الفصل الرابع عشر
دخل منزله وهو يشعر بالإنهاك بالتعب بالحزن بالسعادة بأحاسيس ومشاعر متناقضة لا يقوى حتى على فتح عينيه من فرط التعب والنعاس يحتاج للنوم والراحة سبعة ايام متواصلة لم يغفو للحظة لم يترك المشفى للحظة وهو يتوقع اتصالا من سهى تطلب منه ان يذهب اليها يسرق لحظات خيالية وهو يوهم نفسه بانها تشعر به تشعر بوجوده وانها ليست تحت تاثير الصدمة والمهدئات التي تجعلها لا تشعر بما حولها ولكن ذاك الوهم هو الاجمل والاحلى من كل حقيقة ان يكون قربها بجانبها في تلك اللحظات المسروقة لم يستطع المغادرة الا بعد ان شاهدها ترحل مع والدها كم تمنى ان تشعر بوجوده ان تسال عنه ان تتذكر تلك اللحظات التي شعر بانها جمعت بينهم ولكنه كالعادة يوهم نفسه لانه الوحيد الذي كان يسبح في ذلك العالم لانه واقع في بئر حبها العميق ...... حالما خطا خطوة داخل المنزل حتى تناهى لسمعه اصوات من الداخل اصوات بعثت السعادة والنشاط في جسده المنهك اسرع في خطواته ودخل الصالة ليجد منال وصوت ضحكاتها المميز تلك الضحكات التي تكتسب ألقا خاصا بها ووهجا طبيعيا كلما تواجد عمه بالاجواء .... لكم يحب لحظات تواجدهما معا تفاهمها كيف يكمل كل واحد منهما كلام الاخر كيف تفهم عمه بدون ان يتكلم حتى وكيف يصبح هو طفلا الى جانبها يتخلى عن تلك الصرامة والجفاف ليصبح طيعا لها يتلقى حنانها ودفئها ..... كانا يجهزان المائدة معا بينما ينتهز عمه لحظة اقترابها منه لتنهره هي بكل حزم فيطلق ضحكات مرتاحة لم يسمعها منه منذ الازل تنحنح لينبههما لوجوده فالتفت الاثنان اليه لتشعر منال بالحرج الشديد وهي ترى ابتسامة احمد الشقية التي تعرفها لتعود وترمق عمه بنظرات عتب وتحذير فقال احمد لكي يغيظ منال اكثر :- حسنا انا اسف لم يكن علي استخدام المفتاح .....فقال علي دون ان يستطيع السيطرة على انفعالاته وضحكاته :- حسنا انت محق يا ابن اخي فنحن كما تعلم كنا اممممممممممممممم دعني افكر ......فضربته منال بقوة بينما كان وجهها يشتعل من الاحمرار وهي تقول :- حسنا اكمل غداءك مع ابن اخيك اللعوب فانا مغادرة الان خطت خطوة واحدة ليمسك علي بمعصمها ويسحبها اليه بقوة حتى ارتطمت به وهو يقول وعينيه تشتعلان بالاستمتاع :- حسنا ايام قليلة فقط وعندها لن تستطيعي الفكاك مني او تهديدي بالمغادرة فشعرت بالدم يكاد ينفر من وجهها من فرط خجلها وحرجها وهي تنقل نظرها بينه وبين احمد الذي كان يدعي الانشغال ليقول اخيرا :- حسنا اعتبراني غير موجود لانني ساذهب لانام ولن يستطيع ايا كان ان يوقظني الى اللقاء عمي وعمتي قالها وهو يتحرك نحو غرفته فنادته منال بسرعة وهي تنظر لعلي بعتب :- احمد ما الذي تقوله تعال من فضلك لقد اعددت هذا الطعام خصيصا من اجلك لاني كنت اعلم بانك ستاتي اليوم ولا تسالني كيف علمت..... فالتفت اليها بسرعة وهو يخشى ان تخبر عمه عن سر غيابه بينما علي كان ينظر اليهما باستمتاع كم يشعر بالراحة لتلك العلاقة الجميلة التي تكونت بين احمد ومنال الى درجة انه هو اصبح خارج دائرتهما فقال وهو ينظر لاحمد :- لا تقلق لان منال تحتفظ باسرارك كلها ولن تقول لي شيئا حتى ولو علقتها من رجل واحدة امممم انه مشهد جميل ان اعلقها ما رأيك فضحك الاثنان بينما منال تتميز من الغيض فقالت حسنا ايها المراهقان احمد تعال لتساعدني في حمل الاطباق المتبقية وغمزت له بعينها فتنبه فورا وقال :- حسنا على الرغم من تعبي الشديد إلا اني سأساعدك .... عمتي ,,,,,ولحقها وهو يعلم بأنها تريد استجوابه وحالما دخلا للمطبخ التفتت اليه بسرعة وهي تسأله بلهفة شديدة :-ها ؟؟ ما الاخبار كيف اصبحت علمت بأنها غادرت ولكن كيف حالها ؟؟؟ فأجاب احمد وعقله سارح بها :- نعم اعتقد انها اصبحت افضل لقد غادرت مع والدها فقالت منال :- احمد انا لن اسالك عن اي شيء الان اعلم بانك متعب ولكن هناك حديث طويل بيننا حديث لن تستطيع تأجيله لفترة طويلة فتنهد تنهيدة عميقة وكانه ينفث نارا تحرق احشائه وهو يقول :- اعلم ذلك وانا بحاجة لذلك الحديث ايضا بحاجة اليه للغاية ......................................
جلس الجميع حول المائدة وكانوا يأكلون بجو مرح وبألفة محببة اصبحت رفيقهم الدائم منذ دخول منال لحياتهم لتغير طعم ولون وشكل كل شيء بينما يتناوب علي واحمد على اغاظة منال وهي تتوعد وتهدد لتستسلم بالنهاية وهي لا تستطيع اخفاء ابتسامتها ولكن رنين هاتف احمد قطع استمتاعهم بتلك الوجبة الجميلة لتقول منال بتذمر :- اولى القوانين الجديدة في هذا المنزل تقفل جميع الهواتف اثناء تناول الطعام .... فاجاب علي وعيونه تنطق قبل لسانه :- وأنا كلي شوق لتطبيق قوانينك الاستبدادية يا مستبدة ..........بينما لم يلحظ ايا منهم تغير ملامح احمد وهو ينظر الى شاشة الهاتف بدون تصديق لم يصدق حقا ربما كان التعب والاجهاد هما السبب او ربما تفكيره المستمر بها جعله يتوهم المستحيل الا ان صوت منال القلق جعله ينتبه الى كون الامر حقيقة وليست خيالا ضغط على زر الاجابة وقلبه يخفق بل يكاد ينفجر من فرط الاثارة والفرح فاسرع يقول وهو يتحرك من مكانه باتجاه غرفته بسرعة البرق :- هل هذه انت حقا ؟؟؟ ولكن ما من مجيب فقال وقد تملكه القلق :- رفل ماذا هناك واياك ان تغلقي الخط فأجابت بتقطع :- كنت اريد ان اسأل .. احمد :- نعم رفل اسألي تكلمي رفل :- كنت اريد ان ..ان .. اسالك ان كان ...عرضك لا يزال قائما ؟؟؟ فأجاب احمد ببلاهة وعدم تصديق :- اي عرض ؟؟؟ فقالت وقد تهدج صوتها :- اسفة لم يكن علي الاتصال فاجاب احمد بغضب :- اياك رفل اياك ان تقفلي الخط فقالت :- لماذا ان كنت قد اذا نسيت كل ما قلته فلم يعد هناك من شيء يقال ...... فقال احمد والأمل يملؤه :- نسيت انا انسى اي شيء يخصك ابدا لا استطيع نسيان اي شيء يتعلق برفل ياسين من قريب او بعيد وان كنت تقصدين عرض الزواج فنعم هو لا يزال قائما فاجابت وقد تملكها الغضب والحرج :- لا تقل عرض زواج لانه ليس كذلك ...... فضحك وقال :- حقا اذا ماذا علي ان اسميه ؟؟ فقالت :- سمه شراكة اتفاق اي شيء اخر الا هذه التسمية ......... احمد :- حسنا كما تريدين اذا هل علي ان اعتقد بانك موافقة على هذا الشيء الذي ليس زواجا ؟؟؟
فأجابت رفل وهي تمنع نفسها بالقوة من ان تفقد اعصابها التي لم تعد تحتمل :- ليس قبل ان نتفق على كل شيء فاجاب احمد وقلبه يكاد يقفز خارج صدره :- هل تعنين ما فهمته لانني فهمت بانك موافقة بشروط ......رفل :- نعم
فاجاب دون ان يستطيع اخفاء سعادته :- وانا اخبرك الان باني موافق على شروطك كلها دون ان اسمعها ......
رفل :- لا ,,,عليك ان تسمعها وتفكر بها وتعطيني جوابك
احمد :- حسنا ولكني اريد ان اسمعها منك وجها لوجه ......... رفل :- ماذا ماذا تعني احمد ما سمعته سنلتقي في اي مكان تحددينه ونتناقش وسأسمع شروطك كاملة وأعطيك جوابي
رفل :- ماذا ؟؟ نلتقي ؟؟؟ فأجاب احمد وابتسامة ترتسم على شفتيه :- نعم نتقابل لم هذا الاستغراب حتى في اكثر طلبات الزواج تطرفا وفي اكثر العوائل تشددا يسمح للعريس بان يرى عروسه الا تعتقدين ذلك فاجابت بصوت عال وقد تملكها الغضب :- ما الذي تقوله ؟؟؟ احمد :- حسنا حسنا اهدئي لا داعي لكل هذا الغضب ولكن حقا علينا التكلم ويمكنك اختيار المكان والزمان فاجابت بعد فترة صمت :- حسنا ولكن لن نلتقي وحدنا ... احمد :- حسنا من تقترحين ؟؟؟ سهى ؟؟ رفل :- لا ... سهى ...لا احمد :- اذن ما رايك ان اجلب معي زوجة عمي انها سيدة لطيفة للغاية وستموت لكي تلتقي بك رفل :- زوجة عمك ؟؟؟ احمد :- نعم عمي وزوجته هما عائلتي الوحيدة فاجابت رفل بعد فترة تفكير طويلة :- حسنا وسنلتقي في الجامعة وأغلقت الخط فورا ليتنهد احمد وهو يحتضن الهاتف وهو يكاد يطير من الفرح رفل رفل ستكون له سيقبل بكل شروطها مستعد لكل شيء ما دام هذا يضمن ان ترتبط به باسمه الى الابد وسيحرص على ذلك بكل ما اوتي من قوة ..................
اغلقت الخط وهي تشعر بالجليد يغطي قلبها بالصقيع ينتشر بين اطرافها نعم لن تبقى هنا لدقيقة واحدة بعد ان سمعت كل تلك البشاعة كل ذلك الحقد والكره لها ولأمير لن تستطيع ان تنظر اليها ولا الى سمير حتى ...... حتى والدها اصبحت تراه مسئولا بشكل ما عما حصل والان هي تحمل طفلا طفلا يربطها بهم الى الابد ولكنها لن تبقى لن تبقى لتراها امامها في كل لحظة ستستغل الجميع لتخرج مما هي فيه واولهم احمد سيتحمل نتيجة ما فعل سمعت اصوات صراخ فخرجت على اثره واختبأت خلف الجدار لتجد سمير يمسك بسلمى بعد ان افاقت وهو يطلب منها الرحيل ويخبرها بانه لا يريد طفلا منها ولا يريد ان يراها مرة اخرى بينما سلمى ترفض ان تغادر ليصرخ بها سمير بأعلى صوته وهو يأمرها بالرحيل ليتدخل والدها ويمنع سمير من اخراجها وهو يخبره بان سلمى لن تغادر هذا البيت ابدا ليصمت الجميع وتدخل هي الى غرفتها وكأن الامر لم يعد يخصها لم يعد يعنيها اي شيء يتعلق بهم بعد ان فقدت اعز انسان على قلبها لم يعد يهمها اي شيء فليحصل ما يحصل تشعر بانها فقدت احساسها عطفها واهتمامها بمن حولها فقدت نفسها كل شيء تلاشى لم يعد في داخلها سوى الفراغ فراغ كبير يحاول ابتلاعها استلقت على فراشها الذي تحب في غرفتها التي تحب نظرت حولها لترى بأنها لم تعد تحبها لم تعد هذه الغرفة امانها كما كانت كل شيء تغير تشوه وعند هذه الفكرة اغمضت عينيها لتغرق في نوم بلا احلام بلا امال نوم كان انعكاسا لحياتها الجديدة الفارغة !!!!!!
.................................................. .................................................. .................................................. ................................
فتح عينيه ليقفز فورا من السرير وهو ينظر الى الساعة ويلعن ويشتم لقد تأخر لم يستطع النوم حتى ساعات الفجر الاولى وهو يفكر باللقاء المرتقب سعادة لم يشعر بها منذ الازل بسرعة الريح اكمل استعداداته للقاء العمر لقاء سيحدد حياته القادمة قفز على السلالم بسرعة ليفاجأ بعمه يسد عليه الطريق فقال احمد وهو يلعن حظه :- صباح الخير عمي من فضلك افسح لي الطريق فانا مستعجل للغاية فقال علي مستمتعا بغضبه :- صباح الخيرات ليس قبل ان تتناول فطورك معنا .......احمد :- عمي لن استطيع لدي موعد مهم علي اللحاق به حالا ........فاجاب علي وهو يضحك :- لن تغادر لانه سيكون علي ان اتحمل عقوبات منال القاسية لانها عزمت نفسها على الفطور عندنا احمد :- منال ؟ هل هي قادمة ؟؟ علي :- نعم انها في الطريق الان واكدت علي بان لا اسمح لك بالخروج قبل ان تحضر احمد :- حسنا حسنا سانتظر زوجتك المستبدة حالما تحركا من مكانهما سمعا صوت جرس الباب فقال علي :- لا تذكر الشياطين فانها تحضر احمد :- حقا ؟؟ شياطين ؟؟ لا استطيع ان اصبر لارى ردة فعلها عندما تسمع هذا الكلام ..علي :- لن تفعلها لانه سيكون عليك نسيان موعدك المهم من التشوه الذي سيحل بوجهك فاطلق الاثنان ضحكات مرتاحة مستمتعة وهما يفتحان الباب معا ويستقبلان منال بابتسامة سعيدة فقالت : لا بد انه صباح استثنائي لاراكما معا بهذا الشكل الجميل احمد :- نعم انه صباح استثنائي بالنسبة لي وهذا يذكرني ب.. قطع كلامه ليغمز لها بعينيه ويحرك يديه باتجاه المطبخ ففهمت منال اشارته لتقول فورا :- حسنا يا صاحب الصباح الاستثنائي تعال لتساعدني في اعداد الافطار لانه من قوانين المنزل الجديدة عليكما مساعدتي في كل شيء ...فقال احمد :- هل تعلمين ربما على عمي ان يغير رايه بشان الزفاف المرتقب لانك من اكثر النساء تسلطا واستبدادا ....فاجابت :- ههههههه انت مضحك للغاية نعم ربما عليه فعل ذلك...... كان علي يستمع لتلك المحاورة التمويهية وعلى شفتيه ابتسامة ماكرة فقال وهو ينقل نظره بين احمد ومنال :- اذن هل انتهيتما من تلك المحاولة الفاشلة لتشتيت عقلي عن تلك الغمزات والاشارات المخفية للتحرك باتجاه المطبخ .....فغر كل من علي ومنال فميهما وهما ينظران نحوه باستغراب فقال :- علي ان اعتقد بانكما انتهيتما نظرا لهذا الصمت المعبر .....استمر الاثنان بتلك الوقفة البلهاء ليكمل علي القول وهو مستمتع للغاية بردة الفعل هذه :- حسنا تلك هي غلطتكما لطلما استهنتما بذكائي ولاثبت لكما ساحاول ان احزر السبب هل يتعلق الامر بتلك الفتاة ما اسمها يا الهي كيف نسيته نظر الى عيني احمد ليكمل ااااه تذكرت رفل ياسين
صرخ احمد فورا دون ان يستطيع السيطر على انفعاله :- ماذا؟؟ علي :- نعم رفل ياسين تلك الفتاة التي كنت تراقبها طوال السنتين الماضيتين تلك الفتاة التي امضيت الاسبوع الماضي كله الى جانبها في المشفى تلك الفتاة التي اعتقد او اكاد اجزم بانها هي السبب بتغييرك وكذلك هي السبب بتلك الطعنة وذلك الاثر العزيز على قلبك .......لم يصدق احمد كلمة مما سمعها كيف كيف علم عمه بكل هذا هل كان مكشوفا لهذه الدرجة فقال باستنكار :- لا لم تكن هي السبب ......علي :- احمد انا اعلم بانها هي هي من سببت لك ذلك الانهيار والالم ..... فاجاب احمد وهو يلقي بنفسه على الاريكة القريبة منه :- اذا كنت تعتقد ذلك فعليك ان تستمع للقصة كاملة لا ان تحكم على الظاهر وبدأ بالكلام بينما عمه ومنال كانا يستمعان لكل شيء وعيونهما مفتوحة فبادرت منال بالقول :- احمد كيف استطعت ان تفعل ذلك ؟؟؟ فاجاب احمد سريعا وهو لا يحتمل تلك النظرة التي ترمقه منال بها :- اقسم بانني لم انو على اي شيء سيء لقد كنت احاول ان اثبت وجهة نظر لم اكن لأؤذيها ابدا ........منال :- حتى وان كان ما تقوله صحيحا ما فعلته كان خطئا كبيرا خطئا لا يغتفر ولا اعتقد انها ستسامحك يوما عليه .....فقال احمد :- اعلم اقسم انني اعلم لقد قضيت كل يوم من الفترة الماضية كل لحظة في معاقبة نفسي فاجابت منال :- وكيف كيف عاقبت نفسك بالله عليك
فاجاب احمد بصوت يحمل كل معاني الالم والحب :- عاقبتها باقسى الطرق واكثرها وحشية بان اراها ولا اكلمها بان اكون قربها دون ان استطيع النظر اليها بان يقتلني الشوق لان انطق حروف اسمها اناديها لتلتفت الي بدون نظرة اللوم والبغض والاهم بدون نظرة الرعب التي لم انسها للحظة عاقبت نفسي بمعاقبة قلبي فقالت منال :- هل تعني انك تحبها ام انه الذنب الذنب ما يجعلك مهووسا بها ............
فقال احمد :- لا اعلم انتما الخبيران اخبراني ماذا يعني الحب ؟؟ ان يرفرف قلبي فرحا وسرورا ما ان ارها تبتسم ان اغرق في بحر الام والحزن ما ان ارى ترقرق الدموع في عينيها ان اشعر بالحب اتجاه كل شخص تحبه ان اعد ايام لقاءنا كما ايام فراقنا ان انتهز كل فرصة لسماع اخبارها وافرح عندما اكتشف عادة جديدة من عاداتها المحببة ان احب المطر لانها تحبه ان اكره القهوة لانها تكرهها ان تكون حمايتها هاجسي الوحيد حمايتها من كل شيء من كل شخص حتى وان كنت انا لا ادري ان كان هذا يعني الحب ام لا انتما قولا لي رفع راسه والالم ينضح من كل زاوية فيه ليجد عمه ينظر نحوه بابتسامة حزينة بينما منال كانت تكتم شهقاتها بيدها ودموعها تجري على خديها فاقترب منه علي وجلس الى جانبه وربت على كتفه وهو يقول :- نعم يا ولد انه الحب والان الى اين كنت ذاهبا بتلك السرعة .... فنظر احمد نحو منال وهو يقول :- منال انا احتاجك .................................
دخلت الى النادي وهي تتلفت حولها تلك هي المرة الاولى التي تدخله فيها لوحدها جلست على طاولة بالقرب من النافذة واخذت تتطلع لنقطة وهمية بعيدة بعد ان اقنعت والدها ان يتركها لانها ستلتقي بسهى لا تعرف لماذا رفضت ان تشهد سهى على اتفاقها مع احمد ربما لان جزءا منها لم يعد يثق باي احد لا تستطيع تشعر بانها غريبة غريبة حتى على نفسها لا تستطيع الادعاء والمهادنة بعد الان تشعر بانها عاشت كل حياتها وهي تساوم تساوم الكل تساوم من اجل كل شيء من اجل الدراسة من اجل صحة والدها من اجل ان تتقي شر اخاها وزوجته من اجل احلامها النقطة الوحيدة الخالية من تلك المساومة كانت امير كان متنفسها الوحيد الشخص الوحيد الذي كانت لا تخاف من ردود افعاله لانه سيفهمها سيعذرها سيبقى يحبها دون قيد او شرط والان لم يعد الامر يستحق لم يبق لديها اي شيء لن تحتمل ان تبقى هناك كانها فجأة اصبحت دخيلة على بيتها وعائلتها فقدت الحق بالانتماء اليهم بفقدانها لامير وها هو والدها يفجر قنبلته الكبرى حتى بعد ان علم بكل شيء لمنع سلمى من المغادرة ويجاهر بالقول امامها وامام سمير بانها ابنته ولن تترك البيت مادام على قيد الحياة اذن اصبحت سلمى ابنته لم تكن تعلم بان دموعها كانت تسير مدرارا ولم تشعر بذلك الواقف قريبا منها يراقبها باسى بالم ليحسم امره ويقترب منها ودون ان يسالها او يستاذن جلس على الكرسي المقابل لها دون ان تشعر بشيء او تنتبه له ليخرج منديله ويضعه امام عينيها فاجفلت فورا والتفتت اليه ونظرت نحو المنديل باستغراب فرفعت يدها تتلمس وجهها فوجدته مغرقا بالدموع دون ان تتكلم اخذت المنديل منه ومسحت دموعها وهي تبتسم بالم وقالت :- لا اعلم لم كتب عليك ان تشاهدني دائما في اسوأ لحظاتي ومواقفي فضحك وهو يتنهد وقال :- لا تقلقي انت تعلمين بان سرك في امان معي فاومأت براسها وهي تنظر نحوه وتقول :- نعم اعلم فقال :- انا اسف لما حصل لاخيك اعلم بان الامر كان صعبا عليك ولكن تلك سنة الحياة شعرت بقلبها يعتصر وهي لا تعلم كيف ترد على تلك المجاملات ماذا تقول لمن يخبرك بانه اسف وانها سنة الحياة بينما هو لا يستطيع ان يتخيل مقدار الالم فاكمل قائلا :- قد تتسائلين في داخلك وتستنكرين الامر وتعتبرين كلمات الاسف والمواساة امرا سخيف ولكن لا يوجد اي شيء يقال او يفعل غير هذا ربما لم اكلم اي احد في حياتي عن هذا الامر ولكني اشعر بانك بحاجة لسماعه علك تتسلين قليلا عندما تعلمين بانه ربما هناك من هم اكثر تعاسة وهما منك لم تجبه بشيء بينما كانت تركز في كل ما يقوله فاكمل قائلا :- لقد فقدت والدتي منذ زمن ليس ببعيد لم تكن مجرد والدة لقد كانت بالنسبة لي دنياي كلها امي وابي واختي وصديقتي كانت كل شيء لم تكن امرأة عادية بل كانت من اولئك النساء اللواتي انقرضن تحملت في سبيلي وسبيل تربيتي ما لا يستطيع ايا كان احتماله قاطعت اهلها واخوتها من اجلي عملت في احقر الاعمال من اجلي تحملت الذل في سبيل ان ابقى عزيزا والعوز والحاجة في سبيل ان لا احتاج انا لاي شيء لقد كنت امني نفسي بانني سوف ادللها سوف اجعلها اميرة سوف اخذها الى الحج كما كانت تتمنى تلك كانت كل امنياتي لم ارد اي شيء اخر سوى ان امنح تلك المرأة بعض الايام السعيدة والمريحة ولكن كان للقدر رأي اخر لم يحصل اي شيء مما اتمنى لاعود ذات يوم لاجدها
.............. ولم يستطع ان يكمل بينما كانت رفل تبكي وتبكي بدون ان تصدر صوتا لتقول اخيرا : اخبرني استاذ محمود هذا الالم هل سيخف سيزول ام انه يبقى ؟؟ فاجاب محمود وهو ينظر في عمق عينيها :- اطمئني سيزول ولكن ستبقى الذكريات تؤنسنا نعم سيزول انا اعدك فهدأت قليلا لتقول :- انا لم اشكرك يوما كما يجب على ما فعلته معي فقال:- توقفي رفل ارجوك لا تقولي هذا ولكن اخبريني لم انت وحدك هنا واين سهى لم تعرف بم تجيبه ليقترب احمد فورا منهما وهو يقول : انها تنتظرني استاذ محمود فاجاب محمود وهو ينقل نظره بين رفل واحمد :- تنتظرك حقا ؟؟ احمد :- نعم تنتظرني الم تخبريه بالخبر السعيد رفل حسنا انا ساخبرك نحن عما قريب سنعلن خطبتنا .......... خطبتنا هل قال خطبتنا تحرك بقوة حتى انه اسقط الكرسي الذي يجلس عليه وهو يقف ويرمق رفل بنظرات كلها الم غضب وعتب وهو يقول :- حقا لم اكن اعلم مبارك لكما وتحرك من مكانه بسرعة الريح بينما الالم والغضب يتملكانه لم يعد يرى اي شيء الا ملامح احمد وهو ينطق فخورا بذلك الخبر الصاعقة تبا تبا لكل شيء تبا لحظه تبا لرفل التي جعلته للمرة الاولى في حياته يشعر بالضعف والعجز تباااااااا .................................................
لم تصدق حقا لم تصدق وقاحته نهضت فورا من مكانها وهي تلملم اغراضها كيف طاوعها عقلها الغبي ان تسلم اوراقها بيد احمد احمد لا غيره حالما تحركت من مكانها شعرت بجسده الضخم يقف امامها يحجب عنها كل شيء فقالت من بين اسنانها
:- الن تتوقف عن تصرفات الاطفال تلك دعني امر ...... فاجاب احمد وقد تملكه الغضب الشديد :- انت توقفي عن تلك التصرفات وعودي لمكانك فورا .......نظرت نحوه بعينين متقدتان ونظرات مليئة بالغضب بينما دموعها تزيد من جاذبيتها لديه وقالت :- كيف استطعت احراجي هكذا نحن لم نتفق على اي شيء حتى اهلي لا يعلمون شيئا فقال احمد :- دعيه يعلم ثم ما الذي اتى به الى هنا ولماذا كان يجلس معك ها اجيبيني لم تكد تجب لتدخل منال بينهما وقد استشعرت خطورة الموقف :- مرحبا حبيبتي انا منال زوجة عم هذا الغبي الذي كان مشغولا فيما يفعله فنسيني نظرت رفل نحوها باستغراب لتقول اخيرا :- تشرفت بلقائك سيدتي ولكن علي الرحيل حقا لقد كان الامر خطئا كبيرا فقالت منال :- من فضلك اجلسي قليلا لنتعارف انا وانت على الاقل احمد انتظرني هناك واشارت الى طاولة قريبة وغمزته بعينها فتحرك احمد فورا والغضب يملؤه لتعود منال وتنظر نحو رفل وتقول :- هيا عزيزتي اجلسي قليلا لتهدئي وبعدها سأقلك بنفسي الى اي مكان تريدينه بعد فترة تردد صغيرة جلست رفل وهي تستشعر اهتمام هذه السيدة اللطيفة واختلافها الجذري عن احمد فقالت منال بعد فترة قصيرة وهي تنظر لرفل بنظرة تقييمة :- هل هدأت قليلا لنتكلم فاومأت رفل براسها فقالت منال :- حسنا لن اناور او الف حول الموضوع لقد اتيت مع احمد لانني احببت ان اراك ان ارى تلك الفتاة التي استطاعت ان تفعل ما عجز الجميع عن فعله الفضول كان يقتلني وانا ارى احمد يتكلم بتلك اللهفة وتلك اللوعة للمرة الاولى والان انا استطيع ان اعذره فاجابت رفل دون ان تستطيع ان تمنع نفسها :- سيدة منال لا اعلم لماذا اشعر نحوك بالاطمئنان لذلك ساخبرك بشيء ربما سيجعلك تقفين في وجه هذا الارتباط انا في الحقيقة استغل احمد واشعر بالحقارة كلما تذكرت هذا الامر .... فانا امر بظروف استثنائية لقد لقد فقدت قبل فترة شخص عزيز علي للغاية واكتشفت اشياء تجعلني اشعر بالاختناق حتى الهواء اشعره ملوثا لا احتمل البقاء هنا لذلك انا اسألك الان هل ما افعله خاطئ هل ساجعل الجميع تعساء كحالي ام ان ما افعله سيعيد لي جزءا من نفسي سيعيد لي رغبتي في العيش تلك الرغبة التي فقدتها ارجوك اخبريني فانا لا املك اي احد استطيع ان اكلمه بهذه الصراحة كانت منال تتطلع اليها وهي تشعر بالحزن من اجلها الحزن والاعجاب الشديد فقالت اخيرا :- لا اعلم ما الذي تريدينني ان اقوله لك ولكن ساخبرك شيئا حقيقيا شيئا واقعيا للغاية لان من تكلمك قد عايشته بكل تفاصيله في بعض الاحيان علينا ان نسمح لذلك الجزء المغامر الجزء العنيد والاناني منا بالظهور ان نتوقف عن العيش على الحياد ان لا نرضى بالفتات الذي يقدمه لنا المجتمع والناس بل ان ناخذ ما نريده كاملا دون اي نقصان لاننا نستحق نستحق ذلك انت تعتقدين بانك تستغلين احمد ولكن ان كان هو راغب بذلك وموافق عليه فاين هو الاستغلال تنتظرك فرصة لا تعوض في ان تفعلي ما تحبين في مكان جديد وعالم جديد لم لا تنتهزين تلك الفرصة لتدخلي الشغف الى حياتك لم لا تمنحين نفسك فرصة ان تجربي شيئا مختلفا عما اعتدته اما بالنسبة لاحمد فانها مسؤوليتي ان اخبرك بانه ليس كما تظنينه انه يحمل حنانا لا يضاهى وقلبا كبيرا محبا محظوظة هي من تسكنه عاقبيه عذبيه جربيه حتى تامني له والى ذلك الحين وايا كان قرارك فاعلمي انني معك قلبا وقالبا لن اخذ طرفه ابدا انا اعدك بذلك وبانك كسبت اختا مستعدة ان تعبر القارات لاجلك ما ان تطلبي غامري غامري عزيزتي لان السعادة لا تأتي بالمهادنة بل بالمواجهة .............................. كانت رفل تستمع اليها بانتباه وتختزن كلماتها عميقا لتقول اخيرا :- اشكرك حقا سيدة منا فقالت :- بل منال تجعلينني اشعر بانني عجوز بينما انا فتاة على وشك الزواج فابتسمت رفل وقالت :- انا اسفة منال ومبارك لك فاومأت منال لاحمد بان ياتي فتقدم نحوهما بسرعة لتنهض منال من مكانها وهي تقول :- لا تقلقي عزيزتي انا الى جانبك باشارة واحدة منك ساتي لاكسر راسه ولن يستطيع الاقتراب منك مرة اخرى فقال احمد باستغراب بيا الهي هل اصبحت انا الغريب والشرير بينكما فضربته منال وتحركت نحو طاولة قريبة جلس احمد وهو ينظر اليها باعجاب هل يمكن لاي شخص ان يكون رائعا بكل الحالات والوضعيات لقد حسم امره سينالها سيوافق على كل شيء لن يمنعه اي شيء حتى هي نفسها من ان يحقق ما يريد الا وهو ان يجعل رفل بكلها له نظر اليها دون ان يستطيع تمالك مشاعره وقال :- تكلمي اميرتي واشترطي كما تريدين فكل شروطك مجابة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ....................................يتبع...
أنت تقرأ
لأجل حبك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Serendipity Green لاجل حبك فقط لاجل حبك كبرت .... لاجل حبك سهرت ...... لاجل حبك تغيرت ........ والان الان كرهتك بقدر حبك فاصبحت اعيش لكي اكرهك فكما حبك كان دافعي للعيش فكرهك دافع للعيش ............ فانت في كل حالاتك حبك غدرك خيانت...