الفصل الثامن والثلاثون
نظرت منال لرفل التي تنام معها في نفس الغرفة وهذا ما اصرت عليه هي بعد ان وافقت على المبيت معهم في الشقة الملحقة بالمطعم وكذلك اصرت ان ينام طفلها في احضانها لم تكف منال عن البكاء للحظة واحدة وهي تراها بهذا اليأس لاحتضان طفلها ونظرة الرعب الخالص تطل من عينيها عاندت النوم لساعات طويلة كانها تخاف ان اغمضت عينيها ان يقوموا باختطافه منها تحركت من مكانها لتخرج من الغرفة حالما تأكدت من نومهما معا لتشهق فورا وهي تشعر بمن يرفعها عن الارض بحركة واحدة لتجهش بالبكاء وهي تتشبث بعنقه فحملها علي برفق وهو يشدد من احتضانها وقال :- دقائق وكنت ساقتحم الغرفة لانني كنت اعلم بانك لن تتوقفي عن البكاء حبيبتي الرقيقة
فقالت وهي تندس باحضانه حيث الامان الخالص :- حبيبي لا زلت غير مصدقة لكل ما حدث وما قيل يا الهي علي هل رايته ؟؟ انه ابن احمد ذاك الصغير ابن احمد هل رايت كيف يشبهه يا الهي لقد حرم من ابنه كل هذه السنوات وبسبب ماذا ؟؟ لا شيء لا شيء اطلاقا سوى شكوك زرعتها والدتها بافكاره وتضحية رفل من اجله رغم جرحه لها باتهامه الشنيع ذاك علي لا اصدق كيف ان القدر كان قاسيا عليهما بتلك الطريقة والان ما الذي سيحصل لقد رأيت الطريقة التي تنظر بها رفل لاحمد كأنها تكرهه
فقال علي بنبرة غريبة :- لا تكرهه حبيبتي من يحب بتلك القوة ليضحي لن يستطيع ان يكره مهما حصل انها مجروحة مصدومة
فالتفتت اليه لتنظر اليه لترى الالم يلون ملامح وجهه التي تحبها وتحفظها لتعلم متى يزعجه امر مدت اصبعها لتمررها على تلك العقد وقالت :- لانه شعورك انت ايضا انت مجروح من احمد رغم انك تدعي انك تجاوزت الامر الا انك لم تستطع ان تتجاوزه ابدا .... اخفض رأسه قليلا ليتيح لها ان تنظر لعينيه وقال :- حبيبتي لا احد يعلم ابدا بمكانة احمد عندي انه ليس مجرد ابن اخ لي وانا لم اكن له يوما عم انه عائلتي رائحة اخي رحمه الله انظر اليه فاراه تجسيدا لتارخي كله والدي والدتي اخي الذي كان لي كل شيء وهو يمثل كل هذا لقد حاولت الله يعلم انني حاولت ان اكون له كل شيء لقد عاملته كصديق دعمته في كل شيء لم اتخلى عنه يوما حتى عندما كان يخطئ دائما التمست له الاعذار دائما كان في المقام الاول فضلته على نفسي على قلبي عليك انت بالذات
ابتسمت بحنان وقالت :- هل تريد ان تثير غيرتي ؟؟
فقال علي :- بل اتمنى اتمنى ان تنفعلي اتمنى ان تغضبي مني اتمنى ان تعاقبيني احيانا اشعر بانني لا استحقك لا استحق حبك الذي تغدقينه علي بلا حدود لا استحق حنانك المتدفق هذا لا استحق تفهمك الذي يفوق الحد اريدك ان تغضبي ان تصعبي علي الامر قليلا دعيني الهث لاجل مصالحتك فانت تستحقين
اتسعت ابتسامتها لترفع نفسها على اطراف اصابعها وتقبل جبهته بقبلة طويلة جعلت جسده كله يقشعر ثم انزلت رأسها لكفه الممسكة بها باحكام لتقبلها فشعرت به يتصلب كله ويتراجع مبتعدا عنها ومشاعر جمة تتجمع على وجهه استنكار وتأثر ليقول اخيرا :- لا تفعلي ارجوك لا تفعلي هذا مرة اخرى
اقتربت منه بعناد لتتمسك بكفه بقوة وتقول :- سافعلها مرة بعد مرة بعد مرة وساعلم اطفالي ان يفعلوها فهذه اليد هذا الجسد والقلب الذي يحتويه يستحقان منا كل التقديس كل الحب حبيبي كف عن نكران الذات هذا كف عن لوم نفسك لاشياء لم تكن تستطيع تغييرها ابدا كف عن تحميل نفسك مسؤولية كل اخطاءنا توقف حبيبي ارجوك من اجلي
شعرت به يرتجف فاقتربت منه قلقة وهي تقول :- اعتني بنفسك لاجلي لاجل فرح التي لا اراها طفلة صغيرة الا امامك من اجل حمادة الذي يشعر بوجودك وبدعمك بانه رجل البيت من اجل نور التي تفقد كل اتزانها المعهود بنظرة حنونة من عينيك
ابتسم وقال :- الا نور انها تتنمر علي طوال الوقت
فاكملت قائلة :- من اجل سارة التي تفعل كل ما تفعل املا في ان تلاحظها املا في ان تكون لها كما تكون لفرح ونور من اجل احمد الذي لا يستطيع ان يفعل اي شيء بعيدا عنك الذي فعل كل ما فعل لاجل ان ينال رضاك الذي لا يطيق العيش بعيدا عنك كطفل متعلق بامه بعد الفطام والاهم ...... اقتربت لتنام على صدره واكملت قائلة :- من اجلي انا انا التي لم اخلق الا لاكون لك من اجلنا كلنا علي ارجووووك لا تحمل نفسك فوق طاقتها حبيبي ادخلني هنا واشارت لصدره ادخلني دعني اتحمل معك بعضا من همومك دعني اشاركك بما يؤلمك كما تفعل كل شيء لتشاركني لا بل تستاثر بكل همومي لك بانانية فانا تعلمت منك تلميذتك انا استطيع التحمل استطيع ابتكار الحلول استطيع مساندتك على الاقل باهتمام زائد يجلي عنك بعض الهموم فقط ادخلني
فقال لها وقد شعر بان دموعا تحرق عينيه دموعا من التأثر الكبير الذي حصل له اليوم لاول مرة في حياته يشعر بحاجة لان يسقط الدموع فما حصل اليوم كثير عليه :- حبيبتي انت هنا ....ضغط رأسها على صدره واكمل قائلا :- مدللتي طفلتي التي لن ادعها تكبر لن ادعها تشيخ بسبب الهموم ساحمل عنك واحمل عنك الى ان اصبح كهلا عجوزا عند ذلك قد افكر بالاستعانة بك
فصاحت باستنكار وهي تحاول التخلص من يديه ليشدد من احتضانها ويقول :- اهدئي اهدئي لكي لا توقظي الجميع امزح امزح معك
فقالت وهي تنظر اليه :- ما الذي سيحصل الان كيف سنخبر الصغير ؟؟ ورفل كيف ستتقبل وجود احمد ؟؟
فقال علي :- اتعلمين اتمنى ان لا تسامحه بسرعة اريدها ان تفعل ما لم استطع فعله اريدها ان تنتزع كل ذكرى كل وجود لهدى من ذاكرته اريدها ان تخلصه من ذلك المرض اللعين
فقالت منال :- اراهن على هذا فرفل لا تسامح بسهولة ابدا
فقال :- نعم اذا يا مساعدتي خططي وابتكري وابهريني
فابتسمت بشقاوة وقالت :- لا تقلق لدي فريق كامل ليساعدني
ضحكا معا بينما يتخيلان الفريق المساعد لمنال الذي يبلغ عمر اكبرهم سبع سنوات غافلين عن زوج عيون زرقاء متسعة وشهقة حبست داخل الصدر لم تطلق بينما حديثهما الذي ظناه خافيا عن الجميع لم يكن كذلك لم يكن كذلك ابدا !!!!!!!!!!!!!!!!!!
.................................................. .................................................. .................................................. ..................................................
شعر رائد بالتململ في تلك الغرفة الصغيرة لم يستطع النوم ولو للحظة يشعر بانه دخيل دخيل على كل ما يحصل نفض الغطاء السميك الذي يتدثر به وخرج من تلك الغرفة لا يعلم الى اين ولكنه يحتاج لبعض الهواء يشعر بالاختناق رأى سلما صغيرا في الجهة الخلفية من المطعم بالقرب من تلك الغرف المبنية على شكل شقق صغيرة فخمن بانه يؤدي الى السطح ...صعد على تلك الدرجات القليلة ليصل للسطح عبأ صدره من الهواء البارد الذي شعره يجرح من شدة برودته ولكنه كذلك شعر بالارتياح هدأت العاصفة قليلا ولكن الثلوج لا تزال تسقط بتأن شديد وتنشر بياضها الناصع على الارض بتناقض واضح مع السواد الحالك لتلك الليلة المظلمة كان المنظر رائعا للغاية ادخل يديه اللتان كادتا تتجمدان من شدة البرودة في جيوب معطفه السميك وتطلع حوله ليراه هناك جالسا على حافة البناء يتطلع للافق اقترب رائد منه بتأن شديد ليسمع صوته المرتجف وهو يقول :- اتعلم يا صديقي
ابتسم رائد من تلك التسمية التي استهجنها احمد منذ ساعات قليلة فقط ليستمع لكلامه الذي كان متعبا :- اشعر بان هناك حريق حريق يشب بداخلي حريق يستعر ويستعر في كل مكان
اقترب رائد ليجلس الى جانبه على تلك الحافة ونظر اليه ليشعر بالالم لاجله فلا يستطيع ان يتخيل شعوره لو كان بمكانه
فاكمل احمد دون ان يلتفت اليه قائلا :- لم لم تخبرني رائد لم لم لتقل لي شيئا ؟؟
فقال رائد مستهجنا :- لقد اتيت اتذكر لقد اتيت رغما عن رفل التي كانت رافضة لذلك اتيت لتهاجمني انت وعمك
فالتفت اليه احمد ليشعر رائد بالشفقة على حاله لقد كان وجهه شاحبا وشفتيه مزرقتان اما عيناه فكانتا بلون الدم لقد كان صورة واضحة عن الالم بكل معانية فقال وهو يربت على كتفه :- اترك الماضي احمد .... رثائك لنفسك عليك ان تنهيه الليلة فهناك عائلة بانتظارك نعم عائلة لو تعلم عدد المرات التي يسال بها امير عنك لو تعلم بالخدع التي كنا نبتدعها عاما بعد عام لنقنعه بانك تحبه رسائل تولت رفل كتابتها هدايا ارسلتها انت دون ان تعلم بكل ما يتمناه انه طفل رائع احمد يستحق منك ان تخوض حربا لتثبت نفسك في حياته
فقال احمد :- وهل يحق لي ؟؟؟
ليجيبه رائد وهو يربت على كتفه قائلا :- يحق لك ثق بكلامي بل انت تملك كل الحق اتعلم بانني كنت معه لحظة بلحظة منذ ان ولد لم افترق عنه يوما واحدا لو كان عندي ولد من صلبي لما احببته بقدر محبتي لامير ولكنني لم اكن يوما كافيا له لم يمنحني يوما مكانك يحبني نعم ولكنه يحبك اكثر دون حتى ان يراك وهذا لوحده يستحق منك ان تفعل المستحيل
فقال احمد :- وانا احبه رائد لا تتخيل ما الذي حدث لي حين علمت شعرت بان قلبي سيتوقف طفل منها كان ذلك غاية املي عشقته منذ علمت بشانه منذ ان كان في بطنها همست له تواعدنا على امور لقد وعدته بغباء ان نشكل فريقا ضد والدته ............. ضحك ضحكة مرتجفة واكمل قائلا :- رائد انا اب انا اصبحت ابا هكذا فجأة لطفل في السابعة طفل غاية في الذكاء والوسامة
فقال رائد :- اعلم اعلم
نظر اليه نظرة مستعطفة وقال :- وهي ؟؟؟؟
علم رائد المعنية بالسؤال فرد عليه بثقة وسلام داخلي يعتريه وهو ينطق بكل حرف :- هي الاخرى تستحق ان تحارب الدنيا من اجلها احمد ان القدر منحك فرصة انا اؤمن بهذا ان كنت لا زلت تحبها كما اذكر ان كنت لا زلت متشبثا بها فافعل كل ما يتطلبه الامر لتعيدها اليك فهي هي منذ ذلك اليوم وهي لم تعد كما كانت لا تبتسم الا لامير هو الوحيد الذي يستطيع اضحاكها لا تبكي اتعلم لم ارها تبكي ولو لمرة واحدة طيلة هذه السنوات حتى عندما علمت بحادث امير واصيبت بانهيار عصبي لم تذرف دمعة واحدة قمت بصفعها بقوة ولكنها لم تفعل لم تتخلى عن عنادها لم تكسر وعدا قطعته لك الا عندما دخلت انت لتكون تلك هي المرة الاولى التي تبكي فيها لا اعلم ما هو تفسير هذا ولكن انت انت يجدر بك ان تعلم لا اعلم ما الذي يجعلني اخبرك بكل هذا ولكنني لا املك الا ان اتذكر ذاك الحب العظيم الذي جمعكما يوما ذاك الحب الذي جعلها تفعل ما تفعل لقد قالت لي بالحرف الواحد انها تفضل ان تموت هي وطفلها لاجل ان تبقى انت ان تعيش انت لقد عايشت المها قهرها ذلها توسلها كل شيء وكل هذا يقود لنقطة واحدة ونتيجة واحدة
فقال احمد :- رائد انت تعطيني املا اخشى ان اصدقه املا بحياة ربما لا املك الحق بعيشها
فقال رائد واستغرابه من نفسه يكبر ويكبر :- عليك ان تصدق فالامر حقيقة والحقيقة هذه موجودة الان بالاسفل في احدى غرف مطعمك هذا انا لا استطيع فهمك لانني لو كنت مكانك لو كان لدي ما لديك اقسم بالله العظيم اني كنت سافعل المستحيل سافعل ما لا يخطر على البال لاثبت نفسي لاستعيد ما كان لي وانت لديك كل الحق ولكن اياك ن تؤذيهما احمد رفل وامير اصبحا وبسببك انت مسؤوليتي ان حدث وسببت لهما اي اذى فعندها لن تراني بهذا البرود بهذا التفهم اقسم بانني ساحطم وجهك راسك وكل ما اطاله منك لاحقق حلما حلمت به طوال سبع سنوات
نظر اليه احمد بامتنان وابتسامة املة ترتسم على شفتيه تمحو قليلا من ذاك البؤس الذي تلبسه منذ ان علم بما حصل ليربت رائد على كتفه ويقول :- هيا لننزل لانني اكاد اموت بردا
................................................
انها هنا هي هنا تحت سقف واحد يجمعها به ولكنها بعيدة بعيدة عنه بعد السماء على الارض لا يستطيع الجلوس ولا الهدوء بركان ذاك الذي يغلي بداخله كأن ذاك الحب الذي ظنه انتهى الذي ظنه مات ظن بغباء انه اقتلعه من قلبه عاد مشتعلا جمرا ملتهبا ليشعل صدره بالنار بينما وجودها هنا شعوره بانها قريبة في متناول يده يجعل فؤاده يتلوى :- رفل رفل رفل رفل رفل اخذ يهمس باسمها ليتعالى همسه مرة بعد مرة يستطعم تلك الحروف الثلاث التي شكلت المه عذابه فرحه شكلته هو مرة بعد مرة كانها في كل مرة تعيد برمجته تعيد تشكيله هذا هو تأثيرها عليه ثورة ثورة عارمة تدمر كل من امامها لتعلن وحدها سلطة جديدة سلطة مستبدة على قلبه نعم هي هي هكذا رفل رفلي
:- مؤكد انك بعد نداء واحد لهذا الاسم ستجد صاحبته شاخصة هنا وهي تهددك بالقتل
التفت احمد ناحية الصوت ليجد علي ومنال يتطلعان نحوه بابتسامة ليشعر بالحرج وهو يستدير لناحية اخرى بعيدا عن عينيهما اللتان تلمعان باستمتاع
لتناديه منال بقلبها الذي تعلق به كتعلقه بحمادة حبيبها الصغير وبصوت متهدج عكس مقدار انفعالها :- احمد
اقترب احمد منهما عيناه تلمعان بالسعادة بالالم بالحسرة بمشاعر مختلفة استطاع كل من علي ومنال فهمها دون ان يتكلم اقترب حتى اصبح امامهما ليقول بصوت متهدج :- منال عمي انا لدي طفل لا ليس طفلا انه ولد لا لا بل رجل هل رأيتماه اقسم بالله انني شعرت بشعور غريب بشيء في المرة الاولى ولكن كالعادة كان غبائي حاضرا بكل قوته منال هل رأيته انه انه ولدي
ترقرقت عيناه بالدموع عندما نطق هذه الكلمة لتقترب منه منال وهي تضع يدها على كتفه وتقول :- نعم رأيته احمد انه يشبهك نسخة مصغرة منك
فقال احمد وقلبه يرفرف سعادة :- حقا ما تقولين منال ؟؟؟ يشبهني ؟؟ اذا لما لا اراه الا نسخة عنها
فقالت منال باصرار :- بل يشبهك يشبهك
فاقترب منه علي ليسحبه لكتفه بحركة حماسية قائلا :- ارأيت يا ولد ستضع رأسك برأسي لقد اصبح لديك ولدا بطولك
ضحك احمد ضحكة مهتزة وهو يقول :- نعم لقد اصبح هناك مناصرا لحمادة
ليكمل قائلا :- عمي ماذا افعل ؟؟؟ كيف اتصرف ؟؟ اشعر بانني صغير صغير للغاية امامها وهذا يربكني ان اكون في موقع ضعف ان اكون ظالما ان اكون حقيرا مريضا بوسواس افقدني حاتي وافقدني من هم اغلى من حياتي
فقال علي وهو يشد على كتفه :- بني عليك اولا ان تستعيد نفسك ثقتك بها ان تعرف بانك اخطأت نعم ولكن ظروفك لم تكن طبيعية
وان تلك ليست نهاية الدنيا اخطأت وستعتذر اخطأت وستتحمل نتيجة تلك الاخطاء ستتحمل تبعاتها كلها بشجاعة بكل رجولة ان تتجلد وتتحضر للمواجهة الامر لن يكون سهلا وانا اعدك بذلك ولكن انت ايضا لا يجب ان تكون سهلا انت اخطأت نعم ولكنها كذلك اخطأت ربما لم يكن خطأها بنفس الدرجة ولكنها اخطات عندما لم تخبرك عن ابنك بعد مرور كل هذه السنوات مهما كان ما حصل بينكما لم يكن يحق لها ان تخفي ابنك عنك لولا الصدفة التي جمعتكما ربما لم تكن ستعلم بوجوده ............ تجلد بني كن صلبا فالنساء لديهن قرني استشعار بامكانهما استشعار لمحات الضعف عن بعد اميال لذا اياك ان تكون ضعيفا اياك حتى وان اضطررت للاعتذار فاعتذر ولكن كرجل اعتذر بشجاعة
كلمات علي اخترقته اختراقا كأنها ايقظته من سبات عاشه منذ ان علم بالخبر كلمات قتلت ذاك الضعف الذي استشرى به وهو يستمع لما حصل نعم هو ليس ضعيفا لن يضعف مرة اخرى سيكسبها من جديد سيفعل كل ما عليه فعله لاستعادة عائلته الصغيرة يعلم بان الطريق سيكون طويلا ولكن الامر هذه المرة يستحق ابنه وزوجته حبيبته وعند هذه الفكرة ابتسم ابتسم بثقة وعقله يعمل بطاقة مضاعفة بعدما كان متوقفا منذ ساعات لتنتقل تلك الابتسامة لعلي ومنال اللذان كانا يناظرانه بسرور
.......................................
بينما كان رائد مستلقيا على ذلك السرير يناظر السقف وابتسامة من نوع اخر ترتسم على شفتيه ابتسامة رضا ابتسامة راحة ابتسامة من ازال هما من على ظهره كم اراحه ذاك الكلام الذي قاله لاحمد اراحه هو ربما اكثر مما اراح احمد لم يعلم متى تغيرت مكانة رفل لديه متى استوطنته فكرة الاخوة التي عرضتها عليه في اول لقاء لتؤكدها في كل مناسبة تلت ذاك اللقاء ذاك الشعور بالذنب الذي لطالما اقض مضجعه كلما تذكر مشاعره نحوها ذاك الالم والعذاب الذي عيش نفسه فيه والعقوبات التي فرضها بكل قسوة كقاض صارم قاس لا يقبل بالوساطة ولا بالتبرير اوقف حياته كلها حمل نفسه مسؤولية كل الذي حصل لسنوات كان يشعر بان رغبته فيها ذاك الهوس الغريب الذي تملكه نحوها هو الذي دمر حياتها مع احمد لذلك عاقب نفسه مرار وتكرارا بان لا ينظر اليها الا وصورة اخته رانيا لجانبها لم ينظر اليها ولو ليوم واحد بطريقة تختلف عن نظرته لاخته نعم اخته رفل اخته وكم يريحه هذا الشعور شعور قتل كل عذاب الايام الماضية وهو يعامل نفسه كخائن نذل يشعر بالتحرر بان تلك اللعنة التي لبسها هو بكامل ارادته فكت عنه بقدرة قادر وهو سيساعد اخته العنيدة سيفعل المستحيل ليراها بتلك السعادة التي سكنت مخيلته سيفعل كل ما بوسعه ليرى عينيها يسكنهما ذاك الشغف تلك النيران الحية بدلا من هذا البرود الذي تلبسها منذ اعوام مضت نعم سيفعل كل ما بوسعه ليعيد اليها بسمتها من جديد لينام اخيرا وعلى شفتيه تلك الابتسامة الصافية المرتاحة لروح وجدت سلامها اخيرا
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ................................
تململت في رقادها الذي حصلت عليه بشق الانفس بعد موجة بكاء طويلة داهمتها وهي تنظر لغرفة الصغار الخالية كم تشتاق اليهم احبائها الصغار تشعر بالوحدة بدونهم
تلفتت حولها بحثا عن ذاك الصوت المزعج الذي سرق منها تلك الغفوة لترى الهاتف الذي يرن وبدوووون توقف عقدت حاجبيها متساءلة عن هوية هذا المتصل قليل الذوق الذي يتصل الان تناولت الهاتف لتتسع عيناها وهي ترى هوية المتصل الذي يتراقص اسمه على الشاشة ليغيضها تملكها الغضب الشديد لترد عليه بحدة قائلة :- نعم عمو ؟؟ ما الامر ؟؟؟ شربت الحليب فرشت اسناني وبالكاد حصلت على غفوة لتوقظني حضرتك
ضحكة رائقة اطلقها اسامة مستمتعا بمزاجها المتقد ذاك رغم الغصة التي احتكمته لمناداتها له بعمو يعلم بانها تتعمد اغاضته وللاسف فانها تنجح بذلك وهو ينظر للغرفة الوحيدة المضاءة من حيث يقف متكئا على سيارته على بعد شارع واحد من فيلا علي لم يكن يعلم بانها تنام والنور مضاء
فردت عليه بحنق مضاعف وهي تقول :- ماذا هناك ؟؟؟؟ اخبرني لاعرف الامر المهم الذي جعلك توقظني من نوم بالكاد حصلت عليه
فقال لها عاقدا حاجبيه :- ولم لا تستطيعين النوم ؟؟؟ هل هناك ما يزعجك ؟؟
فاحتكمتها غصة مؤلمة وهي تقول بتحشرج :- حسنا الامر فقط انني اشتاق للجميع غيابهم هذه المرة كان مؤثرا للغاية ربما لانها المرة الاولى التي ابقى بها وحدي
فازداد انعقاد حاجبيه ليقول :- ما الذي تعنينه بوحدك ؟؟ الم تقولي بان قريبتكم تلك تقيم معك ؟؟
فردت عليه سارة وهي حانقة من نفسها لانها تجيبه عن هذا التحقيق المبطن ولكنها تحتاج لان تخبر احدا بما تشعر به اي احد حتى ولو كان اسامة :- انها معي في الفيلا ولكنني مع ذلك اشعر بالوحدة فالبيت كئيب للغاية من دون فرح ومرحها ونور وهي تلاحق الجميع بالنصائح حول ما يصح وما لا يصح وحمادة الصغير انه انه اكثر من اشتاق اليه
فقال وهو يبتسم بحنان وهو يعدها بداخله انه سيمحو اي شعور بالوحدة من قلبها :- حسنا ها قد علمت بان مزاجك يصبح دراميا عند استيقاظك من النوم
كادت ان ترد عليه ردا لاذعا كعادتها ليقول بهدوء :- هل تحفظين سورة يس ؟؟
فردت مستغربة سؤاله :- لا ولم تسأل ؟؟؟
فاجابها :- لانها حل سحري لمن يريد النوم افتحي السماعة الخارجية واستلقي واغمضي عينيك
فقالت بغضب :- وماذا بعد ؟؟
فاجابها :- لا شيء فقط افعلي ما اخبرتك به
فعلت كل ما قاله لها وهي تبرطم وتمتم بكلمات غاضبة عن تسلطه الذكوري وغروره واشياااء كثيرة ليصيح بصوت نشاز :- اسمعك
فترد هي بعناد :- اعلم ...والان ماذا افعل
لم يجبها بينما يبدا بقراءة سورة يس بصوت شجي ارسل القشعريرة لاطرافها نشر سلاما تغلغل لكل حناياها وخدر لذيذ يتمكن منها لتغط بعدها بنوم عميق وشخير عال وصل لاسماع اسامة الذي ابتسم بهدوء وتمتم بصدق الله العلي العظيم واغلق الهاتف متنهدا ليحرك سيارته ويعود لبيته فهو يحتاج للنوم ايضا بعد هذا اليوم المتعب
.................................................. .................................................. ................................................
وحل الصباح ~~~
قفزت فرح على سرير نور وهي توقظها بطريقتها الفوضوية ولكن بصوت خفيض للغاية لكي لا توقظا احمد الذي يشاركهما الغرفة فتحت نور عينيها العسليتين وهي تتطلع لفرح بلوم وتقول :- ماذا هناك فرح لتوقظيني هكذا
فاجابتها فرح بنفس الصوت الخفيض :- نور لو تعلمين بالسر الذي عرفته
فقالت نور وهي تعقد حاجبيها علامة الغضب :- اي سر ؟؟؟ وكيف علمت به ؟؟
فاجابتها فرح بحنق :- دعي امر معرفتي به المهم هو السر اتعلمين بان امير صديقنا اقصد امير الذي جاء ليسأل عن احمد اتعلمين بانه ابنه
شهقت نور باستنكار وهي ترد عليها بذكاء :- غير معقول ما الذي تقولينه فرح كيف يعقل احمد ليس متزوجا وهو يعيش معه ونحن لم نره سابقا
فاجابتها فرح بذات الصوت :- لا ادري ولكن كل الذي سمعته بانه ابنه وان احمد قد اغضب والدته لتأخذه بعيدا عنه وهو وجده البارحة فقط
فسألتها نور مرة اخرى :- فرح هل انت متأكدة ؟؟؟
لترد عليها فرح بغضب :- نعم اقسم لك لقد سمعت ماما تكلم بابا في الامس ولكنني لم اتمكن من سماع البقية لانني ذهبت للحمام وعندما عدت لم اجدهما
فقالت نور :- يا الهي فرح هذا يعني انه قريبنا
فردت فرح :- نعم اليس امرا ممتعا ؟؟
فاجابتها نور :- ولكنه لا يعلم لقد كان يظنه صديقه
فرح :- نعم انت محقة اذا ماذا نفعل ؟؟؟ اسمعي ما رأيك ان نخبره انا وانت من حقه ان يكون لديه بابا مثلنا انه ولد طيب ربما ربما ستأخذه امه بعيدا دون ان يخبره احد ما رأيك ؟؟
فترد نور بحكمتها المعتادة :- فرح انها امور تخص الكبار وقد يغضب هذا الامر ماما وبابا الم تفكري بالامر ؟؟؟
فرح :- نور من فضلك فكري فقط لو كنت في مكانه الن تريدي ان نخبرك بامر والدك هيا قولي ؟؟؟؟
افحمتها فرح لتهز رأسها بيأس من اقناع اختها المنطلقة دوما لتقفز فرح فورا من السرير وهي تجر نور خلفها لتلك الغرفة التي يحتلها امير مع والدته طرقتا الباب لتدخلا بعدها كالعاصفة للغرفة
استيقظت رفل قبل الفجر بقليل على صوت المنبه ليستيقظ معها امير كعادته توضيا معا للصلاة وصليا معا صلاة الليل وصلاة الفجر ربما للمرة الاولى لانه كان عادة يشارك جده في الصلاة اكملا الصلاة والتعقيبات معا بتناغم رائع وسلام يحيط بهما يعزلهما عن الجميع وحالما طلع الفجر لهج امير بدعاء جده المعتاد عقيب كل صلاة والذي حفظه منه بصوته الجميل
(( اللهم يا من لا يشغله سمع عن سمع ,,, يا من لا يغلطه السائلون ,,,, يا من لا يبرمه الحاح الملحين ,,,, اذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك ومغفرتك ,,,,,الهي كفى بي فخرا ان تكون لي ربا ,,,,,وكفى بي عزا ان اكون لك عبدا انت كما احب فاجعلني كما تحب ))
كانت رفل تبتسم والفخر يملأ وجهها بينما دموعها تسيل على وجهها وهي تردد خاتمة الدعاء معه (( اجعلني كما تحب ,, اجعلني كما تحب ))
استدار امير اليها ليجدها تبكي فاقترب منها سريعا وقبل رأسها ليقول :- ماما انا اسف لانني جعلتك تتألمين بالامس
لم تكد رفل تكمل كلامها لتدخل تلك العاصفة المتمثلة ببنتي علي لغرفتهما وقفتا امامها فرح بعيون ملتمعة بمكر ونور باحراج وهي تقول :- اسفة لاننا دخلنا هكذا ولكنها فرح لا تستطيع السيطرة على نفسها ابدا
فابتسمت رفل لكلامها وقالت :- لا داعي للاسف صغيرتي فنحن كنا مستيقظين انا وامير
لاحظت نظرات امير باتجاه الفتاتين وشعرت بالاشفاق عليه لقد تعلق بهم بعد قضاءه يوما واحدا معهم فاكملت فرح قائلة وهي تخاطب امير :- امير هل تأتي معنا ؟؟؟ سنقوم بصنع تمثال من الثلج ها ما رأيك
نظرت لرفل لتكمل :- من فضلك اسمحي له سنمرح قليلا قبل ان تغادرا والجو صحو
كانت نور تنظر لاختها وهي تفغر فمها من سرعة بداهتها باختلاق الحجج
رأت رفل توسلا بعيني امير مس قلبها فقالت :- اذهبو ولكن لا تتأخرو لاننا سنغادر بعد قليل امير
فاومأ برأسه بسعادة بينما فرح امسكت يده وركضت به تتبعهم نور التي اوقفتها فرح وهي تهمس باذنها وتقول :- لا تغادري ابقي هنا لتحذرينا ان اقتربت والدته
اتسعت عينا نور برفض فقالت فرح بحزم مسيطر :- ابقي نور لقد وافقت وهذا هو دورك
فاستسلمت نور لتعود ادراجها محرجة من رفل لانها ستبقى وهي لا تعلم بم ستتعذر فهي لا تملك مخيلة اختها الخصبة
كانت رفل تنزع جلال الصلاة ليظهر شعرها الطويل للغاية وهي ترى رفل تعاني لتلملمه بكعكة وتتناول بعدها حجابها البني وتضعه على رأسها ترتبه بسرعة وحرفية جذبت نظر نور لتقترب منها وهي تقول :- ان شعرك جميل للغاية
فقالت رفل وهي تبتسم لها :- شكرا لك وشعرك ايضا جميل للغاية
فردت نور :- ولكن لم تلبسين الحجاب ؟؟؟ شعرك رائع فلم تخفينه ؟؟؟
نظرت رفل اليها لتميز ذكاءا متقدا كم تشبه امير هذه الفتاة لتقول اخيرا :- اتحبين الحلوى ؟؟؟ فاجابت نور مبتسمة :- نعم ومن لا يفعل
فاكملت رفل وهي تخرج من حقيبتها القريبة شوكولا الكت الكات التي يعشقها امير وارتها لها وقالت :- اتحبينها ؟؟؟ فقالت نور :- بل اعشقها
ابتسمت رفل لتعبيرها واخذت تفتح الشوكولا من الغلاف وهي تخرج اصابع الشوكولا واحدا واحدا فاسقطت واحدا على الارض عامدة مدت يدها لتلتقطها واعطتها لنور نظرت نور بقرف لقطعة الشوكولا وقالت :- لا اريد هذه اعطني واحدة غيرها
فبرطمت رفل شفتيها وقالت :- ولم لا ألا تعشقينها ؟؟؟
فقالت نور :- نعم ولكنها الان ملوثة
رفعت رفل حاجبيها وهي تقول :- ولكنها لا تزال حلوى لا تزال لذيذة
فردت نور :- نعم انها لا تزال حلوى ولكن لا استطيع ان اكلها
اصرت رفل قائلة لتقول :- نور انها حلواك المفضلة هيا كليها
رفضت رفضا قاطعا وهي تقول :- لا اريد لم اعد اريد الحلوى
فابتسمت رفل بانتصار وهي تخرج واحدا جديدا وتقدمه لها فتأخذه نور وهي تنظر لرفل التي قالت :- وهكذا هو الحجاب حبيبتي انه يبقي الجمال نظيفا نقيا يحفظه من التلوث الذي كان يقرفك قبل قليل فنحن بالتأكيد افضل من الحلوى وغمزت بعينيها قائلة :- وبالتأكيد احلى من الحلوى
كانت نور تتمعن بما تقوله رفل وهي تستوعب كلماتها لتنطبع فورا بعقلها الذي يحلل كل الامور
بينما رفل تنظر اليها بابتسامة مشعة لتضرب على رأسها بخفة وهي تقول :- حسنا لقد تأخر الوقت اتعلمين اين اخذت اختك امير فعلينا الرحيل من هنا بسرعة
عادت نور فورا للواقع وهي تقول :- ااه حسنا لا بد انهما يلعبان بالقرب من المطعم ساذهب لاناديهما وركضت خارجا تحت عيني رفل المستغربتين
.................................................. .........
خرجت رفل من الغرفة وهي تبحث بعينيها عن امير الذي خرجت نور لتناديه منذ بعض الوقت كم يختلف شعورها اليوم عن الامس تشعر بالحرية بانها واخيرا حرة حرة من ذاك السجن الذي كانت تقبع خلفه سجنا صنعته هي لنفسها حرة من شعورها بالقهر بالظلم تشعر بان هناك نورا خفيا يضيء في ذاك الجزء الميت من روحها تشعر بانها الان تستطيع ان تواجه الدنيا كلها برأس مرفوع فلم يعد هناك سببا للاختباء نعم ستكمل حياتها من حيث اوقفتها خرجت للصالة الكبيرة لتجد الجميع هناك علي منال رائد وهو هو ايضا هناك نظرت اليه للمرة الاولى دون ان يشعر بها كم هو مختلف لم يعد الرجل الذي عرفته يوما الرجل الذي احبته اكثر من حياتها وابنها لقد كان مختلفا بطريقة لا يمكن لها ان تفسرها ربما بسبب اللحية التي يطلقها والتي لم تره سابقا بها وربما بسبب قسوته .............. رفع رأسه اليها ليأسر عينيها بنظرة متملكة نظرة اخبرتها صراحة عما ينتويه نظرة ارسلت رجفة لكل اعضائها نظرة شملتها من رأسها لاسفل قدميها وهو يبحث فيها يبحث عنها فيها يلتقط تلك التغييرات التي طرأت عليها حبيبته مليكته الوحيدة تلك التي احبته بتلك القوة تلك التي واجهت كل شيء لاجله غرور رجولي ملأ قلبه وهو ينظر اليها تلك الفاتنة النظرات تلك التي تنظر اليه بتلك النظرة القوية النظرة التي ترفض بها كل ما يفكر به في حديث عيون لم يشعر به سواهما .......... كانت هي اول من فكت اسر النظرات برفض لما تشعره لا لن تستسلم مرة اخرى فهي قد تعلمت بالطريقة الصعبة بان ضعفا يجر ضعف استسلاما يجر اخر وهزيمة تجر اخرى خلفها وهي ليست مستعدة للخسارة بعد يكفي يكفي كل شيء تحركت بعزم لا يلين وهي تلقي بتحية الصباح ليلتفت الجميع اليها وتنهض منال من مكانها مرحبة بها وتسألها عن امير لتجيبها رفل بابتسامة بانه قد خرج مع فرح ليلعبا في الخارج نهض رائد من مكانه هو الاخر واقترب منها يسألها عن حالها لتجيبه وهي ترفع رأسها بانها بخير لحظات قليلة مرت ليدخل امير راكضا لداخل المطعم وعيناه مغرورقتان بالدموع وهو ينظر لاحمد بنظرات اشعلت قلبه ويعود لينظر لرفل التي اقتربت منه بسرعة وقالت :- ما الامر صغيري؟؟ ما الذي حصل ؟؟؟
اقتربت فرح منه وهي تؤشر له علامة الصمت الا انه لم يقدر لم يستطع تلك الكلمة التي حبسها طويلا في حلقه نطقها بصوت عال وهو يركض ناحية احمد ليصعق الجميع اولهم هو الذي تلقف جسده الصغير في احضانه بينما امير يتعلق برقبته ويشهق بالبكاء ويكرر مرة بعد اخرى :- بابا بابا بابا انت بابا
انهارت رفل على كرسي قريب وهي تنقل نظرها بين الجميع متساءلة لتر بان الكل كان متفاجئا كحالها يا الهي انها لم تعد تحتمل لم تعد تحتمل كل هذا الضغط بالكاد التقطت انفاسها البارحة بعد الذي حصل تقطع قلبها الما وهي ترى تشبثه بعنق احمد وتشبث الاخر به
جلس احمد على الارض وهو يشدد من احتضانه له ويقبل كل جزء من وجهه بشغف بينما امير يرفض وبكل حزم ان يتركه يتشبث به بكل قوة ودموعه تغرق خديه بعد لحظات رفع رأسه لوالده قائلا بعتب اوجع قلبه :- لم تأخرت بابا لقد كنت افعل كل ما تخبرني به افعل كل شيء تخبرني به كنت انتظرك منذ منذ منذ لا ادري منذ كم
فاحتضنه احمد وهو يقول :- وانا ايضا كنت انتظرك حبيبي وانا ايضا
فقال امير :- حقا ؟؟؟ الا تكرهني ؟؟؟ الن تتركني مرة اخرى ؟؟ هل عرفتني هناك ؟؟ عندما كنت بمكاننا ؟؟؟
فتشبث به احمد قائلا :- نعم عرفتك وكيف لا اعرفك انت ابني ولن اتركك ابدا ابدا
.................................................. .................................................. .................................................. ...........
انطلق سمير راكضا لغرفة سلمى بعد ان سمع صرختها المدوية التي ايقظته من النوم ليراها وهي تتشبث بالهاتف وتبكي بصوت يقطع نياط القلب ترتجف بقوة فاقترب منها وهو يقول :- سلمى ما الامر ؟؟؟ تكلمي ارجوك
فاجابته بصوت مرتجف باك :- لقد مات مااات
فهزها سمير برفق قائلا :- من ؟؟ من هو الذي مات ؟؟؟
فرفعت اليه عينين مغرورقتين بالدموع وقالت :- ابي والدي لقد مات
سحبها سمير لاحضانه وهو يقول :- انا لله وانا اليه راجعون اعظم الله لك الاجر
لم ترد بشيء وهي تتمسك بقميصه تدفن رأسها باحضانه وتبكي تبكي بصوت جرح قلبه بشدة والمه عليها
رفع رأسها ليقول بصوت حازم :- هيا حبيبتي قومي لتغيري ملابسك علينا الذهاب الى هناك في الحال
لم تكن بوعيها لتسمع تلك الكلمة التي قالها بكل عفوية كأنه قد اعتاد قولها طيلة تلك السنوات لتتحرك بالية لتغيير ملابسها بينما سمير خرج مسرعا لغرفته وتناول الهاتف ليتصل على اكثر من سيهمه الامر واكثر من سيتألم لحظات كل ما تطلبه الامر ليجيبه والده بصوته الحنون قائلا :- اهلا بك ولدي كيف حالك
ليقول سمير بصوت متوتر مهتز :- عليك بالحضور لهنا حالا يا حاج !!!!!!!!!!!
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ........
في المساء
دخلت سارة للبيت الموحش وهي تتوق لشيء واحد النوم النوم الذي لم تعد تحصل عليه الا بعد ان يكلمها اسامة يقرأ لها القرآن بصوته الشجي فتغفو والهاتف الى جانبها لم تجد الخالة ام محمد لترى ورقة صغيرة معلقة على المرآة تخبرها بان الخالة اضطرت للمغادرة بسبب مرض زوجها المفاجئ زفرت سارة الهواء وهي تشعر بالخواء ورغما عنها جلست تنظر للهاتف تنتظر مكالمته التخديرية تلك والتي اكتفت بها لم تره منذ ذلك اليوم وهو لم يستدعها ابدا يكتفي بتلك المكالمة الليلية يسألها عن حالها باهتمام يسألها مغيظا اياها ان كانت شربت الحليب وفرشت اسنانها لتجيبه بشيء يغيضه سمعت صوتا غريبا اثار فيها الخوف الصوت كان قادما من الحديقة الخلفية تجاهلت الامر وهي تعزو ذلك الصوت لقطة ما ولكن صوت تحطم الزجاج ارسل رجفة لاوصالها فالتقطت الهاتف واختبأت بغرفة الغسيل التي تقع خلف السلم واغلقت الباب وباصابع مرتجفة اتصلت به
كان اسامة كعادته منذ ان سافر علي ينهي اعماله مبكرا لينطلق الى هناك اليها قريبا منها يمضي الليل ينظر لغرفتها المضيئة تتراءى له صورتها هناك وهي في غرفتها تحرك بسيارته منطلقا بها ليرن هاتفه رأى اسمها ينير شاشته للمرة الاولى ربما فاقام قلبه احتفالا بهذا اليوم التاريخي وهو يفتح الهاتف بسرعة ليصله صوتها الخفيض والذي تخنقه شهقات بكاءها وهي تقول :- اسامة هناك .. هناك احد في المنزل والخالة ام محمد ليست هنا ....
فثقلت انفاسه حتى اصبحت اشبه بالهدير وتوحشت ملامحه بالغضب الحارق وهو يستمع لصوتها المرتجف الباكي فقال بحزم :- انا قادم اين انت الان ؟؟
فاجابته :- انا في غرفة الغسيل
فقال :- ابقي على الخط لا تغلقيه انا قادم سارة قادم صغيرتي لا تخافي
دقائق كل ما استغرقه الوقت ليصل وحالما فتح باب السيارة سمع صرختها ليشعر بان الدنيا حوله اسودت وانه فقد القدرة على التنفس وقلبه قلبه توقف توقف عن العمل ليقف متسمرا مكانه ينظر للبيت بعينين لا تريانيتبع...
أنت تقرأ
لأجل حبك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Serendipity Green لاجل حبك فقط لاجل حبك كبرت .... لاجل حبك سهرت ...... لاجل حبك تغيرت ........ والان الان كرهتك بقدر حبك فاصبحت اعيش لكي اكرهك فكما حبك كان دافعي للعيش فكرهك دافع للعيش ............ فانت في كل حالاتك حبك غدرك خيانت...