البارت السابع

16.5K 812 85
                                    

حدث بالخطأ" 
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلمي "دينا العدوي"(ملاك)
البارت السابع  
🌺🌺🌺🌺
مع بزوغ فجر اليوم وتسلل أول خيوط شمس النهار
تسللت ميار من فراشها ، بعد ليلة جامحه قضيها سويًا،  ليلة منحت فيها بكل كيانها وعشقها رغم الألم الذي شطر قلبها، والغريب أنها تلقت منه مشاعر ثائره، ملتهبة، مع همسات بالعشق لم يرددها لها قبلًا،  همسات كانت كالسياط ترجم روحها ويلتاع لها قلبها رغم جمالها وتمنيها سماعها منه سابقًا، ألا أنها كانت حارقه،  تخترق مسمعها فتدمي روحها آنين، وعقلها يموج بداخله تلك الخاطرة؛ أنها ليست المعنيه بها بل غيرها،  كان قربه منها تلك المرة كالجمر يحرق جسدها بلمساته التي كانت سابقًا تنتشي بها ويرتعد لها وجيبها، وتُحلق بسماء العشق من روعة احساسها بها، إلا أنها اليوم كانت تسحقها، تدميها، وتلقيها بأجيج نيران ملتهبة لظنها أنه كان يراها أخرى لم ينالها،  يبث لها عشقه بدلًا منها وصورتها ترتسم بمخيلته،  مما جعلها تشعر بالتقزز والنفور من ذاتها وجسدها وهي تتلقى عقابها بكل تلك المشاعر التي داهمتها حينها، لتهرع ألي المرحاض وتلقي  بذاتها أسفل المياه دون ان تنزع ثيابها، تنتحب بصوت مكتوم وهي تنزعها عنها، تغسل جسدها من أثر لمساته الحارقة لها، حتى انتهت وانتهى هو معها، حينما اعتراها الندم لذاك الوهن الذي تملكها ليلة أمس، لتهون عليها روحها وروح صغيرها وتفكر بالانتحار والقتل،  لذا حسمت قرارها منذ أمس لا من مكان له بحياتها بعد اليوم...
وپأصرار وتصميم للفظه من حياتهما هي وصغيرها،  خطت خطواتها المتسللة اتجاه خزانة ثيابها واخرجت حقيبة صغيرة جمعت فيه حاجيتها،  وارتدت ثيابها واخرجت ورقه وقلم وبدأت تكتب له بألآم قلبها:-

"  أنا راحلة وسأخذ معي آلامك واحزانك الذي تسببها لك قربي،  انا راحله وسأنزع عنك قيدك وآحررك من التزامك نحوي الذي يفتك بك،  لتكون حرًا وتنال من تعشق،  ليتك اخبرتني قبلًا أن هناك اخرى تملك قلبك،  بدلًا ان تمنحني املًا زائف، جعلني على استعداد الانتظار حتى استطيع اقتحام قلبك ، دون أدراك أن قلبك ممتلئ بغيري، الأن فقط استسلمت، فالعشق لم يكن يومًا جبرًا، لذا الأن اقول لك وداعًا، وداعًا جعلته يليق بي،  وداعًا جعلته عقابًا لي
وانا استقبل منك وصالًا ادمى روحي وحطم قلبي بقسوة وأنا استمع لكلمات عشقك الزائف الذي يجلدني وأنا أدرك انني لست المعنيه به، وبرغم ذلك استقبلته واحترقت بنيرانه، حتى اتذكر تلك الليلة ما أن يحن قلبي لك يومًا، لذا وداعًا أخير، اتمنى لك السعادة به من كل قلبي، رغم الحزن والألم الذي اعطيتهما لي".... 

بقدر ما كانت تلك الكلمات مؤلمه لقلبها إلا  انه عينها لم تذرف دمعه واحده فقط الصمت والتبلد والجمود هو ما تغضنت به ملامحها، ذاك الصمت الذي يعد ابلغ انواع الألم
وببطء مميت نزعت عنها خاتم زواجهما ووضعته فوق وداعها، ثم نهضت وجذبت حقيبتها وخطت اتجاه الباب، إلا أن جسدها خذلها وأوقفها تلقي نظرة اخيرة عليه،  لعلها تتشبع من ملامحه التي ستبيت محرمه عليها،  تحريم قررته بذاتها،  تحريم ستعاني أثره،  لكنها ستفعله...
  وبعد لحظات مرت وجحافل بين القلب والعقل،  اتفقا وأخيرًا على المضي قدمًا وغادرت، هبطت الدرج واستقلت سيارتها الى وجهه جديدة بعيدًا عنه،  تحاول فيها لملمة شتات ذاتها المبعثرة....
***
في هذا الوقت كانت سارة كعادتها تنهض مع اولى خيوط النهار حتى تنهي أعمال المنزل قبل ذهابها للمدرسة، وما أن انتهت حتى خرجت مسرعة هاربه من حماتها وألحاحها للذهاب الى تلك الدجالة التي تنعتها بالشيخة المبروكة والتي تصر عليها للذهاب اليها، فقط تنتظر ريثما يعود عمرو في اجازته المعتادة يومي الخميس والجمعة، ليجد هو حلًا معها،  من المؤكد أنه لن يرضى بهذا الجهل والتخلف، لذا ستحتمل وتهرب منها، حتى مرور اليومين الباقيين على خير، لذا خرجت من المنزل واخيرًا تستنشق الهواء وكأنها كانت تختنق بالداخل، وبدأت بالسير اتجاه المدرسة في وقتها المفضل وساعتها المفضلة وهي تنخلي مع ذاتها، فاليوم رانيا لن تأتي الى المدرسة، لذا هي وحدها وكم تحتاج الى هذا، تحتاج الى وقت مستقطع بعيدًا عن الجميع، تعيد فيه شحن طاقتها من جديد للمتابعة فهي متعبه، كل ما حولها يرهقها، منذ سنون وهي تعاني، وتتألم، لم تجد الحنان سوا مع والدها الراحل، والذي تُلقي على عاتقها  ذنب موته، تعلم أنها المخطئة من البداية لو ما اصرت عليه للموافقة على عرض صاحب البيت من البداية، لو بقيت ببلدتها بجانبه لما حدث أيًا من هذا وما كانت تعاني وتتلظى في جحيم ذكرياتها ألي الأن، لكنها انخدعت ببريقهم المزيف الذي خدعها وانبهرت به، لتكتشف خديعتهم وان ذاك البريق ليس إلا لجمرات مستعرة رجمت بها، كانت شارده بماضيها كعادتها وبطفلها الذي فقدته قبل أن تراه..

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن