البارت الرابع

23.5K 883 93
                                    

꧁بسم الله الرحمن الرحيم ꧂

"حدث بالخطأ"
سلسلة "حينما يتمرد القدر"
بقلمي "دينا العدوي"(ملاك)
بارت الرابع
🌺🌺🌺
على اعتاب شرفته يجلس على مقعده والبؤس يرسم ملامحه، يتأمل زخات المطر الغاضبة والتي تتساقط بالخارج، مصاحبه لصوت الرعد والبرق وكأن السماء مغتضبه مستنكره لكل ما يصيب تلك الصغيرة ..

لا تزال صدى كلمة إذعانه وخضوعه الحارقة تترك آثرها على قلبه، لا يصدق أنه أُجبر على تلبية اوامر والده وانه بالغد ستقترن به أميرة القصر الفاتنة وتصبح له، غامت عينيه بحنين لها، وشفقه على ما يصيبها من غدر الزمان لتقترن بشاب قعيد مثله، تلك الاميرة التي تستحق أمير يتوجها على عرش قلبه، يمنحها ما لا يستطيع هو منحه، لكنها لم تتلقى إلا الغدر والقسوة من تلك الحياة اللئيمة والتي قادتها أليه..
لكنهُ الأن بما أنه ادرك حقيقة أن زواجهم قدر محتوم، فـ توعد بينه وبين ذاته على أن يسعي ليكون جدير بها، سوف يستأنف علاجهُ من اجلها فقط، حتى يقف على قدميه مجددًا ويكون الزوج الذي تتمناه هي، الزوج الذي يستطع تلبية احتياجاتها ورغباتها الانثوية والحياتية، من الآن سيصابر!، لن ييأس أو يمل!، هي هدفه ومبتغاه اسعادها..

دخل عليه تيام الذي راقب شروده منذ وهله وهو يتطلع به ويخشى مواجهته، ظل لثوانًا يحدق به ويستجمع شجاعته، حتى سمح لقدمه ان تقتاده اليه هامسًا بأسمة، فانتبه له آسر واستدار بوجهه نحوه يطالعه بنظرة خذلان منه، جعلت بصره ينحدر ارضًا لثوانًا حتى رفعه قائلًا:-
- آسف يا آسر بس مقدرتش اعمل كده، صدقني صعب أني حتى افكر فيها زوجه وأنا شايف بعيني نظراتك ليها طوال الفترة دي، وصدقني أنت قادر تسعدها وتمنحها الحب والعاطفة اللي تحتاجها بنت رقيقه زي جود، قضت عمرها في أقرب ما يكون عنه سجن، بنت لو ما كان ربنا دخلها حياتك كان زمنها ضايعه وخاصةٍ لساذجتها وجهلها عن الحياة والناس وقسوتهم، صدقني أنت ما بتظلمها بجوازك منها أنت بتمنحها وتمنح نفسك فرصه للحياة، هي هتكون دافع وفرصه ليك لتعيش وأنت هتمنحها البيت والحب والعيلة والأمان فكر في كلامي وهتلاقي إني صح ..

انهى حديثه وغادر تاركًا اياه يتخبط بين كلماته التي تحوم برأسه الأن بلا هوادة وشيئًا بنفسه يخبره أنه محق، أن القدر يقتادهم لبعض، فـ جود لن تتمكن من العيش في تلك الحياة القاسية وحدها وأن الله أرسله ليكون ملاكها الحارس ولتكون شعلة الأمل للتشبث بالحياة والتعافي من اجلها، لذا ليتمسك كلًا منهما بالأخر ويترك القدر يتقدهما كما فعل....
*****
اغمض ظافر عينيه بألم سافر وهو يرتكن بظهره على مقعده الجليدي، وأنامله تفرك جبينه من نوبة وجع الرأس القوية التي تداهمه وهو يعاني من كلا الأمرين؛ غضب جمّ يشعر به وعذاب ضمير يختلجه، أمواج وأمواج تتلاطم من الحزن والخزي من الذات يغرق بينهما بلا رحمه، أنفاسه تضيق ودقاته تجن هادره لأدراكه أنه قد أحزنها اليوم مجددًا كالعادة يؤذيها ويؤلم روحها ويتألم لألمها....

"حدث بالخطأ "سلسلة "حينما يتمرد القدر"  بقلم دينا العدويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن