الفصل الثامن عشر
جلست بعد ان انهكت نفسها تماما كعادتها منذ ايام خلت لقد اصبح العمل هو كل ما تجد نفسها فيه بعد اسلوب التجاهل التام الذي يتعامل به سمير معها لقد اصبح كانه لا يراها ليس كأنه وإنما هو فعلا لا يراها اذا حدث ودخل البيت ووجدها جالسة مع والده تتجهم ملامحه وتتغير الوانه وكانه راى احد اعدائه ليلقي السلام باقصى سرعة ويختفي فلا تعلم اين يذهب ولا تتجرا حتى على السؤال او البحث عنه اصبح لا ياكل في المنزل ابدا لانه يعلم بانها هي من تعد الطعام يغسل ملابسه بنفسه بعد ان فعلتها مرة واحدة ليصرخ وكانها قد فعلت احد المحرمات واقدم على تمزيق كل الملابس التي غسلتها امام نظراتها ونظرات والده المستنكرة كل هذا دون ان يوجه لها اي كلمة او نظرة حتى ............
هذا الوجه الاخر لسمير الذي لم تكن تتخيل حتى وجوده وجه قاسي صلب لا يلين هي وحدها المسؤولة عن وجود هذا السمير الذي لا يمت لذاك الحنون بصلة ذاك الذي اغرقها بدلاله وحبه ذاك الذي كان لا يفوت مناسبة ليعبر لها عن حبه بلفتات عاشق لم تلاحظها بغبائها وتعنتها لو انها انتبهت لو انها كانت اكثر ذكاءا بقليل لربما كان كل شيء سيكون مختلفا ولكن هيهات فهاهي جالسة على اطلال اخر يوم قضته معه ذاك اليوم الذي لن تنساه ما حيت وستبقى على امل ان يعود سمير الى ذاك الذي كانه لم تعلم بان دموعها كانت تسيل بصمت لم تعلم كم كانت جلستها تلك مثيرة للشفقة كانت تشعر بالتعب بالإنهاك لم يكن تعبها من تلك الاعمال التي ترهق نفسها بها ولم يكن تعبها من حملها ولكن تعبها كل تعبها بسببه هو هو وحده !!!!!!
(( السلام عليكم......... سلمى يا ابنتي .......اين انت )) نهضت بسرعة من مكانها وهي تغلق باب غرفتها مع سمير التي اصبحت مهجورة بعد الذي حصل فسمير اصبح يحتل غرفة صغيرة الى جانب غرفة والده وهي ببادرة عناد تركت الغرفة لتستقر في غرفة بالطابق الارضي متعللة بحملها ركضت دون ان تشعر وهي تخاف ان يكتشف احدهم ما تفعله كل يوم في هذا الوقت لا داعي للمزيد من الفضائح يكفي ....اجابت وهي تنزل على السلم بسرعة كبيرة
:- انا هنا عمي .............اااااااااااااااه
لتلحق كلمتها الاخيرة بصرخة وهي تكمل اخر درجتين من السلم واقعة على وجهها بينما امسكت ببطنها بكل قوتها وهي تصرخ بهستيريا ليس بسبب الالم وانما خوفا على السبب الوحيد الذي يجعل سمير يبقيها زوجة له
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عبرت بوابة الجامعة وهي تشعر بالغربة بالفراغ الكبير الذي خلفته رفل برحيلها وتركها وحدها لقد كانت الايام الماضية جحيما بالنسبة لها فعلاوة على غياب رفل فان الاستاذ محمود هو الاخر كان غائبا لم تستطع ان تراه ولو لمرة واحدة وهذا ما ضاعف شعورها بالوحدة اذ انه ورغم كونها تقاطعه منذ تلك الحادثة الا ان وجوده طالما اشعرها بالامان حتى وان لم يكلمها او حتى اهملها واتهمها نظرت الى مجموعة من الفتيات لتفاجئ بوجود ريم تلك الفتاة التي حاولت ابتزازها لم تستطع اكمال طريقها حتى ....... شعرت بانها ضعيفة مرة اخرى لقد فقدت دعم رفل واحمد وكذلك الاستاذ محمود تحركت بخطوات سريعة نحو مكتب الاستاذ محمود عليها ان تراه لا تعلم ما الذي سوف تقوله له الا انها عليها ان تراه ان تشعر بوجوده حولها طرقت الباب لتفاجئ بوجود الدكتور عابد خلفها ارتبكت قليلا ولكنها استعادت توازنها بسرعة لتحييه قائلة :- صباح الخير دكتور عابد كيف حالك ؟؟؟؟
الدكتور :- صباح الخير سهى ما الذي تفعلينه هنا ؟؟
فاجابت سهى وهي تخفض راسها لتخفي ارتباكها :- لا شيء دكتور كل ما في الامر بان الاستاذ محمود وعدني بشرح مسالة غاية في الاهمية وقد اتيت للبحث عنه
دكتور عابد :- اذن اعتقد انه عليك ان تجدي شخصا غيره ليشرح لك تلك المسالة
فاجابت سهى وقد تملكها الخوف :- لم ؟؟
دكتور عابد :- لا لشيء سوى ان الاستاذ محمود مريض للغاية وقد قدم طلبا لاجازة لاسبوعين لذا ان كنت مستعجلة على تلك المسالة فاطلبي من الاستاذ سلمان ان يساعدك لانه سيحل محله اثناء فترة اجازته
لم تكن سهى تستمع لما يقوله الدكتور عابد لقد توقف عقلها عند كلمة مريض محمود مريض يا الهي تحركت دون ان تقول شيئا وهي تتخيل اسوأ الاحتمالات خرجت من بوابة الجامعة واتجهت الى سيارتها ستذهب اليه ستراه لن تهتم باي شيء ستراه وتطمئن عليه وليحصل ما يحصل .................
طرقات ملحة على الباب ايقظته من نومته التي حصل عليها بشق الانفس بصعوبة كبيرة تمكن من رفع نفسه عن السرير وهو يتساءل عن هوية هذا الزائر فلا احد ممكن ان يزوره بالكاد تمكن من الوقوف وهو يشعر بعظامه تئن تحت وطأة الحمى الشديدة التي اصابته لم يفلح اي شيء في جعلها تنخفض لذا فقد اخذ حبة منوم لكي يتمكن من الراحة لبضع ساعات لتضيع جهوده هباءا بسبب هذا الزائر المزعج فتح الباب ليصدم فورا برؤيتها واقفة كما هي دائما منتهى الاناقة منتهى الرقة منتهى الجمال منتهى الضعف ناقض شكلها وملابسها هذا المكان البسيط الذي يقطنه قطب حاجبيه وهو يشعر بالغضب يتملكه من تصرفاتها الرعناء اللامبالية هذه الفتاة ستصيبه بالجلطة فقال من بين اسنانه وهو بالكاد يتمكن من الوقوف :- سهى ..... ما الذي اتى بك الى هنا ؟؟
لتشهق فورا وتسقط دموعها وهي تقول :- محمود ماذا بك تبدو مريضا للغاية ما الذي حصل لك اخبرني ارجوك ؟؟؟؟
توقف عقله عند اسمه الذي نطقته مجردا لم يعلم لم نطقها له بهذه الطريقة جعله يشعر بالالفة بان هناك من يعتبره محمود محمود هكذا دون اي لقب محمود الانسان ذاك الذي نسيه العالم كله .......ترنح قليلا وهو يشعر بانه سينهار قريبا تحت وطأة هذا المرض المفاجئ لتسرع سهى ودون ادنى تفكير وتقترب منه لتسنده وهي تتقول من بين دموعها :- محمود ماذا بك ارجوك اخبرني ........لقد كان تائها لم يكن في كامل وعيه بينما يشعر بجسدها الصغير بالقرب منه وهي تحاول اسناد جسده الضخم بالنسبة لحجمها عطرها الناعم مثلها تخلل انفاسه كلها بينما يشعر بارتجافها ليوقظه من توهانه غير المعتاد هذا نظرات فضولية لبعض المارة كانت تتطلع للمشهد الغريب الذي يعتبر شائنا في هذا الحي الشعبي ليشعر بالغضب يتملكه وهو يسحبها من ذراعها ليدخلها الى المنزل وهو يقول بكل ما تبقى من وعيه وقوته :- ما الذي تفعلينه هنا بحق الجحيم الا تخجلين؟؟؟؟ الن تتغيري ابدا يا فتاة ؟؟؟؟؟؟
تحرك ليرمي نفسه على الاريكة القريبة وهو يشعر بالتعب ليعيد نظره اليها وهو يعاقبها ويعاقب نفسه على لحظة الانشداه تلك التي حصلت بسبب تهورها :- الم تتعلمي شيئا من كل الذي حصل لك يا سهى كيف تجرؤين على المجيء لبيتي وانت تعلمين بانني اقيم لوحدي فيه الا تخافين على سمعتك ؟؟؟؟؟؟؟
شعر بان هذه الكلمات استهلكت كل طاقته فاغمض عينيه دون ان يتطلع نحوها لانه لا يريد ان يرى تاثير كلماته عليها فهاهو يجرحها كعادته ولكن هذا افضل ولمصلحتها هذه الفتاة المتهورة لا تعرف كيف تحسب نتيجة افعالها
لمسة على جبينه جعلته يفتح عينيه على وسعهما لينظر اليها فهاله ان يراها بهذه النظرة المنكسرة المجروحة بينما بقايا دموعها تغطي وجهها كله .....بقايا لانها لم تعد تبكي كأن الالم الذي تشعر به حتى الدموع لن تستطيع ان تخفف من وطأته فقالت ببرود شديد وبصوت خرج متألما رغم محاولتها الواهية لاخفاء المها :- انا لم اتي الى هنا الا بعد ان علمت انك مريض وانا اثق بك تمام الثقة بعكسك طبعا ومجيئي الى هنا كان لانني مدينة لك لانك ساعدتني في وقت كنت فيه بامس الحاجة للمساعدة ولن تفلح كلماتك الجارحة على ثنيي عن رد الدين لك ............
لقد كان مبهوتا مأخوذا بكل ما تحمله هذه الكلمات من معاني وهو يرى قوتها .....كبرياء الانثى الذي البسها جاذبية لا تقاوم واضفى على جمالها سحرا حزينا وهي ترد له اهاناته بكل قوة وجسارة لتكمل قائلة
:- هل هناك اي احد تصل به لكي يأتي اليك ؟؟؟؟
شعر بالألم يعتصره من هذا السؤال البسيط ليجيب فورا ب
:- لا لا احد لدي ولست محتاجا لاي احد
نظرت سهى اليه وهي تشعر بدموعها على وشك السقوط لتغرقها ولكنها حبستها بالقوة لن تجعله يرى ضعفها مرة اخرى لقد انتهى كل شيء ببساطة هو لا يراها سوى فتاة غير محترمة لن ترقى يوما ليعتبرها اكثر من هذا ارادت ان تقسي قلبها ان تتركه ليحترق بنار الحمى كما تحترق هي بنار عشقه الا ان قلبها الخائن لم يطاوعها لتقول اخيرا وهي تشعر بالقهر :- اذا هل يمكنك احتمال وجودي قليلا ريثما اطمئن عليك ؟؟؟؟
لم يعرف بم يجيبها هذه السهى المقاتلة التي لم تتركه على الرغم من كل جلافته وقسوته معها شعور دغدغ اعماقه ليبث احساسا بالامان لم يشعره منذ زمن بعيد ليقول في محاولة واهية لكسر الجو المشحون
:- حسنا ربما يمكنني الاحتمال .......................... .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...
لندن .........
سلام سلام يحيط بها من كل ناحية وهي تتطلع للجمال من حولها بعيون حرة حرة في الاستمتاع والنظر حرة في ابداء الفضول حرة في قول رايها بصراحة وطلاقة دون الخوف من الاحكام المسبقة بعد ان انهت مكالمتها الصباحية مع والدها وهي تطمئن عليه كعادتها يوميا جلست على شرفة منزلها نعم منزلها او منزل احمد كما تسميه لم يسكنا كما توقعت بالمساكن التي حددتها الجامعة للمبعثين ولكنها تفاجأت بان احمد قد استاجر بيتا غاية في الجمال في ارقى الاحياء السكنية في حي يدعى الماي فير وهي على الرغم من كونها لم تسافر قبل هذه المرة الا انها استشعرت رقي المكان وغلائه حاولت الاعتراض الا ان بروده ومقاطعته لها منذ حادثة الطائرة منعها من ذلك فتقبلت الامر ببرود مماثل ولا مبالاة مغيضة رحلت بافكارها الى تلك الحادثة التي جعلته يصبح هكذا عندما جلست على مقعدها في الطائرة وتطلعت من النافذة القريبة شعرت بالرعب وهي تتمسك بذراع مقعدها بالقوة ففاجأها بسؤاله
:- هل هذه هي المرة الاولى التي تركبين فيها الطائرة ؟؟؟؟
اومأت برأسها دون ان تنظر اليه فقال لها
:- اهداي قليلا وخذي نفسا عميقا ......هيا فليس هناك ما يدعو لعنادك المعهود
لم تستطع العناد فخوفها كان اكبر اخذت نفسا عميقا كما قال لها ولكن حالما بدأت الطائرة بالتحرك حتى شعرت بالاختناق بالخوف كانت تغمض عينيها بالقوة تمسكت دون ان تدري بذراعه القريب منها بكل قوتها ليقبض على يديها بيديه في فرصة لم يكن ليضيعها ابدا ولكنها حالما شعرت بلمساته حتى انتفضت وسحبت يديها بقوة وهي تقول من بين اسنانها :- اياك اياك ان تفعلها مرة اخرى ليدير رأسه عنها الى الجهة الاخرى حيث تقف المضيفة التي كانت تنظر نحوهما ليقبض على يدها بقوة وقسوة حتى كاد ان يكسر اصابعها الرقيقة
:- لقد حذرتك سابقا وسافعلها للمرة الاخيرة اياك ثم اياك ان تقللي من قيمتى امام ايا كان اما عن هذه واشار الى يدها برأسه ليرميها بعدها بفظاظة ويكمل قائلا :- فليس لي حاجة بها
ليظهر من تلك اللحظة احمد جديد لم يعد يكلمها ابدا لم يعد يضايقها او حتى يستفزها حالما حطت بهم الطائرة وهي تتبعه بصمت بينما هو يكمل كل المتعلقات الخاصة بهما دون ان يرجع اليها اوصلها الى البيت دون اي كلمة ايضا احتل غرفة صغيرة بينما ترك لها الغرفة الكبيرة بدون اي كلام ايضا ومنذ تلك اللحظة وهما متفقين على جدول ينظم امورهما معا يخرجان معا صباحا ليوصلها الى الجامعة ليلازمها تماما دون ان يكلمها يقوم بكل شيء معها لا يدعها حتى تشتري قلما لوحدها بطريقة متسلطة مغيضة تثير الضحك وحالما تنتهي محاضراتهما يعيدها الى المنزل ويتركها حتى ساعة متأخرة من الليل لتأخذ هي راحتها في البيت في الوقت الباقي من النهار لا يكلفها اي شيء تدخل غرفته لتجده قد رتب سريره واخذ ملابسه للمصبغة دون يطلب منها اي شيء يجلب كل الاغراض الخاصة بها مؤونة البيت التي تستعملها لوحدها كونها تقريبا تسكن لوحدها كل شيء متوفر لها ابتداءا من الملابس التي جلبتها لها منال التي كانت تلاءمها تماما وكافة مستلزمات الدراسة كل شيء موجود ومعتنى به بمنتهى الدقة من قبله كل هذا يشعرها انها مدينة لاحمد بالكثير ولكنه يتصرف معها كالاطفال لا يترك لها اي مجال لترد له بعضا من ديونه التي تراكمت عليها حسنا كل شيء سينتهي هذه الليلة ابتسمت لتظهر على وجهها لمحات من شقاوتها القديمة وهي تخطط لطريقة تصالحه بها فرغم كل شيء هي المخطئة .................................................. .................................................. .................................................. .
نظر الى الساعة ليجدها تجاوزت الثانية عشرة بعد منتصف الليل حسنا مؤكد ان الاميرة الان نائمة كم يشعر بالغضب بالغيض يتاكله وهو يراها تحيى حياتها باريحية تامة وكأن لا هم لديها بينما هو يتلظى بنيران حبها تجاهلها وكرهها له نعم كرهها فعي تكرهه اي مغامرة تلك التي رمى نفسه فيها دون اي حسبان لنتائجها المدمرة لاعصابه لقد كان بعدها اهون عليه لا .... على الرغم من كل شيء فهو اصبح كالمدمن على ما يؤذيه مدمن لرائحة عطرها الناعمة التي تخلفها خلفها في السيارة ليبقى يستنشقها كانها طعم الحياة .........بتلك التفاصيل الصغيرة التي يستمتع برؤيتها يوميا لترتسم الابتسامة رغما عنه .........بخفها المنزلي الصغير الذي تتركه قرب باب غرفتها فيشعر بالفرح لانه يعلم بانها تقبع خلف هذا الباب ............. بالطعام الذي تتركه له يوميا على الرغم من انه لا يمسه ولكنه يستمتع بالنظر اليه وهي بعنادها المعتاد تعده له يوميا ليتركه هو بعناد مماثل ........... دخل الى المنزل ليستقبله الظلام المعتاد وكالمعتاد نظر الى باب غرفتها المغلق ليتنهد تنهيدة طويلة تعبر عن مدى يأسه ........تحرك باتجاه المطبخ وهو يشعر بالجوع فهو لم يتناول شيئا منذ الساعة الثانية نظر الى المائدة الصغيرة الموجودة في المطبخ ليتفاجئ بكونها لم تحضر له الطعام كعادتها شعر بالحزن والالم فهو رغم كل شيء كان فرحا باهتمامها ولكنها حرمته من فرحته الصغيرة هذه تحرك نحو الثلاجة ليخرج بيضتين وهو يدعو الله ان يتمكن من ان يعدهما دون ان يفسد المطبخ كعادته ودون ان تشمت به تلك القاسية نعم قاسية وبقلب كالحجر هذا ان وجد لديها قلب من الاساس اخرج صحنا صغيرا وملعقة وهو يمسك البيضتين لتسقط احداهما على الارض فشتم بقوة وهو يتحرك ليجلب خرقة ليمسح بها اثار البيض لكي لا تراه .......... ليتزحلق بذاك السائل اللزج ويقع ارضا وتقع البيضة الثانية على قميصه شعر بالغضب الشديد والانهاك الشديد شعر بان اعصابه لم تعد تحتمل كل هذا لم يتحرك من جلسته البائسة تلك وهو يشتم ويلعن حظه نظر امامه ليجد ذاك الخف المضحك وهو يحتوي قدمين صغيرتين مغطاتين بجوارب مضحكة باصابع !!!!!!!!!!
رفع بصره ليراها تقف امامه وهي تبدو تبدو بمنتهى الروعة بمنتهى البراءة كانها طفلة صغيرة وهي ترتدي منامة قطنية بلون الزهر طويلة تصل لكاحليها يعلوها معطف بني يصل لركبتيها وحجاب بلون ازرق في تناقض واضح لكنها تبدو مبهرة في كل ما ترتديه ولكنها هذه المرة تبدو مبهرة ومضحكة فهي المرة الاولى التي يراها فيها بهكذا ملابس نظر لوجهها ليجدها تنظر اليه وعيونها تكاد تخرج اذ يبدو انها تحبس ضحكتها ليذهب غيضه وغضبه وكل تلك المشاعر ادراج الرياح امام مرآها هكذا امامه فقال وهو يشعر بان مزاجه اصبح افضل وافضل
:- حسنا يمكنك ان تضحكي ........
هل هو مجنون ربما الا انه مستعد الان لان يخرج بحاله هذا وان يرقص في شوارع لندن لانه سمع ضحكتها رآها وهي موجهة له له وحده حسنا حتى وان كانت تضحك عليه الا انه لا يبالي لا يبالي ابدا ظل جالسا مكانه مستمتعا بضحكتها الرائعة التي تبدو كسيمفونية السعادة الخاصة به نعم انها هي المصدر الوحيد لسعادته وآلامه لتبادره بالقول من بين ضحكاتها :- حسنا الا تنوي النهوض ؟؟ وما هذا الذي تفعله الم نتفق سابقا على ابقاؤك على مسافة امنة عن اي مطبخ ؟؟؟
فاجاب متهكما :- حقا ؟؟ متى ؟؟؟؟ انا لا اذكر اننا اجرينا حوارا حضاريا واحدا دون ان ينتهي بك الامر الى اهانتي .....
فاجابت وشعرت بانها توشك ان تفقد هدوءها :- ها انا ذا احاول ان اجري واحدا
احمد :- حقا انه لفضل كبير منك ان تفعلي !!!!!!
رفل :- احمد انا اسفة حقا لكل ما حصل واعدك بان الامر لن يتكرر مرة اخرى
فأجاب احمد وهو يبتسم :- حسنا حسنا اعلم كم ان الاعتذار امر صعب عليك
رفل :- حسنا الا تفكر بالنهوض لانه علي اخبارك بان رائحتك بعد قليل ستصبح ............ نهض احمد من مكانه وضحكاته تملا المطبخ وهو يقول :- لا تقلقي دقائق وستحل مشكلة الرائحة
حالما خرج حتى باشرت رفل بتنظيف الارضية وهي تشعر بالارتياح اخرجت الطعام الذي حضرته له والذي خبأته باحدى الخزائن وهي تبتسم لان خطتها نجحت بالنهاية طبعا هي لم تخطط لان يغرق احمد في بقايا البيض ولكن الواقع جاء افضل بكثير من خطتها سخنت الطعام ورتبته على المائدة الصغيرة بطرقة مميزة وهي تنتظر مجيئه لتشاركه الطعام في بادرة سلام ولانه اثبت اكثر من مرة مدى احترامه لها واحترامه لوعده دقائق مرت لتشعر بوجوده في المطبخ رائحة عطره المميزة تخللت انفاسها رفعت راسها نحوه وهي تتطلع لوجهه للمرة الاولى بهذه الطريقة عيناه الزرقاوان اللتان تبرقان بشقاوة شعره الذي كان رطبا وقد تركه دون ان يمشطه ليمنحه مظهرا عابثا ان احمد وسيم للغاية هذا ما قالته لنفسها بل انه من اكثر الرجال وسامة نهرت نفسها بقوة على افكارها هذه لتخفض راسها وهي تشعر بالخجل من نفسها لانها تفكر بهذه الطريقة وبمن باحمد............
سحب الكرسي ليجلس امامها وهو يقول وابتسامة تزين شفتيه :- ها قد حللنا مشكلة الرائعة ماذا عن مشكلة عجلة الالوان التي تجلس امامي كيف سنستطيع حلها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت الى نفسها لتبتسم وتقول :- حسنا عليك ال احتمال اذا كنت جائعا لانني لن افعل شيئا بخصوصها
احمد :- حسنا حسنا امري الى الله فانا اشعر بالجوع الشديد لذلك ساحتمل ........... ضحكا معا بينما هي تبادره بالقول :- اذا هل هذا يعني بان الحرب الباردة انتهت وبان السلام سيحل
احمد :- حسنا يمكنك قول ذلك
رفل :- احمد انا حقا اسف اعلم بانني احرجتك ولكن ماذا افعل هذه انا انت عرفتني وقبلت بي انا معقدة اعلم ذلك ويصعب العيش معي الا انني استطيع التعلم معك فانت مختلف انت ساعدتني كثيرا لذلك من فضلك لا تجعلني اشعر بانني عبء عليك لا تجعلني اشعر بانني استغلالية استغلت عقدة شعورك بالذنب باسوأ طريقة من فضلك لانني اريد التصالح اريد التصالح مع نفسي مع الدنيا كلها وسابدا الامر معك فهل تقبل بمصالحتي وهل ستقبل بصداقتي ولك الشرف بان تكون الاول ..........
لقد كان مأخوذا بها بكلماتها العذبة التي تخرج من بين شفتيها فيستمتع بشعور كونها تكلمه وحده تتحدث معه نعم هو الاول بكل شيء بقلب هذه العذراء بمشاعرها واحاسيسها فقال وهو يبتسم :- وانا ساقبل بهذا الشرف بكل سرور ولكن عقدك هذه عليك معالجتها بسرعة فانا لا اريد ان تصيبيني بالعدوى يكفي عدوى النكد والان عقد نفسية انا اريد ان اعود الى اهلي محملا بشهادة جامعية وليس شهادة تثبت انني ......... حسنا انت تعلمين لا داعي لان اكمل لان ايا كان من يراك بهذه الحالة وانت ترتدين خمسة الوان دون احتساب الجوارب ذات الاصابع سيشهد بذلك معي ..........
لم يشعر الا بقطعة كبيرة من الخيار ترمى عليه وهي تنهض وتحاول ان ترفع الطعام الذي لم يمسه وتقول :- حسنا كان علي ان اتركك غارقا في مستنقع البيض .... ليطلق احمد ضحكات مستمتعة وهو يحاول ايقافها لتصيبها عدوى الضحك وتشهد هذه الليلة على بداية حب وجد ليبقى .................................................. .................................................. .....................................يتبع...
أنت تقرأ
لأجل حبك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Serendipity Green لاجل حبك فقط لاجل حبك كبرت .... لاجل حبك سهرت ...... لاجل حبك تغيرت ........ والان الان كرهتك بقدر حبك فاصبحت اعيش لكي اكرهك فكما حبك كان دافعي للعيش فكرهك دافع للعيش ............ فانت في كل حالاتك حبك غدرك خيانت...