البارت الثاني والعشرون

15.2K 687 66
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

حدث بالخطأ

سلسلة "حينما يتمرد القدر"

بقلم "دينا العدوي

البارت الثاني والعشرون

🌺

في الأمس خفق القلب، واليوم أيقنت العشق، وفي الغد أردت القرب؛ فلا تهوي على قلبي بفراقًا يدميه انين، فتُمسى أيام وسنون العمر جحيم يشقيه.. والألم يبيت كوحشًا ينهش فيه، وبقايا العمر احياها كالهشيم، يقتلني فيها الحنين، والتوق كسياطٍ ترجمني، أتنفس على اطلال ذكريات ماضي كان ، بندمًا كالقيد يطوقني..

**

غريب هذا القلب وغريب النبض به!؛ إلا يثور وتنجلي مشاعره؛ إلا حينما يداهمه الفقد ونذيق مرارته...

لما لا نشعر بقيمة الاشخاص وبمكانتهم بقلوبنا، الا حينما نرجم بسياطه ونلقى بجحيمه، فنحترق حتى تذيب اوصالنا، وحينها فقط نتدارك النعم التي حظينا بها ونفرنها واستهانا بها، ومع افتقادنا لها، يبدأ الندم ومعه الشعور بالألم..

وها هو يتألم قلبه وتصرخ روحه متأوه من براثن الفقد التي تهددها، وجحافل عتمه تتربص بها، تنذرها بظلام سوف يحيطها وقهر سوف تغلف به وصدع لن يرآب أبدًا

كان يزأر كالأسد الجريح بأعين غائمة بالدموع ونبرة مغلفة بالوجع يجهر بها بمرارة الريق أن تفيق، أن لا تتركه، يعترف لها بندمه وبخطأه معها، يتوعد لها بالكثير، لكنها لا تستجيب، بارده، صامته، وشاحبه...

كان يضمها أليه بقوة، يحثها على البقاء وإلا تفكر بالرحيل، ولم ينتبه لعبراته التي انسابت على اخاديد وجهه الحزين، حتى نالت منها وجنتيها بضعة قطرات كانت كصدمات جهاز انعاش لقلبها الفقيد، فأحيت النبض من جديد، لتتحرك أناملها بحركة خافته، بطيئة لم ينتبه لها سوا الذي يتأمل مشهدهما بحزنًا على تلك التي تنبأ لها بعيشًا مرير، فغص قلبه بألم من أجلها وشفقه على حالها وهي لم تنال من الحياة سوا القسوة بسنون عمرها القليل، انتفض بأمل لدى رؤياه تحركها، لكنه ظن أنها اضغاث مخيلته التي تعبر عن رغبة مكنونه بأن لا تكن تلك النهاية، لكنها اعادت تحريكها من جديد، تأكيد على أنها لم تغادر بعد وتقاوم الرحيل، فتحرك مسرعًا نحوها وجثى ارضًا وهو يرفع انامله على شريانها النابض ..

نبضه وهنه تليها اخرى واخرى استشعارها، فأردف مسرعًا موجهًا حديثه لأبن خالته المكلوم قائلًا:-

- لسه فيها نبض

يبدو ان ركان لم ينتبه لما قاله، فصوت نشيجه وهتافه احجب عنه مسمعه، فحينها جهر ادم مجددًا وهو يلكزه بحده قائلًا:-

- ركز يا ركان بقولك لسه فيها نبض ولازم نخدها على المشفى يمكن تنجا..

زاغت عين ركان وهو يطالع أدم بتشويش، حتى تدارك عقله وفك ما بدى له من طلاسم، فأسرع بوضع أنامله للتوكيد، انتفض وثار النبض بداخله حينما استشعرها، ليكون صدها بالقلب كالأنفاس التي قد سُلبت منه منذ قليل ..

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن