البارت الثالث

25K 766 51
                                    

꧁بسم الله الرحمن الرحيم ꧂

رواية "حدث بالخطأ "
سلسلة "حينما يتمرد القدر "
بقلمي "دينا العدوي " (ملاك)
البارت الثالث
ــــــــــــــــــــــــــــ
دنياي الم تسأمي!،ألن تكتفي!.
من نحري، تهشيم قلبي، وأحرق روحي
لقد سرقتِ مني من كانوا فرحتي
سر ابتسامتي، وتركتني أحيا كشبح
بلا حبيب أو قريب أو ونس
لم يُعد لي بكِ احد اطمئن بقربه، وألجأ له
الدمع بأهدابي معلقًا، هل من مواسي لي!.
يربت بكفًا حنون، يخبرني أنه بجانبي
وأن كل شيء بخير سيكون ويهون!..
خائفة أنا من مستقبل مجهول!.
اميرة كنتُ بقصري أحيا مدلله والآن سُلب مني
وبتُ مشردًا، روحًا هائمه مقيده بجسد
راغبه منه بالخلاص ولا اجده!، وانتِ لم تكتفي
أنظري لي!، ألن تشفقِ علي حالتي تلك!.
لما انتِ قاسيه كالحجر لا تليني!..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حلّ الصباح، لكن شمسه كانت متواريه خلف غيوم كُثر، وهطُل حبيبات المطر، كان الجو كئيب كما قلبها الصغير المحطم لفقدان والدها، فقد استيقظت تبتهل أن يكون ما عاشته كابوس وانتهى وأنها لم تفقد والدها الحبيب، راضيه بسجنهُ لا بحُريه دونه، لتتحطم امالها على واقع فقدانه..

ها هي يلتحف جسدها بالسواد بينما تقف على أعتاب قبره تنتحب بشده وهي ترى جسده يتوارى خلف التراب، لتسقط على ركبتيها منهارة وهي تدرك أنها لحظة النهاية، تلك اللحظة التي تتمنى أن لا تعيشها أبدًا حينما تدرك أنها لن تراه مجددًا ولن تنعم بحضنه وحنانه وحبه، وحتى غضبه السابق ستفتقده سيصبح مجرد ذكرى تحفظها بداخلها في أعماق قلبها..

شعرت بالبرودة تلفح جسدها، بروده اجتاحتها من الآن افتقادًا لحضنه وتربيته حنونه منه، فأخذت تبكي بنشيج يُدوي عاليًا مخترقًا الصمت السحيق السائد بالجموع ليصل كسهام تُرشق بقلب ذاك الذي يطالعها بألم ينجلي على ملامح وجهه...

كانت عيون الشمس التي يمتلكها مخبئه مثل شمس الصباح خلف غيوم من الدمع لرؤية انهيارها، شاعرًا بالعجز يكبلهُ، عيناه تنتقل بينها وبين قدمه الباليه، يتمنى لو كان يستطيع التحرك والتقدم نحوها يجذبها لتنهض ويضمها إليه مطمئنًا لها، أنه سيكون بقربها الأب، الأخ، الصديق، والسند، لكنه حلم سيبقي بداخله وأمنيه مكبوتة خائبة، فهو عاجز حتى عن مواساتها، تلك الصغيرة والبريئة الذي قسى الزمان عليها بقوة، راغب بتحطيمها، لكنه لن يتركها لقمه سائغه لمن حولها ولو كان عاجزًا، يقسم ان يكون داعم لها حتى آخر نفس، لذا قاد كرسيه نحوها، حتى بات أمامها، تمتد يداه لها في دعوه للنهوض، رفعت نظرها له، لترى من بين دموعها تلك النظرة الحنونة التي تشُع بها مقلتيه، تلك النظرة التي تسللت بين طياتها، تشعرها بالأمان والحنان برفقته، مشاعر مبهمة تداهم قلبها الصغير ، وهي شاعرة بالتردد يتمكن منها، حتى اماء لها برأسه مشجعًا، لترتفع اناملها ملبيه دعوته، وتنهض بثقل بينما هتف هو بكلماته لها بنبرة صوت شجي:-
- ادعي له بالرحمة، هو هيكون دايمًا بقلبك، بلاش تقهريه عليكِ يا جود، حققي احلامه بيكِ وكوني زي ما هو عايز، وأنا جانبك وداعمك انتِ مش لوحدك مفهوم!...
كلماته كانت بلسم لروحها، تربت على قلبها، تبدد ذعرها، تتسرب حيث نياط قلبها الواجل من كل ما يدور حولها، وهي كالعصفور الصغير الذي عاش عمره كله مدللًا من مالكه خلف قفص من ذهب ، ليُطلق يومًا سراحه فيغدو ضائع مشتت بلا مأوى تائه في متاهة السماء الواسعة، يخشى من أن تكسر جناحيه أو أن يكون فريسه سهله لتلك الطيور الجارحة، لتجده هو أمانها، يلتقطها قبل السقوط بالهاوية...

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن