الفصل التاسع والثلاثون ج١

1.5K 67 1
                                    

الجزء الأول من الفصل التاسع والثلاثون



لم يستطع التحرك من مكانه صوت صراخها اليائس ذاك الذي سمعه جمد اطرافه فلم يعد يشعر بشيء ولكن مع الصرخة الثانية شعر بان الغضب الشديد والخوف عليها جعل الدماء تضخ بقوة في شرايينه ليتحرك بسرعة اقرب للخيال كسرعة الرجال الاليين وهو ينطلق باتجاه البيت محطما الباب الامامي بركلات متلاحقة لم يكن يفكر .....عقله توقف عن العمل منذ ان سمع صوتها المرتجف وبعدها صوت صراخها ذاك ...........لم يعد يفكر باي شيء سوى ان يراها ان يراها سالمة غاضبة حانقة
لم يأبه للجرح الذي اصاب يده لم يأبه لدمائه التي لطخت قميصه الابيض لم يأبه لقدمه التي كادت تتحطم من قوة ضرباته للباب الامامي المحكم لا شيء يهم سواها هي
ركض في ارجاء البيت الفارغ يبحث عنها عن اثر لها اي اثر الى ان سمع تلك الضحكة القميئة التي شقت السكون وصوت توسلها الذي ادمى قلبه ليركض بكل ما تبقى منه من طاقة استنزفت ليراها هناك متشبثة ببقايا ثوبها الممزق ترتجف كأنها ورقة جافة شعرها الذي يعشق مشعث بفوضى عارمة وجانب فمها نازف ولكنها لم تره لم تنظر باتجاهه حتى كانت تنظر باثر ذلك الخيال الهارب الذي لحقه اسامة باقصى سرعته لحق بخطواته كأسد يتبع فريسة يشم رائحتها بدقة بينما كان ذلك الهارب الذي لم ينل شيئا من هذا الهجوم على القصر الخالي كما قيل له فقبل ان يتسنى له البحث عن اي شيء ليسرقه رآها هناك كحورية خائفة ملتحفة بشعرها الطويل تكلم احدا ما على الهاتف شغلته عن مهامه كلها فليذهب كل شيء للجحيم مقابل هذه الفاتنة التي تنظر اليه بعينين متسعتين بخوف بحركة سريعة قام بسحبها من مخبأها بعد ان رمى الهاتف على الارض لتتناثر قطعه متحطمة وتصرخ به تلك الجميلة المتوحشة تصرخ باعلى صوته مما اضطره لصفعها بقوة وهو يقترب منها رأى امارات الرعب ترتسم على وجهها فاقترب منها اكثر لتظهر تلك الشراسة اللذيذة التي الهبت اعصابه وهي تدفعه بعيدا عنها تحاول الفرار منه دون اي نجاح يذكر لقد كانت تلك هي الجائزة التي يبتغيها فاي جوهرة واي مال اثمن من هذه التي امامه اقترب اكثر وبحركة واحدة امسك بثوبها الرقيق ذاك ومزقه لتتشبث هي به بكل عناد وتكف عن مقاومته ملتهية بستر نفسها من عينيه الجائعتين ليسمع عندها صوت التحطم ذاك فيلعن ويسب ذاك الذي اكد له ان البيت خال هذا اليوم وينطلق باقصى سرعة هربا من القادم ايا كان فهو لا يريد ان يتورط بمصيبة رغم انه اوشك فعلا على ذلك المفترض ان يكون الامر اسهل بذلك بكثير مجرد بيت خال لاناس فاحشي الثراء كان يفترض بالامر ان يكون سريعا امنا
:- الى اين تظن نفسك ذاهبا ؟؟؟
طنت هذه الكلمات الغاضبة باذنيه مع تلك القوة التي سحبته للخلف ليقع فورا
لقد كان يلهث يلهث وهو يلحق بذاك الهارب ذاك الذي تجرأ على حبيبته لن يتركه سيكسر يديه رجليه سيفقأ عينيه اللتان تجرأتا ونظرتا اليها جره بكل ما يملك من قوة متبقية لديه لينهال عليه فورا باللكمات والركلات لم يترك له اي مجال للرد غضبه هو الذي تحكم به بعيدا عن كل القوانين الطبيعية لا يشعر بشيء سوى بغضبه الشديد لم يكن يرى امامه لم ير بان وجهه قد اصبح مهشما تقريبا لم يشعر بسكون جسد ذلك الرجل منذ زمن لم يشعر بشيء ابدا الى ان سمع صوتها الهامس المرتجف :- اتركه اسامة اتركه سيموت
عندها فقط فتح عينيه ليرى ما صنعت يداه كان ذاك الرجل قد اصبح اشبه بجثة هامدة تراجع للوراء تاركا الرجل هناك غارقا بدماءه ليعود اليها رآها وهي تنظر اليه بعيون زائغة لا تكاد ترى تشهق وتختنق بشهقاتها وهي تلف حولها شيئا ما ليستر جسدها الذي عراه ذاك الخسيس اقترب منها بسرعة ليسحبها لاحضانه بقوة دافنا اياها بصدره بجانب قلبه الذي كان يدوي بعنف وهي هي تشبثت به بقوة وهي تدفع بجسدها المرتجف ذاك بين ذراعيه حيث الامان نعم انه امانها لا تعلم كم مر من الزمن وهي بين ذراعيه هكذا الى ان ابعدها هو بحركة بسيطة لينظر الى وجهها كان غاضبا لا الغضب كان كلمة قليلة لما يمر به بهذا الوقت فقال بصوت اراده هادئا ليخرج محملا بشرارات النار المحتدمة بداخله :- هل اذاك ؟؟؟ تكلمي سارة هل اذاك اخبريني
علمت المغزى من سؤاله لتخفض رأسها خجلا وخزيا من ذاك الموقف الذي رآها فيه لم تستطع ان ترد عليه صوتها كان معطلا كبقية حواسها كلها لتتمكن اخيرا من الرد عليه بايماءة من رأسها فتنهد اسامة وهو يزفر هواءا حارا حارقا ليستعيد شيئا من سيطرته على نفسه فقال وهو يتطلع حوله :- سارة اسرعي غيري ثيابك هيا بسرعة عليك الخروج من هنا حالا
فتطلعت اليه ولا زالت الصدمة تخدر حواسها كلها وقالت :- ماذا ؟؟
فرد اسامة باكبر قدر من الهدوء ممكن ان يحصل عليه في تلك اللحظات :- سارة يجب ان تغادري حالا قبل ان تأتي الشرطة لا اريد ان يدخل اسمك في التحقيق اريد ان يعلم الجميع بان المنزل كان خاليا هناك مؤامرة في الامر هيا تحركي
تحركت سارة بخطى ميتة لتتوقف بعد ان احست بانها لا تزال ممسكة بيده التفتت اليه لتجده ينظر اليها بطريقة لم تستطع تفسيرها فقالت وهي تشعر بالخوف بالرعب من ان تدخل البيت بمفردها :- هل تستطيع ان تأتي معي ؟؟
لم يجبها سوى بانه احكم قبضته حول يدها الرقيقة ودخل بها الى البيت بعد ان دلته على الغرفة وهناك ترك يدها على مضض لتدخل وتغير ثيابها الممزقة وحالما دخلت لغرفتها اخرج هاتفه ويده لا زالت ترتجف رأى قبضته ملوثة بدماء ذاك ال ............... اتصل فورا على العقيد عزمي واخبره بكل شيء طلب منه ان يرتب الامور مع الشرطة واخبره بحالة ذاك الذي يريده على قيد الحياة ليكشف له ابعاد المؤامرة كلها اختفاء الحرس وتلك المرأة كل شي وحالما اغلق الهاتف اجرى مكالمة اخرى ولكنها هذه المرة لعلي ليخبره بالذي حصل بشكل مقتضب ليطالب علي فورا بالحديث مع سارة التي ظهرت من خلف الباب ووجهها محمر ترفض وبشكل قاطع النظر لوجهه ودموعها لا زالت تبلل عينيها الجميلتين ناولها الهاتف لتشبثت به وهي تستمع لصوت علي القلق :- سارة عزيزتي هل انت بخير ؟؟؟
انهارت ما ان سمعت صوته المليء بالحنان وبدأت تشهق وتبكي وهي تومئ برأسها متناسية بانه لا يراها لتعود وتقول بصوت مرتجف :- انا بخير
فاجابها علي بغضب :- ذكريني الا استسلم مرة اخرى لموجات عنادك عزيزتي اذهبي مع اسامة لا تبقي في البيت سنعود قريبا وعندها عندها ساعلمك معنى ان تسمعي الكلام
ابتسمت من بين دموعها وهي تناول الهاتف لاسامة الذي قرر كل شيء وبكل حزم قادها لسيارته المتوقفة عند الباب وما ان تحركت السيارة قليلا حتى جاء الرائد عزمي وبرفقة الشرطة على ان يتولى التحقيق ضابط صديق له !!!!!!!!!!!!!!
اوقف السيارة ليتطلع اليها لقد كانت نائمة نائمة وهي تتشبث بحقيبتها الصغيرة طفلة طفلة بكل ما فيها طفلة امسكت بقلبه بين يديها واعلنت بكل بساطة سيطرتها عليه بدون ان تعلم بدون ان تدري لم يذهب للان غضبه حتى بعد ان فعل ما فعل لا يستطيع ان يتوقف عن التفكير بان ذاك قد لمسها نظر اليها توحشت نظراته وهو ينظر لتلك الكدمة الزرقاء الى جانب فمها لا بد له من السيطرة على اعصابه ليعرف كيف يتصرف نظر اليها لينادي عليها بصوت خفيض انتفضت فورا وهي تنظر اليه بعيون متسعة وهي تتلفت حولها فقال لها :- اهدئي سارة وهيا انزلي معي لا تقلقي ابدا
نظرت اليه ليعود كل شيء الى محله كانه نقطة ارتكازها الوحيدة في تلك اللحظات عقلها مشوش لا تستطيع التفكير او التصرف او حتى الاحساس باي شيء ولكنها ما ان تنظر اليه حتى تنتظم الامور كلها تبعته بخطى متباطئة وهي تشعر بالحرج بالخزي تشعر بانها اصبحت في لحظة واحدة مشردة لا مأوى لها مرارة احتكمت حلقها وهي تصعد درجات السلم خلفه طرق على الباب لتخرج والدته الحاجة فاطمة بوجهها المتغضن المليء بالحنان وملبسها البسيط بثوبها الاسود وغطاء رأسها الابيض تجاوزت اسامة الذي كلمها قبلا واتجهت فورا باتجاه سارة التي كانت تقف خلفه مرتجفة وتنظر للارض بنظرات مكسورة كأنها في لحظة واحدة فقدت نفسها التي كانتها تلقفتها الحاجة باحضانها رغما عنها وهي تضمها لجسدها الغض الممتلئ وتقول :- حبيبتي الصغيرة تعالي يا قلب امك تعالي معي
ادخلتها فورا واغلقت الباب خلفها تاركة اسامة يقف خلفها كالفزاعة
تحرك من مكانه فهو يعلم بتزمت الحاجة محال ان تسمح له بالاقتراب من المنزل ما دامت سارة هناك استقل سيارته وهو يعود ادراجه باتجاه الفيلا فهناك الكثيييييييييييير امامه ليفعله ويعرفه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

يتبع...

لأجل حبك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن