البارت السادس والعشرون

15.1K 661 61
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت السادس والعشرون
الجزء الثاني
🌺🌺

دقُت القبول فقد حان لقاء العيون
الأن أنت في موعد مع المكتوب
فلا اختيار ولا فرار، فقد أُتخذ القرار
أيقن أنك ميسر لا مخير، فقد كُتبت الاقدار وجفت الأقلام 
وليس عليك ألا الامتثال لثورة بركان عشق  بقلبك سوف يكون الانفجار والانهيار أمام سطوة قدر كتب لك الغرام...
**
كانت السيارة السوداء  تنهب الطريق برشاقة، تتبختر على الطريق باحترافيه تدل على مهارة سائقها والتي صدف أنها  أنثى تعلمت أن  تعتمد على ذاتها وتنجح وان تثبت لتلك العقول المتحجرة أن لا فرق بين رجل وانثى، وأن كلاهما متساويان ويحق لهما الدراسة والعمل واثبات الذات، وها هي تخطي خطواتها للنجاح بقوة، فقد عزمت وسعت بجهد لتحقيق طموحاتها عقب وفاة شقيقتها اقسمت ان لا تستسلم وتمسى مثلها وينتهي بها المصير لنهاية مأساوية..

ألقت الماضي وذكرياته السوداوية خلف ظهرها،  تحاول وئدها من ذاكرتها، لكن كل شيء تغير منذ التقت بتلك الجود التي أعادتها أليها دفعه واحده،  فقد ذكرتها بشقيقتها النقية والبريئة التي غادرت روحها جسدها وهي لم تعش الا بضع سنون قليلة كانت ممتلئة بالألم،  لتغادر هذا العالم وتتركها وحيدة محطمه وقد شهدت على قتلها من قبل والديها وتقاليدهم المقيتة والتي آلت بها زوجه لمثل هكذا رجل طعنها بخنجر الغدر دون أن يرف له جفن ..

تكالبت عليها ذكريات الماضي،  فأخذت القسوة راحتها على ملامحها لثوانًا قبل أن تلين مجددًا،  حينما وقع بصرها على جود وارتباكها الملحوظ وهي تحادث آسر هاتفيًا والذي لم يتركها منذ الصباح وهو يتحدث معها ويحاول دحر ذاك الوجل الذي يعتريها من الالتقاء بالأخرين وتواجدها وسط تجمع كبير من الناس وهي لم تعتاد على ذلك من قبل،  حتى انها اخبرته بقرارها أنها لن تذهب،  ليكون الاصرار على ذهابها واختلاطها بالعالم الخارجي هو قراره الذي خنعت له مرغمه..
وهاهي تتحرك بها السيارة الى وجهتهم وهو مازال يحدثها ويهدئها وينثر غبار الطمأنينة على قلبها المرتبك بكلماته المعسولة ووصفه لما سوف تعيشه وتراه،  فزين لها جمال التحرر والخروج من فوقعاتها،  محاولًا اقناعها والتأثير عليها حتى تصل وتضع اولى خطواتها بدرب الاستقلالية والنضوج... 

توقفت السيارة أمام الجامعة، فاستدارت هاله نحوها تحسها على الترجل،  تجلى التوتر والتردد على محياه جود،  التي ناظرت آسر الذي يتواصل معها عبر الاثير بأتصالًا مرئي،  بنظرات رجاء كادت ان تؤثر عليه،  لكنه عزم أمره بأصلاح ما أفسده والدها بها بخوفه الزائد عليها،  ليتركها بعده ضائعة،  فريسه لمن حولها من ذئاب بشريه كان هو ووالده أولهما،  لذا سوف يحرص على تقويمها وجعلها قابله للتعايش  بهكذا مجتمع يقضى على الضعيف فيه، لذا رمقها بنظرة حازمه لا تتقبل النقاش،  فأذعنت له تزفر الهواء بضيق وهي تومئ برأسها ل هالة وتترجل من السيارة، وهي ما تزال تهاتف آسر  وتتوغل لداخل الجامعة حيث مكان اول محاضرة لها....
**
كان أدم بغرفة مكتبه بالجامعة يتحضر لأولى محاضراته لطلاب المرحلة الاولى،  وشيء مبهم بقلبه يعتمله، لا يدرك ماهيته بعد!،  حاول كبح زخم أفكاره التي تجول برأسه عن تلك الصغيرة وطفله الذي بات الشك بأنه قد قضي عليه ينخر عقله وينحر قلبه،  فكل دقيقه تمر تزيد من هاجسه وتؤكده انهم قد عثروا عليها وتخلصوا منه،  ليته يستطيع إيجاد ولو معلومة واحدة توصلهُ إليها!،  لكنها اختفت وأمر العثور عليها بات صعبًا ويخشى أن يكون تأخر ما ان ينتهي صديقه من التفاوض مع المعمل لمعرفة معلوماتها السرية وهذا يشعره بالعجز والفشل في حماية من يحب...

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن