بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الثالث والعشرون
🌺
كل الحقائق عنك تتلاشى
أمسيتُ عمياء أمام سطوة عشقي لك
أدرك بأنك تؤذيني عمدًا، لكن عن ذاك أتغاضى
ورغم قلبك لم ينبض لي، إلا أنني متيمة بك
عشقك يدمرني، لكنه بذات الوقت يحيني
أشتاق قربك وأعلم إنك دماري، لكن بعدك يقتلني
فأزيحه عن تفكيري، وارضى بحجيمك.
بداخلي مشتت، إني أناجي قلبي، روحي، وعقلي
كلاهما يناجي، يتوق للإنقاذ منك، مني، ومن عشقك وجحيمك، أرغب في استعادة وعيي وادراكي، والأهم شجاعة التخلي عنك، حتى أستطيع منك انقاذي...
***
أحيانًا يكون العشق مؤذًا لنا، ككتلة سرطانًا ضار تتشكل بشغاف قلبنا، يدمينا، ويقتلنا ببطيء، ورغمًا عن هذا لا رغبه لنا بانتزاعه ونتركه ينمو ويتشعب، يأخذ حيزًا كبير بداخلنا، ويضر بنا حتى تكاد تزهق الروح من شدة الألآم التي يلحقها بنا، لكننا لا نتخلى عنه، فهكذا العشق إدمانًا
لأرواحنا....
***
افرجت جفونها عن صراح مقلتيها، بعدما تسلل لمسمعها صوت اغلاق باب الجناح، لتنساب دمعه اخيرة على وجنتيها وهي تسحب الصورة المخبأة للحبيب الغائب من أسفل وسادتها، تراها للمرة الأخيرة بعد عدة اعوام من هجره لها، في كل سنة بذات اليوم تخرجها وترجم ذاتها برؤياه وانشقاق روحها تألمًا لذكرى اخر لقاء لهما معًا، حينما صعقها بالرحيل دون أعطاها فرصة للإيضاح له والافصاح عن مكنونات قلبها وخبايا ماضيها التي خبأتها عنه، لتنتهي الذكرى يعقبها جلدًا آخر لروحها شعورًا بالكره والبغض لذاتها من أحساس الخيانة لزوجها، فالخيانة لا تتمثل بخيانة جسد فقط، بل الفكر والمشاعر أيضًا خيانة وتعلم ذلك، لكن رماح الشوق تصيبها رغمًا عنها له، فهو من أزال صقيع قلبها ورق ونبض له، ولم يلن لأحد آخر غيره، رغم سنون المحاولة لعشق رجل خلق العشق له، رجُل منحها الحب والحنان لكنها بالمقابل كانت جفاء معه، ظالمه له تعلم، لكنها ظالمه لذاتها ايضًا بالتعاسة التي ترفق سنون عمرها وهذا عزائها الوحيد..ازاحت دموع القهر من على محياها، وتنفست بقوة، قبل ان تعيد ارتداء قناع الجمود التي تتصنعه، ثم تنهض من على فراشها صوب الخزانة، لتقوم بفتحها ثم تنبش باخر رف بها فتخرج من اسفل طيات من الثياب صندوقًا صغير، مخبئ به بعضًا من اجمل لحظات بسنون عمرها المريرة، لتودع الصورة بداخله، ثم تعيد غلقه، ودفنه مجددًا اسفل طيات الثياب، ثم تغلق خزنتها بألم حالك، فلن تلتقي بها إلا بعد عامً كامل، في ذكرى ذات الليلة، التي احترقت بها وحرقته قبلها، ثم عاودت التوجه للفراش والاستلقاء مجددًا لعلها تنهي هذا الألم الذي يجيش بصدرها....
**
بالمكتب كان يقف موالي ظهره للباب، يستند بكلتا يديه على مكتبه، صدره يعلو ويهبط من شدة الغضب، نيران متقده تنبعث من مقلتيه، ببغضًا مما حدث من قليل، وتلك الصغيرة التي تبدو براءة العالم تكمن في محياها، لكنها نقيض ما تظهر تمامًا، حية خائنه تتلون، غر بها اخر، او ربما هي من غرت به ومنحته ذاتها، ثم تأتيه بكل فجور ترغب بأنساب له ما لم يقترفه، ماذا تظنه هي!، ساذج ام مغفل لكِ يقع بخدعتها...
أنت تقرأ
"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر" بقلم دينا العدوي
Mystery / Thrillerقدري كان لقياكِ وقلبي لكِ كان بالانتظار ظننت قبلك عرفت الهوي ولكن فيكِ عرفت العشق، الجنون، والهوس خطأ جمعني بكِ، جعلني اكون لكِ ولكنِ عشقت هذا الخطاء الذي قُدر به لقياكِ