الفصل الثاني عشر

2.3K 89 5
                                    

الفصل الثاني عشر
ركل باب بيته بقوة وهو يجاهد بأعصابه المحترقة لكي يفتحه ......... بيته الخالي الكئيب الذي لا يطيقه لا يدخله الا عندما يشعر بالنعاس لم يستطع احتمال نفسه لم يعد يعرف من هو لطالما كان رجلا متزنا عاقلا بشهادة الجميع اما الان فهو لا يكاد يعرف نفسه رفل انت السبب انت التي من اجلها فعلت ما لم افعله يوما كيف استطعت ان اجرح سهى هكذا افكار وافكار تعصف به من كل جهة بينما هو يتطلع في بيته الموحش لكم يفتقد والدته تلك المرأة المكافحة المراة التي لم ير مثلها ابدا تلك المرأة التي خالفت كل الاعراف والتقاليد وعملت كل الاعمال حتى تستطيع تربيته بعد وفاة والده على الرغم من اعتراض الجميع انذاك لا يزال يذكر كل تلك المواجهات بينها وبين والدها كان لا يزال صغيرا ولكنه استطاع ان يفهم كل كلمة كل كلمة طبعت في باله كوشم لا يزول يتذكر كيف امرها والدها بان تعود معه الى بيته وان ترسل الصغير الى اهله كما كان يقول يذكر كيف ضيق عليها الخناق كيف منع الجميع من مساعدتها لكي ترضخ لأوامره وتتزوج مرة اخرى ولكنها لم ترضخ له ابدا يذكر ايام كفاحها ونضالها من اجل ان تمنحه حياة كريمة كيف خالفت كل ما اعتاده الناس من خضوع وخنوع المرأة وخاصة المرأة التي لا تملك سندا سوى طفل صغير لا يعتبر سببا كافيا لها لتتمرد على كل من حولها لا زال يذكر كيف كانت تخفي سنها الصغير وجمالها الاخاذ الذي جعل اولاد عمها يطمعون بها بعد وفاة والده كانت ترتدي ملابس العجائز وتخفي وجهها كله فلا يظهر منها شيئا كانت تأخذه معها عندما تذهب الى السوق تخبر الناس بانه حفيدها وانه يتيم لكي لا يشك احدهم بعمرها يذكر جيدا تلك البسطة التي اتخذتها والدته مصدرا للرزق تلك البسطة الصغيرة لبيع الخضار بسطة الحاجة ام محمود كان يقضي اغلب وقته فيها يعود من المدرسة ليذهب اليها ليساعدها في العمل تلك المراة التي كان والده يفرط في تدليلها كان يدعوها مدللتي راى بام عينه كيف اصبحت نمرة شرسة تدافع عنه باسنانها ويديها كيف منعته بعد ان كبر من ان يأتي الى البسطة لانها لم تشا ان يعلم ايا من رفاقه بان والدته تعمل هكذا عمل وعندما مانع واصر على ان يأتي قامت بطرده واهانته امام كل من في السوق كل شيء يتجلى امامه في هذه اللحظة وهو يرى بعين قلبه فرحها سرورها وفخرها الشديد كلما تقدم على اقرانه كلما احرز المركز الاول وهذا ما كان يحصل دائما بدون مساعدة اي احد بدون ان يكلفها فلسا اضافيا واحدا استطاع ان يتقدم ويتقدم يدفعه هاجس وحيد ان يرى سعادتها فخرها ان يقنعها اخيرا بان تترك العمل على تلك البسطة ان ترتاح وتجعله تتحمل المسؤولية ولكنها بعنادها وقوتها التي اكتسبتها من حياتها القاسية كانت تمانع وتصر على انه يجب ان يكون نفسه ليتزوج وهي ستساعده الى ان تموت ابتسم وهو يذكر كيف استبد به الغضب ذات يوم بعد ان اصبح استاذا في الجامعة واصبح الجميع يناديه بالاستاذ ويحترمه في تلك المنطقة الشعبية التي ربما كان هو الوحيد فيها الذي حصل على تلك المرتبة العلمية عندما اكتشف انها غادرت الى السوق على الرغم من كونها مريضة كيف ارتدى احد اجمل بدله واخذ معه حقيبة اوراقه واتجه الى السوق ليجلس الى جانبها على البسطة و هو يثير جلبة واستغراب الجميع ممن حوله وهو ينادي على الخضار بصوته العالي وينظر اليها كيف تتميز من الغيض منه كيف كان الكل يسلم عليه وهو يناديه بالاستاذ لتخضع اخيرا بعد ان يئست من مغادرته وتغادر معه خوفا على سمعته وليس على صحتها لقد كان مستعدا ان يذهب كل يوم الى البسطة بدلا عنها لم يكن يبالي باي شيء من اجلها يذكر ذلك اليوم الذي طبع بحروف من الم على صفحة ذاكرته عندما عاد ليجد الناس متجمهرين حول بيته والكل ينادي انا لله وانا اليه راجعون يذكر كيف شعر بانه على الرغم من كل شيء لم يتخيل للحظة ان يفقد والدته لم يضع ذلك كاحتمال في باله حتى ليتفاجئ بوفاتها ذلك اليوم فجأة وبدون مقدمات ,,,,, فقال وهو يتلفت حوله ويبتسم :- حسنا ربما من الافضل انك لم تريني على هذه الحالة يا ام فانا استطيع ان اتخيل ما قد تفعلينه حينها ,,,,, رمى نفسه على فراشه وهو يعلم بان النوم لن يجد طريقا لعينيه هذه الليلة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تجلس قربها منذ الصباح وهي تنظر الى حالها لا تستطيع التوقف عن البكاء منذ ان علمت بما حصل لامير وعينيها تأبيان التوقف عن ذرف الدموع امير يا الهي لقد رأته هذا الصباح عندما كانت تنتظر رفل لتوصلها كعادته عندما يراها لم يتوقف عن مشاكستها وازعاجها وهو يشكوها لرفل ويدعوها بالمتطفلة لا تعلم كيف بامكانها ان تواسي رفل اذا كانت لا تستطيع ان تواسي نفسها بالكاد استطاعت تمالك نفسها لتقنع العم ياسين بالرحيل من اجل الاهتمام بمراسيم الدفن والعزاء العم ياسين الذي كان بالكاد يتمكن من الوقوف وهو يكابر على المه امام جمع الناس الذين تجمعوا في المشفى من اجل امير لقد توسل اليها حرفيا لكي تبقى الى جانب رفل ولا تتركها لوحدها فاكدت له ذلك بعد ان اتصلت بوالدها واخبرته ومنذ ذلك الوقت وهي الى جانبها لا تفعل شيئا سوى البكاء رنين هاتفها ايقضها مما هي فيه لتسارع بالرد لكي لا تزعج رفل وحالما اجابت اتاها صوت احمد الملهوف :- سهى اين انت هل انت الى جانبها ؟؟؟ فاجابت سهى وهي تكتم شهقاتها بقوة :- نعم احمد انا الى جانبها لا تقلق لن اتركها ابدا فاجاب احمد بصوته الملهوف :- سهى هل انت وحدك معها ام ان هناك احدا اخر معك توجست سهى من سؤاله وهي تستشعر جنون احمد فقالت :- احمد اين انت ؟؟؟؟؟؟؟؟ صمت للحظات ليجيبها :- انا في الخارج ,,,,,,,شهقت فورا ونهضت من مكانها وهي تهتف :- في الخارج اين ؟؟ احمد اين انت اخبرني حالا,,, فاجاب :- انا اقف عند باب الغرفة فتحت الباب لتفاجئ به امامها دفعته فورا الى ممر جانبي وهي تقول :- احمد هل جننت ما الذي تفعله الم تكتفي مما حصل هل تعلم ما الذي سيحصل ان راك اخاها او احد اقاربها كارثة كارثة حقيقية ستحل علينا كلنا ,,,, فقال :- انا لا يهمني سهى لا يهمني اي شيء اريد ان اراها ارجوك افهميني لن اغادر من هنا ان لم ارها ,,,,,,,,, فانخرطت سهى فورا ببكاء مرير وهي تضرب احمد بكفيها الصغيرين فامسك احمد بيديها ليوقف هجومها المفاجئ وقال : سهى ما بك ؟؟ اهداي قليلا .....فاجابت وهي تشهق وتبكي :- احمد توقف عن جعلي اقوم باشياء سيئة ارجوك بسببك دائما انا اكون سيئة بسببك لا احد يثق بي ارجوك توقف عن هذا ......فقال احمد وهو يشعر بالغضب :- ما الذي تقولينه سهى ؟؟ سهى :- نعم احمد هذه هي الحقيقة انا وانت لن يستطيع اي احد يعرف بما فعلناه ان يثق بنا ... احمد :- من تقصدين بكلامك وضحي فلا اعتقد ان هناك احد يعرف بالموضوع غيرنا نحن ورفل ورفل هي كل من يهمني لا يهمني اي احد غيرها ..............فأجابت سهى وهي تصرخ :- ماذا عن الاستاذ محمود هل نسيته الا يعرف بكل شيء ؟؟؟ فاجاب احمد :- لا يهمني المدعو محمود لا يهمني اي احد.......... فصرخت بوجهه :- انت لا يهمك اما انا يهمني يهمني ........ تسمر احمد مكانه وهو ينظر لسهى الغاضبة والمتألمة التي لم يسبق ان رآها بهذه الحالة من قبل فقال :- اسمعي سهى الماضي غادر ودون رجعة وترك اثره بنا كلنا انا وانت وحتى رفل كلنا تغيرنا ومن لا يرى هذا التغير لا يستحق ان تهتمي به هل فهمتي فاومأت برأسها وهي تستشعر غباءها كيف استطاعت ان تتفوه بكل ذلك الكلام والآن احمد وللمرة الثانية يعرف عنها شيئا لا يعرفه غيره فقال بعد لحظات :- سهى من فضلك دعيني اراها لدقائق فقط فقالت :- لماذا اخبرني لماذا تريد ان تراها وانا ساساعدك فقال بدون اي تردد :- لانني احبها فغرت سهى شفتيها وهي تنظر لاحمد باستغراب فاكمل قائلا :- ماذا هل تفاجأت نعم سهى احبها احبها واشعر بالمها يحرق قلبي لن استطيع ان اغادر ما لم اراها فقالت سهى :- حسنا انتظر قليلا ,,, دخلت الغرفة واغلقت الباب خلفها قامت بتغطية جسدها باحد شراشف السرير قامت بتغطية شعرها لانها تعلم بان رفل ستقتلها ان علمت بان احمد رآها بوضعية غير مناسبة توقفت قليلا عما تفعل وهي تقول :- رفل ستقتلني في كل الحالات ان علمت بوجود احمد نظرت اليها وهي تستشعر الخطأ الفادح الذي سترتكبه ولكن كل شيء يهون من اجل الحب يا له من خبر رائع احمد ورفل يا الهي بخطوات سريعة تحركت نحو الباب لتفتحه فدخل احمد على الفور لتقع عيناه على عليها تأوه من قلبه وهو ينظر اليها بتمعن ابتداءا من شعرها الذي لم تفلح سهى بتغطيته كله لتظهر بضع شعيرات متمردة لتسقط على عينيها وجهها الذي لا يزال الالم يرتسم على ملامحه يحكي قصة انهيارها الذي شهده بعينه جسدها الهش المغطى بمحاولة واهية من سهى التي كانت تقف تراقب كل شيء لتقترب منه وهي تقول :- هذا يكفي احمد من فضلك غادر قبل ان يأتي اي احد فقال احمد :- سهى هل من الممكن ان تتركيني معها لدقائق فاجابت فورا :- مستحيييييييييييييييل احمد :- سهى ارجوك فقامت سهى بدفعه ومحاولة اخراجه بالقوة فاوقفها وهو يقول :- ارجوك دعيني ابقى قليلا فاجابت بحزم :- احمد من فضلك لقد جازفت كثيرا من اجلك لا تجعلني اندم فقال :- لا سهى لن اجعلك تندمين ساغادر حالا وانا اشكرك حقا من اجل كل ما فعلته من فضلك سهى اعتني برفل جيدا لا تتركيها للحظة ارجوك سهى :- احمد ما من داعي لهذا الكلام لن اتركها للحظة فهي صديقتي الوحيدة نظر نحوها نظرة اخيرة وغادر بينما يؤكد لنفسه اولا ولها ثانيا بانه لن يتركها ابدا سيفعل المستحيل من اجلها ,,,,, من اجل حبها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تطلعت حولها في اركان البيت الحزين البيت الذي تشعر بكل ركن فيه يبكي يتألم لرحيله هذا البيت الذي كان منذ ايام يزخر بالسعادة والسرور تملؤه الضحكات ضحكاته هو تلك الضحكة المميزة التي تجعل قلبها يتلوى الما وحسرة وحقدا عليه لم تستطع التصديق عندما علمت بالخبر امير ذاك الشاب القوي المليء بالرجولة والحيوية يموت ربما كانت تكرهه ربما كانت تحقد عليه تتمنى رؤيته يتعذب اما ان يموت فهذا الامر لم يخطر على بالها للحظة لم تتمنى موته حتى في اكثر افكارها شرا لقد انهارت بكل ما للكلمة من معنى عندما علمت بالخبر ثلاث ايام ودموعها تابى التوقف تشعر بالخواء بالفراغ الشديد والآن ماذا ؟؟؟ ماذا ستفعل ؟؟ لم تكن تفكر بما يمكن ان تفعله بحياتها بدون وجود امير فهو كان الدافع لها للعيش في جلسة تعبر عن مدى بؤسه وحزنه كلما رات حيويته حبه الذي ينثره اينما حل عطفه وحنانه على الجميع لاااااااا ليس الجميع الجميع ما عداها هي بالطبع تحركت من مكانها ودخلت الى غرفتها فوجدت سمير يجلس على الارض يضم رأسه بين كفيه شعرت بالاسى بالحزن عليه ربما للمرة الاولى تنظر لسمير بتلك النظرة الخالية من معالم التشفي جلست الى جواره ورفعت يدا مرتجفة لتلمس يده فانتفض فورا كانها قد فعلت شيئا غير مألوف شعرت بالحرج وسحبت يدها فورا الا انه امسك بها بيدها بقوة واحتضنها الى قلبه وهو يقول :- لقد رحل سلمى شقيقي الصغير لقد رحل فقالت بصوتها المتهدج :- اعلم سمير اعلم ولكن علينا بالصبر لانه امر الله ولا نملك ان نعترض عليه وانت عليك ان تكون قويا لان الكل يعتمد عليك الان عمي حاله صعبة للغاية وقد ينتكس في اي لحظة عليك ان تكون قويا من اجله ومن اجل اختك ...... فاجاب بصوته المرتجف :- لم اعد اريد ان اكون قويا سلمى لم تنفعني قوتي في شيء لقد جعلتني افقد امير شقيقي الحبيب رفل طفلتي الصغيرة ووالدي فقدتهم كلهم بسبب قوتي المزعومة اما الان فانا لا اريد ان اكون قويا بعد الان اريدهم اريد عائلتي,,,,, اقتربت منه وهي تشعر بالذنب بالذنب الشديد بسبب كل ما فعلته بسمير اقتربت اكثر واكثر لتحتضن راسه بين احضانها وهي تتخلل شعره باصابعها لتهدئه رفع راسه نحوها ونظر اليها مستغربا من افعالها في هذا اليوم نظر اليها وكأنه يراها للمرة الاولى انه يحتاجها الان يحتاج لاي مسكن اي شيء يخرجه من حالة انهياره واي شيء افضل من سلماه لن يفوت هذه الفرصة فسحبها لاحضانه بسرعة وبحركة واحدة رفعها ووضعها على السرير لينضم اليها وهو يقتنص فرصة قد لا تتكرر ابدا .................................................. .......................


يتبع...

لأجل حبك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن