البارت الحادي عشر

15.5K 688 127
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الحادي عشر
🌺🌺🌺

مازال قلبي بكِ عالقًا
منغمسًا بعشقه لكِ
وأنتِ له كل ما يكونِ
رغم أدراك عقلي انكِ لست
كما ينبغي ان تكونِ
ألا إنكٍ تثيرين ضجيجًا بداخلي
وأجد إنني رغمًا عني
أتشبث بكِ كالمجذوب..
تقتلين قلبي بهواكِ
حينما لا أجد منكِ غير جفاكِ
أجيبيني لما لا تشعرين بقلبًا
نبض لكِ دقاته!، وتستنكرين أحساسه 
وأنتِ من بتِ تسرين بمجرى دمائه
ارضخي لعشقه وامنحيه هواكِ
واقتربي لتختلط أنفاسي بأنفاسك
لعلك توقفين ذاك ضجيج بأعماقي
ضجيج توقًا لوصالًا يبدد أشواقي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل حان وقت اللقاء!، هل ستتقلص المسافات!؛ وتبتين لي يا حب القلب، هل سأنال وأخيرًا قربك!، أم أنني مع موعد لقدرًا مظلم..
ــــــــــــــــــــ

أستدار بسيارته عائدًا للبلد وثمة غصة تعتمل قلبه، لا يدرك ماهيتها، هل هو غضب واستنكار لما سمع أنه يحدث بالبلد!، أما لأنّه ذكره بما حدث معه!، اليس كلاهما اثمًا يسمى بخلط أنساب!، كيف يفكر هؤلاء الناس!، إلا يخشون الله!، إلا يفكرون فيما قد يحدث من مصائب جمّ بسبب أفعلهم تلك!،
تقزز ونفور ارتسمَ على ملامح محياه وخاطرة لمستقبل مشوه قد ينتج من تلك الأفعال تلوح برأسه، قد يمكن أن يلتقى اشقاء وهم لا يعلمون وينخرطا بعلاقه منفره ومشوها، أن الأمر كارثي ومن قام به عليه أن يرجم بالحجر، زاد من سرعته وشعور بالاختناق يداهمه، عائدًا المركز بعدما هاتف القوة لتستعد..
ما أن وصل حتى ترجل من سيارته وأعطى صغيره لأحد العساكر وهاتف جليسته وأمره ان يعود بكيلهما ألي المنزل، حتى ينتهي هو، ثم شرع بتجهيز سلاحه والقوة، وعاود ركوب سيارته مطالبًا بالقوة ان تتحرك خلفه بدون صوت السرينه، حتى لا يهرب أحدهم، فاليوم لا محال سيقضي على تلك الأفات القذرة المشوه للمجتمع ..
***
في تلك الاثناء خطت حميدة تسحب ساره خلفها ألى الداخل، تقودها وهي تتبعها كألة، انتظروا قليلًا ريثما تأمرهم الفتاه بالدلوف للشيخة، كانت مقآيها  تختنق بعبرات القهر ومع ذلك لم تتفوه بكلمه، صامته وفي صمتها ألف آها وآنه وجع، حتى ذهبت الفتاة للداخل تتأكد من أن كل شيئًا جاهز، ثم عادت تأمرهما بالدلوف، نهضت حميدة ببسمه واسعه تجذب سارة التي تبدو كالجثة أمامها، تتحرك بخطوات بطيئة خلفها، حتى دلفنا الى الغرفة، انقبض قلب سارة بقوة، حينما رمقتها الشيخة بنظرة خاطفه وهي تأمر حميدة بتركها والبقاء خارجًا، ارتعبت سارة ورمقت حماتها بنظرة رجاء بعدم تركها وتشبثت بجلبابها، الا أنها سحبته منها بقوة وهي تلقيها بنظرة قاسيه مع مصمصة شفافها، وهي تتركها موقعها، قائلة:-
- خليكِ هنا ونفذي كلام الشيخة عشان نخلص من اللي عليكِ..
ثم تحركت الى الخارج بعدما استأذنت الشيخة المزعومة،  التي أمأت لها بصمت تدعي الوقار،  ما أن خرجت حميدة وأغلقت الباب خلفها، حتى قامت الشيخة المزعومة بقذف بعض البخور مختلط بتلك المادة المخدرة بالنيران لتتصاعد الأبخرة مكونه سحابه متجهه ناحية سارة  بينما هي تكتم أنفاسها، فعلى كل حال تلك المادة لا تأثر عليها كثيرًا فقد اعتادت استنشاقها، يلزم الكثير منها للتأثير عليها، وبدأت بتمتمة بعض الكلمات المبهمة، بخديعة للضحية التي أمامها، حتى لا يرودها الشك ما أن ن تفقد وعيها، متعللة بأن الجن هو من افقدها الوعي متأثرًا بما نطقت به...
بدأت سارة تشعر بذرات الهواء تنسحب من صدرها وشعور الاختناق يعتريها حاولت التحرك لكن شعور بالتقيد اعتملها، وزاد من اختناقها حتى غامت عينيها وابتلعتها تلك البقعة السوداء في موقعها على المقعد الجالسة عليه، نهضت المرأة  وقامت بوضع غطاء على تلك المبخرة بعدما تأكدت من غيابها عن الوعي، ثم قامت باستدعاء شريكها، الشاب الاسمر، الذي اتى ومعه" الصوفة المنغمسة بنطفته" وقد حضرها مسبقًا بالغرفة المصغرة المتوارية بالداخل، وتقدم اتجاه ساره، الذي ما أن وقع بصره عليها حتى رمقها بنظرات اشتهاء راغبًا بها، بينما الاخرى كانت تعدل منها لتضعها على الأريكة، لتشرع بتنفيذ خطتها، وحينما وجدته لا يتحرك، استدارت بوجهها له وجدته يلعق شفتيه وهو ينظر لها باشتهاء سافر، حينها رمقته بنظرة ساخطه قائلة:-
  - هتفضل تبص لها كتير، يلا خلينا نخلص قبل ما تفوق..
  إلا أنه لم يعجبه ما قالت، وكم اراد تنفيذ الأمر بطريقة أخرى، خاصة مع جمال تلك القابعة أمامه، وما أوشك عن التفوه برغبته إلا ان المراءة قد فهمته وهتفت قائلة باعتراض:-
  - اوعى تنطقها، مستحيل اللي بتفكر فيه، احنا مش وش كده، ولا ممكن اسمحلك تعتدي على الولية، دا أمانه وانا مليش في النجا*ه دي وانجز يلا ساعدني ننقلها..
أماء لها مجبرًا وهو يتقدم نحوها  يتظاهر بتحريكها بينما   يلامس جسدها باشتهاء مصرًا على رغبته...
**
توقفت سيارة رحيم بالخارج وخلفها سيارة القوة بعيدًا عن المنزل نسبيًا، يتحركون بين الحقول بشكل مخطط ومدروس محاوطين المنزل، حتى باتوا أمامه، يشيرون أسلحتهم ويقحمون المدخل، حينها لمحهم  الرجل المكلف بالمراقبة، وكاد ان يسرع للداخل يهم بأخبارهم إلا أن رصاصه من سلاح رحيم المزود بكاتم للصوت اصابة قدمه فأسقطته، فعليه أن يقبض عليهما جميعًا متلبسين، لا مجال للهرب اليوم!، واسرع بالاقتحام ومن خلفه القوة، وما ان ولج مصوب سلاحه على الموجودين،  كادوا ا ان يطلقون صرخات الا ان نظراته المحذرة وسلاحه المصوب نحوهم اخرستهم، وبلحظة تضاعفت القبضة الجاثمة على صدره وباتت كالجمر وشعور من القلق والارتياب راوده حينما لمح حميدة والدة الحقير زوج ساره هنا، تضاعف وجيبه وهو يستنكر وجود ساره معها بهكذا مكان، لتداهمه ذكرى وجودها بالطريق المؤدي له منذ عدة ايام..
ليتقدم نحوها وقلبه يرغب بسماع نكران منها، وبلحظه كان يجذبها من ذراعها هادرًا بها قائلًا:-
  - سارة فين!..
  تلجلجت حميدة وارتعبت من مداهمة الشرطة والاغرب من سؤاله عن زوجة وليدها، إلا أن هدره بها للمرة الثانية متسائلًا عن ساره، جعلها ترتعد وهي تشير له على الغرفة..

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن