الفصل التاسع عشر

2.2K 79 2
                                    

الفصل التاسع عشر



ضوء اخضر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهذا ما كان منذ تلك الليلة وهي تشعر كأن روح جديدة تسكنها توقفت عن اعتبار نفسها مجرد عالة على احمد نعم فهي اخذت على عاتقها كل مسؤولياته كأنه ولدها الصغير نعم هكذا كانت تشعر به لقد اكتشفت كم هو رائع هذا الاحمد الايام معه تمضي بسرعة بسلاسة غير طبيعية ممتع في ابسط اموره قادر على تحويل اي نشاط بسيط لمغامرة هذا وهي لا تراه سوى بضعة ساعات خلال النهار فقد بقى محافظا على نظامه ما ان يوصلها الى البيت حتى يغادر ويتركها لتأخذ راحتها في المنزل لوحدها بينما هي كل الذي تفعله انها تفكر كيف بإمكانها ان ترد له بعضا من افضاله الكثيرة اعتناؤه بها رغم انه لا يربطه بها سوى ورقة وقد كان بإمكانه وبكل برود ان يرميها هنا دون اي معين او مدافع لتواجه حياتها الا انه لم يفعل بل هو يحاوطها بكل مكان حتى عند غيابه يلاحقها باهتمامه بتلك اللفتات التي تحتاج شخصا مهتما ليلاحظها مثل ذلك اليوم عندما عاد وهو يحمل لها زوجا من القفازات الصوفية بعد ان لاحظ بانها تفرك يديها يوميا عند الصباح من البرد الشديد الذي لم تعتده لحد الان ليقول لها وهو مبتسم :- لا تقلقي لقد كان هناك عرضا لاشتري واحدا واحصل على الاخر مجانا لتبتسم هي الاخرى وتأخذه منه دون عنادها المعتاد .........عدا عن بعض الذكريات التي تهاجمها بقسوة وتلك الغصة المؤلمة كلما رأت تلك الصورة التي قامت بتكبيرها لتضعها في غرفتها صورة امير وهو مبتسم كعادته بتلك الابتسامة التي يختصها بها وهو يضع يده بين خصلات شعره البنية وعيناه تلتمعان كلما راتها شعرت بتلك الغصة المؤلمة لم تعتد للان على فراقه فراق كلماته الجميلة التي تشفي كل آلامها كل جروحها ذاك الفراغ الكبير الذي تركه لا يستطيع اي احد ان يملاه امير كم تشتاق لان يحتضنها كما اعتاد ان يفعل كلما شعر بهمها كلما شعر بتوترها ليبدل كل تلك المشاعر السلبية بأخرى ايجابية بلمح البصر سالت دموعها على خدها وهي تنظر لصورته ........صوت الباب وهو يغلق اخرجها من جلستها اليومية تحركت من مكانها وهي تعدل حجابها وترتدي ذات المعطف البني الذي يصل لركبتيها ليغطي انحناءات جسدها التي يظهرها ثوبها البيتي اللطيف خرجت من الغرفة ليقابلها احمد وهو يبدو متعبا ولكنه ابتسم فورا لمرآها امامه وهو يلقي عليها بتحية المساء وتحرك باتجاه المطبخ ليسخن العشاء الذي حضرته له كعادتها يوميا دخل المطبخ لتتبعه رفل وتدخل قبله وهي تخرج الطعام من الثلاجة لتضعه على النار تحرك ليقف امامها وهو يحاول ان يمنعها دون ان يمسها وهو يخاف على تلك الهدنة التي سيحافظ عليها بحياته وهو يقول :- رفل لا داعي لهذا انت طبخت وانا ساسخنه من فضلك اذهبي لترتاحي لانني متاكد من انك ارهقت نفسك كالعادة .......ولكنها لم تجبه فقال :- رفل من فضلك ......التفتت اليه بحدة لينظر الى بقايا الدموع التي بعينيها فقطب جبينه وهو يدعو ان لا يكون سببا حصريا لهذه الدموع فقال
:- هل كنت تبكين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ادارت وجهها للناحية الاخرى لتمسح وجهها بكفها كالاطفال وهي تلعن نفسها لانها خرجت دون ان تعدل شكلها ككل ليلة شعر بغصة مؤلمة تعترض حلقه وهو يفكر بانه رغم كل ما يفعله لا زال يؤلمها اكيد انها تشعر بالضيق من وجوده حولها ولكن ما عساه ان يفعل اكثر من هذا لقد اصبح كانه احد المشردين من كثر تجواله ومسيره في الشوارع لم يبق مطعم ولا مقهى لم يجربه في تلك الساعات الطويلة من نهاره والوضع هنا مختلف فالعلاقات هنا عملية تتسم بالجمود كل يحتفظ بنفسه لنفسه تختلف كثيرا عن علاقاته بالوطن لقد ضرب الرقم القياسي في عدد دقائق الاتصال بعمه ومنال حتى شعر بانه اضجرهما لا يعلم ما الذي يستطيع فعله اكثر فقال
:- اخبريني رفل هل سببت لك اي الم هل اذيتك دون ان اقصد من فضلك؟ لتشهق وتبكي وهي تحرك راسها نافية فقال وهو يقبض على يديه بقوة لئلا يسحبها لاحضانه ليبثها حبه وعشقه عله يمحي المها
:- حسنا بامكانك ان تطفئي النار فقد طارت الشهية وطار الجوع
ضحكت من بين دموعها لتنفرج اساريره ويقول
:- اذن هذا هو ما يضحكك ان اموت جوعا حقا انت اكثر امراة سادية التقيت بها .....لتنطلق ضحكاتها وهي تمسح دموعها وتنظر نحوه بينما ابتسامته تتسع اكثر واكثر ليقول اخيرا وهو مسرور لانه استطاع ايقاف دموعها
:- حسنا وبناءا عليه قد حكمنا نحن على المتهم احمد بالبقاء دون عشاء الى ان نعرف سبب بكاء الجميلة ذات الجورب ذي الاصابع
لتطلق ضحكاتها وهي تضع يدها على فمها وتحاول الصمت وهي تشعر بالحرج منه كيف بامكانها ان تتصرف معه بكل هذه الاريحية لتتخلص من تلك الضحكة التي كان هو سببها فقال وهو ينظر اليها
:- لا اعلم سببا للضحك فانا كنت اتكلم بجدية لن اتناول اي عشاء ما لم اعرف سبب تلك الدموع
نظرت نحوه لتعود تلك النظرة الحزينة لعينيها فقال احمد
:- اجلسي قليلا رفل هيا لنعرف ما سبب تلك الدموع لانني اعلم بانها عادة لديك لانني اسمعك احيانا وانت تبكين تحركت لتجلس وهي تغطي وجهها بكفيها وتقول
:- احمد انا اعلم بانني اشكل عالة عليك ولا تعلم كم اكره هذا الشعور الشعور بكوني لا فائدة لي شخص موجود لينال الاهتمام فقط لا يستطيع ان يقدم شيئا فقال احمد وهو يوقفها :- من فضلك رفل توقفي لقد مللت حقا من هذه النغمة الم تخبريني بانن لست السبب ببكائك ها قد اتضح العكس لا اعلم ما الذي استطيع ان افعله اكثر ..... تنهد ليستدير وهو يشعر بالضيق الشديد من هذه البليدة التي امامه التي لا تفهم معنى اهتمامه ولكنها تبعته لتناديه :- احمد انتظر
صوتها المتهدج ببقايا البكاء اجبر قلبه الضعيف الذي اصبح يكرهه لانه يضعها بهذا المقام فوق كرامته ليقف دون ان يلتفت اليها
:- احمد لست انت السبب لقد كنت اريد ان اغير الموضوع .......انه ....انه امير انا اشتاق اليه حقا لا استطيع تجاوز غيابه التفت اليها فهاله منظرها المتالم اقترب ليجلس امامها على الطاولة وهو يستمع لها بكل اهتمام انزلت يديها وهي تنظر لنقطة على الطاولة وتقول :- اعلم انها سنة الحياة وانه قدر الله ولكن لا استطيع احيانا اقنع نفسي بانه لا زال حيا وانه منشغل عني وانني حينما اكمل دراستي واعود سيكون بانتظاري هناك ليضمني لصدره بقوة كعادته الى ان تنقطع انفاسي لقد كان ينظر اليها وهو يشعر بالالم من اجلها والغيرة نعم يشعر بالغيرة من ذاك الذي غادر الدنيا بينما لا زال يسكن قلب حبيبته وحياتها حتى وان كان اخوها لا يهم فقال وهو ينظر الى راسها المنكس :- حدثيني عنه كيف كان ابتسمت نعم ابتسمت ورفعت راسها وهي تتطلع بعينيه وتقول :- كيف كان لا اعتقد انه بامكاني ان اصف كيف كان هل تعرف ذاك الشعور بالامان ذاك الاحساس الذي يشعرك بانه مهما حصل مهما حدث فان هناك من سيهب ليدافع عليك كالاسد بانه لن يسمح باذيتك بانه لن يرتاح الا عندما يراك ضاحكا مبتشرا ان يقف بوجه التيار بوجه العائلة بوجهك انت شخصيا بوجه مخاوفك لاجل ان تسعد ان تشعر عندما تكلمه بانك تكلم نفسك دون حرج دون خوف من حكم مسبق ان يكون هناك شخصا قادر على ان يحول لحظاتك المؤلمة الى فرح بلا حدود برحلة تسوق ان يحفظ تفاصيل حياتك بدقة لا متناهية ليحركها في سبيل اضحاكك واسعادك هذا هو هذا هو ببساطة اميري انه اميري سندي هل تتخيل شعورا كهذا ماذا ستفعل حين تفقده اخبرني بالله عليك لتنهي كلامها وهي تشهق وتبكي فقال وهو يشعر بالمها يخترق قلبه
:- لا لا استطيع التخيل رفعت رأسها لتنظر اليه وترى الالم يغطي محياه :- نعم لا استطيع تخيل ذلك لانني لم احلم حتى بشيء كهذا دائما كنت وحدي اخوض التجارب اتالم لاعود واجبر نفسي على النهوض لا لشيء الا لانني لم احتمل ان اخيب ظن عمي بي هذا هو كل ما كان يبقيني على قيد الحياة لم يكن لي دعم ولا سند حتى هو لم اعتد ان اشكو اليه همومي اصارحه بمشاكلي عادة كان يكتشفها بنفسه ضحك بالم ليكمل :- الان انا من ساطلب منك ان تتخيلي تخيلي حياة باردة خالية من الحنان من الدعم من الحب حياة ناشفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى تخيلي شخصا وحيدا وجد نفسه منذ ان وعى تحت رعاية عم قلب حياته راسا على عقب لاجله تخيلي شعوره وهو يرى الجميع من حوله يحظى بالحب بالعائلة بينما هو يعود للفراغ للظلام ظلام دامس كارض عطشى لاهتمام دون مصلحة دون طمع اهتمام بمحبة خالصة ما هو شعورك حينها انت تبكين لانك تملكين ذكريات اجمل بكثير من حياة ذاك الشخص الحي الميت اذن عليك المقارنة لتعرفي بانك كنت محظوظة نعم محظوظة لانك حظيت بهذا الشيء الجميل حتى وان كان لفترة محدودة ولكنك تملكين تلك اللحظات تملكين ملامحا وتصورا لمعنى سعادة لا يستطيع غيرك تصورها نهض من مكانه وهو يقول :- تصحين على خير تحرك ليتجه لغرفته وهو يشعر بالحاجة للتكلم مع منال تلك التي تشبه ما تصفه رفل بحنانها المتدفق بلا حدود ليسمع صوتها يناديه التفت ليراها تتحرك لتحضر له الطعام وهي تقول :- حسنا لن تستطيع خداعي لقد اخبرتك والان عليك ان تاكل ابتسم وهو يقترب وعسل عينيها ياسره بتلك النظرة المهتمة ليتمتع بقربها في لحظات صفاء قصيرة يعلم بانها مسروقة ولكنه سيستمتع بها لانها بكل بساطة كل ما يملك .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .........................................
ضوء اصفر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
دخل بطلته المهيبة تلك التي تملك وقارا وهيبة تنبع من داخله رغم عمره الذي لا يتجاوز الثامنة والعشرين الا انه يشعر من حوله بالتقزم من فرط ثقته بنفسه وتلك الهالة من القوة والسيطرة التي تحيط به القى السلام وهو يتطلع بالوجوه الى ان راها ابتسامة لا تظهر الا في الاعياد والمناسبات ظهرت على شفتيه وهو ينظر اليها لرقتها المتناهية شعرها الاسود القصير الذي ترفعه على شكل ذيل حصان صغير شقي لا يليق الا بها ثوبها الاصفر هذا اللون الذي تحبه لانها غالبا ما ترتديه وجهها الجميل الذي يظهر كل اختلاجاتها كانه مراه يعكس ما بداخلها بكل امانة عادت تلك اللحظات التي لم تفارق خياله طيلة الايام الماضية ذكرى ذاك المرض الذي اشعره بمدى وحدته بكونه يعيش على هامش الحياه في ذاك المكان المهمل الذي لا ينتبه اليه اي احد تساءل في نفسه ان مات هل سيفتقده احد ليأتيه الجواب على شكل هذه الجميلة التي تجلس في الخلف بعيدا عن مكانها المعتاد لكي لا تراه تذكر اصرارها على البقاء الى جانبه تلك المحاولة الفاشلة لصنع الحساء ليباغته النعاس والوهن من اثر العلاج وهو بين نومه وصحوه يشعر بوجودها باهتمامها وهي تقيس حرارته بين فترة واخرى تضع له الكمادات ليصحو اخيرا وهو يشعر بالتحسن نظر حوله يبحث بعينيه عنها يتساءل ان كانت حقا هنا او انه كان يحلم ليجدها تجلس على الكرسي القريب من الباب وهي تضع قدميها تحتها وتغط في نوم عميق كطفلة صغيرة تطلع نحوها وهو يشعر بشيء غريب يحصل له شعور لم يعرفه من قبل حتى عندما ظن انه يحب رفل لم يشعر هكذا مراها هكذا وقد هدها التعب والقلق من اجله وهي بغبائها تبقى الى جانبه دون ان تحسب حسابا لاي شيء دون ان تهتم لكونه اهانها مرارا وتكرارا هذا الشيء حرك بداخله احساسا غريبا اقترب منها ليستنشق رائحة عبيرها تلك الرائحة التي طاردته في احلامه اثناء اغفاءاته القصيرة لعن نفسه لتفكيره هذا ما الذي حصل لك يا محمود استدار عنها ليستجمع شتات نفسه ويجلي صوته وهو يناديها
:- سهى سهى لتنتفض فورا وتفتح عينيها وهي تشعر بالغباء كونها تثبت له مرارا كم هي مجرد فتاة ... نهضت واقفة فورا وهي تبحث عن حقيبتها والدموع تتجمع في عينيها من فرط الحرج والغضب فقال لها وهو يقف امامها
:- ماذا هناك الن تساليني عن حالي كونك قد تكبدتي العناء للاهتمام بي ؟؟؟؟؟؟؟ فقالت بدون ان تنظر نحوه :- تبدو لي بخير وعلي المغادرة لان الوقت تاخر تحركت باتجاه الباب لتخرج ولكنه قطع الطريق عليها وهو يقول :- انتظري لاوصلك لن اتركك لتغادري وحدك في هذه الساعة فاجابت دون ان تنظر اليه لا داعي فقد جئت بسيارتي فقال وهو يشدد على كلماته :- لا يهم لن تخرجي من هنا لوحدك فالطريق ليس امن في الليل رفعت وجهها نحوه فهاله ان يرى انكسارها الذي كان هو سببا فيه لتقول :- ولكن ........... قاطع كلامها وهو يتحرك ليغير ملابسه ويقول :- بدون لكن لن تغادري لوحدك وانتهى الامر .........
رفعت راسها نحوه وهي تراه منهمكا في اعطاء المحاضرة كعادته يبدو بخير الحمد لله انه قد تحسن .......... بصعوبة شديدة وبدفع من كرامتها المهانة تمكنت من منع نفسها عن زيارته والسؤال عنه يكفي ستتعلم ستعلم نفسها ان تنساه ان تنزعه من عقلها وتفكيرها ستعود كما كانت سهى التي لا تهتم لاي شيء سوى بنفسها وسعادتها كم تشعر بالحاجة لرفل في هذه اللحظات لتبثها بعضا من قوتها وثقتها بنفسها انتهت المحاضرة فاسرعت لتلملم اوراقها لكي تغادر الجامعة كلها فهي لن تستطيع اكمال هذا اليوم وهي بهذه الحالة تحركت لتسمع صوته يناديها بتلك النبرة الحازمة التي تحب والتي تدك كل حصون قلبها وتلغي اي بقايا لتفكيرها المنطقي لتبقى سهى الغبية فقط استدارت نحوه وهي تهدأ من نبضات قلبها وتذكر نفسها بانها ليست بدون كرامة وانها يجب ان تنساه لانه لا يراها اصلا فبادرها بالكلام قائلا :- ماذا الن تساليني عن صحتي ؟؟؟ ام ان الامر لم يعد يهمك ؟؟؟ فاجابت :- تبدو بخير استاذ محمود حمدا لله على سلامتك والان اعتذر لانني تاخرت تحركت قليلا ليقول :- دكتور عابد اخبرني بان هناك مسالة مهمة تحتاجين ان اشرحها لك لم لا تاتين معي لمكتبي لكي اشرحها لك الان لانه لدي شاغر لمدة ساعة . لعنت نفسها على كذباتها السخيفة ماذا ستخبره الان صمتت قليلا ليقول :- هيا تعالي ليس لدي النهار بطوله تحركت خلفه وهي تحاول تذكر اي مسالة سخيفة لتساله عنها لتني الامر دون ان تفلح دخل الى المكتب لتتبعه فقال لها :- تفضلي جلست امامه لتعاود النهوض وهي تقول :- لقد نسيت تلك المسالة فقد مضى وقت عليها ساعود عندما اتذكرها فقال لها :- اجلسي سهى اجلسي قليلا فكلانا يعلم بانه ليست هناك اي مسالة جلست وهي تنعت نفسها بكل اسماء الغباء التي تعرفها لتقول :- اذن ان كنت تعرف ما الذي تريده مني هل هناك اهانة اخرى تخبئها لي لانني ساخبرك بانها لم تعد تؤثر عندما تصدر منك لمدى تكرارها شعر بانها صفعته بكلامها ليقول :- لا بل كنت اريد الاعتذار نعم انا اسف سهى اسف لكل كلمة قلتها لك لا اقصد معناها لانني لم اكن ابدا اريد اهانتك لم يخطر ذلك ببالي ولو للحظة وانما كان لخوفي عليك ولكنني اعلم الان مدى غباء وقسوة تصرفاتي لذلك انا اسف واتمنى من كل قلبي ان تعتبريني سندا لك هنا وان تعديني بان لا تترددي ولو للحظة واحدة في طلب مساعدتي لاي امر يهمك لانني لن اتوانى عن تقديمها لك ...... كانت فاغرة شفتيها وهي تستمع له حقا محمود يعتذر لها ويقول كل هذا الكلام فقالت :- يبدو انك لا زلت محموما فلا اظنك تقول كل هذا الكلام لي وانت بكامل صحتك لتجلجل ضحكته الرائعة الغرفة وهو يهز راسه ويقول :- لو تعلمين كم اشتقت لتعليقاتك المضحكة انت حقا ممتعة سهى لتعود لتفغر فمها وهي تفكر هل من الممكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................
ضوء احمر
جلست على السرير وهي تشعر بالاختناق تشعر بانها لن تستطيع العيش هكذا بعد الان ... للحظة للحظة صغيرة وبعد ان سمعت كلام سمير المسموم تمنت ان يموت طفلها لكي يرميها سمير كما هددها لتلاقي مصيرها الذي بالتأكيد لن يكون اسوء من هذا نعم ان تشعر بان من كان يحبك اكثر من كل شيء اصبح يبغضك يكرهك يشمئز منك ويقرف كل تلك الاحاسيس راتها في عيني سمير بعد ان حملها عند وقوعها من السلم تحت انظار عمها الخائفة والمشفقة ليطلب الطبيبة فورا التي اخبرته بان حال الطفل خطر للغاية وبان عليها ان تستلقي وترتاح وان لا تتحرك كثيرا لان ذلك سينهي الحمل فورا كونه في الاشهر الاولى ليعود اليها بعد ان جلب الدواء وعيونه تقدح شرار ليقول لها في المرة الاولى التي يخاطبها بها بعد الذي حصل :- لو كنت مكانك لحافظت على هذا الطفل بكل ما اوتيت من قوة لانه السبب الوحيد الذي يجعلني اتنفس هواءا ملوثا بانفاسك لانه السبب الوحيد الذي يجبرني على ان اتحمل رابطا حتى ولو كان بالاسم يربطني بك لذا عليك ان تتشبثي به واعلمي ان حصل له اي شيء فهذا سيجعل الحساب بيننا يصبح دمويا اكثر مما هو عليه وليس لاجل انني اريد اي ذرية منك ولكن لان ذلك يفرح ابي ويدخل السرور لقلبه بعد ان فقد ولديه وكله بسبب حضرتك )) ومنذ ذلك الوقت وهو يعد لها الطعام ويجبرها على اكله لا يدعها تفعل اي شيء وهي في كل ذلك تبحث عن لمحة لمحة فقط من سمير القديم ولكن بدون اي فائدة ولكنها اخطأت واختارت البقاء ولن تتراجع ابدا ستبقى لاجل عمها الذي اصبح مقيما في غرفتها يروح عنها يتحدث معها يجلب لها بعض الاكلات ويخبرها بان زوجته كانت تشتهيها عندما كانت حاملا بسمير لانه يستحق ان تدخل السرور على قلبه بعد ان كانت سببا مباشرا في ايلامه لاجل هذا المقاتل الذي تحمله في بطنها والذي ابى بعد كل الذي حدث ان يتركها ككل الذين من حولها نعم ستبقى وان كان سمير لا يريد ان يتنفس الهواء الملوث بانفاسها فعليه هو ان يغادر لان هذا بيتها الذي قاتلت وفعلت المستحيل لاجله وهذه عائلتها التي تمنتها وارادتها حتى حصلت عليها وعليه ان يحتمل وجودها ابتسمت لمسرى افكارها التي شحنتها قليلا للمواجهة القادمة مع سمير .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................
ضوء ابيض !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
دخل الى المنزل وهو يبحث بعينيه عن حبيبته البيضاء نعم بيضاء بكل ما فيها بظاهرها بروحها حتى مهنتها اختارت ان تجعلها ترتدي الابيض يشعر بالشوق شوق لا ينتهي لمرآها رغم انه لم يفارقها سوى لبضعة ساعات الا انه لا يطيق هذه الساعات بدونها يحاول ان يعوض تلك السنوات العجاف التي فرقت بينهما سمع صوت ضحكتها المميزة ليتبع نغماتها القادمة من المطبخ اتكأ على الباب وهو يراها تتكلم بالهاتف وهي تضع السماعات وتحضر الغداء يعلم انها تكلم احمد كم يشعر بالارتياح والغيرة في ان واحد سمع نصائحها وهي تنصحه باحتمال رفل وعدم الضغط عليها وان يحاول التقرب اليها باشياء بسيطة تعبر عن اهتمامه بها لتخبره اخيرا بانها سترسل اليه مفاجأة على موقعه الالكتروني ليقترب منها وهو يضمها من الخلف انتفضت فورا لانها لم تشعر بوجوده لتطلق صرخة قصيرة لم تكد تخرج ليسكتها بطريقة جعلت احمد يصرخ بالهاتف وهو ينادي :- اين انت امي عمتي دكتورة ؟؟ اين ذهبت دقائق مرت ليتركها علي ويسحب السماعة من اذنها ويتكلم مع احمد ويقول :- اسمع يا ابن اخي عليك بجدولة اوقات ازعاجك لنا عندما نكون مفترقين لانني لا احب عندما اعود مشتاقا لزوجتي واجدها تكلمك بينما لا توليني اي اهتمام فانا لا زلت عريسا مثلك حسبما اعتقد وعلى العكس منك فانا لا استطيع مفارقة عروسي للحظات لذا انا اسف حقا ...... اطلق احمد صيحات استنكار وهو يقول :- هكذا اذن اصبحت الابن المنبوذ لقد كنت مخطئا عندما ساعدتكم لاتمام هذا الزواج حاليا اشعر بالندم الشديد ضحكات علي المستمتعة بينما منال كانت تذوب بين يديه وهي تشعر بالخجل من احمد لتسحب السماعة من اذنه وهي تكلم احمد قائلة :- انت تعلم بان عمك يمزح وانا وبالغيض فيه اخبرك بانني متوفرة على مدار الساعة للاستماع لولدي المفضل ليضحك ثلاثتهم من هذه المزحة التي تحولت لحقيقة على اثر اهتمام منال وحنانها الامومي باتجاه احمد اغلقت السماعة لتتجه لعلي وهي غاضبة من تصرفه لتقول فورا :- علي كيف فعلت ما فعلت وقلت ما قلت لقد اصبحت قليل الحياء في الفترة الاخيرة ...... بينما هو كان يراقبها باستمتاع غضبها الذي لا يدوم للحظات جعله يرسم تلك الابتسامة التي تهز مقاومتها فاقترب منها وهي تبتعد عن طريقه وتمثل العصبية ليقول :- حقا وهل الذي يشتاق لعروسه يصبح قليل الحياء انا يا حبيبتي احب ان اعود لارى امرأتي تنتظرني عند الباب تستقبلني بابتسامة تذهب عني التعب تخبرني انها اشتاقت الي وانها كانت تنتظرني على نار هل هذا كثير ليمسكها اخيرا وهو يعتقل خصرها بيده ويقول :- ها اخبريني لتنتهي فورا تلك الثورة القصير وتذوب عيناها من نظرته التي اصبحت تعرفها وتقول :- انت تعلم انني اشتقت اليك ليجيبها وهو يشدد من امساكها :- حقا ؟؟ حركت راسها وهي ترفع راسها لتقبل جانب خده ليرفع حاجبا واحدا ويقول :- حسنا هذه بدلا عن انتظارك لي في الباب اين البدل عن نعتك لي قليل الحياء ولن ارضى بواحدة كهذه لتمسك يديه الاثنين وهي ترفع نفسها لتقترب منه وتقول :- اغمض عينيك اولا لانني اخجل ...........اغمض عينيه لتخلص نفسها من اسر ذراعيه وتهرب من امامه وتقول في احلامك لانك اصبحت قليل الحياء فعلا فتح عينيه ليراها قد صعدت على السلالم جريا وهي تخاطبه من الاعلى :- وعليك ان تتصل باحمد وتعتذر له فنادى بصوته العالي المختلط بضحكاته :- انت تعلمين بانك ستدفعين الثمن .......................لتهرول فورا باتجاه الغرفة وصوت ضحكاتها يصله ليجعل قلبه يكاد ينفجر من هذه السعادة ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,


يتبع...

لأجل حبك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن