البارت الثالث عشر

16K 683 68
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الثالث عشر
🌺🌺🌺
هوى قلبي ساجدًا عند رؤياكِ
يعلن لكِ أنه بات أسير هواكِ
وعيناي باتت لا ترى سواكِ
بالقلب انفجر عشقك حتى بات يجري بأوصالي
ولا من فرار منه، فأما امتلاك لهواكِ يبدد أشواقي
او دمارًا سيلحق بي إذا أخترتِ فراقًا...
انتِ لعنة اصيب بها قلبي وانتِ أيضًا تميمة حظًا
فأيهما لي أنت ستكونين..
لا تخافي وأقتربِ بيقين صدق أعلان هواكـِ
وأعدك حينها بقلب يرأف بكِ ويكون لكِ وطنًا وأمانًا 
سأبقى هنا وأن طال الانتظار، سأسير بدربك حتى النهاية
لأجدك بأخره تعلنين عشقكِ لي وانتماءك....
# رحيم....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هبت نسائم الفجر مغبرة بأتربة الأمس،  تروي حكاية ألم وجرح لم يندمل بعد، فها هي بالفراش مسهده، يجافيها النوم،  تتأمل ملامح صغيرها البريء بحبًا سافر وألمًا يمتزج به...
بدأت وساوس الشيطان الرجيم لها، يقتحم أفكارها بضراوة يصور لها بشاعة ماضيها وما عانته به، يذكرها كم تألمت وحرمت من الصغر، وأنها ولدت وكبرت بلا حنان أمًا كما مثيلتها ويُغفلها عن نعمة اخرى حظت بها حينما رفض والدها الاقتران بأخرى من أجلها ومنحها الحنان والاهتمام كله...

ويذكرها كيف تعرضت للظلم والخديعة، وكيف أنتهك جسدها وانقهرت بغياب صغيرها وظنها بموته، كيف تحطم قلبها لشظايا وعانت لسنوات تبكي وتنتحب على فراقه،  تتسأل ما المغزى من فراقها عن صغيرها كل تلك السنوات، ما ذنبها لتهلك بالحياة!،  هل أذنبت يومًا!..
كان يجيد ما اشتهر به وهو الوسوسة، يريها النصف الفارغ من الكأس، يذكرها بما قاست وينسيها النعم التي حظت بها كوجود صغيرها الأن بين يديها، وأنه لم يحرمها منه ولو فرقهما قليلًا، ألا انه أعاده ألي احضانها، فقط يريدها أن تغضب، تنقم، وتكفر..

إلا أن وساوسه لا تفلح مع قلب عامر بالأيمان، فما أن دوى صوت المؤذن عاليًا،  حتى أخترق قلبها وليس مسامعها فقط، حينها انتفضت مستعيذه بأسم الله منه، وذكرت ذاتها أن الله لم ولن يريد بعباده سوءٍ أو شرٍ وأن لكل شيء سبب،  كما أنها تذكرت أن الانبياء كانوا أشد الناس أبتلاءٍ ومع ذلك كانوا اشدهم أيمانًا، وبالفور تذكرت نعمة عثورها على صغيرها وقربه الأن، لتمتم بالحمد والشكر...

من ثم نهضت بخفه من الفراش، بعدما قبلت صغيرها ودثرته جيدًا بالفراش، متوجها ألي المرحاض، حتى تتوضأ وتؤدي فريضتها وتضرع الى الرحمن...

بعد مرور بعض الوقت انتهت من أداء فريضتها وظلت على وضعها تسبح بالحمد، شارده بمن خانها وخدعها وصدقته،  تشعر بالقهر بسنون حياتها معه، لتذرف مقآيها عبرات الحزن والألم، إلا انها رفعت أناملها وأزالتها، مقرره محيه من حياتها نهائيًا والخلاص منه،  عليها الحصول على الطلاق منه في اسرع وقت،  وتستقل بصغيرها بعيدًا عن الجميع..

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن