البارت الثامن وعشرون

15.6K 709 95
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الثامن والعشرون
🌺🌺
يا سارق قلبي
اعده لي فإني إليه اشتاق 
لو كنت أدرك جفاك، ما كنت تركته للص هواك
يسلب مني النوم ويتركني للسهاد
اشكو حال قلبًا في بعدك هلاك
فمهما ابتعدت اجدك بي مستوطنًا
احن واشتاق،  محترق قلبي بالهوى،
من لظى الشوق جننت ، وغدتُ تائهًا
فلا أنت تقترب وتبيت لي فأطمئن
ولا انت تبتعد فيتركني الأمل
فأين منك الخلاص وقلبي في كل شيئًا يراك 

***
صاح بها قائلًا بنبرة قوية ونظرات تموج بالغضب:-
  - إياك ِ تقارنيني بيه يا سارة فاهمه!،  اياكِ تحطي أسمي جنب اسم حقير زيه...

نفضت ذراعيه عنها بغضب يتبخر من كل انشًا بها،  واحساس بالألم يفتك بقلبها،  وصاحت بما يعتمل صدرها في تلك اللحظة من ألم وقهر، بينما العبرات تتساقط من مقلتيها على وجنتيها انهارًا:-
  -أنت اسوء منه بمراحل يا حضرة الضابط، على القليل هو ما مثل عليا الحب والغرام،  بس الحمد لله ان ربنا كشفك بالوقت المناسب وبعت خطيبة حضرتك عشان تظهر لي الحقيقة...
تحدثت وحدقتيها تجول داخل محجرها اتجاه تلك الواقفة موقعها منصدمه بما يحدث أمامها،  فقد طعن قلبها للمرة التالية وهي تستنتج من نظرات رحيم التي يطل منها غضب يموج بالألم نتج عن حديثها، والذي يدل على انه  قد عشق أخرى وانتهى الأمر،  وبدى لها أنها قد فشلت في حربها قبل ان تخوضها..
بينما سارة كانت تتعاقب المشاعر على محياها،  تارة غضب،  تارة ألم، تارة شجن وتارة جميعهم يترسمن عليه وهي تطالعه بوجوم وتتابع بهستيرية حديثها دون ان تسمح له بأي حديث قائلة:-
  - أنا صدقتك ووثقت فيك رغم صدمتي وفقداني الثقة بكل اللي حوليا، صدقت براءتك من اللي عملوا فيا،  لكن الواضح اننا لسه هبله وسهل انخدع،  انتم بتعملوا فيا كده ليه!، هااا عايزين مني إيه!،  كفاية وجع، كفايه خذلان، أنا تعبت حرام عليكم،  حرام عليك،  ليه رسمت عليا دور الحب والمشاعر والاهتمام وعرضت عليا  الجواز وخلتنيــــــ...
 
صمت ساد فجأه وقد بترت حديثها ونظراتها عنه، بينما برقت عيناها وأصاب قلبها رجفة الادراك بما كادت ان تبوح به معترفة بمشاعرها التي نمت نحوه، والتي جعلتها تشعر بكل هذا الألم الغير محتمل، لتتهاوى على الفراش جالسه، تغمر وجهها بين كفيها، منخرطه في نوبة بكاء حادة بعدما صعقتها حقيقة مشاعرها نحوه،  لتدرك انها سقطت بهاوية مظلمه تحوي العديد من السنون الحادة والذي اخترق احدهما قلبها، فنزف بشدة....
بينما هو قد رق قلبه لها،  وقد صعقه ثورتها تلك وشتتته،   فرمقها بنظرات طل منها الذنب لثوانًا قبل أن تنحدر منه نظرة عتاب وضيق اتجاه الاخرى التي ماتزال متصنمه تشاهد ما يحدث أمامها بألم وقهر تغلغل داخلها وقد تداركت بعد تلك النظرة ان ذاك النقص بروحها لن يكتمل أبدًا، فاتخذت خطواتها متحركة للخارج بانكسار روح لن تشفى وأمل قد أمتحق..
ليتجاهلها هو، وعاد بنظراته اتجاه معذبة قلبه وقد تبدلت لأخرى حانيه، مقررًا توضيح ذاك اللغط بينهما، لكن  سريعًا ما تلاشت وقد اظلمت عيناه كلما تذكر بشاعة حديثها عنه وما بدر منها اتجاهه، مقلله لكرامته ورجولته دون ان تنتظر توضيحًا منه، لكنه ضعف أمام ذاك العشق الهائل الكامن بأعماق قلبه لها والذي بدأ يثور كبركانًا هائج رافض رؤية دمع عينيها يتساقط،  ليتقدم منها مقرر تناسي ما بدر منها منذ ثوانًا بحقه مؤقتًا،  وتوضيح لها ذاك المأزق الذي وقع به قبل رؤياها والذي وضعه في موقف حرج، جعله يتركه مواربًا ولا يبدر رفضًا أو قبولًا...
لمسه حانيه من أنامله لامست كفها مزامنه لهمسه لها قائلًا:-
- سارة اسمعيني بالأول وأنا هفهمك..

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن