الفصل الرابع والعشرون
نظرت الى الجالس امامها لا تعرف لماذا ولكن حتى هو لم تعد تره كما كان ..... محمود حلمها المستحيل حبها الاول الا انه كذلك مصدر الضعف الضعف الذي لم تعد تريده ولم تعد ترضى باقل من هذه القوة والقسوة نظرت نحوه بكل ثقة لم ترتجف لم تسابقها دقات قلبها المتهورة لم تنظر اليه بهيام لا كل هذا لم يحصل نظرة باردة وابتسامة دبلوماسية هذا كل ما استطاعت ان تظهره له
لقد كان ينظر اليها لا يعلم ما الذي حصل وغيرها بهذه الطريقة يشعر بانه امام احد المدراء لقد كان مستغربا منها عندما جاء اليها كان يعتقد بانها كعادتها ستستقبله بتلك الابتسامة الجميلة التي تخصه بها بتلك اللهفة ان تنظر اليه وكأنه الرجل الاوحد لطالما جعلته يشعر هكذا انه يعلم علم اليقين انها متأثرة به ولكن لم يتوقع هذا البرود المستفز ولا هذه النظرة التي تجعله يشعر بالصغر
تنحنح قليلا ليجلي حلقه ثم قال :- حمدا لله على سلامة والدك لقد علمت بانه قد خرج من المشفى كيف حاله ؟؟ لم يجد افضل من هذه الكلمات ليبدأ حديثه معها
فاجابت بنفس البرود :- الحمد لله انه بخير الان وصمتت تنظر اليه لم تسأله عن حاله من باب الذوق حتى
فنظر محمود نحوها قائلا :- وانت سهى انت كيف حالك ؟؟ لم ارك منذ زمن طويل لم لم تمري علي حتى اوراقك قمت بسحبها دون ان ادري لم ؟؟
فاجابته دون ان تهتز لها شعرة :- انا بافضل حال استاذ محمود كما ترى اما عن سبب عدم مروري عليك فانا لم اشأ ازعاجك كعادتي هذا هو السبب
تفاجأ .... صدم .... صعق .... كل هذه الكلمات لم تفسر الذي حصل له عندما سمع كلامها الجاف هذا ليتذكر ما حصل لا بد انها منزعجة مما حصل في ذلك اليوم هدأ من غضبه ونظر اليها مرة اخرى انه يعلم تاثيره عليها يعلم بانها مهتمة به لا بل تحبه هو متأكد من هذا فقال بعد ان اخذ نفسا عميقا :- سهى لقد جئت اتكلم معك في موضوع اردت ان آخذ رأيك به قبل ان اكلم والدك مباشرة
فقالت :- تفضل استاذ ما هو هذا الموضوع ؟؟
برودها المستفز جعله يراجع نفسه فيما سيقوله ولكن لا لن يتراجع فقال وهو ينظر في عينيها الجميلتين اللتان فقدتا بريقهما لمعان البراءة والشقاوة ما الذي حصل لها ظل يسأل نفسه هذا السؤال ليقول اخيرا :- لقد جئت لكي اخطبك اريدك ان تصبحي زوجتي هذا هو الموضوع
وذهب الزيف وانهار القناع ذاك القلب الذي حذرته مرارا وتكرارا من ان يدق له لاجله ها هو يعلن العصيان يكاد يقفز لاحضانه عيناها تألقتا كالف نجم ونجم رجفة سرت في جسدها كله محمود محمود حلمها ها هو قد جاء اليها يريد ان يتزوجها يريدها زوجة بالكاد استطاعت ان تسيطر على نفسها ان لا تقفز فرحا كما اعتادت ان تفعل من قبل تمالكت اعصابها لتعاود النظر اليه الى ملامحه التي تحب بينما وجهها كان يشتعل من الخجل
بينما محمود كان فرحا مزهوا لانه استطاع ازالة قناع البرود الذي ترتديه ولا يليق بها استطاع رؤية السعادة لمعان عينيها ابتسامة ارتسمت على شفتيه وهو ينظر اليها ينتظر منها ردا وان كان يعلم الاجابة مسبقا
لتقول اخيرا بعد لحظات صمت طالت ووترت الاجواء :- لماذا ؟؟؟
فاجابها محمود مستغربا السؤال :- لماذا ماذا ؟؟
سهى :- لماذا تريد الزواج بي والان بالذات ؟؟ لا بد من وجود اسباب تدفعك لهذا الشيء ؟؟ قالت هذه الكلمات وهي تمني نفسها تنتظر اجابة بعينها ان قالها فهذا يعني ان لها حظ من الدنيا ان السعادة من الممكن ان تطرق بابها مجددا انتظرت منه الاجابة بلهفة ليقول اخيرا :- هكذا فقط اعتقد بان الوقت قد حان لان اكون عائلة فانا كما تعلمين وحدي لهذا فقط وانت انت افضل من غيرك بالتأكيد ...
ها هي الطعنة الاخيرة هذا ما قالته لنفسها لعنت قلبها غباءها لعنت ولعنت دون صوت كم ودت لو يختفي من امامها يضمحل عل المها ووجعها يختفيان باختفاءه انت افضل من غيرك انها جملة حصرية في طلب الزواج لهذا البليد جاهدت لتخفي تأثرها خيبتها لتقول اخيرا :- انا اسفة استاذ محمود فلا اعتقد انني اناسب تطلعاتك وبامكانك البحث عن غيري وانا متاكدة بانك ستجد الكثيرات ممن يقبلن بعرضك هذا
صرخ بوجهها دون ان يشعر :- ماذا ؟؟؟
لتصرخ هي الاخرى :- ما سمعته انا لا اقبل بعرضك السخي ولن اقبل به ابدا حتى وان كنت اخر رجل في الدنيا والان من فضلك غادر منزلي فوالدي لا زال مريضا وهو لا يحتمل اي انفعالات
نظر اليها مصعوقا لا يكاد يصدق ما حصل لقد جاء وهو متاكد من موافقتها جاء بعد ان شعر بالفراغ الكبير الذي خلفته في حياته منذ ان غادرتها ليوقن بانها اكثر من يناسبه فهي تحبه وستسعده بحيويتها وفرحها ستمحو الحزن من ايامه لم يتوقع حتى في اسوأ خيالاته ان ترفضه بهذا الشكل غضب غضب حارق سيطر عليه حتى افقده اتزانه المعتاد من تكون لترفضه بهذا الشكل لا .....وتطرده ايضا تقدم منها وارتسمت على ملامحه الوسيمة نظرات شيطانية ليقول اخيرا :- نعم انت محقة كثيييييييييرات سيلهثن خلف هذا العرض ولكن هل لي ان اعرف السبب ؟؟؟
فاجابته وهي تشمخ برأسها وتنظر بعمق عينيه وقالت :- لانني اريد من يعتبرني فريدة لا مثيل لي لا مجرد واحدة افضل من غيرها ....وداعا استاذ محمود
تركته واقفا مبهوتا مصدوما مما سمعه ورآه لقد الزمته مكانه بكلمتين فقط يا الهي محمود متى كنت غبيا هكذا تحرك من مكانه وقد استشعر موقفه الذي وضع نفسه به نظر لمشيتها الواثقة تلك ليست سهى التي يعرف لا تلك امرأة قد اثبتت له بانها اعلى من مستواه بكثير خرج من منزلها يجرجر اذيال الخيبة خلفه وهو يشعر للمرة الاولى في حياته بانه صغير صغير امام كبرياء هذه المرأة الطفلة !!!!!
بينما سهى التي استنفذت كل طاقتها في تلك المواجهة واحتاجت لكل ما تملك من قوة لتغادره بتلك الثقة وذاك الهدوء لم تركض لم تسرع بخطاها كما كانت تتوق لم تظهر ضعفها المثير للشفقة لم تتركه يرى خيبتها المها ولا تحطم قلبها الذي لو ارهف السمع لاستمع لصوت التحطم وتناثر الشظايا لا لم تفعل ايا من ذلك بل حافظت على اتزانها ودخلت الى غرفتها وقفت امام المرآة لتطالع نفسها لتنفر الدموع من عينيها بقوة سيل حبس خلف سد الكبرياء شعرتها حارة بل ملتهبة تعبر عن احتراق داخلها كله بكت وبكت لساعات وهي تطالع صورتها في المرآه الى ان شعرت بانها قد استنفذت كل دموعها وكل طاقتها لتنهار ارضا وتسقط متهالكة شعرت بالقهر اخذت تضرب على صدرها وصرخت بأقصى قوتها :- اياك اياك ان تنبض مرة اخرى ايها القلب اياك ايااااااااك لتفاجأ بمن يحتضنها من الخلف بيدين صغيرتين لم تستطيعا تطويقها وشهقات بكاء متزامنة مع شهقاتها التفتت الى الخلف فهالها ان ترى وجه اختها الجميل متورم من الدموع فمسحت على وجهها بينما بادرت تلك الصغيرة لمسح دموع اختها في نفس اللحظة لتقول اخيرا :- ارجوك اختي لا تبكي ارجووووووك ... تابعت الصغيرة وهي بالكاد تستطيع الكلام من فرط بكائها :- لو تعلمين فقط كم احبك كم احب ضحكك مزاحك فرحك كما كان يخبرني ابي عنك جذبت انتباه سهى التي توقفت عن البكاء وبقيت تتطلع بها لتكمل :- لم يكن ابي يتكلم عن اي شيء غيرك سهى هكذا تفعل سهى ترسم البسمة على شفتي سهى تزيل الهم سهى فعلت وفعلت وفعلت لقد كانت قصة ما قبل النوم عنك اختي انت بطلتي
مشاعر جمة عصفت بسهى وهي تنظر لاختها اختها التي تعتبرها بطلتها عاودت دموعها الهطول وهي تستشعر كم ستكون خيبتها كبيرة عندما تكتشف حقيقة بطلتها هذه فاقتربت منها سهى الصغيرة مرة اخرى لتمسح دموعها المتساقطة وهي تقول :- لا تبكي ارجوك فانا ووالدي سنحزن معك سنبكي معك من فضلك اختي اريد ان ارى واسمع ضحكتك التي يخبرني عنها ابي لا تبكي ارجوووووكي
وتهدج صوتها لتحتضنها سهى بقوة وهي تشعر بانها اقوى بوجود هذه الصغيرة بانها الان لم تعد ملكا لنفسها فقط لا بل اصبحت بطلة لاحد اصبحت مسؤولة للمرة الاولى في حياتها وهي لن تفسد هذا الامر مستحيل تلك الحروف التي تشكل سبب دموعها ستمحوها الى الابد نعم انها اقوى منه افضل منه وستثبت ذلك للجميع لتقول اخيرا :- سوسو حبيبتي نحن لن نبكي ابدا لا انا ولا انت لن نبكي لاجل ايا كان سنقهر الدنيا بضحكاتنا هل فهمت ؟؟؟
هزت الصغيرة رأسها موافقة وهي تبتسم لتقول سهى :- هيا بنا فحزب سهى يحتاج للطعام لكي يقهر الدنيا وانا منذ الصباح لم اكل شيئا هيا صغيرتي ..............
ليبدأ فصل جديد بحياة سهى بمساعدة سهى لاسناد سهى واحياء سهى
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .............................
ضرب على المكتب بقوة المت يديه وهو يهدر بصوته الذي ارتج له المكان :- ما الذي تعنيه ؟؟؟ هل انا محاط بالحمقى ؟؟ كيف ؟؟ كيف لم تستطع ان تجد ورقة ضغط ؟؟ اليس هذا هو عملك ؟؟ الا يوجد من يريد المال او يحتاج للسلطة ؟؟؟ ماذا هل هم ملائكة اخبرني ؟؟؟
صرخ بوجه الرجل الجالس امامه الذي كان محترفا لدرجة جعلته هادئا للغاية امام بركان الغضب الهائج الذي لم يره ولا لمرة واحدة بهذا الغضب ليكمل حديثه بهدوئه المستفز :- سيدي لقد اخبرتك انهم ليسو موظفين انهم منظمة غير ربحية لا انتماء لها لقد بحثت في خلفيات جميع المشاركين في هذه البعثة سيدي انهم على استعداد ان ينامو بالعراء ان يأكلو من الاعشاب صدقني لقد حاولت ولكن لم اجد الا ان كنت تنوي ان تتبع التهديد فالامر عند ذلك يتغير فانا جمعت معلومات عن عوائلهم اشقاءهم اطفال المتزوجين منهم كل شيء
:- تووووووقف ............ هدر به علي وهو يركل الكرسي القريب ليطير الى الزاوية ويكمل صارخا :- ماذا تعتقدني احد الارهابيين توقف عن هذا الهراء واشغل نفسك بعمل شيء مفيد واجمع لي كل المعلومات عن هذه الرحلة اللعينة كل شيء من عدد السكان الى حالة الطقس كل شيء هل فهمت كل شيء
فاومأ الرجل برأسه ليخرج له ملفا كبيرا بحجم دليل الهاتف ويقول :- لقد فعلت ذلك سيدي انها هنا كل المعلومات التي تريدها ولا زلت اقوم بالابحاث عن كل المستجدات التي قد تهمك
فاشار له علي بيده ليخرج والغضب يتملكه ليخرج الرجل تاركا رب عمله الذي يبدو وللمرة الاولى فاقدا للسيطرة
تنهد علي وارتمى على الاريكة الموجودة في مكتبه وهو يشعر بالتعب بالانهاك يشعر بان حربا عنيفة كالتي خاضها منذ اعوام على وشك ان تبدأ ومنال اااااه منها انها تصر على ان تكون ثقلا يجثم على قلبه للمرة الاولى منذ ان عرفها بعد ان كانت بلسما يشفي جروحه محطة استراحة من تعب الدنيا ها هي اصبحت حيث لا يحب ولا يريدها ان تكون هي ومثاليتها تلك كيف يستطيع اقناعها لا يعلم منذ تلك الليلة وهي لا تكف عن التحضير والتحضير لرحلة حياتها كما تقول لقد اعتبرت موافقته امرا مسلما به وهو كان يتظاهر بما يفرحها ولكنه كان يغلي من الداخل بل يكاد يجن للمرة الاولى في حياته يكون مستعدا لان يلعب بقذارة للمرة الاولى يسمح لنفسه بان يخالف مبادئه وقناعاته لقد استعان برجل المهمات الصعبة الخاص به الرائد عزمي وهو رجل ذو صلات ومعارف في كل مكان وبعد تقاعده من الجيش استغل صلاته ومعارفه للعمل كتحر خاص ولمن يريد يكون اي شيء استعان به في البحث والتفتيش عن خلفية كل من يشارك في البعثة والقائمين عليها ليفاجئ بكونهم ملائكة لا تنقصهم سوى الاجنحة !!!! الغبي لا يعلم بانه لا بد ان يكون قد اغفل عن احدهم لا يعقل ان يكون الجميع بهذه المثالية لذا فقد حان الوقت للخطة البديلة فسفرها بعد غد وهذا لا يتيح له التفكير باي شيء اخر
نظر الى الساعة لير بان الوقت قد تأخر وانه عليه العودة ليحظى ببضع ساعات من النوم لقد اصبح يكره العودة يعود ليراها منهمكة في بحوثها وهي تخبره بخططها القادمة وتحضيراتها التي لا تنتهي يشعر بانه اصبح مجردا من الانسانية فبينما هي تتحرق شوقا لمساعدة المعوزين وتفكر بالاخرين هو يخطط ويفكر بطرق لاحباط ذلك يا الهي ماذا فعلت بك تلك المنال ................
دخل لمنزله وهو يشعر بحاجة شديدة للنوم نظر للسلم وهو يتخيل وجودها في غرفتهما لم يرغب بان يراها هذه الليلة لا يحتمل المزيد من الاحباط توجه للصالة القريبة قام بفك ربطة عنقه وخلع سترته لم يبالي بخلع حذائه حتى ليستلقي على احدى الارائك الوثيرة اطفأ الضوء واغمض عينيه واضعا احدى ذراعيه عليهما يطلب النوم بل يتمناه دقائق مرت عليه وهو يشعر بان النوم حاليا هو ابعد من النجوم بالنسبة اليه
شعر بكل خلايا جسده المتعب تستعيد نشاطها بل وتتوثب لتلك الحركة المكتومة انها هنا كله يعلم بوجودها حوله حفيف ملابسها عطرها المسكر احتاج لكل قوته وطاقته لكي لا يهجم عليها يغرقها بحبه لدرجة ان تنسى كل افكارها المثالية تلك ظل على حاله ذاك دون ان يفتح عينيه ودون ان يصدر اية حركة شعر بها تقترب منه يا الهي كم يشعر بانه اصبح مثيرا للشفقة انه يحبها يحبها لدرجة الهوس لدرجة الجنون لا يريدها ان تعلم بذلك لا يريد لاحد ان يعلم يشعر بان رجولته كبرياءه سيمس اذا ما علمت بمقدار حبه لها
اقتربت اكثر حتى جثت على ركبتيها مدت يديها لتتناول حذائه وتخلعه بحركات بطيئة متمهلة وكأنها اجمل مهمة في الدنيا بينما ذاك المعذب يتلظى على النار بانتظار ان تنتهي من مهمتها العظمى تلك شعر بيديها تتحرك على طول جسده المحروم يشعر بانها تشعل النيران نيران لا يقدر على اطفائها ولكنه غالب قلبه غالب حاجته لقربها وهو يحافظ على ثبات جسده يمنع ارتجافه تحت ملمس يديها بمعجزة شعر بانفاسها تلفح وجهه لتقترب من اذنيه وتهمس بصوتها الذي حمل اغراء الدنيا كلها :- حبيبي لم لا تفتح عينيك ؟؟ الا تعلم بانني استطيع ان اقرأ افكارك كلها..... لا جواب لتكمل قائلة :- واستطيع سماع همسات قلبك كلها .....
لم يتحرك من مكانه وكأن كلماتها قد زادته اصرارا على اتقان هذه اللعبة التي اصبحت ممتعة بالنسبة له فاقتربت اكثر لتلصق شفتاها على خده وتكمل قائلة :- اعلم بانك تتوقع قبلتي هنا وطبعت قبلة على خده لترتفع لاعلى قليلا وتكمل :- وهنا
وطبعت واحدة اخرى وهي تكمل قائلة :- وهنا وطبعت اخرى على جبينه شعرت بانفاسه الحارقة التي تبدو كمرجل قطار تلفح وجهها فابتسمت بسعادة وحاولت النهوض لتقول :- حسنا هذا كل ما استطيع قراءته
لم تكد ترفع وجهها ليسحبها بقوة وعنف لتقع فوقه وهي ترى عيناه قد توهجتا ببريق لا تخطئه وهو يقول :- حسنا يبدو انك لم تعرفيني جيدا كما تقولين جلجلت ضحكتها تلك الترنيمة التي يحب عزفت ليشعر بقلبه يتلوى الما وهو يتخيل حياته بدون وجودها مررت اصابعها على وجهه وهي ترسم ابتسامة على شفتيه باصابعها في حركة تعلمتها منه لتقول اخيرا :- حبيبي انا مستعدة لان اموت لاجل ان امحو ظلال الحزن هذه انت كنزي الثمين حلمي الذي تحقق معركتي التي خضتها وكسبتها وكنت انت وحدك الغنيمة كل شيء يبهت مقارنة بك لذا ان كان ذهابي في هذه البعثة يعني ان اراك مهموما حزينا شاكا بحبي هكذا فانا لن ....... وضع يده على شفتيها يوقف حديثها ليقول :- توقفي توقفي عن ان تكوني هكذا فانا الهث خلفك لا استطيع اللحاق بركبك حبيبتي اشعر احيانا بانني لا استحقك لا استحق تفانيك حبك روعتك مثاليتك اذهبي حبيبتي اذهبي واجعليني فخورا ولكن اعتني بقلبي بروحي التي ستذهب معك اعتني بهما لاجلي فاومات بصمت وهي تبتسم له باشراق لتقول :- الليلة هي لنا انها ليلتنا لن تكون هناك تحضيرات ولن يكون هناك عمل الليلة لا احد في هذه الدنيا سوانا انا وانت فقط اتجهت لمفتاح النور لتفتحه واقتربت بمشيتها المتمايلة وهي تدور حول نفسها امامه شعر بتضخم قلبه لم يستطع ان يسترد انفاسه التي اطلقها وهو متسمر ينظر اليها لقد كانت تبدو كبطلة لاحدى الاساطير اساطير الجمال والفتنة وهي تتخايل امامه بثوب من الحرير احمر طويل يصل لكاحليها جعلها تبدو كفتنة حية وشعرها الذي تركته مسترسلا على اكتافها بتلك التموجات الجميلة وابتسامتها التي شعرها تحفر قلبه لتسمه بها الى الابد بوشم حبها الذي يشعره في هذه اللحظة فتاكا نهض ملبيا دعوتها لليلة ليست ككل الليالي ليلة جعلت قلبه يتلوى الما وكمدا خوفا من القادم الذي اصبح موقنا بانه سيحارب ويقاتل لابقاءها الى جانبه والبقاء بقربها ولكن هو لها نعم لن يتنازل عن سعادته ابدا لقد فعلها مرة لكل الاسباب الصحيحة الا انه لن يفعلها مرة اخرى ابدا ابدا .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...........................
اشعة ذهبية نادرا ما ترى في مدينة الضباب تخللت بعناد منقطع النظير نوافذ تلك الغرفة لتعلن عن بدأ يوم جديد يوم سعيد جديد لقلبين لم يعرفا للسعادة معنى من قبل
ينظر اليها بعينان تلمعان لا تملان النظر ابدا حبيبته مليكته حلمه الذي ظنه مستحيلا ليتحقق باجمل واحلى كيفية ممكنة امسك بوردة حمراء من المزهرية القريبة تلك التي لم تخلو من هذه الورود الورود التي يصر على احضارها لها يوميا مهما حصل اقترب منها واخذ يمررها على وجهها عينيها خدودها المتوردة التي تحمل اثار شوقه فمها الجميل ليشاهد تغضن وجهها وهي تحركه يمنة ويسرة ليزداد اصرارا وهو يمرر تلك الوردة على وجهها مرة اخرى لتفتح عينيها وهي حانقة وتقول :- احمد توووووووووووووقف ووضعت رأسها اسفل الوسادة لتهرب من ازعاجه الصباحي
ليقهقه عاليا وهو يقول :- حبيبتي انتهى الوقت هذا كل ما لدي من صبر لقد نمتي لاربع ساعات متواصلة وهذا اكثر من كافي هيا انهضي والا ساوقظك كما في المرة السابقة ............ هبت رفل واقفة من السرير وهي تقول :- لن تجرؤ
ليستمر احمد بضحكاته المستفزة ويقول :- لا حاجة لذلك
ونظر اليها بنظرة ذات مغزى لتشاركه الضحك وهي تسمعه موشح كل يوم وهي تعد على اصابعها :- انت اكثر شخص مستفز وقح بغيض
ليقاطعها قائلا:- وسيم ممتع مثير ربما .....قالها وهو يرقص حاجبيه بحركة مغيضة
لتصرخ قائلة :- مغروووووووووور
وهي تركض من امامه لتدخل الحمام وتغلق الباب خلفها هربا منه من تواجده الدائم حولها تواجده الذي يجعلها تفقد توازنها لا تعرف كيف تتصرف مع اقتحامه السافر لحياتها مشاركتها لادق تفاصيل حياتها كل شيء صغيرا كان او كبيرا يصر على الوقوف بجانبها عندما تطبخ يصر ان يساعدها في كل شيء للمرة الاولى في حياتها ترى رجلا يشعرها بانها محظوظة كونها انثى بل وتستمتع بكونها انثى انها لا تعلم كيف تتصرف معه انه يسعدها بل يجعلها مجنونة من فرط سعادتها انها تكتشف معه رفل جديدة رفل اخرى حية بالوان مشرقة بدلا عن تلك الباهتة التي تعيش على هامش الحياة خلعت ملابسها لتدخل تحت الماء الدافئ وهي تفكر في كل تلك الايام السعيدة التي مضت
شعرت بنفسها تكاد تتوهج من فرط حرجها وسعادتها ابتسامة ارتسمت على شفتيها هي نفسها التي لا تفارقها منذ ايام وايام لتفكر بانها تعرف كيف تسعده حسنا انه يستحق هي لم تخبره بحبها له منذ لحظة انفجارها تلك بينما هو كان يمطرها بكلمات الحب والغزل التي لا تعرف كيف تردها له تشعر بالحرج بالخجل الشديد كلما سألها عن حبها تكتفي بإيماءة خجولة بينما يختفي خجلها طيلة النهار وهي تستمر بمعاندته واستفزازه وهو بالمثل لينتهي الامر بها صامتة كنعجة خجول وهو هو هو الوقح شعرت بالدم يكاد ينفر من وجهها وهي تتذكر كيف ينهي كل عنادها وحنقها وغضبها وكانه سمع افكارها لتفاجأ بطرقاته اللحوحة وضحكاته المستفزة فاجابته من خلف الباب :- ما الامر ماذا هناك لا تحاول لانني لن افتح الباب حتى لو كسرت رجلك ......لويت عنقك .......حرقت الغرفة والجرذ الذي انا اكاد اجزم بان هذا الحي لم ير جرذا منذ قرون حجة ما قبل الامس ...........لن افتحه ولتيأس من هذا الامر
جلجلت ضحكاته المستمتعة ليقول بعد ان انهى موجة ضحكه :- ربما عليك ان تتفقدي ملابسك ؟؟؟؟ انا متأكد بانك قد وضعت السابقة في الغسالة والان عليك ان تتوسليني لان اجلب لك ملابس غيرها لانني عندها قد اشعر بالشفقة واعطيك شيئا ما
تمتمت بصوت خافت :- يا الهي لقد وقعت في الفخ
احمد وهو بالكاد يخرج كلماته من فرط استمتاعه :- لقد سمعتك وعليك بمراقبة كلماتك لئلا تثيرين غضبي وعندها ..............
فاجابته رفل وهي تشعر بالغضب :- احمد توقف عن العابك هذه وناولني ملابسي هيا
ليجيب قائلا :- لم تعجبني النبرة عليك المحاولة مرة اخرى !!!!!!!!
كزت رفل على اسنانها وغضبها يتصاعد لتقول اخيرا :- احمد من فضلك هلا اعطيتني ملابسي ؟؟؟؟
فاجابها ببواقي الضحك :- ولا حتى هذه النبرة من تظنيني البواب ؟؟؟
جربي مرة اخرى اريد شغفا تأثرا اريد ذوبانا هذا ما اريده وانت تنطقين اسمي .... حبيبي قد تنفع ايضا ولكن بطريقتك هذه انسي
حسنا هذا يكفي احكمت لف المنشفة حولها وعزمت على امرها وفتحت الباب والشرر يتطاير من عينيها ارادت الكلام التهديد والوعيد ولكنها لم تجده تلفتت حولها ليفاجئها وهو يحتضنها من الخلف ويحملها ويكمل ضحكاته بينما هي كانت تعافر لتتخلص من طوق ذراعيه المحكم حولها وهي تتلوى وتصرخ :- احمد انزلنييييييييي
ليجيبها دون ان يخفي استمتاعه بالموقف وهو يتنشق رائحة عبيرها المسكرة يستمتع بملمس شعرها وقطرات من نداه تسقط على وجهه من جراء مقاومتها المستميتة نعومة بشرتها الحريرية تحت يديه :- لا ليس بعد ليس قبل ان تدفعي الحساب الذي تراكم عليك
غافلها ليطبع قبلة على جانب وجهها وهو يقول :- اولا لانك لا زلت ترتدين ملابسك التي تخص طفلة في العاشرة لا امراة بل عرووووس في شهر عسل متزوجة من رجل لديه تطلعات وخيالات حول زوجته
ثانيا لانك لم تقولي صباح الخير
وثالثا لانك نعتني بالوقح وانا لم اكن وقحا هذا الصباح
هل رأيت كم انا صبور عليك وكم انت جاحدة بحقي ها ؟؟؟
بينما كانت مقاومة رفل تنهار تحت وطأة لمساته الرقيقة وهمسه الدافئ قرب اذنها شعرت بنفسها تذوب جاهدت لتخرج كلمات مرتجفة وهي تقول :- اولا انا لن ارتدي غير تلك الملابس وان لم تعجبك فتلك مشكلتك
ثانيا :- انت محق فيها التفتت اليه لتقول (( صباح الخير حبيبي )) شعرت بصدمته من كلمتها وهذا ما ارادته ارتخت قبضته حولها لتكمل قائلة
ثالثا وهي الاهم ........انت اكثر من قابلتهم في حياتي وقاحة قالتها وهي تتخلص من اسر ذراعيه وتركض هاربة لتطلق ضحكات مستمتعة هي هذه المرة بينما احمد كان يقف مصدوما وهو يتذوق وقع احرف كلمة حبيبي من بين شفتيها بهمسها الدافئ ليصحو اخيرا بعد هروبها وهو يقطع الطريق عليها قائلا :- انت تعلمين بانك ستدفعين ثمن هذا ايضا
فقالت :- لا حبيبي
فاجابها احمد وهو يشعر بقلبه يكاد يتضخم من فرط سعادته بكلمة حبيبي وهي تنطقها بهذه العفوية وضحكتها تنير وجهها :- رفل انت لا تلعبين بعدالة
رفل :- لم حبيبي ؟؟؟
ليزمجر احمد بصوت عال وهو يقبض عليها وهذه المرة احكم حصاره وهو يقول :- حسنا قوليها مرة اخرى
رفل :- ماذا اقول حبيبي ؟؟؟
ليصرخ بها :- رفل ستدفعين الثمن مع الفوائد حبيبتي
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..
نظر اليها وهي تكمل اللمسات الاخيرة لحجابها المحكم وهي تنظر لعينيه في المرآه وكلها يبتسم ويتوهج لاجله اقترب منها دون ان يفارق عينيها في المرآه وقال وهو يمرر اصابعه على كتفيها ليبعث فيها قشعريرة لذيذة اعتادتها واحبتها ليزهر وجهها باللون الذي يحب :- اتعلمين ؟؟ عندما رأيتك للمرة الاولى....... تغضنت ملامحها الجميلة للذكرى التي تشعرها بعيدة بعيدة للغاية لاحظ احمد ذلك فمرر اصابعه برقة على ملامحها وكانه يريد ان يمحو الذكرى الا انه اكمل قائلا :- لقد كنت غاضبا غاضبا من الدنيا كلها وانت كنت نهاية احتمالي كنت سبب انفجاري الذي تأجل لسنوات وسنوات للمرة الاولى افعل ما فعلت للمرة الاولى اتمادى لهذه الدرجة لا لسبب فقط لانني كنت موقن بان تلك البراءة التي تنضح منك هي زيف وخداع بان هالة الملائكية التي تحيط بك هي شرك ايقاع بان حجابك هذا والذي كنت فخورة به بل متباهية ما هو الا ادوات التمثيل........ استدارت اليه واراحت كفيها على صدره وابتسمت له برقة وقالت :- والان ماذا اتضح ؟؟؟؟
فقال وهو يرفع يديه ليحيط بكفيها الرقيقين ويضمهما لصدره :- الان انا ممتن ممتن لكل الدنيا ممتن لتلك الصدفة التي وضعتك في طريقي ممتن لسهى التي ساعدتني على خداعك ممتن لمحمود الذي ساعدك هناك ممتن لمنال لعمي لوالدك لاخوتك ممتن لالتزامك ممتن لك انت اكثرهم وهذا رفع يديه لحجابها واكمل قائلا :- وهذا اولها لو تشعرين بمدى سعادتي بانني الاول لك الاول بكل شيء بكل لمسة بكل نظرة اول من رأى شعرك واستنشق عبيره اول من تمرغ في نعومته ولولا خوفي من ان تنعتيني بالمتطرف او اي لقب اخر لطلبت منك اخفاء عينيك عن الدنيا لاستمتع انا بهما لوحدي اتمرغ في بحور العسل وبرك الذهب
فاجابته وهي تريح رأسها على كتفه :- اطلب مني وسانفذ ولكن عليك ان تعرف بان عيناي لا تريان غيرك لا تنتميان لغيرك لا تعرفان غيرك ليكن في معلومك هذا ولتطلب ما تريد
فقال اخيرا :- حسنا ان مجرى الحديث لن يأخذنا لابعد من غرفة النوم هل اعتبر هذه دعوة منك ؟؟ ضربته على كتفه وتحركت الا انه اسرها بين ذراعيه وقال :- لا حبيبتي اليوم لن يستطيع اي شيء ان يخرب حفلنا
رفل :- حفلنا ؟؟؟
احمد :- نعم انسيتي ؟؟؟ انه بمناسبة مرور ثلاثة اشهر على انفجارك الرهيب والذي جعلني اسعد رجل في الدنيا الم نحتفل في الشهرين الماضيين ؟؟؟
رفل :- احمد هل تتكلم بجدية ؟؟ الناس تحتفل بعد مرور عام ... عشرة اعوام ولكن انت انت وضع يدها على شفتيه ليوقف سيل كلامها قائلا :- حبيبتي لو ان الامر عائد الي لاحتفلت معك بكل يوم وكل ساعة وكل دقيقة ولكنني اعلم بانني ابتليت بمفسدة المرح لذا اقتصرته على الشهر
شعر بغضبها الناطق في عينيها وقال :- اوقفي شرارتك يا فاتنة لئلا يصيبني سهم ناري من عينيك
فقالت اخيرا :- حسنا وماذا ننتظر
فاجاب وهو يفكر قليلا ليسمعا طرقات الباب فلبست رفل فورا معطفها الذي يصل لركبتيها واحكمت اغلاقه واحمد يقول بضحكة تعرفها وتعرف سببها :- انتظر هذا وغمز لها بعينيه وذهب فورا ليفتح الباب ليدخل رائد بمرحه المعتاد وهو يقول :- اين الغداء اليوم عطلة ولا حجة لك رفل
فابتسمت رفل وقالت :- ومساء الخير لك رائد كيف حالك انت ايضا ؟؟
فاجاب رائد بخجل :- حسنا مساء الخير ولكن كيف حالك لا داعي لها لانني كنت معكما البارحة واعلم حالكما جيدا هيا انا جائع للغاية سافعل ما تأمرين به سارتب السفرة واغسل الصحون ولكن اريد وجبتي من الطعام البيتي
ضحكت رفل من قلبها لهذا الاخ الذي كسبته او هو من كسبها بطيبته بمرحه اللذيذ بتفانيه الشديد وحبه لهما وهي تشعر برباط خفي يربطه بهم بها وباحمد نظرت اليهما معا يبدوان كشقيقين نفس الطباع تشعر باحمد يشع سعادة كلما كان معه وكانه يجد نفسه مع هذا الصديق الصدوق لتقول اخيرا :- نحن اسفان فالمطعم اليوم مغلق ونحن خارجان
فقال رائد باسف : خارجان ؟؟؟ التفت لاحمد قائلا :- احمد ما هذا المزاح الثقيل هل اتصلت بي لتطردني ؟؟؟
ضحك احمد وهو يمسك بذراعه ويقول :- اهدا يا صديقي اهدأ نحن خارجان للاحتفال ولن يحلو من غيرك هيا
ضيق رائد عينيه وقال :- الاحتفال بماذا ؟؟؟
احمرت رفل بشدة وهي تنظر لاحمد بتانيب بينما احمد ضحك بخفة ليقول :- بشيء ان اخبرتك اياه فربما سابيت عندك الليلة
ليقهقها معا ورائد يقول :- ساحاول اقناعك باخباري فانا اشعر بالملل هذه الليلة وارغب بونيس
خرجا لتتبعهما رفل وهي تدمدم بغيض
.................................................. .................................................. .....
انهو العشاء في ذاك المكان المميز الحميم الذي يقع في الضواحي والذي يعد طعاما عربيا من الذ ما يكون كان العشاء من رائعا ممتعا لدرجة كبيرة تخلله الضحك والمزاح بينما احمد ورائد يتناوبان على اغاضة رفل التي ترمي احمد بنظرات قاتلة بينما رائد لا تناله سوى نظرات محذرة ليقول احمد اخيرا :- نحن نعتذر يا حضرة العازب ها قد اطعمناك وقمنا بالواجب والان اعذرنا لان الباقي من السهرة خاص الى اللقاء
وسحب رفل التي كادت تذوب خجلا ورائد الذي كاد يموت حسرة وخرج من المطعم وهو يقول :- ولا كلمة لانك ببساطة ستدفعين ثمنها
رفل :- احمد لقد احرجت رائد ان هذا لا يصح تعلم بانه يشعر بالغربة والوحدة ونحن اصدقائه الوحيدون هنا
فقال :- وما الذي فعلته هل ترغبين بان نصحبه معنا حسنا ساذهب لاناديه لك
فسحبته من قميصه وهي تقول :- لقد فهمتني خطأ لقد كنت اقصد ان لا تدعوه اصلا فقال احمد :- لا تقلقي حبيبتي انا اعرف رائد انه صديقي وقد اعتادني واعتاد مزاحي والان اخبريني اين تريدين ان نكمل السهرة
فاجابت ووجهها يتألق :- وهل تسأل ؟؟؟
احمد :- رفل هل انت مجنونة ان الساعة الان تقارب السادسة والجو بارد ستمرضين ما رأيك ان احجز لنا في فندق خمس نجوم نطلب عرضا خاصا للعرسان ها مارأيك ؟؟؟
رفل :- احمد توقف ماذا دهاك لا ابدا ساذهب الى واحتفل وحدي ان لم ترد الذهاب فثلاثة اشهر على هذه السعادة تعتبر مناسبة مهمة بل هي الاهم !!!!!!!!!
فقال احمد وهو يمسك بيدها ويجرها خلفه :- الم اخبرك بانك لا تلعبين بعدالة هيا
اوقف السيارة في الموقف وهو ينظر اليها قائلا :- اشعر بانني قد خدعت بان احدهم قد زور البضاعة ؟؟؟؟
نظرت له بعدم فهم ليكمل قائلا :- لقد طلبت واحدة متزنة هادئة خجولة لافاجأ باخرى مجنووووووووووووونة
فقالت رفل :- حسنا انه قدرك يا صديقي فهذه البضاعة بالذات غير قابلة للارجاع وتستعمل لمرة واحدة فقط
احمد :- رفل هل تعنين ما تقولين ؟؟؟
رفل :- نعم احمد فانا لك لك بكلي وان لم اكن لك فلن اكون لغيرك ابدا ابدا انت وحدك تملك الحق بهذه الرفل ولا حق لاحد غيرك حبيبي
رفعت راسها اليه لترى تألق وجهه عينيه اللتان التمعتا بالف نجم ونجم لتقول اخيرا :- هيا لنذهب
نزلا من السيارة وهو يمسك بيدها بكل قوته حتى شعرت باصابعها تكاد تتحطم من فرط قوته الا انها لم تتأوه حتى لم تشعره بالمها نظر الى الحديقة الخالية وهو يقول :- انظري لا احد هنا لا احد يفكر بالمجيء هنا في هذا الوقت وهذا الجو المضطرب فقالت وهي تفلت يدها وتركض امامه :- جيد انها خالية هذا هو افضل ما في الامر ركضت نحو مكانهما الخاص ذاك المكان الذي اخذها اليه احمد في اليوم التالي لتصبح مهووسة به لا يمر يوم دون ان يأتيا اليه يستمتعان بالمنظر الخيالي يراقبان تعاقب الفصول انحسار الثلوج لتظهر المياه الرقراقة وزينةالارض الخضراء التي تظهرها هذه الحديقة بكل سخاء سبقته لتصل قبله وهي تراقب الزنبقة الوحيدة وقد حظيت باخوات لها فاصبحت محاطة بمجموعة من الورود الملونة لتبقى هي مميزة بلونها الابيض النقى بابداع لا يتقنه بشر بل خالق مبدع مصور دقائق ليلحقها احمد ويجلس بقربها ويسحبها لاحضانه بصمت يستمتع بوجودها بين يديه وهما ينظران معا للبحيرة التي تألقت بانوار الشمس الغاربة لتصبح كلجة مشتعلة من اللون الاحمر والبرتقالي وفجأة ومن دون انذار تلبدت السماء بالغيوم غيوم رمادية كئيبة جاءت من لا مكان غطت الشمس واسبغت على الجو بظلام كئيب شعر احمد بنغزة في قلبه بينما رفل هتفت بسعادة :- احمد ستمطر لم يكد يرد عليها ليقطع رنين الهاتف كلامهم رفع احمد الهاتف ليرى اسم عمه فاسرع بالرد قائلا :- نعم ماذا هناك الم اخبرك ان تتوقف عن ازعاجي فانا عريس جديد واريد الاستمتاع بصحبة زوجتي
قهقه علي عاليا وهو يقول :- سبحان مغير الاحوال انسيت اياما كنت فيها كالعلقة لا تفارقنا ليلا ونهارا ولكن ماذا نقول !!!!!!!
احمد :- كيف حالك عمي وكيف حال عمتي
ضحك علي وهو يجيب:- نحن بخير احمد
تحفز احمد لنبرة علي الجدية ليسأله فورا :- ما الامر عمي ان صوتك لا يعجبني
علي :- اسمع بني انا ومنال مسافران لمكان لمدة شهر واحد قد لا استطيع الاتصال بك خلاله لا اريدك ان تقلق فالمكان الذي نسافر اليه قد لا تتوفر فيه الاتصالات بنفس الجودة
احمد :- عمي الى اين انتما ذاهبان ؟؟؟ لقد اقلقتني
علي :- لقرية في الصومال لا اعرف اسمها لان منال لديها بعثة هناك احمد اسمع لا اريد لجنس مخلوق ان يعلم بمكان سفري ولا بموعده ولا حتى بموعد عودتي لقد وضعت لك وديعة بمبلغ مليون دولار اعتقد بانها ستكفيك لفترة طويلة اعلمني الان ان كنت تحتاج لشيء اخر فلا وقت لدي
احمد :- عمي انت تجعل الامر يبدو مخيفا انه شهر واحد ما الذي سيحصل خلاله ؟؟
علي :- احمد عندما اعود ساتي اليك هناك الكثير من الامور التي عليك معرفتها اخبرني بني ان كنت تحتاج لشيء اخر لاني منعت ايا كان بالتصرف دون امر مباشر مني كما اخبرتك سابقا لذا ان كنت تحتاج لاي شيء فلا تتردد فحالما اسافر الامر يعتبر مستحيلا
احمد :- عمي توقف انت لا تنفك تزيد من قلقي المال الذي لدي لم يكد ينتهي ومليون دولار ستكفيني لعام كامل لا شهر هل تحتاج ان اتي اليك اخبرني ارجوك واين منال لم لم تتصل بي ؟؟
علي :- احمد منال لا تعلم بانني مسافر خلفها ان علمت لا ادري ما الذي ستفعله حذرتني مرارا وتكرارا انها عنيدة لذا فانا امل ان تنتهي الرحلة دون ان نلتقي فعليا
ضحك احمد بدون مرح وهو يشعر بالقلق يستفحل بداخله ويقول :- لقد ابتلينا انا وانت بالعنيدات عمي لا اعلم هل هو حظنا ام ان احدا ما قد دعى علينا
ضحك علي ليجيبه قائلا :- احمد اعتني بنفسك وزوجتك بني فهي فتاة طيبة
احمد :- عمي انت لست ذاهبا للحرب اليس كذلك ؟؟
علي :- من يعلم بني من يعلم الى اللقاء
اغلق احمد الهاتف وهو يشعر القلق الشديد على حال عمه الذي لم يره فاقدا لهدوءه بهذا الشكل الامر يتعدى الرحلة هناك شيء اخطر بكثير
شعر بها تقترب منه لتعانقه من الخلف وهي تقول :- هل كل شيء بخير حبيبي ؟؟
احمد :- نعم لا تقلقي اااه رفل قبل ان انسى لقد وضع عمي وديعة في البنك بمبلغ كبير ساعطيك كل المعلومات التي تؤهلك لان تسحبي منها متى ما شئت
رفل :- احمد ما الذي تقوله ؟؟
احمد :- ماذا هذا هو الشيء الصحيح انت زوجتي شريكتي بكل شيء
رفل :- لا احمد ما دمت معي فانا لا اريد اي شيء اخر ارجوك لا تتكلم بهذا الموضوع مرة اخرى
احمد :- رفل كفي عن العناد في كل موضوع ستأخذين المعلومات وتحتفظين بها تحسبا لاي طارئ فلا احد سواي يعلم بشأنها
فاومأت رفل باستسلام وهي تشعر بالسوء وقلبها لا يطاوعها بالقبول ولكن ماذا تفعل دقائق مرت لتتساقط الامطار امطار الربيع تألق وجه رفل بالسعادة وهي تركض لتستقبل قطرات الماء بينما احمد يصرخ بها :- تعالي يا مجنونة ستمرضين
فتهز برأسها رفضا وهي تقفز كالاطفال فاقترب منها ليدخلها تحت معطفه بالقوة وهي تحارب للخروج فقال :- الا ترين ان حبك للمطر يكاد يصبح مرضيا
فشددت من احتضانها له وهي تدخل تحت معطفه وتقول :- ربما احببته فقط من اجل هذه اللحظة
شعر بالدماء تجري حارة في عروقه وهو يسمع كلامها الذي تقوله بكل بساطة ولا تعلم عن عمق تأثيره عليه ليقول اخيرا :- والله ان فكرة الفندق هي افضل من جنونك بكثييييييييييييييييييييييييييير
لتنطلق ضحكاتهم المستمتعة وقطرات المطر الربيعي تسقط فوقهم وهم يتقافزون بسعادة غافلين عن تدابير القدر وبلاياه التي تدور حولهم دون ان يشعروا
.................................................. .................................................. .................................................. ............................يتبع...
أنت تقرأ
لأجل حبك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Serendipity Green لاجل حبك فقط لاجل حبك كبرت .... لاجل حبك سهرت ...... لاجل حبك تغيرت ........ والان الان كرهتك بقدر حبك فاصبحت اعيش لكي اكرهك فكما حبك كان دافعي للعيش فكرهك دافع للعيش ............ فانت في كل حالاتك حبك غدرك خيانت...