البارت الحادي والعشرون

17.7K 783 115
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الواحد والعشرون
🌺

أتيتني بعدما فقدت شهيتي للحب والحياة
ضممتني تريد بعثي من يأسي بقبلة الحياة
تعزف لي لحنًا يُبهج، وترسم لي لونً، وتملأ سماء أحلامي نجومًا وأقمار، تتعهد بترميم قلب غير قابل للأصلاح، قاطعًا بينك وبينه ميثاق عهد غير قابل للأسقاط، أن يمنحك كل العشق اذا اندملت جروحه وبات قابل للغرام..

**
ليس لأنك عشت بضعة أيام عجاف، تسب وتلعن الحياة، فالدنيا تتأرجح بين هذا وذاك، يومًا لك ويومًا عليك، لا من فرحٍ دائم ولا من حزنٍ غالب ...
فالشروق يليه غروب، شمسًا تشرق بعد اندثار وليل يملأه ظلام، وأدرك ان بين اليأس والأمل خطٍ رفيع يمكنه أن يُزال، فقد تخرج لؤلؤه صغيرة من صدفة الاحزان تنير عتمتك وتجعلك ترى مالم ترى، تكشف لك حقيقة الأشخاص من أحب وصدق!، من غاب وغدر!، ومن حقًا يهتم ومن يزيف مشاعره!، من تتكأ عليه دون تفكير وتثق أنه لن يخذلك، لذا تصالح مع قدرك مهما لك أساء وثق أن من عمق اليأس يتولد أمل..

وهكذا كان عشق رحيم  كقطرة غيث في صحراء قلبها القاحلة، منحها عشق غير مشروط، تسلل ألي عالمها واجتاحها..

جال بمتاهات عقلها وقلبها مبعثرًا افكارها، مكتشفًا فوضويتها وتناقضاتها، اضغاث احلامها، وزيف ابتساماتها،  متذوقًا لأحزانها..

ورغمًا عن ذاك عشقها واراد امتلاكها، وتثبيت جذور عشقه بقلبها، مدركًا صعوبة رغبته، إلا أنه أصر، فلا من فر لها من عشقه ولو مجبره، فلا يستطيع تجاوز عشقها وبه قد ترسخ!...

فمنذ أن أفاقت وهو بجانبها، يهدئ من روعها، مطمئنًا لها أن وليدهم بخير وسيأتي في الحال وأن الخطر قد زال وانتهى بموت غريمه التي اشفقت عليه لموته هكذا خاسرًا لأخرته ودنياه....

حتى آتى الصغير وولج من الباب يهرع اتجاهها ومعه الصغيرة" ندى " وبوسه وركان من خلفهما، تراخت ملامحها المقتضبة وارتسمت بسمه سعيدة، حانية لرؤياه، فحاول الصغير الوصول لها، إلا أن رحيم منعه من فعلها، حتى لا يأذيها، أبتأس الصغير وحزنت ملامحه لعدم وصوله لها ونيل عاطفتها المشتاق لها، فرغم عاطفة بوسة إلا أن عاطفة الأم غير ، لتتسع ابتسامته حينما مدت يديها له، فحمله رحيم وجعله يقبل إحدى وجنتيها، فرفرف قلبهما سعادة...
تقدمت بوسه منها ببسمه خفيفة قائلة:-
-حمد الله على السلامة..
ثم تابعت بكلمات ذات مغزى وكان قد روى لها ركان قصتهما سابقًا:-
-ما تتصوريش انا فرحانة أد إيه إنك قمتِ بالسلامة عشان عمران واستاذ رحيم اللي ما فرقيش لحظه واحده، طوال النهار والليل وهو هنا جانبك، الظاهر أنه بيحبك أوي، ربنا يجمعكم سوا بخير وتكونوا أحلى عيلة..

أمأت لها سارة وقد تدرجت ملامحها بحمرة الخجل تأثرًا بحديثها، وانخرطا معًا في الحديث الذي يخص الطفلين...

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن