البارت السابع غشر

15.7K 647 64
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم


حدث بالخطأ


سلسلة "حينما يتمرد القدر"


بقلم "دينا العدوي


البارت السابع عشر


🌺🌺


كم تمنيت الولوج لأعماقك


وسبر اغوارك، وقراءتك حرفًا حرفًا


لعلِ حينها اجد سبيلي أليكِ،


وأبثُ الدفء بين ثنايا قلبك


وأضمر الخراب الذي احدثته الخيبة


وانير بعشقي سراديب روحك المعتمة


أحتوي آلامك وانتشلك من قسوة أحزانك


وارسم البسمه على محياكِ


ليتني لو استطيع، وليتك تسمحين لي


لتمكنا من اللقاء وتعانقت الأرواح


# رحيم


" سليل أبليس"



لقب نعت ذاته به وقد اجاد الوصف، فمن مثله يملك عقل شيطانًا مخادع، خطط وترك لوالدته التنفيذ...



كان قرص الشمس قد اندمل في أحضان السماء قبل وقت


حتى أن الساعة قد تجاوزت التاسعة حينما اندفع الرجال صوب المركز، حتى آتهم صياح إحدى النسوة وتكون "ام هاجر" وهي إحدى الجارات التي تربطها بحميدة علاقة وطيدة فكلاهما متجبرتان قائلة بعدما لكزتها حميدة لتنفذ ما طلبته منها حينما هاتفتها عقب مكالمتها لعمر:-


- انتم تروحوا المركز الأول، قبل ما نتأكد من الكلام دا وإن مرات ابنها فعلًا في بيت الضابط، لا احنا نروح على بيته ونشوف بنفسنا،....



اماء لها زوجها مؤكدًا على صحة حديثها، وهو يحث الرجال علي أتبعه، ازعنوا له وبدلوا وجهتهم صوب بيت الضابط للتأكد...



استدارت بوجهها ترمق حميدة ببسمه منتصرة، فبدالتها إياها بينما ينتابها الشعور بالراحة بعدما بخت سمها كالحية، تنتظر رؤية مفعوله على ضحيتها وسقوطها جراءه....


السعادة الغامرة هي ما اعتملته لحظة رؤياه لها بالشرفة، تراقص وجيب قلبه وهو يلج المنزل، يلقي سلامًا مقتضب على الجالسين بالبهو الخاص بهم، وهو يخطو بخطوات سريعة اتجاه درج المنزل، يكاد يكون مهرولًا، ونبضات قلبه تسبقه للوصول لها، لم يهتم بنداء والدته المتكرر له، بل سعد الدرج كل خطوتين معًا، حتى وصل للغرفة فتوقف شاعرًا بالاضطراب يتمكن منه، ظلّ للحظات موقعه يلتقط بعضًا من انفسه الهاربة حتى قرر اقتحام الغرفة والولوج لها...


جال بحدقتيه بأرجاء الغرفة بحثًا عنها، لكن لا من اثر لها


لا بالشرفة ولا بالمرحاض، أذًا اين هي!، هل كان يهلوس حينها!، هل بدء يتخيل وجودها حوله!، هل تملكه اليأس الى هذا الحد من عودته ليجن عقله ويطاردها خياله معذبًا اياه، لكن لحظه وانتبه لانفراج الخزانة وخلوها من ثيابها، اذًا كانت هنا حقًا ولكنها غادرت، من المؤكد ليس لبعيد فلم يراها، ترى اين تكون!، خرج من الغرفة باحثًا عنها حتى اهتداه عقله ان تكون بغرفة نومها السابقة، فتوجه نحوها، مقتحمًا اياه بغضب، لتقع عيناه على رؤياه من المرحاض خارجه ملتف جسدها بشرشف أبيض وخصلاتها مبلله تتساقط المياه من اطرافها، فمشهد مغري كان له دائمًا القدرة على أذابته ورجمه بالتوق لوصالها، كانت جميلة، شهية كعادتها، تجعله يخر راكعًا امام بهاءها، لم يشعر بذاته وهو يتقدم نحوها، كالمسحور بسحرها، كـ ظمأن يسير في صحراء قاحلة لأيامًا عجاف ووجد ضالته، فتقدم راغبًا بالارتواء، فقد ارهقه الظمأ، عيناه كانت لا تحيد عنها...

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن