه،  ثم ازاح ذراعه عنه،  ليبتعد حينها أدم  ويلج ألى  غرفة زوجته
**
في الأراضي الهولندية،  توقفت السيارة التي تحمل بداخلها شاهي وامتعتها امام المطار،  لتترجل هي منها وتتوجه للداخل فورًا بعصبيه زائده ومن خلفها السائق يحمل لها امتعتها،  فصاخت به بحده ان يسرع حتى لا تفوتها الطائرة المغادرة ألى الاراضي المصرية  والتي حجزتها عبر الهاتف حينما اعلمها الموظف انها الرحلة الاخيرة لليوم وتتحرك خلال ساعتين،  فأسرعت تطلب من الخادمة لن تحزم امتعتها لها وتوجهت صوب المطار،  وها هي تلج من بوابة العبور وصولًا للطائرة، والتي لا تعلم أنه يشاركها بها  اهل جود
ايضًا، والذي وقع نظره عليها بعد اقلاع الطائرة وذهابه ألى المرحاض،  فمر بجوار مقعدها واندهش لتواجدها،  فعاد ألى  مقعده مسرعًا،  وانحنى بجسده يهمس لوالده وجاسر بتواجد تلك المرأة بالطائرة،  فتطلع جاسر باهتمام له،  بينما الحج رشدان اردف قائلًا:-
- يبقى المرة دي  اكيد رايحه لعند جوزها، واحتمال كمان يكونوا لقوا البنت وبيخبوا علينا  فاحنا لازم نلحقها ونشوف هتروح على فين وتشوف بنتنا ونتأكد إذا كانت خاطيه مثل ما قالت هالمره ولا لأ..
  حينها نظره جاسر قائلًا:-
  - مس هنعمل حاجه ولا نأذي البنت الا ما نتأكد يا ابوي ممكن تكون البنت مظلومة والست دي بتدعي عليها..
  - اماء له الحج رشدان برأسه قائلًا:-
  - ومن ميتي كان ابوك ظالم يا بشمهندس، اكيد هنتوكد الأول...
اماء له جاسر برأسه  متفهمًا،  بينما اردف سالم بعين تلتمع بوميض الشر قائلًا:-
- بس لو تأكدنا انها خاطيه يا أبوي، يبقي نغسل عارنا ونتخلص منها..
جثم شعور الضيق على قلب جاسم وشعر بالقلق من القادم وهو ينظر بيأس الى  شقيقه الذي يستبيح الدماء وهدرها..
وأغمض عينه متمنيًا أن  تكون تلك المرأة كاذبه وتلك الفتاة لم تخطئ فلا يريد أن تلوث أيديهم بدمائها ويحمل ذنب موتها..
**
توقفت سيارة ركان أمام بوابة القصر، ترجل منها وتحرك للداخل تزامنًا مع خروج سناء، فألتقى كلاهما عند الباب،  مما عرقل تحركهما،  فناظرته سناء بتوتر ومشاعر تنفرها تداهمها كلما رأته، بينما تحدث ركان قائلًا:-
- انتِ رايحه لعند نيرة، اطمني هي بخير، أدم طمني عليها..
  ناظرته بصمت للحظات وكلماته تشعل غضبها،  ثم اردفت قائلة بزيف:-
- قلبي مش هيرتاح غير لما اطمن عليها بنفسي..
  اردف ركان قائلًا  وشعور بالتعاطف معاها يجتاحه:-
- لو تحبي اوصلك أنا أتفضلي..
إلا أنها  هتفت معترضة قائلة:-
- لأ السواق هيوصلني،  اطلع أنت وارتاح..
  اماء لها متفهمًا عدم رغبتها بقربه والتي دائمًا ما يلاحظها وكأنها تنفر تواجده وتتجنب دومًا الاحتكاك به،  وتحرك للداخل،  بينما توجهت هي الى السيارة واستقلتها مخبره السائق بالعنوان فتحرك نحو وجهته...
**
ما أن ولج ركان الى الداخل حتى توجه صوب الدرج مباشرةً واستقله صعودًا للأعلى حيث غرفته هو وزوجته،  ما أن وصل حتى طرق الباب بخفه، فتحت له الممرضة الباب  فدلف الى الداخل وحدقتيه تجول بحثًا عنها،  فأردفت الممرضة قائلة وقد انتبهت له:-
- زوجة حضرتك بتاخد حمام
   اماء لها وتحرك نحو ندى الجالسة على الفراش تذاكر دروسها والتي التقطت عيناه تواجدها، فانحنى يقبل وجنتيها،  فبدالته بابتسامه ترحيب..
تحدثت الممرضة فورًا وهي تتقدم نحو ندى قائلة:-
- تعالي يا ندى نكمل مذاكرة في الاوضه التانية، وقد تقصدت تركهما وحدهما كما اعتادت....
فهمت ندى عليها،  فلملمت كُتبها من على الفراش وهبطت من عليه تلوح للركان مودعه، ثم تحركت برفقة الممرضة للخارج واغلقوا الباب خلفهم.. 

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن