بسم الله الرحمن الرحيم
حدث بالخطأ
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلم "دينا العدوي
البارت الأربعون
🌺🌺
ليتنا نملك ممحاة؛ نزيل بها اخطاءنا الحمقاء
ونمحي ما كان وبقى أثره عالقًا، حتى لا نترك لنا ذكريات
تحمل ماضي معبئ بالأثام ، ندوب تركنها بقلب الأحباء
حينما حطمنها وكنا الأول في الخذلان ، لنرجم عقبها بالفراق ونذيق مرارة الأشواق ونقول ياليتنا كنا
بلا اخطاء.. لا عثرات.. لا خيبات.. ولا احزان
ولأننا لا نملك ممحاة فعلينا ان نكون أدقاء
في كتابة الذكريات بأن نكون بهجة لا مصدر للأحزان
ولا الخذلان. نصون ولا نغادر، نثق ولا نتخلى
نمنح قوة ولا نترك ضعفًا، فهكذا ننجح ونستوطن القلوب ....
ــــــــــــــــــــــــ
وضعها على الفراش كما طلبت الطبيبة بخوف يتسرب بين طياته، اهتز له كيانه، يتأملها بعيون صارخه بالألم، يرجمه الندم بسياط من جمر لخذلنها وعدم قدرته على حمايتها،
بينما تقدم آسر هو الآخر بخطوات مسرعة رغم وهن جسده، الا أن الوجل عليها هو ما كان يحركه، كلاهما وقفا متجاورين، وادم يهتف قائلًا بنبرة مغلفة بالقلق:-
- طمنينا عليها هي حامل واغمى عليها من شوية..
نقلت الطبيبة بصرها بين جود المسجيه على الفراش وبين كلاهما بتجهم وهي تتفحص جرح رأسها، وكان اثار ما تعرضت له جاليًا عليها، فأردفت باستنكار واضح:-
- مين اللي عمل فيها كده، دي حالة اعتداء بالضرب واضحه، وأنا هكتب تقرير عنها عشان لو البنت حابه تبلغ..
صمت متوتر ساد من قبلهما للحظه، قبل أن يأردف آسر قائلًا:-
- طبعًا اللي عمل كده هياخد عقابه، بس المهم طمنينا عليها الأول..
كانت الممرضة بالفعل تحاول إفاقة جود بعدما عقمت جرح راسها وبدأت بتضميده، حتى بدأت تتململ وتفرج جفونها سراح مقلتيها، فتبصر ما حولها بتشوش تلاشى تدريجيًا وشعور بالألم يجتاحها حينما حاولت تحريك ذراعها، فاطلقت تأوه صارخ، جعل كليهما يطالعنها بهلع، بينما الطبيبة انتبهت لألمها، فتفحصت ذراعها واردفت قائلة:-
- الظاهر أن دراعها مكسور، بس الأول لازم نطمن على الجنين...
اردفت الممرضة التي تجاورها قائلة:-
- ياريت الزوج بس اللي يفضل هنا، عشان نحضر المريضة للكشف..
لم يتحرك ايًا منهما من موضعه، فناظرتهم الطبيبة قائلة:-
- لو سمحت مش عايزه إلا الزوج هنا عشان نطمن على الطفل..
هتف كلًا من أدم وآسر بذات اللحظة قائلين بأندفاع، ولم ينتبه أحدهما للوضع الشائن الذي سيضع كلاهما جود به:-
ادم:- انا ابو الطفل
آسر:- انا جوزها
تطلعت كلًا من الطبيبة والممرضة للحظات بعدم فهم لهما،
ثم وجها بصرهما لبعض، وسريعًا ما اشمئزت ملامحهما وقد أكتنفها الإدراك الخاطئ الذي سيظنه أي أحد بتلك اللحظة أن تلك الفتاة ليست إلا امرأة خائنه، وقد تلاشى الشعور بالشفقة اتجاهها الذي اختلج الطبيبة قبلًا، ليحل محله النفور والبغض ..
بينما تطلع كلًا منهما للأخر بنظرات ضيق وتحدي واضحه وكلًا منهما في تلك اللحظة لا يفكر بعقلًا سليم، بل الغضب، الحنق، والغيرة كان يؤثرون بالسلب على عقليهما، ف آسر يؤكد ملكيته لزوجته وادم يرغب بأثبات احقيته وفرض تواجده من أجل طفله، التحدي كان جاليًا في نظراتهما لبعض، كلاهما يوجه رسالة للأخر بأنه لن يتخلى عن حقوقه..
أنت تقرأ
"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر" بقلم دينا العدوي
Mystery / Thrillerقدري كان لقياكِ وقلبي لكِ كان بالانتظار ظننت قبلك عرفت الهوي ولكن فيكِ عرفت العشق، الجنون، والهوس خطأ جمعني بكِ، جعلني اكون لكِ ولكنِ عشقت هذا الخطاء الذي قُدر به لقياكِ