البارت الخامس والعشرون

17.3K 700 75
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الخاس والعشرون
🌺🌺

تلك كانت حكاية عشقها له، عشق دفن بشغاف قلبها،  عشق ظنته اندثر وتلاشى من قلبها، لكنه كان مختبئ بالأعماق ينتظر أن يأتي الوقت ليطفو ويبرز بقوة مجددًا،  فيكون الهلاك لها... 
كانت حاضرة الجسد، غائبة العقل، فقد أوضعت ذاتها بصومعه آمنه تعزلها عن الألم..

  بينما هو بدأ وجيب قلبه بالارتجاف هلعًا، وهو يرى صمتها السحيق وتجمد ملامحها، اقترب ممحيًا أي مسافة كانت بينهما وهو يطالعها بحدقتين تهتزان من شدة القلق، فتهدج قائلًا:-
- بوسه حبيبتي انتِ ما بترديش ليه!، بلاش تسكتِ اتعصبي وزعقي ليا وقولي اني اهملتك وخذلتك بس بلاش تسكتِ كده وتقلقيني..
إلا أنها لم تجيبه، بل لم تبدر اي ردت فعل يريح باله ويطمئن قلبه الثائر بوجل بين جنباته، يطرق بقوه بعظام صدره يكاد يهشمها وهو يترقب نظرة غفران وهمسة أمل تطمئنه أن مازال عشقه بالقلب باقيًا وأنه يستطيع محي غبار الأمس وأثاره، لكن خاب الامل واندلعت النيران تنهش به وخوفًا مما يراه من جمود أمامه..

تسأل القلب ما بها!، هل بغضته وأودت عشقه من أعماقها؟، هل اكتفت ونثر اليأس منه غباره على روحها!،...

برقت عيناه وجف حلقه وخاطرة نسيانه تطرق رأسه بقوة، فتصيبه بالجنون، سامحًا لوحشه المأسور بالظهور، فهدر بها بنبرة رجاء أن تجيبه وتنهي ذاك الصمت الملعون، إلا أنها لا تستجيب له..
فبدء يزيد من حدة صوته وانفاسه تتلاحق بصوتًا مسموع، وزخم من الافكار تملئ رأسه وبه تجول فبدى  حقًا كمن اصيب بمسً جنون، وهو لا يدرك علتها...

وصل صوته لمسمع الممرضات فأسرعن بالولوج، ارتسم الهلع على سيماهم وهم يروا ذاك الثائر، اسرعت احدهن باستدعاء الطبيب، حينما صاح بها ان تفعل..
وقد آتى مسرعًا يحاول تدارك ما يحدث أمامه، وهو يحثه على الابتعاد عنها وتركه لفحصها، إلا أنه لم يستجب له، فصمتها يبث شعورًا مريب بداخله، يجعله يخشى أن يبتعد، راغبًا بمطمئنه لقلبه وقلبها، يخشى ان يبتعد الأن فتنسل من بين يده وتكون تلك النهاية لهما..

في ذات اللحظة كان رحيم عائد من غرفة الطبيب المشرف لحالة ساره، فأنتبه لتلك الجلبة بغرفة بوسه ووضوح صوت ركان، فهرع بخطواته نحوها..
ولج الغرفة ووجد ركان يحتد مع الطبيب الذي يطلب منه المغادرة، وهو يرفض ويتشبث بقربها، ثم يحادث زوجته ان تجيبه، والتي تبدو غير واعيه لما يحدث حولها، توجه نحو ركان يسحبه بعيدًا ويحدثه قائلًا:
- في إيه بيحصل هنا!..
اجابه ركان بوجهًا يرتسم على سيماه الغضب والارتياب قائلًا بتوتر :-
- أنا مش عارف مالها يا رحيم، وبسأل بيقولي اطلع برا على ما يكشف عليها ويفهم وانا مش طالع من هنا إلا ما اعرف مراتي مالها، وليه ساكته ومش بترد ولا حتى بتبص لي...

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن