البارت الثامن عشر

17.4K 743 67
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الثامن عشر
🌹🌹🌹

تدور عجلة الزمان، فتمر أيامًا تليها أيامًا كثر،  حتى مضي شهرًا كاملًا مشحونًا بالأحداث، كلًا منهم كان بطلًا لقصته يدور في فلكًا خاص به، حتى تشابكت أقدار البعض فتلاقى في المنتصف، لا يدكون ما تضمر لهم الحياة، فقط يتعايشون مع تقلباتها وعواصفها، ف تارة تمنحهم السعادة وتارة يكون الحزن نصيبهم، أيامًا تمر ومشاعر متناقضة تختلج قلوبهم..


فمنهم من مرت عليه ببتأس وألم، وقد رجمته الحياة بقسوة بسياط الفقد، وتكالبت الاحزان عليه وسحقته..

ومنهم من نعم فيها بالسعادة والانتشاء شاعرًا بالراحة، وقد ارتسم بداخله الامل، بعدما كان يرتعد على نصل حاد يفصل بين اليأس والأمل...

ومنهم من تلظى بنيران الانتظار والقلق،  يترقب بخشيه مما على وشك الحدوث، فهناك من يتربص له راغبًا باقتناص فرصته ما أن يغفل الاخر، فيتيح له انتزاع ما رغب والهرب...

وهناك من يستطيب روحًا ذات يوم جرحها، يعقد روابط خفيه تربط بينهما، ممارسًا سحره بدهاءٍ، عازفً على اوتار عاشق له، حتى يتمكن من إنعاش قلبًا ذات يوم أهلكه، عازمًا وفى عزمه قوة ومثابرة ..

فمنذ تلك الليلة وقد تعهد ظافر بأن يقوم بتعويضها،  ومداواة جروح قلبها ونيل غفرانها،  فما أن غفت،  حتى تسلل عائدًا الى الغرفة، مستغلًا نومها الثقيل وتدثر بالفراش بجانبها، جاذبًا إياها ألي احضانه، فقد اكتشف في الأونه الأخيرة،  أنه لا يستطيع النوم بدوانها،  فقد اشتاق لها بجنون،  لذا غمر وجهه بين طيات عنقها،  يستنشق عبيرها،  يطبع قبلات حنونه به، فقد استبد به الشوق لها، لكنه رغم ذاته عن الابتعاد عنها، ما ان شعر بتململها،  فلا يريدها أن تجزع وتلفظه من احضانها،  فهو متعب وبحاجه ألي الراحة والنوم، فقد تدارك أن راحته بقربها، لذا جذبها أكثر إليه،  يضمها ألي صدره، حتى باتت كأنها جزءً منه، وانامله قد ارتفعت تمسد بحنان على صغيره، محدثًا أياه عن سعادته به وأنه قد ارسل اليه نعمه من ربه، حتى يوصل بينهما ويعينه على استعادته لها،  يقسم له ويتوعد أن لا يبتأس حتى نيل الغفران وبعدها العيش بسعادة معًا،  حتى ولو ابتعدوا عن هذا القصر المنيف واتخذوا منزل صغير متواضع لهم،  ظل يحدثه ويتوعده وهو ما يزال يلامس بشرتها بأنامله والتي كانت كرفرفة الفراشات لها،  فأوقظتها من نومها،  لكنها  تصنعت النوم،  راغبه بأن تستكين في احضانه،  فلأول مره تشعر بهذا الدفء وهذا الشغف ينبعث منه، وكما أعجبها حديثه مع الصغير، فظلت تنصت وهو يتكلم حتى داهمها النوم وغرقا به......

وما أن حل الصباح حتى تظاهرت بالتفاجئ ونهرته على فعلته، لكنه لم يهتم بها وأبتلع اعتراضها وصياحها بقبله نهمه تاق لها، ولم يأبى فيها لمقاومتها،  ثم تركها وغادر الغرفة حتى يتجهز ويذهب للعمل،  لتقرر بالأمس أغلاق باب غرفتها جيدًا،  فلا يتثنى له الدخول،  لكنه فجأها بأصراره على قربها، فما ان غفت حتى شعرت به مجددًا بجانبها،  فجزعت ونهضت منصدمه بتواجده،  فاكتشفت أنه قد تسلل من الشرفة كالعشاق ولم يهتم لسقوطه،  حينها نهرته وطلبت منه التوقف عن تلك الافعال المراهقة وانها لن تعود له،  لكنه ببساطه اخبرها أنه لن يتوقف ولن يستطيع النوم بدون قربها،  ولو اصرت على اغلاق الباب،  فسوف يسلك هذا الدرب الأخر الممتلئ بالمخاطر للوصول لها ومبتغاه حضنها،  مع تهويله لها عن فكرة سقوطه ودق عنقه والموت إذا كان هذا ما ترغبه، وقد  نجح في بث الوجل عليه والذعر من تلك الخاطرة بها،  فاستسلمت مجبرة ولم تغلق باب غرفتها مجددًا،  خشيه عليه، لكنها ماتزال تعانده وترفضه وتتظاهر بعدم ادراكها لمجيئه الا صباحًا لتنهره وكالعادة لا تجد منه إلا البرود والاصرار وقلة الأدب الذي اصبح يتفنن بها،  فقد تبدل تمامًا معها واصبح يسرق منها العديد من القبل المباغتة والتي تشعل النار به،  لكنه يتماسك مبتعدًا عنها،  مثابر في الوصول لها....

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن