الفصل الرابع والثلاثون
يرتشف قهوته التي يحب على الشرفة الخارجية لبيته والتي تطل مباشرة على الحي القديم يستمع لاصوات الحياة حياته هو كانه لم يغب لسبع سنوات لا شيء لا شيء يمكن ان يغير ذاك السحر الخاص بحيهم القديم صوت العم قاسم صاحب المخبز وهو ينادي على ولده الذي تأخر عليه والحاجة ام سعيد وهي تعنف كنتها التي لم ولن ترضى عليها ابدا واصوات اخرى اعتادها منذ صغره ولطالما تذمر منها لوالدته الا انه يشعر الان وهو يستمع لتلك السيمفونية التي تبدو الان متناغمة مع اصوات الاطفال الذين يتصارخون بسعادة وهم يتسابقون للوصول للمدرسة وكل تلك الضوضاء يشعر كأن روحه ردت اليه كان ذاك الجليد الذي غلف قلبه طيلة السنوات الماضية قد بدأ يذوب ينصهر ليصبح قلبه نابضا نابضا بجنون لا ينقصه الان سوى تلك الضحكة تلك الضحكة الملونة بالوان الطيف والتي تجعل الدنيا بعينيه احلى واجمل الغريب انه وطيلة تلك السنوات لم يفكر برفل ولا لمرة واحدة ربما خطرت على باله كفضول لمعرفة اخبارها كصديق قديم اما هي فلم تفارق خياله ولا للحظة شغلت تفكيره كله وهو يستمتع باستذكار كل ذكرى لهما معا جموحها اندفاعها حبها حبها الذي كان واضحا جليا بعينيها كبرياءها الذي اسره وهي تخبره بانها تريد من يعتبرها فريدة وهي كذلك انها فريدة بالنسبة له الا انه لم يكتشف هذا الا متاخرا ارتشف المتبقي من قهوته ونهض وهو يعقد العزم سيذهب اليها اليوم نعم لديه الحجة المناسبة لذلك سيراها سيفاجئها وبعدها بعدها لن يسمح لها بالابتعاد حتى ولو اضطر الى خطفها ضحك بصوت عال وهو يتعجب من جموح افكاره في الفترة الاخيرة لا يكاد يعرف نفسه حسنا يكفي لن يخطفها بالتأكيد ولكنه لن يتركها ابدا هذه المرة ..........................................
يبتسم بسخاء وهو يرى تلك السكرتيرة التي ترمقه بنظرات معجبة وابتسامة بلهاء تعتلي وجهها علم بان حضرة المديرة لم تصل بعد وها هو ينتظرها منذ ساعة كاملة حاولت تلك الفتاة اللطيفة ان تساعده ولكنه رفض فهو لن يغادر ما لم يرها ........ بضعة دقائق اخرى مرت لتخطف من امامه تلك العاصفة الضاحكة لم ير منها شيء لسرعتها الكبيرة بسبب الحذاء ذو العجلات التي ترتديه شعرها يتطاير حولها وضحكاتها تغرد بجنون كادت ان تقع لفقدانها السيطرة على نفسها الا انه تمكن من تلقفها قبل ان تقع لتتشبث به وهي تتمتم بالشكر انتقلت ضحكتها اليه بالعدوى وهي تتلفت حولها ليتهافت عليها الجميع وهم يتأكدون من سلامتها لتقول ما ان تمكنت من تمالك نفسها من الضحك :- لا تقلقو انا بخير ولكنها وسيلتي الجديدة لرسم بعض ملامح الادمية على مديرتكم
ضحك الجميع وهم ينظرون لشعلة النشاط المشتعلة والتي تملأ يومهم الممل بالضحك واللعب الممتع لتقول اخيرا بملامح صارمة تقلد بها اختها :- هيا الجميع الى العمل انتهى العرض
تفرق الجميع من حولها بابتسامات واسعة لطالما اجادت رسمها على وجوه الجميع لتلتفت اخيرا لسما وتقول :- اذن اخبريني ما الاعمال التي حضرتها لي اختي الغالية فانا متأكدة من ان البحث عن تلك الاعمال يحتل كل تفكيرها تكلمي............ اشجيني
نظرت سما اليها وهي ترسم على وجهها علامات البؤس وقالت :- حسنا انها حسابات العام الفائت تريد ان تتأكد من خلوها من اي خطأ
فقالت سوسو بتبرم :- يا الهي ما هذا الظلم سما الم ندققها انا وانت الاسبوع الفائت انها حتى لا تتعب نفسها بايجاد عمل يستحق بعض الابداع والاختراع .....اوووووووف
كان محمود مستمتعا للغاية وهو يشاهد العرض الذي تقدمه تلك الصغيرة لقد دخلت قلبه دون استئذان بذاك المرح والانطلاق وتلك الابتسامة المشعة التي تزين وجهها
انتبهت سوسو الى وجوده وسما التي كانت تبحلق به وتتنهد لتقول :- ومن هذا ؟؟؟ واشارت باشارة من رأسها لمحمود المبتسم
لتقول سما وهي تتنهد :- انه ينتظر سهى
التمعت عينا سهى بالشيطنة والمكر لتقول بصوت عال :- وها قد اتت سهى
شعرت السكرتيرة المسكينة بالغباء لتكمل سوسو قائلة :- اذا سما هل هناك اي احد سأل عني ؟؟؟؟ واشارت لمحمود برأسها
لتقول سما :- نعم انه الاستاذ انه ينتظرك منذ الصباح
قالتها وهي تتخيل شكل المديرة عندما تعلم بما يحصل هنا
فقالت سوسو بصوت اودعته كل الجدية الممكنة لديها :- حسنا سما بضعة دقائق ودعيه يدخل وغمزتها بعينيها وتحركت لتدخل للمكتب
.............
بعد لحظات دخل محمود المكتب وهو مبتسم ادعى الجهل استقبلته سهى وهي تقول :- انا سهى النوري اهلا بك بم يمكنني خدمتك ؟؟؟
فقال محمود :- تشرفت بمعرفتك انسة سهى
فقالت سهى :- الشرف لي سيد ....
فقال :- محمود محمود الحسني
سهى :- اذن سيد محمود بم يمكنني خدمتك ؟؟
شعر محمود بان هذه اللعبة قد طالت وان تلك الطفلة قد تمادت قليلا فقال :- حسنا بدون اهانة هل انت متأكدة بانك سهى النوري ؟؟؟
لم يكد يكمل السؤال لتدخل من شغلت عقله وقلبه من حلم بلحظة لقاءها منذ ان وطأت قدماه ارض الوطن لم تنتبه اليه وهي تتجه نحو سوسو لتقول :- سوسو يا الهي اين كنت ؟؟؟ لم لم تنتظري السائق ؟؟ الم امنعك من العودة لوحدك ؟؟؟
فقالت سوسو :- اهدأي اختي لم يحصل اي سوء لم يكلفني الامر سوى رحلة قصيرة غاية في المتعة بواسطة الحافلة
قالتها وهي تبتسم بشقاوة
لتقول سهى :- حسنا سوسو ثقي بانها المرة الاخيرة وبسببك انت كاد العم ابو سعيد يفقد عمله لم ينقذه سوى اطفاله الصغار ولكن ثقي المرة القادمة بانه سيكون الملام وهو من سيتحمل عقوبة شقاوتك واستهتارك
فقالت سوسو بصوت عال وهي تفقد كل المرح والشقاوة :- لا سهى ارجوك لا تقولي هذا لا ذنب لاي كان بما افعله ولا يحق لك ان تتحكمي بكل تحركاتي بهذه الطريقة فانت لست امي
:- عليك ان تعرفي وتوقني بان اختك لا تريد سوى مصلحتك وهذا هو الشيء المؤكد الوحيد
صمت احتل المكتب كله صمت الا من ضربات القلوب الهادرة .... بعنف ... بحب ..... بغضب
لم تستطع الالتفات تلك الحركة البسيطة التي لا تكلفها سوى ان تدير راسها للجهة القريبة منها شعرتها سهى مهمة اقرب للمستحيل لم تستطع لان الامر لم يكن بتلك البساطة ذات الصوت الصوت الجهوري المسيطر ذاك الذي ملك قلبها بتلك الطريقة المؤلمة انه هو تعرف ذلك فهي تحفظ كل شيء عنه طريقة لفظه للحروف بتلك الطريقة التي يعطي فيها لكل حرف حقه بصوته الذي يحمل حزما يجعل من امامه مأخوذا به انه هو ولكن الامر مستحيل ما الذي سيفعله محمود بغرفة مكتبها لا يمكن لا بد انه احد احلامها التي لم تفارقها بان يعود من اجلها يعود نادما محبا عاشقا ..... نهرت نفسها بحزم وهي تلتفت للخلف لا لشيء سوى لتتاكد من غباءها الذي كانت تظن بانه غادرها ببطء شديد بحركة تكاد تكون لا محسوسة التفتت اليه لتتسمر كلها وتحتل الصدمة وجهها وهي تراه امامها كأن الوقت لم يمر كأنها لم تتغير عن تلك السهى التي كانتها ها هو قلبها الخائن الذي نسي معنى الخفقان يتراقص على وقع ضرباته المحنونة ها هما عيناها اللتان انفصلتا عنها لتتمليان من النظر الى وجهه تدققان بتفاصيله الرجولية بانبهار بشوق بنهم تسجلان كل تفصيلة صغيرة كانت او كبيرة تقارنانها بصورته المحفوظة في قلبها الى جانب جرحه الكبير
بينما كان هو يلتهم تفاصيلها التهاما لم يصدق الامر في البداية عندما دخلت المكتب انتهز الفرصة قبل ان تكتشف وجوده ليتملى منها لا يعرف ما الذي حدث له شعر بانتفاضة قوية في قلبه وهو يراها بعد كل هذا الوقت تأمل ملامحها الرقيقة الغاضبة شعرها الجميل الذي احبه قصيرا متلاعبا بشقاوة حول وجهها البيضوي الجميل كان مأسورا بتلك الكعكة المتزمتة ترتدي طقما اسودا يظهر تفاصيلها الكاملة بشكل محتشم اسره لدرجة الوجع اما تصرفها الامومي وهي تتعامل مع التي علم بانها اختها ذكره بلمحة خاطفة بوالدته ذات الحزم ...... ذات العقدة التي لا تنفك عند الغضب ........ تخيلها اما متزمتة لاطفاله وشعر بشعور للمرة الاولى يشعر به تملك لا معقول وغير مفهوم نحوها نعم فهي لن تكون سوى اما لاطفاله هو اخرجهما من هذا الاستغراق سوسو التي كانت تتطلع لاختها التي بدت واحدة اخرى والاحمرار يغزو وجهها وهي تتطلع نحو ذاك الغريب فقالت :- كالعادة لا تدخرين جهدا لاحراجي امام ايا كان لم تكلفي نفسك بان تنظري لتري ان كان احد موجودا معي قبل ان تبدأي وصلتك التأنيبية
لم يعرها اي احد انتباه وسهى لم تتزحزح عيناها عن محمود ولم تهتز نظراتها حنى وذكريات مكالمته الاخيرة تتردد في بالها فاقترب منها محمود لاغيا المسافة التي شعرها كبيرة بينهما وقال :- اذن ها هو اللقاء الذي وعدتك به .... كيف حالك سهى ؟؟؟
فاجابت بصوتها المتهدج :- كيف حالك محمود م..مت.. متى عدت ؟؟؟
فقال محمود :- الان اصبحت بخير وجوابا على سؤالك فقد عدت قبل يومين
لم تعرف ماذا تقول فاي شيء ستقوله سيبدو سخيفا بعد كل الذي حصل لتقول اخيرا وهي ترسم على شفتيها ابتسامة باهتة :- اذن هل نبارك و نقول دكتور محمود ؟؟؟
فقال محمود بصوت اجش :- بالنسبة لغيرك ممكن اما لك فانا محمود محمود فقط
شعرت بوجهها يكاد يحترق تعلم بانها تبدو مثيرة للشفقة ولكنه الوحيد الذي يثير فيها هذه المشاعر قابلت الكثير خلال تلك السنوات ولكنه الوحيد الذي يجعلها تظهر غباءا منقطع النظير تفقد كل دفاعاتها تعود امامه مجرد طالبة منبهرة باستاذ قدير بوسامة مدمرة وشخصية قاهرة فجأة شعرت بكل غضبها السابق عليه قد تبخر تلاشى تحاول ان تتذكر غضبها او سبب ذلك الغضب ولكن لا شيء لا شيء سوى اروع كلمات اعتذار بقيت تتردد في قلبها تمنع اي خيال لرجل ان يسكن في قلبها ذاك الذي تخلى عن ملكيته لهذا الرجل ونسي نفسه هناك عنده
فقالت سوسو وقد شعرت بالتوتر الغريب :- حسنا انا في الخارج ساراجع تلك الحسابات التي طلبتها مني
فقال محمود وهو يقترب منها :- ولكن قبلها عليك الاعتذار لاختك عن الطريقة التي حدثتها بها لانها لم تكن جيدة ابدا
نظرت نحوه سوسو وكأنه كائن غريب ما الذي يقوله فقالت :- حقا ؟؟؟
فقال محمود وبحزم اكبر وبصوت حمل نبرة امرة صارمة لطالما اثرت بطلابه الذين يحملون رأسا اكبر من رأس هذه الصغيرة :- نعم اعتذري حالا
شعرت سوسو للحظة بالرعب من نبرته الامرة التي لم يكلمها بها احد من قبل فقالت وهي تنظر نحوه وتحول نظرها لسهى المأسورة بالموقف كله :- انا .. انا .. اسفة اختي لم اقصد حقا
اقتربت منها سهى واحتضنتها وقالت :- حبيبتي وانا اسفة ايضا
وكان محمود يناظر المشهد امامه وهو مبتسم بحنان وهو يقسم في داخله انه سيجعل حياة الفتاتين افضل فهو هنا الان وهذا سيلغي كل ما قبله
.................................................. .................................................. .................................................. ..........
تسير بغضب ناري وشعرها يتطاير خلفها في لوحة خيالية وهي تحمل الصغير النائم بين ذراعيها اقتحمت غرفة مديرها البائس بدون استئذان ووقفت امامه وهي تراه جالسا باسترخاء في مكتبه يستمع لمطرب من العصور الحجرية من زمنه ربما .... رآها تفاجأ للوهلة الاولى ولكن سرعان ما نظر نحوها باستمتاع وابتسامته ترتسم على شفتيه شعرت بشيء غريب جعلها تتبلم وتقف امامه وتنسى سيل الكلمات الغاضبة التي حضرتها لترميها بوجهه صدمها بابتسامته تلك توقعت وجها عابسا غاضبا نت تصرفها ولكن لا ..... انه يبتسم مديرها العجوز البائس يستطيع الابتسام ولكن لم لا يبدو لها كذاك العجوز الذي تقابله يوميا مجرد ابتسامة صغيرة للغاية جعلته يبدو ادميا مقبولا و.. و..وسيما فغرت فمها وهي تتذكر كلمات مروة عنه شعرت بالدماء تسري حارة في شرايينها ووجهها يكاد يشتعل عادت لتنهر نفسها وهي تذكرها سارة انه اسامة العجوز اسامة الذي كانت مهمته الوحيدة هي جعل حياتك جحيما عاد الغضب ليرتسم على وجهها وهي تشعر بتململ الصغير بين ذراعيها ذاك الذي تركه هذا الذي يدعى والده منذ ست ساعات دون ان يبحث عنه او ان تظهر عليه امارات قلق اي نوع من البشر هو حتى طفله الصغير لم يسلم من انعدام احساسه وقسوته فقالت بصوت خافت لكي لا توقظ الصغير ولكنه كذلك حمل كل غضبها وحنقها :- اي نوع من الاباء انت ؟؟؟
لقد كان مأخوذا بها كعادته وهو يراها تتسلح بغضب بشراسة تليق بها ولكن المنظر اسره منظرها وهي تحمل صغيره بين ذراعيها بذاك الحنان والتملك وهي تضمه لصدرها كم هو مشهد رائع لن يمل من رؤيته ابدا رأى نظرة الغضب التي دخلت بها تضمحل وهي تنظر اليه لتتحول لشيء اخر شيء جعل الاحمرار اللذيذ يغزو وجنتيها جعل قلبه يتلوى بداخله بالم حرمانه منها اسرته بتلك النظرة الشرسة التي عادت لتظهر من جديد سمع قولها لتتسع ابتسامته اكثر وينهض من كرسيه ويقترب منها الى ان اصبح على بعد خطوات منها
وقال بذات الصوت الخافت :- واي نوع من الاباء انا ؟؟؟
شعرت للمرة الاولى بانها ربما ربما تكون قد جازفت بالدخول الى هنا لوحدها والمكتب شبه خال حتى سكرتيرته قد غادرت وكل زملائها بينما هي كانت عالقة مع الصغير والان وهو بهذا القرب الخطير تشعر بحرارة جسده بالقرب منها يشرف عليها بطوله المهيب وينظر اليها بهذه النظرة الغريبة التي تراها للمرة الاولى تراجعت بغريزية وهي تتشبث بالصغير كدرع حماية حسنا يجب ان تكفي عن تهورك هذا يا سارة هذا ما خاطبت نفسها به لتقول اخيرا بصوت متماسك لا يتناسب بما تشعر به من مشاعر مرتبكة :- اب لا يسأل عن طفله الصغير لمدة ست ساعات لا يعلم ان كان قد اكل او شرب ان كان قد اذى نفسه خطف او ربما شيء اسوء
فقال لها والابتسامة ذاتها على شفتيه :- ومن قال لك بانني لا اعلم عنه شيئا حسنا لنرى ..... اممم علاوة على انه مع الفتاة الاكثر جمالا وشراسة وهذا يقيه من اي خطر لانني متأكد بان من يرى نظرة عينيك وانت تؤنبين والده فهو بالتاكيد سيراجع نفسه الف مرة قبل الاقدام على اي عمل اخر هذا اولا اما ثانيا ......... صمت قليلا واقترب منها حتى بات على بعد شعرة واحدة منها مد يديه قريبا من جسدها المرتجف وامتلك الصغير بكفيه واخذه الى صدره بحركة واحدة وتركها متفاجأة من تصرفه الوقح ذاك استدار بعيدا عنها وهو يضم الطفل اليه بينما لا يزال يعبق بدفئها ورائحتها العطرة واكمل قائلا بصوت اجش :- ثانيا يجب علي ان اشكرك عليها لانك خلال الساعات الست تلك اطعمته ثلاث وجبات جعلته يشرب الحليب وهو ما لا يفعله عادة الا بعد وصلة بكاء تمتد لساعة او اكثر حسنا بالاضافة الى شطائر لم استطع معرفة محتواها ولكنني استطعت تمييز شوكولا الكندر المولع بها لذا شكرا لك وكما ترين فانا لست بالسوء الذي تظنينه بي اذ انني ............. استدار ينظر لوجهها المصدوم من كلامه وتصرفاته الخارجة عن المألوف واكمل قائلا :- لانني ائتمنتك عليه
للمرة الاولى تشعر بلسانها الذي دائما ما يلقي بها في المهالك يعقد لم تستطع ان تتفوه بكلمة واحدة حتى تعبر عن غضبها فورانها لا شيء سوى ذاك الصمت الغبي الذي لفها لتتحرك بعدها متراجعة وهي تفكر بان خروجها الان من هذا المكان هو التصرف الاسلم لها لم تكد تصل للباب حتى اطلقت لساقيها الريح هربا منه من تاثيره الغريب عليها من مشاعر اشعرتها بالغرابة والضعف في مواجهة العجوز اسامة للمرة الاولى منذ التقاءها به حسنا ان اليوم كان غريبا منذ البداية وفي الغد سيعود كل شيء كما كان ستعود لتتحداه وتكرهه وسيعود ليحيل حياتها جحيما والغد ليس ببعيد عند هذه الفكرة هدأت انفاسها وتباطأت خطواتها الراكضة وشعرت براحة وقتية اخرجتها من ذاك التخبط ......................
بينما شعر اسامة بان حبه ليوسف طفله الشقي في هذه اللحظة قد تضاعف اضعافا واضعافا لانه جعله قريبا منها لهذه الدرجة المهلكة ليدرك بانه لم يعد يحتمل بان قناع المدير القاسي المتزمت لم يعد مجديا امام فتنتها شراستها غضبها اللذيذ حسنا هو بالتأكيد لن ينام الليلة لن ينام لن يغلق عينيه بل سيبقيهما مفتوحتين تتراقص صورتها الغاضبة تارة والخجلة تارة اخرى امام عينيه عيناها المتسعتان بصدمة بقربها المهلك ذاك جعله يفقد اتزانه للمرة الاولى في حياته ولسخرية القدر فهو ليس بنادم ليس نادما على الاطلاق
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................
انهت صلاة الفجر واتجهت لغرفة والدها لتراه جالسا في مصلاه كعادته التي لم يقطعها ابدا انهى تسبيحاته وتعقيباته ورفع رأسه لينظر اليها اشر اليها ان تقترب منه فاقتربت لتجلس بين يديه سحب رأسها ليضمه لصدره وقال :- تكلمي حبيبتي تكلمي واخبريني بما يشغل هذا العقل الجميل
فقالت وهي تشعر بخوف خوف شديد من خطوة قد تندم عليها خطوة لم تحسب حسابها لا تعرف ما الذي ينتظرها :- ابي انا اسفة
فقال :- ولم يا ابنتي ؟؟
رفل :- حقا ؟؟؟ لغربتك بعيدا عن وطنك وعائلتك لحياتك التي قلبتها راسا على عقب وها انا اهدد استقرارك الجديد الذي حصلت عليه بشق الانفس ل....
اسكتها بحركة من يده قائلا :- حبيبتي توقفي توقفي عن تحميل نفسك فوق طاقتها ما الذي فعلته لك انا ؟؟؟ ها اخبريني ؟؟؟ عدا عن انني كنت عبئا فوق اعباءك تركضين من اجلي منذ الصباح وحتى المساء تهتمين بي تتابعين غذائي ودوائي كطفل صغير تحرصين على راحتي وكرامتي
فقالت رفل :- ابي ما الذي تقوله حبيبي يكفي وجودك حولي دعمك لي في كل خطوة اخطوها اعتناءك بصغيري ماذا اطلب اكثر من هذا
صمتت قليلا لتكمل :- ابي اخبرني هل ما فعلته هو الصواب ؟؟؟ اخبرني ارجوك بان ما فعلته سابقا وما افعله الان لم يكن خطئا لم يكن منتهى الانانية ابي لو تعلم فقط كم يؤلمني قلبي عندما يطلب مني امير حكايا عن والده والده الذي يحبه يعشقه والده الذي يسال عنه دوما الذي يرسل له هدايا مطابقة لامنياته في عيد ميلاده ان الحديث عنه بتلك الطريقة يجعل قلبي يتمزق اشلاءا واشلاءا ينثر فوق الجروح الملح ويؤلمها بكل قسوة اخبرني ابي ارجوك اخبرني
فقال والدها وهو يحكم ذراعيه حولها :- نعم صغيرتي انت لم تفعلي الا الصواب الصواب بمنطقك انت بمنطق رفل اتكلي على الله وهو لن يخذلك ابدا ولا تنسي باننا كلنا معك ان حصل والتقيته فتلك هي ارادة الله ان يلتقي بابنه ولكن عليك ان تثقي بانني لن اسمح له بان يؤذيك ولو بكلمة حتى ساحميك وابنك بحياتي
تشبثت به بقوة وهي تنشد امانا فقدته تبحث عنه في صدر والدها الرحب
.................................................. .........................
تنظر لارجاء الشقة التي احتضنتها طيلة تلك السنوات تشعر بانها تودع وطنا وطنا اخر احتوى المها فرحها لحظات سعادة نادرة نجاح سرور وطنا يضم اهلا لها اخوة واخوات اباء وامهات
وقف الجميع امام باب العمارة الكل وهم يودعون تلك العائلة التي سكنت قلوبهم قبل تلك الشقة ودعت الجميع بكلمات متالمة وصوت متهدج ومعها امير الذي تشبث به الجميع وهو يودعهم بدموع اخفاها عن عيني والدته وهو يتمرغ باحضان الجميع يتبعهم رائد المتجهم عابس الملامح وهو الذي يخاصم رفل منذ ان اعلنت قبولها لتلك الرحلة دون ان تسمع له ولكنه مع هذا اصر ان يرافقهم الى ان يستقر بهم الحال ويطمئن عليهم ودعت رانيا التي كانت تشهق بالبكاء ورنا التي غمرتها بعناق اخوي طويل لتهمس لها رفل باذنها :- اتمنى ان تكون زيارتي قريبة بدعوة لحفل زفاف لتحمر رنا بشدة وهي تنظر لحبها الغاضب
وتحركت فورا لتقترب من رائد المتجهم وهو يساعدها على حمل الحقائب فاقتربت منه قائلة بمشاكسة لا تناسب الموقف ابدا :- حسنا شكرا لك الى اللقاء فبمزاجك هذا لن ترافقنا لاي مكان
فقال رائد مزمجرا :- اتقي شري الان رفل واركبي السيارة بسرعة
فقالت رفل :- لن افعل الا ان رايت تلك الابتسامة القبيحة تلك التي كنت تخيف بها امير
فاجابها رائد قائلا :- رفل اخبرتك بان تتقي شري لانني لست بمثل مزاجك الرائق هذا
فقالت رفل تتوسله :- اقسم بان مزاجي اسوء من مزاجك بكثير لذا انا احتاج وبشدة لتلك الابتسامة البشعة
ابتسم لها رائد ببشاعة وهو يفتح فمه الكبير حتى ظهر اخر اسنانه وهو يرفع ويخفض لسانه كالافعى لتضحك رفل وتقول :- حسنا ان لها مفعول السحر حقا
جلست قربه في المقعد الامامي بينما احتل امير ووالدها المقعد الخلفي فقالت بخفوت وهي ترى صغيرها الذي استسلم لسلطان النوم :- رائد ارجوك انا احتاجك الان اكثر من اي وقت لا ادري ما الذي ينتظرني هناك لا ادري ان وجدني كيف سيكون او ماذا سيفعل احتاج لان اعرف بانني حتى وان خسرت كل شيء فانني لن اخسرك لاي سبب لا اريد غضبك ولا حزنك اريد دعمك بل كلانا نريد دعمك انا وامير رائد انه يحتاج لوالده انه يسالني عنه في اليوم عشرات المرات يعذبني بسؤاله المتكرر عنه سنوات قليلة ويكبر ولن تجدي معه كذباتي واختلاقاتي كلها ماذا سافعل حينها ماذا ساخبره قد يكرهني حينها اتفهم رائد اتفهم معنى ان يكرهني امير ساموت عندها سامووووت اقسم بانني ساموت
فقال رائد :- توقفي رفل بعيد الشر عنك لن يستطيع امير ابدا ان يكرهك كيف تقولين هذا
فقالت :- بلى احمد سيكرهني وانا بهذه المجازفة امنحه فرصة وربما يكون قد مل ورحل قد تنتهي فترة التنسيب وتاسيس العمل الجديد قبل ان نلتقي به حتى
كان رائد يتمزق فعليا وهو يتخيل حياته بدون وجودها المستمر فيها ودون وجود امير امير الذي يشعره كابن له لقد كان هو اول من حمله اول من نظر اليه ولكنه كابر على المه كعادته عندما يتعلق الامر برفل يتحمل ويتحمل ولكن الجرح هذه المرة اقوى والالم تجاوز الحد ولكنها رفل ولا وجود لاي حدود امامها فكل الحدود خلقت لتتخطاها هي
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................
حسنا لن يفسد يومي ذاك العجوز فاليوم هو يوم الراتب
وهو يوم الاحتفال بالنسبة لسارة دخلت للاسواق القريبة من البيت وهي تخرج قائمة بطلبات الجميع ابتدأت كالعادة بنور فطلباتها الاسهل والابسط حسنا انها تريد هذه المرة قلما بريش ملون تنقلت بين الرفوف حتى وجدت واحدا ملونا جميلا للغاية وضعته في سلة مشترياتها الصغيرة وهي تبحث عن بقية الاغراض الخاصة بالشقية فرح وقائمتها كالعادة تطول وتطول قناع بوجه بطة واخر بوجه مومياء وواحدا بوجه والدها ضحكت سارة باستمتاع وهي تقرا بقية الاغراض التي لا تفيد بشيء سوى شقاوتها التي تفوق الحدود ومقالبها التي تستمتع بها للغاية واخيرا حبيب قلبها حمادة اقلام تلون اضافية دفتر للرسم بصورة لسوبر مان والاهم شوكولا كندر للجميع تراءى لها الصغير الاخر يوسف الذي تشبث طيلة النهار بالتها الحاسبة وهو يلعب بها بحرص وهوس فوجدت نفسها دون ان تدري تبحث له عن واحدة على شكل لعبة وجدتها فابتسمت بفرح وهي تتخيل ردة فعله عندما يراها حاسبت على كل الاغراض ودفعت ما يقارب نصف راتبها كالعادة ثمنا للاغراض وخرجت بسرعة متوجهة للبيت وهي تحضر نفسها لان تذلهم جميعا قبل ان تعطيهم اغراضهم اتجهت لغرفة في الطابق العلوي فتحت الباب وهي ترى تلك الخيمة الوردية التي نصبتها فرح في منتصف الغرفة الفارغة وتجمعو كعادتهم داخلها بانتظارها طبعا دخلت سارة الى هناك وقالت :- حسنا
لم تكد تكمل كلامها حتى انهال عليها الجميع بالقبل والعناق كالعادة ثمنا للاغرض التي تجلبها لهم بسرية تامة عن والديهم في عهد بينهم بدات بهذا الامر منذ ان عملت كان في البداية رغبة منها برد بعضا من جمائل علي ومنال التي برقبتها نحوهم بالاعتناء بالاطفال وجعلهم سعداء دائما ثم بعدها اصبح عطقسا مهما من طقوس علاقتهم غير المفسرة اخوة صداقة امومة ومشاكسة واتفقو على السرية التامة حتى حمادة الذي لا يستطيع ان يخفي اي شيء عن والديه التزم الصمت شاهدت بابتسامة كيف اخذ الجميع اغراضهم وهم يتفحصونها بينما تتبرم فرح لعدم وجود قناع والدها لتقول نور وهي تقترب من سارة :- ولكن لم لم تجلبي اي شيء لنفسك ؟؟؟
اقتربت فرح هي الاخرى وقالت :- نعم سارة انت لا تشترين شيئا لنفسك ابدا لم
لم تجب بشيء وشعرت فجأة بان المرح قد غادرها كله وهي تتحرك لتخرج من الخيمة منعتها فرح قائلة :- ولكننا لم نكمل احتفالنا انظري لم نأكل الشوكولا
فقالت سارة :- انا متعبة قليلا صغيرتي ساذهب لانام بامكانكم اكل حصتي من الشوكولا
فاجابت نور :- لا انا لا اريد ان اكل شيئا من غيرك وكذلك قالت فرح بينما رأت الصراع الكبير على وجه حمادة وهو ينظر للشوكولا التي يعشقها ولوجه سارة وشقيقاته ليرمي الشوكولا على الارض ويركض نحو سارة التي تلقفته بحضنها وقال وانا لا اريد ان اكل من دونك ضمتهم سارة جميعا لقلبها وهي تشعر بالدموع تحرق عينيها كم تحبهم تعشقهم احباءها الصغار
لتقول اخيرا وهي تشاهد الحزن الذي ارتسم على وجوههم بسببها وقالت :- حسنا لقد خدعتكم جميعا وركضت نحو الشوكولا المرمية على الارض واخذت تجمعها ليركض خلفها الجميع وهم يتصارعون معها ويصرخون بها :- انت تغشين سارة انه غش
ولكنه لم يكن غشا ابدا فاليوم هي تشعر بكل مشاعر الفقد تشعر باليتم والحنين لشيء لشيء لم تستطع اكتشافه بعد ربما هو عجوز بابتسامة مدمرة ودفء عجيب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
.................................................. .................................................. .................................................. ....................................شعرت به .... ما ان خطت قدمها لارض المطار شعرت به انه هنا تشعر بشيء بالهواء شيء يعلمها بوجوده بذات الرابط السحري الذي لفهما معا يوما ما تشعر بذرات الهواء تحمل لها انفاسه انه هنا لا تعلم ان كانت ستحتمل شعرت بانها قد انفصلت عن الجميع انها الان في عالمها الخاص عالمها الذي يستشعر وجوده حولها محاصرا لها تتخيل نيران عينيه الزرقاء وهي تنظر اليها بشغف الحب الذي ملأهما يوما تتخيل ابتسامة عبثه تظهر على وجهه وهو يقترب شعرت بقطرات المطر تتساقط كعادتها في مدينة الضباب ها هو شيء اخر يذكرها به المطر المطر الذي لم يعد كما كان مذ فارقته رائحته الممتزجة برائحة المطر تحتل انفاسها تشعر بدفئه الذي يغمرها كلما اقتربت منه انه هنا سبب عذابها سبب فرحها انه هنا وهي كذلك وابنهما والان ليس عليها سوى ان تنتظر تنتظر قدرا اخر من اقدارها القاسية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع...
أنت تقرأ
لأجل حبك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Serendipity Green لاجل حبك فقط لاجل حبك كبرت .... لاجل حبك سهرت ...... لاجل حبك تغيرت ........ والان الان كرهتك بقدر حبك فاصبحت اعيش لكي اكرهك فكما حبك كان دافعي للعيش فكرهك دافع للعيش ............ فانت في كل حالاتك حبك غدرك خيانت...