الفصل السابع والثلاثون:- توقف حمادة يكفي هذا
صرخت منال بحمادة الذي كان يركض بين الطاولات مستغلا خلو مطعم احمد من الرواد في هذا اليوم المثلج والذي اغلقت فيه العديد من الطرقات بسبب تراكم الثلوج
فقال حمادة وهو يبرطم فمه بطريقة لذيذة :- ماما انها فرح انها لا تتوقف عن اصدار الاوامر للجميع
فصاحت منال بملل :- فررررررررررررررررررررح تعالي هنا حالا
لتأتي فرح وهي متمسكة بيدي احمد الذي لا يمل من تدليلها وافسادها على اخوتها
فقالت منال بتأنيب :- فرح اعتذري حالا من اخيك واوقفي كل سخافاتك لكي نحظى بيوم واحد دون شجاراتكم التي لا تنتهي
فقالت فرح بعناد وهي تتشبث بكف احمد الذي غمزها بعينيه :- ولكنني لم افعل له اي شيء انه احمد لقد عينني مديرة للمطعم هذا اليوم وانا اقوم بواجبي فقط
لم تستطع منال السيطرة على ضحكتها التي جلجلت بسبب هذه الشعلة الصغيرة المسماة فرح ليشاركها الضحك كل من احمد وعلي الذي سمع ما قالته تلك الشقية
فقالت منال ببواقي ضحكها :- وهل يقتضي واجبك بان تذلي اخيك وتسخري منه ؟؟
فاجابتها فرح :- ماما ان ولدك المدلل هذا هو الذي لا يلتزم باي مهمة اوكلها له انه مجرد كسول
فقالت منال بحزم :- يكفي فرح توقفي حالا واعتذري من اخاك فورا
لم تكد منال تكمل كلامها لتدخل نور راكضة وهي تنادي على احمد :- عمو عمو هناك من يسأل عنك
فنظر احمد نحوها بتساؤل ليراه هناك واقفا بالقرب من الباب كز احمد على اسنانه وصار وجهه اسودا من الغضب وهو يطبق على كفه بقوة حتى كاد ان يحطمها من هول ما يشعر به من غضب ومشاعر اخرى مختلطة لا يستطيع تفسيرها وهو يراه ينظر اليه بعينيه البريئتين اراد ان يتقدم نحوه ليفعل اي شيء ولكنه كان مثبتا في مكانه بفعل علي الذي كان يمسك بكتفه بقوة ليهمس في اذنه :- هل هذا هو ابنها ؟؟؟
لم يستطع احمد الجواب واكتفى بهزة من رأسه ليقول له علي :- كما اتفقنا احمد دع الامر لي
فتراجع احمد مبتعدا ليقترب علي من الصغير وهو يشعر بشكوكه توشك ان تصبح يقينا هذا الطفل هذا الصغير بتلك النظرة انه يشبه يشبه ...................
فاشار له بان يقترب فاقترب امير بوجل وهو يشعر بالضيق لكل الانظار التي تركزت عليه اقترب حتى اصبح قريبا من فرح لتقول منال فجاة :- يا الهي علي انظر لهذا الولد انه يشبه فرح تماما
نقل علي نظره بين فرح وامير ليتبين صدق كلام منال لا انه لا يشبه فرح فقط بل يشبه احمد بل هو نسخة مصغرة منه نسخة من الماضي ظهرت امامه شعاع مضيء بالامل ارتسم امام عيني علي متمثلا بذاك الصغير فجثا على ركبتيه ليصل لطوله وقال :- مرحبا
فاجابه امير بثقة رغم اهتزاز الخوف الذي في عينيه :- مرحبا
فقال علي :- ما اسمك يا صغير ؟؟؟
فاجابه امير :- امير اسمي امير
فقال علي بحزم :- اسمك الكامل يا ولد
فاجابه امير بوجه غاضب وهو يتراجع للخلف :- ولم تريد معرفة اسمي انا جئت لاجل صديقي جئت لكي اشكره وعلي المغادرة في الحال
فقال علي :- ان صديقك ذاك ابن اخي وانا احب ان اعرف كل شيء عن اصدقاءه
فقال امير بعد تفكير :- نعم معك حق لان امي ايضا تقول كذلك وهي تعرف كل شيء عن اصدقائي
فقال علي :- اذا اسمك الكامل
امير :- انا امير ....................امير احمد السالم
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...............................
انتفضت رفل وهي تصرخ باسم امير لتقفز فورا من فراشها لقد كانت دقائق تلك التي نامتها عندما علمت بتعطيل الدوام هذا اليوم بسبب الثلوج ولكن شيئا ما ..... قلق عظيم ذاك الذي تملكها وخوف على صغيرها ركضت لغرفته وهي تتخبط تشعر بقدميها لا تحملانها دخلت لغرفته لتجدها كما هي انطلقت تبحث بباقي الغرف عن امير وهي تنظر للساعة التي تجاوزت السادسة كيف نامت كل هذا الوقت ؟؟؟؟ ولم لم يوقظها احدهم ؟؟؟ اين والدها ؟؟؟ تعاظم خوفها وهي تتاكد من خلو المنزل تماما حملت الهاتف بيد مرتجفة وهي تتصل برائد لم يجبها في المرة الاولى لتحاول مرة اخرى وارتجافها يتزايد وهي تلهج بالدعاء ليأتيها صوت رائد المثقل بالهم لتبادر هي فورا بسؤالها المتوتر :- رائد اين امير اين ابني ؟؟
هل هو معك ؟؟؟
فقال رائد بصوت متخاذل مثقل بالشعور بالذنب :- رفل ان امير ... وصمت لا يدري بم يجيب
فصرخت به بهستيريا :- ما به امير رائد تكلم ما به ؟؟؟
فقال رائد :- اهدئي رفل ارجوك لقد تأخرت عليه بضعة دقائق فقط بسبب الثلوج التي اغلقت الطرق وعندما وصلت وجدت المدرسة خالية ولم اجد احدا هناك بحثت في كل مكان عدت للمنزل لانني تصورت ان يكون احدا ما انت او العم ياسين قد اخذه ولكنني لم اجده وها انا وبعض من اصدقائي نحاول البحث عنه لا تقلقي لا بد انه في مكان قريب سنجده اقسم لك بانني لن اعود الا وهو معي
فصرخت به رفل :- لقد اخذه انه احمد يا رائد لقد هددني بذلك رائد ابني .. انت السبب اريد ابني .. لقد وثقت بك .. انت وعدتني ...
كان كلامها متقطعا بسبب صراخها ونشيجها الذي يقطع القلب والغريب انها كانت تنشج وتصرخ دون ان تسقط دمعة واحدة تخفف قليلا من تلك النار المتقدة في داخلها
فصرخ بها رائد :- رفل اهدئي اقسم لك بانني ساقلب الارض واتيك به اهدئي الان سوف اتصل بالعم ياسين ليعود اليك اهدئي ارجوك رفل لقد وعدتك
ولكنها اغلقت السماعة فورا وركضت لغرفتها ارتدت ملابسها على عجالة وهي تهرول راكضة خارجة من المنزل استقلت سيارتها وهي تتخبط لا تدري اين تذهب اين تبحث عنه فكرت بمكانهما الخاص انطلقت لهناك بسرعة دون ان تنتبه للطريق الزلق بسبب الجليد لا شيء سوى صورة احمد الغاضب وهو يتوعدها بالانتقام سيؤذيه سيؤذي صغيرها وهي السبب نعم هي السبب لو انها اخبرته لن تسامح نفسها ان حصل له اي مكروه لم تستطع الوصول لتلك الحدائق لان الطريق كان مسدودا فاستدارت بالسيارة بسرعة كادت ان تفقد معها السيطرة على السيارة ولكنها لم تهتم لا شيء يهمها سوى ان تعثر على صغيرها
بينما رائد كان يشعر بالالم بالغضب بالخوف بل بالرعب من ان يكون كلام رفل صحيح اتصل ببعض اصدقائه في لندن ليسأل عن احمد فاخبره احدهم بانه قد افتتح مطعما ولحسن الحظ كان يعرف العنوان لانه من مطاعم الدرجة الاولى وممن يقدم طعاما عربيا وهو دائم التردد اليه اضطر رائد لتحمل ثرثرة صديقه الطويلة ليتمكن اخيرا من ان ياخذ منه العنوان وانطلق الى هناك باقصى سرعة حمد الله لان الطريق الى هناك كان سالكا دقائق كل ما تطلبه الامر من وقت ليصل الى هناك بسرعته الرهيبة تلك فاقتحم المكان فورا وهو يركل الباب بقدمه ودخل للمطعم الذي كان خاليا ولكنه لمح بعض الاشخاص في الجهة الخلفية منه وهناك استطاع ان يلمح احمد فركض نحوه والشياطين تتراقص امام عينيه وهو يتوعد بان يقتله لم يكد يصل اليه ليشعر بانه يسحب للوراء بفعل قوة هائلة التفت للخلف ليرى ذاك الرجل قريب احمد الذي لم يره سوى مرة واحد وهو ينظر اليه بتحذير ولكنه لم يهتم نفض يديه بقوة وقال من بين اسنانه :- ابتعد والا والله ستكون انت من يتلقى غضبي كله
فقال علي ولم يرهبه رائد ولو بمقدار ذرة :- توقف قليلا
وصاح بمنال التي كانت تنظر اليهما بقلق :- منال من فضلك خذي الاطفال كلهم للخلف ............. سمع رائد تشديده على كلمة كلهم فتأكد بان امير معهم فقال :- لن يتحرك اي احد من هنا
ولكن منال لم تعره اي انتباه واخذت الاطفال قبل ان يتمكن رائد من مشاهدة امير ودخلت في غرفة احمد التي كانت تقع في الخلف ضمن ملحق بالمطعم يضم بعض الغرف وملحقاتها واغلقت الباب عليهم بالمفتاح وخرجت اليهم تعلم بان هناك اسرار كثيرة لم يطلعها عليها احمد وعلي باتفاقية سرية بينهما وهذا الطفل الصغير والذي يحمل اسم احمد هو احد هذه الاسرار فاختبأت خلف الباب بفضول انثى لا تحتمل ان تعيش بالجهل وتهمش من حياة من تحب
ركض احمد حالما شاهد رائد وهو يرفع قبضته ليسددها لرائد وهو يتمتم بالشتائم عن جراته في المجيء الى هنا وباي صفة ولكن يده توقفت في الهواء ولم تصل له ابدا بسبب يد رائد التي امسكته بقوة كادت ان تكسر ذراعه وهو يقول :- ليس كل مرة يا صديقي
فقال احمد بغضب من هذه الكلمة التي لا تمثله ابدا :- صديق اي صديق ؟؟؟
ولكن رائد كان غاضبا وبشدة منه من هذا الغبي الذي لم يتمكن من ان يتعرف لولده وهو معه لقد كان معه فدفعه بعيدا عنه ليصرخ به :- معك حق فانت انت لا تستحق اي شيء لا تستحق ابدا
فتدخل علي ليقف بينهما يوقف هذين الثورين المتناطحين وهو يقول بهدوء لا يناسب الموقف ابدا :- سيد رائد من فضلك توقف وانت احمد هل نسيت وعدك لي ؟؟ لنجلس بهدوء ونتكلم فهناك كما ارى الكثير لقوله اهدأا كلاكما
فقال رائد بصراخ عنيف :- لن اهدأ ابدا الى ان تخبراني هل امير هنا ؟؟ هل هو بخير ؟؟
اراد احمد الكلام ليسكته علي باشارة من يده وهو يقف بينهما كحكم الملاكمة وقال :- نعم انه بخير انه في الخلف مع اولادي والان ..
ولكنه لم يكمل لان رائد ابتعد عنهم ليجيب على هاتفه ليتجهم بعدها وجهه وهو يعلم بخروج رفل بهذا الجو العاصف لتبحث عن امير من والدها الذي عاد ولم يجد احدا في البيت فاتصل فورا بها لتجيبه بهستيريا وهي تصرخ :- رائد اخبرني انك وجدته ... اخبرني انه بخير ...
فقال رائد وهو يتنهد :- نعم لقد وجدته وهو بخير اهدئي من فضلك
فقالت رفل وهي غير مصدقة له :- اين هو دعه يحدثني لا اين انتما هل ذهبتما للبيت
فاجابها رائد :- لا ليس بعد فالطرق مسدودة عودي انت الى هناك وعندما تهدأ العاصفة سنأتي معا
فصرخت به :- انت تكذب رائد وانا لن اعود ابدا الا وهو معي
فتنهد رائد مرة اخرى ولم يجد بدا من اخبارها بمكانهما وهي بهذه الهستيريا قد تؤذي نفسها وقد حان الوقت لينكشف كل شيء :- انا في مطعم .............. انه بالقرب من مدرسة امير تعالي الى هناك
فاغلقت السماعة وهي تسابق الريح الى ذلك المكان
بينما عاد رائد للرجلان اللذان كانا ينتظرانه وقال :- حسنا ستأتي رفل بعد دقائق وعندها سينكشف كل شيء ولكنني احذرك احمد وهذ المرة لمصلحتك اياك اياك ان تتفوه باي كلمة اتجاهها قبل ان تسمع كل شيء لانك ستندم صدقني
شعر احمد بشيء يعتصر قلبه ما الذي يعنيه رائد بهذا لم لا يبدو عليه اي شعور بالذنب وذاك الطفل لم يحمل اسمه لا يعقل ان يكون ابنه منها فهو لم يمسها ابدا بعد الحادث وهي هي قد اجهضت قبل يوم من .... فكيف يعقل كل هذا هل يريدون ان يصيبوه بالجنون والان هي ستاتي الى هنا
لم تمض سوى دقائق لتدخل رفل لذلك المكان وهي ترتجف ووجها يكاد يفسر ما مرت به في الساعات الماضية عيناها جاحظتان من الالم ووجهها مزرق كان حالها مزريا رأت رائد فركضت اليه وهي تسأله بلهفة بصوت مرتجف :- اين هو اين ابني رائد ؟؟ اين ابني يا اخي ارجوك اخبرني
اتسعت عينا احمد وعلي من كلمتها تلك التي القتها لتقع عليهما كالرصاص لم تعي وجودهم حتى وهي تتساءل بلهفة وترتجف من الرعب عليه :- اين هو امير رائد لا تفعل بي هذا ارجوك انت لا تكذب تعلم بانني لن احتمل الامر هذه المرة تعلم بانني سامووووووووت ساموووووووت ان حصل له اي مكروه تكلم اخبرني
لم يحتمل علي انهيارها لقد علم الحقيقة كلها من مجرد النظر اليها فهو يستطيع بكل بساطة ان يميز بين الكاذب والصادق بين الخائن والوفي ورفل تلك الفتاة لا تنطبق عليها تلك الصفات السيئة ابدا فاقترب منها وهو يقول بصوت اودعه كل حنانه :- لا تقلقي رفل انه بخير هو بالداخل مع منال والاطفال
التفتت رفل لمصدر الصوت لتراهما هناك هو كان يقف بعيدا ينظر اليها بعينين متسعتين وعلي كان ينظر لها بحنانه الذي لطالما اظهره لها طيلة فترة معرفتها به فتجمدت مكانها وهي تنقل بصرها بينهم وتقول بصوت مهزوز :- ولكنه هددني بان يؤذيه ارجوك اخبرني هل هو بخير ؟؟
فاجابها علي بصوت واثق :- انه بخير رفل لقد اخبرتك بهذا
فأومأت برأسها وهي تقترب منه وتقول بنبرة متوسلة :- ارجوك عمي ارجوك احضره الى هنا ودعنا نذهب
شعر رائد بالصدمة وهو يراها بهذا الضعف وهذا الانكسار الذي لم يرها عليه سابقا فاقترب منه وهو يقول :- لا تتوسلي رفل سناخذه من هنا رغما عن الجميع
ولكنها لم تلتفت اليه واكملت قائلة :- ارجوك عمي انت لطالما كنت مصدر ثقتي رغم كل ما حصل ولكن ثقتي بك لم تهتز ابدا واحترامي لك لم يقل ابدا ارجوك عمي دعنا نذهب
فقال علي وقد هزته نبرتها هزه ان تنظر اليه هذه الفتاة بهذه الطريقة ان تثق به رغم كل الذي حصل بينما ......... فقال وهو ينظر بعمق عينيها :- ان كنت تثقين بي كما تقولين فستصدقينني حين اخبرك بان ابنك سينام اليوم في حضنك
فقالت رفل :- اصدقك
ليكمل علي قائلا :- ولكن اعتقد ان هناك حديث يجب ان نجريه قبل ان تغادري الا تعتقدين ذلك ؟؟؟
عندها التفتت اليه نظرت اليه نظرة مليئة بالازدراء هزت اعماقه بقوة بل زلزته كلها لتقول لعلي وهي لا تزال مركزة نظرها على احمد :- لا اعتقد ذلك
فاقترب رائد الذي كان واقفا بالخلف يستمع لكل ما يقال وهو يقول :- ولكنني اعتقد ذلك نظر الى رفل التي كانت تهز رأسها رفضا فاكمل قائلا :- لا رفل ان لم تتكلمي حالا ساقول انا كل شيء
تراجعت رفل بعيدا عنهم تجلس على احدى الكراسي بانكسار ليأخذ رائد زمام الحديث وهو يعتبر ابتعادها ذاك موافقة فقال بداية :- اعتقد انه يفترض بنا الجلوس فالحديث سيطول
جلس ثلاثتهم بطاولة قريبة من رفل التي كانت تنظر اليهم تنظر لتغير ملامح الجميع تستمع لما يقصه رائد لتتساقط دموعها كأنها تعايش الالم من جديد تعايش القهر الذل توسلها لوالدته اخباره بموت طفلها شكه بها كلامه المسموم الذي ذبحها وبعدها الرحيل كانت تبكي بصمت ولكن بعدها تحول البكاء الصامت لنشيج قوي متبوع بشهقات كتمت انفاسها وهي ترى وجه احمد المصدوم من كلام رائد وهو يهز رأسه رفضا لكل ما يقول ينقل نظره بينهما بصدمة غير مصدق للذي يقوله رائد ان كان ما يقوله صحيحا فالموت ارحم له نعم نظر اليها لرفل التي كانت منهارة وهي تناظره بنظرة شامتة نعم شامتة منه كأنها تنتقم منه لكل ما قاله لها لكل ما فعله فاقترب منها وهو يصرخ بها :- رفل ما الذي يقوله رائد رفل تكلمي ارجوك ما الذي يقوله ؟؟؟
لم تتكلم لفترة طويلة وهي تنظر اليه لتقول اخيرا بصوت جليدي قاس :- ما الذي تريدني ان اقوله هل اقول لك بانني ذقت الذل الظلم والقهر بسببك انت فقط هل اخبرك كيف اذلتني والدتك وهي تعايرني تقول بانها لن تساعدك ما لم اتركك تفضل ان تبقى عاجزا وانت قربي ام ربما اخبرك باحساسي وانت تتهمني بكل قسوة بكل جبروت لم ارهما منك يوما تتهمني انت من دون الناس انت الذي خبرتني عرفتني دونا عن الجميع هل اذكرك بكلماتك ام ربما اخبرك بحيرتي وانا وحدي لا احد معي سوى ذاك الاخ والذي رغم كل شيء لم يتركني للحظة اخبرني ما الذي تريدني ان اقوله هل اخبرك بالمزيد اخبرني فقط ما الذي تريد ان تعرفه وساتبرع باخبارك اياه فالقصة تطول وتطول وبفصول ايضا
جلس احمد على الارض قريبا منها بعد ان شعر بان قدميه لم تعودا تحملانه شعر بعالمه كله ينهار شعر بحريق في قلبه نار مصدرها تلك التي تجلس امامه تنظر اليه بتلك النظرة التي تقتله وهي ترمي بوجهه بما فعلته لاجله ينظر اليها وهو غير مصدق لا يزال غير قادر على استيعاب كل الكلام الذي قيل لا يعقل ابدا لا يعلم ماذا عليه ان يفعل او ما الذي يفترض به ان يقول نظر اليها لترد نظرته تلك بواحدة متحدية وتقول :- حسنا ساصدمك لاخبرك بانك لا زلت غير مصدق لكل الذي قلناه والان انا اخبرك وامام الجميع بانه لا يهمني انت كلك لا تهمني كل ما اريده ..........
نهضت من مكانها لتقف بكل كبرياء وتكلم علي :- اريد ان تفي بوعدك حالا وان تعطيني ابني وان تبعد ابن اخيك عنا فنحن لا نحتاجه ابدا واما انت فانا لا اريد منك شيئا ابدا الا ان تحلني من كل الوعود التي وعدتك اياها هذا فقط
اقترب علي منها وهو يقول :- ساعطيك ابنك حالا ولكن لا يمكنكم ان تغادروا بهذا الجو انتظرو قليلا فقط ريثما تهدأ العاصفة
فقالت :- هلا جلبته الى هنا من فضلك
تحرك علي من مكانه وهو يشعر بالهم لاجل احمد لاجل انهياره ذاك ويشعر بحقده يكبر ويكبر اتجاه هدى يشعر بان ذاك العقاب الذي انزله بها لم يعد كافيا فجرائمها اكبر بكثير من عقوباتها والان لا يدري كيف سيستطيع اصلاح كل هذه الاخطاء التي دفع ثمنها اجيال بكاملها ولكنه لم يكد يصل لغرفة الصغار حتى التفت بقوة باتجاه الصوت الذي سمعه ليجد منال متكورة بجلستها على الارض وهي تنشج وتبكي اقترب علي منها بسرعة وهو يقول :- حبيبتي ما بك ما الذي حصل ؟؟
فرفعت وجهها اليه وهي تقول من بين شهقاتها :- علي ... كيف حصل كل ما حصل ........ دون ان ندري او ان نعلم ... حبيبي كيف لم نعلم ... نحن مذنبين بقدر هدى .......... فسحبها علي لصدره وهو يقبل رأسها بقوة وهو يقول :- انه القدر حبيبتي القدر قدرهم وقدرنا نحن لم يكن اي شيء ليغير ما حصل والان علينا ان نفعل ما بوسعنا لاجلهم وخاصة رفل والصغير يا الهي حبيبتي هل سمعت بالذي فعلته تلك الفتاة من اجل احمد لم اسمع في حياتي كلها بمن فعل مثل ما فعلت
فرفعت منال رأسها اليه وهي تقول من بين دموعها :- حبيبي لا تستغرب اقسم لو كنت في موقفها ذاك لفعلت مثل ما فعلت واكثر
فقبل علي رأسها بقوة وقال :- لا حبيبتي لا تقولي هكذا فانا كنت افضل ان تكوني بقربي على اي شيء اخر لم اكن لاهتم بيد ولا برجل اي شيء لن يغنيني عن قربك هذا
وقال اخيرا :- لقد انسيتني ما اردت فعله هيا بنا لنخرج الصغار علهم يلطفون بعضا من تلك الاجواء المتوترة
وهكذا حصل حالما فتح علي الباب حتى انطلق الاطفال من بين قدميه وفرح تجر امير الذي كان محمرا من الخجل سحبته نحو القاعة التي يتواجد فيها الجميع حالما رآه احمد حتى نهض واقفا ودمعة غافلته لتسيل على خده ليمسحها فورا لم يلاحظها احد سواها هي والتي سالت دموعها على غرار تلك الدمعة الوحيدة التفتت لتجد امير برفقة تلك الفتاة الجميلة التي تجره خلفها جرا لتوقفه امام احمد وهي تؤنبه بطريقة رسمت البسمة على شفتي رفل رغم دموعها :- احمد انه صديقك لم قمتم بحبسه هناك ؟؟ ها اخبرني
فقال احمد وهو يجلس على ركبتيه ويركز نظره بامير هذا الطفل هو له ابنه ابنه وابنها قطعة منه قطعة من قلبه كيف لم ينتبه له كيف كيف لم يميزه قلبه ولكنه كان يشعر نعم اقترب منه اكثر فقال امير :- لقد اردت ان اشكرك لانك انقذتني لم ارك في المشفى لان امي اخرجتني من هناك بسرعة شكرا لك يا صديقي ........ولكنني تأخرت كثيرا لا بد ان امي قلقة للغاية وكذلك عمي رائد هل تستطيع ايصالي لهناك ؟؟؟؟
شعر احمد بغصة تحتكم حلقه وهو يستمع اليه ينظر لتعابير وجهه الصغير التي تتغير مع الذي يقوله ليقترب رائد الذي كان في مكان بعيد عنهما مع رفل يستمع لما يقوله فقال وهو يضربه بخفة على رأسه ليجفله :- لقد اقلقت عمك رائد وانتهى الامر
نظر امير للخلف ليتفاجئ بوجود عمه رائد وهناك بعيدا رأى امه جالسة وهي تنظر اليه وعينيها مليئتين بالدموع فركض اليها تحت عيني احمد اللتان كانتا تتمليان نظرا منه دون ان يستطيع التعبير عن ما يعتمل بداخله من مشاعر ........... وقف امير امام والدته التي كانت تبتسم من بين دموعها فاقترب منه ومد يده الصغيرة ليمسح دموعها وهو يقول :- امي لا تبكي ارجوك انا اسف اسف ولكن اردت ان اشكره انت من علمتني هذا الا تخبرينني دوما بان من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق وانا انا مدين لصديقي انه هو الذي اخبرتك عنه لقد كان هناك في مكاننا
شهقت رفل فورا ودموعها تتساقط اكثر وأكثر فاقترب منها وهو يقول :- ارجوك امي لا تبكي انا اسف اقسم ان لا افعلها مرة اخرى
اقتربت منها فرح وهي توشك على البكاء لتقول :- نعم سامحيه ارجوك
انضمت نور اليه وهي تقول :- ارجوووووك خالتي سامحيه
ليظهر حمادة من العدم دون ان يفهم اي شيء وهو يقول لها كما قالت اختاه :- سامحيه سامحيه
فضحكت رفل بشدة ودموعها تسيل لتمثل لوحة درامية قل مثيلها لذاك المتابع البعيد الذي لا يزال غير مستوعب لكل الذي قيل ...وهي تقول لامير :- ارى انه اصبح لديك الكثير من الاصدقاء
فأومأ برأسه وهو يبتسم لتقول :- الن تعرفني عليهم فاستدار والحماس يملؤه :- حسنا امي هذه فرح وسحب فرح من يديها وهذه نور انهما توأم نقلت رفل نظرها بينهما وهي تبتسم ليقول امير اخيرا وهذا حمادة تظرت للصغير اللذيذ الذي كان ينظر لها بفضول وهو يقول :- كيف تستطيعين البكاء والضحك بنفس الوقت
مسحت رفل دموعها وقربته منها لتقبله بشدة وتقول :- حسنا انها موهبة
لتظهر منال من العدم وهي تمسح دموعها بيديها كطفلة صغيرة كأن الاعوام لم تمر عليها كأنها البارحة او قبلها التقتها لتقنعها بطريقتها تلك بان تتزوج باحمد حركت منال شفتيها بكلمة اسفة لتسمعها رفل بقلبها وهي تومئ برأسها وتقترب من امير وهي تقول بحزم :- حسنا لقد سامحتك لاجل اصدقاءك فقط هذه المرة ولكن ان اعدتها مرة اخرى
فقال امير وهو يقبلها على خدها :- لا امي لن اعيدها اقسم
لتقول رفل حينها :- هل اعتذرت من عمك رائد ؟؟ لانه قد تلقى العقوبة بدلا عنك
ليركض امير باتجاه رائد وهو يقول :- اسف عمي اعلم كم ان امي قاسية بالعقوبات ............. ضحك رائد وتلقفه بيده ليرميه عاليا ويتلقفه ويقول :- لا تقلق اعدك بان اعاقبك بطريقتي انا
كان احمد يتمزق من الداخل وهو يرى الذي يحصل امامه ابنه زوجته نعم رفل زوجته علم بانها لم تفعل اي شيء لانهاء زواجهما يشعر بالالم يكاد يمزقه الم وحشي لقد حرم نفسه من كل هذا بسبب ماذا ؟؟ لا يعلم لحد الان اي شيطان تلبسه ليقول ما قال ليفكر بما فكر به ؟؟؟ كيف ظن بها هكذا وهي هي كيف تفعل به ما فعلت اي قسوة تلبستها لتحرمه طيلة تلك السنوات من ابنه اقترب منه علي الذي كان يقرأ كل شاردة وواردة من تعابيره ربت على كتفه وهمس في اذنه :- لا تقلق سنعمل على اصلاح كل شيء فقط اصبر قليلا
نظر احمد اليه بامتنان وهو يشكر الله لوجوده بقربه فقبل يده التي على كتفع ببادرة لم يقم بها سابقا ابدا تفاجأ لها علي ليقول احمد :- شكرا لك عمي
تركه علي وهو يشعر بقلبه يرتجف فرحا حزنا اثارة وعقله يضع الخطط بسرعة شديدة غمز لمنال لتقترب منه بسرعة فهمس لها بكلمات لتبتسم وهي تهز رأسها
اقتربت من اطفالها لتقول لهم :- هل رحبتم باقربائنا كما يجب ؟؟؟؟
فقالت فرح باستفهام :- اقربائنا ومن هم ؟؟؟؟
فاجابتها منال بابتسامة :- امير ووالته وعمه اقربائنا هيا سلمو عليهم واقتربت من فرح لتقول :- اريد ان ارى موهبتك بالاقناع لاقناعهم بالبقاء هنا هذه الليلة
ابتسمت فرح بشقاوة لتجمع العصابة كلها وتعد الخطط السريعة فففهم الجميع دوره واصدرت اوامرها بالتحرك
اقترب حمادة من رفل التي كانت تمسك بامير بتملك وهي تكلم رائد ليغادرو هذا المكان باقصى سرعة سحب طرف ثوبها لتنظر نحوه بابتسامة وهي تقول :- ماذا هناك يا صغير ؟؟؟
فقال لها وهو يمثل الحزن :- هل ستذهبون ؟؟؟
فقالت رفل :- نعم علينا ذلك
فقال وهو يبرطم فمه الجميل :- من فضلك دعي امير يبقى معنا
فقالت :- مستحيل
رأت الحزن الذي ارتسم على وجهه وهو يقول :- لقد كنا سنلعب لعبة تضم فريقا للاولاد وفريقا للبنات وانا .. انا وحيد وهن سيغلبنني ويضحكن علي
فقالت رفل باسف :- انا اسفة يا صغيري لا يمكننا البقاء هنا
اقترب علي ومنال التي احتضنت رفل دون اذن منها احتضنتها بشوق حقيقي بحب حقيقي وهي تقول :- ابقي رفل ابقوا الليلية فالجو كما ترين قد ازداد سوءا
كذلك قال علي نظرت لرائد الذي قال فورا :- لاتقلقي علي ساغادر واتيكم في الصباح هناك فندق قريب
فقطع علي الكلام قائلا :- لن يغادر اي احد وانتهى الامر نستطيع البقاء كلنا معا الجو عاصف انا لم اسمح للعمال ان يغادرو فكيف بكم انتم ؟؟؟ كفي عن العناد لن يغادر احد
بحثت بعينيها عن احمد فلم تجده فتنهدت بارتياح فهي لا تطيق البقاء معه بل لا تطيق النظر لوجهه حتى........ لتنظر لحمادة الصغير الذي لا يزال متعلقا بثوبها لم تقاوم ان تحمله وتقبله وهي تقول :- سابقى من اجل هذا الجميل فقط
انطلقت صرخة مبتهجة من مكان قريب ورقصة الانتصار الخاصة بفرح وهي تدور حول نفسها ضاحكة وتجر فرح لدوامتها الضاحكة
وتبدأ ليلة تختلف عن كل الليالي ليلة فيها الكثير والكثير ليحكى ويقال ويشعريتبع...
أنت تقرأ
لأجل حبك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Serendipity Green لاجل حبك فقط لاجل حبك كبرت .... لاجل حبك سهرت ...... لاجل حبك تغيرت ........ والان الان كرهتك بقدر حبك فاصبحت اعيش لكي اكرهك فكما حبك كان دافعي للعيش فكرهك دافع للعيش ............ فانت في كل حالاتك حبك غدرك خيانت...