"حدث بالخطأ "
سلسلة "حينما يتمرد القدر "
بقلمي دينا العدوي "ملاك"
الفصل الثامن
🌺🌺🌺
لما لا ندرك قيمة الأشخاص إلا بعد خسارتهم!، بعدما نتظلى بنيران الفقد، لما حينها فقط ندرك مكانتهم بقلوبنا!، غريبة تلك المشاعر التي لا تنجلي لنا وندركها ألا بعد التوق!
وكأن نيرانه فقط من تصهر جليده!..كان على فراشه ممدًا عيناه حمراء وملامحه واجمه تغتضن بالألم السافر، وخصلاته مشعثه، يرتدي ذات الثياب من يومين، فبدى بحالة يرثى لها، والوهن قد تملكه....
يومان مروا عليه، وهن قلبه فيهما وكأنهما عامين كاملين و التوق لها بدى كـ سكين صدأ نحره، والوجل من فقدانها يطرق برأسه كحجرًا صلب، الأن فقط أدرك ماذا تعني ميار له وفكرة خسارتها تلوح أمامه، فيمسى كالمجذوب حينها، رافضًا أياها....
أنه يعشقها بل يهيم بعشقه لها، هذا ما بات سافرًا له، مشاعره المتواريه بزغت للعلن مثل فجرًا جديد، لما رحلت بعد تلك الليله بينهما!، تلك الليلة التي كان بها معها مثلما لم يكن يومً!، كان عاشق، شغوف، متلهف لها.....
كان يهمس لها بعشقه مع كل لمسه، لما خُيل لها عقلها أنها لم تكن المعنيه بها!، وكل كلمه كانت موصمه بعشقه لها، وعن أي عشق أخرى تتوهمه هي كما توهمهُ سابقًا!، ليدرك أن عشقه وقلبه كان لها منذ البداية، وكل ما كان يكمن بـ قلبه اتجاه نادين لم يكن غير هربًا ونفورًا من حياته بهذا القصر وساكنيه، ولولا ذلك الضغط منهم، لكانت طافت مشاعره وانجلت له ، أنه يتخبط وكلماتها تتردد بعقله وتجول به كـ عاصفه هوجاء، تدمي قلبه وتحرق روحه من شدة الألم الذي يقسم انه يعتريها ويفتك بها، لذا يريدها الأن بجانبه، يهون عليها بنفي ظنونها تلك، ويربت على قلبها المتألم بقسم عشقه لها، بأنها المعنيه بكل همسه ولمسه!، لعله يستطع رآب الصدع الذي أحدثه بقلبها ..
لقد بحث عنها بكل مكان يعرفه ولم يجدها بعد، ترى أين هيا وفي أي مكان توارت فيه منه!، ملقيه أياه بهوة سحيقه مظلمه دونها، طيلة اليومين يبحث عنها حتى يتأخر الوقت، فيعود الى غرفتهما، يجلس على الفراش يستجدي الونس من رائحتها العالقه بوسادتها وثيابها، يعاني من السهد فيهما دون قربها، ف ـليلهُ يمسى كالجحيم يحترق فيه، فما أصعب الليالي وأقساها على العاشقين حينما يرمح الشوق فيها ويدمي قلوبهم أنين!...
حينها اقتحمت سناء والدته الغرفه عليه كعاصفه تصيح به وهي تذربد وتعربد بأنحاءها دون أدنى اهتمام به وبهيئته الواهنه تلك قائلة :-
- أنت هتفضل كده!، قوم دور على مراتك ورجعها، حاول تصالحها قبل ما آدم يرجع، وألا الخساره هتكون كبيره، مش لازم تقبل الطلاق أنت فاهم!، وتحاول تراضيها وتعتذر لها لحد ما تسمحك وتقبل ترجعلك....
لم يعير لها انتباه وهو يجاهد لكبت لجام غضبه عنها، احترامًا لصلة الرحم، فكل ما يعانيه الان بسببها هي وبسبب تسلطها وطمعها المنفر له، كانت تضغط عليه بالزواج من ميار من اجل المال والورث وتثبيت مكانته، راغبه بالاستحواذ على كل شيء، لتجعله حينها يرفض ميار ويبغض الزواح منها فقط ليؤكد أنه ليس مثلها، ليس طامع بالمال، ذاك المال الذي هو من حقهما وحدهما، لم لا تفهم أنهما لا يحق لهما به إلا ما اخذوه من نصيب ورث جدهما، فـ عمه والد آدم وميار هو من تعب وسهر حتى كبر العمل، بينما والده هو المتسبب بخسارته فقد قامر حتى خسر، واوشك على بيع نصيبه لغريب، مما جعل عمه يتدخل ويقوم بشراء نصيبه، حتى تبيت شركة العائله تشمل العائلة واسم السيوفي فقط، لكن والدته لا تعترف بهذا، وتصر ان عمه خدع والده واستغل وضعه المادي واشتراه منه بمبلغ بخس، أو ربما لم يدفع من الأساس فلا أحد يعلم، فوالده قد مات فورًا بعد خسارته كل شيء فلم يحتمل، ولولا جده وعمه لما استطعوا العيش كما هم الأن، لقد قاما بتسديد باقي ديون والده وأعادهم الى المنزل، بعدما كان غادره والده وألتزما بمصاريف تعليمهما حتى تخرج وعمل بالشركه، وحتى عمله بالشركه لم يجعله أدم كأي موظف بها، بلا أن أعطاه أسهم بها نظرًا لجهوده تزداد مع نجاحه، لذا هو يدرك أنه لم يظلمهم احد بهذا المنزل، بل والده من ظلم نفسه وظلمهم، ووالدته لا تقتنع بهذا، فالحقد والكره والطمع يعمون بصيرتها كليًا، ليكون هو وشقيقته الضحيه، شقيقته التي تعيش كـ جسدً بلا روحًا، منذ ان تزوجت أدم رغم عشقه السافر لها، إلا انها لا تبادله مشاعره، ويدرك صبر أدم عليها حتى لا يظلمها بحمل لقب مطلقه، وجهده لأسعادها بأي طريقه ممكنه، فقط يحاول لعله يستطيع اقتحام قلبها، هو ليس غبي، يدرك ما حوله جيدًا، لكنه لم يرد التدخل معطي لأدم الفرصه الكامله، يخشى ان تخسر شقيقته وتندم، وما يعيشه الأن يزيد من اصراره على منحها الفرصه حتى لا ينحر روحها الندم مثله...
عاد من شروده على هتاف والدته الذي افقده قوة تحمله وهو يسمعها تقول:-
- انا مش عارفه ليه ربنا رزقني بشوية اغبيه سواء انت ولا اختك اللي مش عارفه تخضع جوزها ليها رغم عشقه الواضح ليها!..
أظلمت عينها من شدة الغضب وانتفض من على فراشه وكاد أن يهدر بها مفصحًا عن كل ما يختلج قلبه ألا انها لجمّ ذاته وكبح غضبها بالوهلة الأخيرة وانتفض مغادرًا الغرفه كلها، حتى لا يتفوه بما يؤلمها به...
**
الانكسار يخلق الضعف، لكنه يولد الجمود أيضًا، جمود سوف يسربلها أمامه وأمام مشاعرها نحوه، ستبيت أقسى على ذاتها، وتنحر قلبها حتى لا يشتاق، سوف تثبت له أنها ستكون بخير دونه، لن تسمح بأن يسومها بنظرة شفقه ستريه أنها تستطيع تناسيه والعيش دونه، وأنه ليس مقيد بها بعد الأن، بأمكانه متابعة حياته كما يريد، لن توقفه ولن تمنعه، بل من حياتها ستلفظه، مادام سعادته تكمن مع غيرها
اذًا هي النهاية لهما، وهي ستكتفي بطفلها الذي لن تسمح له بأن يولد بين علاقة زواج فاتره خالية من المشاعر مكلله بالخيانة، لن ترضيها لذاتها وستنسحب من حياته بتلك النطفه الباقيه من الكرامه التي لديها، وستخلق من ألمها قوة تعينها هي وصغيرها، هذا كان قرارها التي اتخذته
وهي جالسة على أريكة هول صديقتها شاردة فمن خائها وخذلها وطعنها بنصل الخيبات، تضم ركبتيها الى صدرها، والدموع بـ مقآيها عالقه ترفض الاهداب فك آسرها حتى لا تبدو وهنًا، آنين مكتوم هو كل ما يصدر منها، تشعر وكأنها تحتضر، قلبها يآن من جراح طعنة الغدر الذي رشقها بقلبها بخيانته لها، يعتريها الندم على عشق منحته أياه، عشق وجب وئده بداخلها، وآلم سيبيت رفيق لياليها...
أنت تقرأ
"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر" بقلم دينا العدوي
Mystery / Thrillerقدري كان لقياكِ وقلبي لكِ كان بالانتظار ظننت قبلك عرفت الهوي ولكن فيكِ عرفت العشق، الجنون، والهوس خطأ جمعني بكِ، جعلني اكون لكِ ولكنِ عشقت هذا الخطاء الذي قُدر به لقياكِ