الفصل الثاني والثلاثون

1.6K 60 3
                                    

الفصل الثاني والثلاثون



مرتبكا مشتاقا متلهفا مشاعر متخبطة ضربته في مقتل وهو يرى حبيبته الصغيرة تلك الام الفاتنة التي لم تزدها الامومة سوى فتنة واغراءا فقال لها وهي تتوسد صدره يتلاعب بخصلات شعرها الحريرية التي اشتاقها :- حبيبتي لو تعلمين كم اشتقت اليك
فاجابته بلهفة :- وانا اشتقتك بل كاد الشوق يقتلني اليك ولكنني افهمك حبيبي افهمك اكثر من نفسك حتى استشعرت حاجتك للوقوف الى جانبه حاجتك لدعمه بدون قيد او شرط
علي :- منال هذا ليس كل شيء هناك ما لا تعرفينه ولا يعرفه اي احد اخر حتى احمد لم استطع ان اخبره به ولكنني احتاج لاخبارك احتاج لتفهمك احتاج ان اثق بانه ان ظهر شبح اخر من اشباح الماضي لن يهتز عالمي كما حصل في المرة الاولى احتاج الا اقلق بشانك يجب ان تعرفي
تحفزت منال لنبرة الجدية في صوته واقتربت منه اكثر لتقول :- تكلم حبيبي تكلم وافرغ ما بصدرك ولا تقلق
ليبدا علي بالكلام ومع كل كلمة يقولها تتسع عينا منال حتى كادتا تغادران محجريهما وهي تستمع لما اثقل كاهل حبيبها وحالما انهى كلامه الذي جعله ينهت من الهم والتعب والذنب اقتربت منه لتطبع قبلة طويلة على جبينه فابتسم وانمحت كل التعابير السابقة عن وجهه لترتسم التعابير التي تحبها تلك التي تشعرها بانه انثى امرأة لا بل انثاه هو هو بطلها المغوار فقال مشاكسا :- حسنا هل يمكن ان اعلم سرهذه القبلة ؟؟؟ فاجابته وهي تتوسد نبضاته الهادرة التي تعلم بانها تنبض كلها لها :- لانه لا حدود لفخري بك ولا استطيع التعبير عنه باي كلام لهذا فقط قهقه علي عاليا وهو يشعر بقلبه يكاد ينفجر من السعادة الني تملؤه وقال مرقصا حاجبيه :- حسنا هناك طرق اصدق تعبيرا كما تعلمين
لتملأ ضحكاتهم الغرفة غافلين عن ذاك الاسد الجريح الذي يتحين الفرص لينال انتقامه العادل .........
.................................................. .................................................. .................................................. ..................................
ضغط على دواسة الوقود بقوة ليشعر ببدن السيارة الحديثة يكاد يرتج لن يصبر اكثر نعم سيذهب اليها يجرها من شعرها اليه وبعدها بعدها سيتفنن في اافراغ غضبه كله سيجعلها متنفسا له كل السموم الجروح وهذا القيح الذي يملأ قلبه بسببها سيفرغه فيها سيجعلها تتمنى الموت اخفى تعابيره الغاضبة بينما يقترب من بيتها نعم لن يدعهم يرون غضبه سيخدع الجميع ابتداءا من والدها الفخور بتلك الابنة الشريفة الى ذاك الشقيق الغاضب دوما يا ترى ماذا اخبرتهم عنه ؟؟؟؟ وبم بررت عودتها اليهم ؟؟؟؟ نزل من السيارة وهو يتقدم لبيتها ذاك البيت صور متلاحقة ملأت عقله صور معذبة لمرآها هنا ببهاءها ذاك وهي ترتدي ذاك الثوب الحلم ترتديه له وهو الغبي الغر لم يكن مصدقا نفض رأسه بقوة لينفض عنه اثر تلك الذكريات واقترب بعزم لا يلين عزم مرده جرحه كرامته المهدورة وثقته بنفسه ورجولته التي امعنت تلك في تفتيتها طرق الباب بهدوء لا يناسب ما يجيش في صدره لحظات ليرى وجه سمير رسم على وجهه ابتسامة بالقوة وهو ير سمير كما لم يره من قبل مبتسما مبتشرا مرحبا وهو يتلقفه بالاحضان ويسلم عليه بحرارة !!!!!!!!!!!! سلم عليه احمد بالمقابل لينظر سمير خلفه متسائلا :- اين البقية ؟؟؟؟
حسنا لم يتوقع هذا البقية من يقصد ؟؟؟؟؟؟؟؟ فرد متسائلا :- البقية ؟؟؟
سمير :- نعم ابي رفل الم يأتو معك ؟؟؟
صدمة صدمة لم يكن يتوقعها رفل ليست هنا ؟؟؟؟؟ هل هي مع ذاك السافل ؟؟؟؟؟؟ نيران تلك التي شعرها تشب بداخله الا ان كلمة قالها هذا الغافل اعادته لصوابه قليلا ابي ؟؟؟؟؟؟
فقال سمير مكملا غافلا عن تلك التعابير القاتلة المرتسمة على وجه احمد :- لقد اشتقنا اليهم وخاصة ابي فهو لم يفارقنا ابدا صمت قليلا ليسحب احمد من ذراعه ويدخله للمنزل الهادئ ويقول :- تفضل يا صهر انت لم تعد غريبا ولكنها الصدمة والمفاجأة هي التي جعلتني انسى اصول الضيافة
اجلسه في الصالة وتركه قائلا :- ساعود بعد دقائق بينما احمد كان غارقا فيما اكتشف ما الذي يعنيه هذا ؟؟؟ اين هي ؟؟ حسنا انهم لن يستطيعو خداعي ابدا ولكن تلك التعابير الغبية المرتسمة على وجه سمير لا تشي ابدا بالخداع حسنا اهدأ قليلا احمد لتستدرجه فالغضب لن يحل شيئا ابدا رسم ذات الابتسامة التي شعرها تكلفه الكثير في هذه اللحظة وهو يرى سمير عائدا باتجاهه حاملا صينية ضيافة وضعها على الطاولة الصغيرة امامه واكمل تساؤله:- لم تخبرني احمد اين ابي ورفل ؟؟؟
فقال احمد بهدوء لا يشي بما في داخله :- لقد اتيت لوحدي في زيارة لعمي
ارتسمت الخيبة الصادقة على ملامح سمير ليكمل قائلا :- لقد املت فعلا للحظة ان اراها فلقد اشتقت لصغيرتي كثيرا . صمت قليلا ليتابع :- تلك الصغيرة لو تعلم مكانتها عندي انها بقدر هذه الدنيا وانت مكانتك اصبحت مشابهة لها لانه بسببك انت فقط لمست السعادة في صوتها بسببك فقط سمعت ضحكات اشتقت لسماعها منها لذا فانت عندي الان ... صمت ليربت على كتفه مغالبا فيض مشاعره عندما يتذكر تلك الصغيرة ليقول مغيرا الموضوع :- حسنا لم يخبرني احدكم اين تنوون الاستقرار ؟؟؟ هل هي لندن ؟؟؟؟ ام مكان اخر ؟؟؟؟؟
حسنا هذا يكفي حقا صبره لم يعد يحتمل ابدا الاستقرار ما الذي تنوي فعله تلك ال...... فرد مغالبا الصدمات التي تلقاها في هذا الوقت القصير :- الم يخبرك احد بالمكان ؟؟؟؟ اعني والدك او رف..شقيقتك ؟؟؟؟ لم يستطع نطق اسمها تلك الحروف الثلاث اصبحت ثقلا يرزخ على صدره يمنعه حتى التنفس
فقال سمير :- لا ابدا حتى راتب والدي طلب مني تحويله لمصرف ال........... الدولي وكلما اساله يخبرني بانكما لم تقررا بعد
فقال احمد وهو ينهض واقفا غير قادر على الاحتمال اكثر :- نعم صحيح لم نقرر بعد
فقال سمير برفض قاطع لخروجه :- لا انت لن ترحل الان ستبقى للعشاء
احمد :- لا لن استطيع انا اسف حقا فلدي الكثير من العمل
فقال سمير مغالبا مشاعره المشتاقة لعائلته :- ارجوك احمد اعتني بوالدي وشقيقتي انهما امانة في عنقك وبلغ تحياتي لهم واحضرهم معك في المرة القادمة
فاجاب احمد بهمهمة غير مفهومة واسرع مغادرا يكاد لا يرى امامه
ما هذا الذي حصل ؟؟؟؟ اين هي ؟؟؟؟؟؟؟ وماذا يفعل والدها معها ؟؟؟؟؟؟
هل يعقل ان يكون شقيقها كاذبا ؟؟ لا انه يطلب مني الاعتناء بهما
لايعلم كيف وصل للمنزل ولا كيف وصل لغرفته ليبدأ فورا بالتنفيس عن غضبه وقف امام المرآة الكبيرة في غرفته وهو يرى ملامحه المنهزمة المكسورة يشعر بنفسه لا يزال حبيسا لذاك الكرسي نعم لم يخرج بعد انه مقيد مقيد وهي وحدها من تستطيع فك قيده عليه ان يراها ان يفرغ ما بجوفه من قيح بها وذاك النذل سيجده ايضا تراءت له صورتهما معا يضحكان عليه يسخران من عجزه فرفع المزهرية القريبة ورماها بكل قوته على صورته في المرآة لتتكسر لالاف القطع الصغيرة تبعها بتلك التحف الثمينة حطمها كلها لوحات غطت حائط غرفته لم تسلم من فيض غضبه نعم التحطيم هكذا سيحطمها ويحطم ذاك النذل معها لم يشعر بدخول عمه خلفه لم يشعر باصوات البكاء التي ملأت اركان البيت لم يشعر باي شيء اخر غير المه عذابه ليسمع صوت عمه الهادر من خلفه :- تووووووقف
وكأنه كان بانتظار هذا الامر منه توقف فورا ليقترب منه علي قائلا :- توقف احمد توقف عن ايذاء كل من حولك توقف
فقال احمد بصدمة وهو يرفع عينيه لعيني عمه المشتعلتان غضبا :- عمي ما الذي تقوله ؟؟؟ لم اجدها اتفهم معنى هذا لم اجدها هي ووالدها لا احد يعلم مكانهم واخيها لا يزال يوصيني بها
تجهم وجه علي وهو يستمع اليه ليكمل قائلا بمرارة :- انا لا افهم شيئا عمي اين هي ؟؟؟ اين ذهبت ما الذي تفعله اشعر بانني اصبحت مجرد ابله مجنون غبي يقاد بواسطة شيطانة تلقي به اينما ارادت انا لم اطلقها حتى هل تعيش مع ذلك الرجل بالحرام ووالدها يعلم وموافق ؟؟؟؟؟؟ انا لا افهم شيئا
فقال علي وهو يخرج ورقة من جيبه ويناولها اياه :- هذا نصيبك من الميراث ذاك الذي تنازلت به لي سابقا ذاك الذي رايت اتهامك لي بعينيك بانني قد طمعت فيه انه حقك خذه فغير هذا انا لا استطيع تقديم اي شيء اخر لك .......... يا ابن هدى
رفع احمد رأسه بحدة مستنكرا لما قاله عمه ووقف بطريقه يمنع خروجه ويقول بصراخ :- ابن هدى ؟؟؟؟
فرد علي صراخه بصراخ :- نعم ابن هدى وعن جدارة ايضا لانك حين تصدق قولها عن عمك الذي رباك تحمل عقدك تدميرك لنفسك ولمن حولك تحمل كل شيء اوقف حياته تبعا لمزاجك حين تصدق قولها فانت ولدها ابنها الذي باعته وعادت لتجده بانتظارها حين تصدق قولها بشان زوجتك تلك الفتاة التي كنت انا اكثر من شاكر بل ممتن لوجودها في حياتك تلك الفتاة التي قامت بطعنك لانك تجرات عليها تلك الفتاة التي اخبرتني انت بلسانك بانها فعلت ما فعلت لاجلك تلك التي رأيت توسلاتها على هاتفي فانت ابن هدى لان نظرة عينيك الان تشابه نظرتها ابحث فيك عن ابني عن ذاك الطفل الذي مهما بلغ ما بلغ يعود اسفا نادما ولكنني لا اجدك لذا فانا الان اقولها لك اذهب اليها بني اذهب لوالدتك فانت بمزاجك هذا تناسبها خاصة وانت تملك الان ما تمنته ولم تحصل عليه
فقال احمد وهو يشعر بالدموع تحرق مآقيه :- ما الذي تقوله عمي ؟؟؟ هل تخليت عني انت ايضا ؟؟؟
فقال علي :- ابدا ابدا لن اتخلى عنك ولكنك انت تخليت عن نفسك انت تركتها تتهادى في تلك المستنقعات الموبوءة مستنقعات هدى هدى التي عرفها والدك على حقيقتها متأخرا جدا ليحرمها من الميراث هدى التي ساومتني عليك على سلامك على استقرارك وانا كنت سادفع روحي مقابلا لك بكل بساطة وسهولة ( لم يستطع اخباره عن محاولاتها البائسة بالايقاع به لم يستطع اخباره لما قالته عن حبها له عوضها البذيئة التي تشبه عروض بنات الشوارع لا لن يستطيع تدميره بتلك الطريقة )) ليكمل قائلا :- والان انت بكل بساطة تحطم كل شيء بمجرد كلمات مسمومة كلمات لوثت عقلك جعلتك تتصور بانني قد اخدعك وبان زوجتك من الممكن ان تعيش مع رجل اخر بموافقة والدها اي جنون هو ذاك اي جنون ......... صمت يغالب غضبه ليكمل قائلا :- ما لم تعرفه انني تحريت بدوري عن كل ما يخص رفل وعائلتها انها عائلة مشرفة ورفل التي لم تعد تعجبك ثارت من اجلها مشكلة مشكلة كبيرة في العائلة جعلتهم يقاطعون والدها الذي ائتمنك عليها
فصرخ احمد :- هل اصبحت فجأة انا الملام عمي لقد اخذت المال وذهبت به الى اين انا حتى لا اعلم الى اين وقد كانت في فندق معه ماذا علي ان افكر اخبرني اخبرني ارجووووووووووك
فقال علي :- انا لا اعرف شيئا كل الذي اعرفه بانه ما دامت هدى ضدها فهي اكيييد على حق هذا ما اعرفه اما انت فانا
احمد :- انت ماذا اخبرني ؟؟؟
علي :- انا لن اساعدك بهذا الشيء انت لم تعد طفلا ولا غرا او صغيرا انت اصبحت رجلا رجلا عليه ان يواجه اختياراته مصاعبه وتجاربه الخاصة لن اتدخل باي شيء يخصك بعد الان لن الملم قذارتك بعد الان
وعند تلك اللحظة دخلت منال ودموعها تغرقها وهي تشهق وتتعلق باحمد وتلتفت لعلي قائلة :- توقفا توقفا عن هذا الكلام يا الهي انا لا اصدق احمد كيف تقول كلاما كهذا عن رفل تلك الفتاة انها تحبك بل تعشقك وانا اكثر من يعلم وانت علي توقف توقف عن قول تلك الامور توقفا عن العيش في دوامة الماضي الماضي الذي ينبغي الا تتركاه يؤثر علينا نعم سيؤثر علينا كلنا التفتت لاحمد لتقول وهي تلمس ذراعه بحنان :- احمد انت جزء من عائلتي من العائلة التي اخترتها احببتها وانتميت لها لن اسمح لك لن اسمح لك بان تدمر ما بنيناه ابدا مهما حصل ومهما كان
فقال احمد :- لن استطيع منال فعمي محق فانا اشعر بالمرض اشعر بالسوء وكل ما ساجلبه لكم هو هذا السوء مريض انا بها هي مرضي ولن اشفى منه الا بها
فقالت منال وهي تشهق :- ما ا لذي تقصده ؟؟؟ توقف احمد سنساعدك انا وعلي سنفعل ذلك اليس كذلك علي ؟؟؟
فقال احمد :- لا منال لن يستطيع اي احد مساعدتي سابحث عنها سابحث عنها سابحث عن خلاصي لن ارتاح ولن يهنأ لي بال الا بعد ان اجدها
فقال علي بهدوءه الذي يسبق العاصفة :- وعندما تجدها ماذا ستفعل ؟؟؟
فقال احمد :- عندها ساعرف ساعرف كل الحقيقة ولن يستطيع عندها احد لومي او ايقافي
وخرج من الغرفة والبيت بل من المدينة كلها وهو يتجه للمكان حيث بدأ كل شيء وانتهى كل شيء لندن وهو يمني نفسه يمني نفسه بان يكون عمه محقا ان يكون في الامر خدعة وعندها عندها لم يستطع التفكير بالمزيد فالتفكير يرهقه يستنزف طاقته سيترك التفكير الى ان يجدها الى ان يجد عذابه وهناءه
.................................................. .................................................. ..............................
انهت عملها الذي كان اليوم مهلكا فرائد لم يكن ابدا رب عمل متساهل
منذ ان بدات العمل معه وهو يضع امامها تحديات مشاريع متوقفة منذ سنين بسبب خلل في التصاميم ينظر لافكارها بتجرد بعملية يتاقشها بحدة يظهر مواطن الضعف والقوة في كل فكرة بطريقة عملية رائعة لا تكاد تعرفه مديرا فهو يكاد يعاملها كانها مجرد موظفة كأنه لا يعرفها وهذا ما اعجبها في العمل اكثر واكثر فهي كانت متخوفة من ان يحابيها او يعاملها بطريقة خاصة تضعها بموقف محرج الا ان ايا من هذا لم يحصل رفعت رأسها لتجده ينتظرها وهو متكأ على الباب ويقول :- ها الم تنتهي بعد ؟؟؟؟
فقالت رفل وهي تبتسم له :- لقد انتهيت تقريبا فنظر حوله وهو يرى الجميع يتحضرون للمغادرة فقال :- يبدو ان رب عملك مرهق للغاية ؟؟؟
فقالت وابتسامتها تتسع :- اووووه دعنا لا نتكلم عنه فالحديث عنه مزعج للغاية
قهقه رائد عاليا وهو يقول :- حقا ؟؟؟ هيا هيا لانني قد افسد عليك واخبره بما تقولينه عنه وعندها
فقالت :- لا لا ارجوك فكما سمعت عنه انه نزق وعصبي وقد يطردني حالا
حملت اغراضها وخرجت قبله ليتبعها وهو يتنهد فقالت رفل
:- اعتقد بان رانيا ستقتلنا فقد تأخرنا عليها كثيرا
فقال رائد لا تقلقي هيا
....................
تركتهما رفل عند باب شقتهما بعد ان اخذت امير واغراضه من الخالة فاطمة التي تبرعت بابقاءه عندها اثناء اوقات دوامها ذهبت لشقتها فتحت الباب ووضعت الصغير الذي كان مستغرقا في النوم بفراشه وانصرفت لاعمالها اليومية لم تكن ترتاح ولا حتى لدقيقة واحدة فالراحة يعني التفكير والتفكير يعني الالم والالم سيعطل مسيرتها سيوقف تقدمها وهي ليست مستعدة لهذا ابدا ولكن الحقيقة والتي تخفيها عن الجميع انها لا تستطيع ان تتوقف عن التفكير فيه هو سبب عذابها سبب شقائها وسبب نهوضها وحربها ولا التوقف عن التفكير بطفلها ماذا ستخبره عن والده افكار وافكار احتلت عقلها دون رحمة لتنفض رأسها تحاول ابعادها عن رأسها دون جدوى انها بحاجة لشيء يشغلها لا تريد وقت فراغ لا تريد اي وقت يعيدها خطوات للوراء توجهت لحاسبها الالكتروني واخذت تبحث في صفحات الجامعة عن المستجدات لتجد ضالتها نعم ها هي هذا هو ما تريده ............ انتظرت عودة والدها من المسجد لتفاتحه بالموضوع وحالما دخل قدمت له العشاء وجلست بعدها تفاتحه بما سيشغل بالها طويلا فقالت :- ابي
فاجابها :- نعم
رفل :- ابي اليوم واثناء تصفحي بموقع الجامعة اكتشفت موقعا للدراسات العليا موقعا يتيح لي الدراسة في اي جامعة عن بعد وانا افكر بعد اذنك طبعا بان اقدم في هذا الموقع
فاجابها والدها قائلا :- بنيتي من اين لك الوقت بالله عليك ما بين العمل والبيت وولدك من اين ستأتين بالوقت اخبريني ؟؟؟؟؟؟؟
فقالت وهي تتنهد :- لا تقلق ابي الوقت هو اكثر شيء لا احتاجه الان لذا ان كنت لا تمانع فانا ارغب بذلك حقا
فقال والدها :- ولم سامانع حبيبتي ان كنت ترغبين بذلك فانا لا مانع لدي على الاطلاق
فقالت :- اشكرك ابي اشكرك حقا
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...................
لم يحتمل شوقه للصغيرتين انهى عمله المتراكم بالكاد ليعود بسرعة وهو يمني نفسه بسهرة معتبرة مع صغيرته الضاحكة صاحبة اجمل ابتسامة واختها التي تتامل كل ما حولها بصمت لم يعلم بان ابتسامة كبيرة ارتسمت على شفتيه وهو يتخيل شكلهما لم يشبع منهما ابدا ولا يظن بانه سيشبع منهما دخل للمنزل وهو يتجه لتلك الغرفة الرائعة التي تشعر كل من يدخلها بالفرح بتكوينها المبهج تلك الالوان المفرحة والفرش الناعم اسرتهما المتجاورة دخل هناك ليقف متكئا على الباب يغالب ضحكته حابسا نفسه وهو يتطلع لتك العاصفة المسماة سارة بشعرها المنكوش ومنامتها القطنية القصيرة التي تشبه ما ترتديه فتياته الصغيرات وهي تستمع لبكاء نور بتمعن وتنظر لفرح الضاحكة وتخاطبها بكل تركيز قائلة :- اقسم بانك انت من تجعلينها تبكي ولكن كيف ؟؟ انا متاكدة بانك لا تستطيعين الخروج من سريرك فكيف تفعلينها عقدت حاجبيها بتفكير لتنحني نحو نور الباكية وتحملها متجاهلة فرح التي كانت تناظرها وتنتظر منها ان تحملها لتقول :- لا ابدا لن احملك ايتها الشقية توقفي عن ازعاج اختك
لتنطلق ضحكات علي المستمتعة بعد ان انتهى تحمله وهو يقترب من صغيرته الغالية ويتناولها حاملا اياها وهو يقول :- حبيبتي لا تهتمي فانا موجود من اجلك
نظر لسارة المتفاجئة ورغب باستفزازها اكثر ليقول :- هلا ناولتني صغيرتي ؟؟؟
فقالت وهي تنظر للصغيرة :- الخالة منال لا تسمح لاي كان بحملهما معا
فاجابها قائلا :- حقا وهل تلتزمين بكل ما تقوله الخالة منال ؟؟؟ لا تبدين لي من النوع الذي يأخذ الكلام
حسنا ها هي نهاية الصبر كادت ان ترد عليه ردا لاذعا ذاك المتفاخر ولكن رنين الهاتف قاطعها لتقترب منه مناولة اياه الطفلة بدون اهتمام وهي تركز بتلك المكالمة عقد علي حاجبيه وهو يرى تغضن ملامحها الجميلة وبعد ذلك يستمع لصرختها التي شقت سكون الليل لتهرع منال راكضة اليهم وهي ترى سارة بتلك الصورة المنهارة متكورة على نفسها وعلي بالقرب منها
.................................................. .................................................. .................................................. ............................................
بعد ايام
نظرت منال للخلف لتراها متكورة على نفسها تضم ركبتيها اليها وهي غارقة في النوم وتنشج وتشهق حتى وهي نائمة فنظرت لعلي الذي كان مركزا في الطريق امامه وقالت :- حبيبي اشكرك لانك وافقت على ابقائها معنا
فقال علي :- منال ما الذي تقولينه لم اكن لاتركها هناك لوحدها كنت مستعدا لخوض حرب مع اولئك الذين يسمون انفسهم اعمامها يا الهي كيف يفكر اولئك القوم زواج ؟؟؟ يزوجون هذه الطفلة ؟؟؟ انها طفلة طفلة شقية مرحة يرغبون بتزويجها من ذاك العجوز ووالدتها لم يمض على وفاتها سوى بضعة ايام يا الهي
منال :- لم تخبرني للان كيف استطعت اقناعهم
علي :- حبيبتي لا تساليني عن طرق الاقناع لانها لن تعجبك على الاطلاق
منال :- حسنا حسنا لا تخبرني ولكن هل انت متأكد بانك لن تنزعج منها ارجوك علي ان كان في الامر احراج او اي شيء اخر اخبرني فوالدي مستعدين لاستقبالها
فقال علي بنزق :- توقفي حبيبتي توقفي ارجوك حسنا تخيلي الحياة برفقة ثلاث فتيات فاتنات توقعي الجنون والمكائد والدسائس التي سيحكنها ضدنا انها حياة تستحق العيش وتلك الفتاة لقد دخلت قلبي منذ ان اوقفتني على الباب وهي تعاملني كلص محتمل او قاتل خطير
ابتسمت منال وهي تريح رأسها على كتفه وتقول :- شكر لك حبيبي شكرا لانك تجعل كل احلامي واقعا ملموسا دون ان اطلب حتى سكتت قليلا لتتنهد وتقول :- كم اتمنى ان يجد اجمد سلامه ويعود الينا اشعر بنقص كبير بسبب غيابه بهذه الطريقة
فقال علي يحاول اقناع نفسه قبلها :- سيعود حبيبتي سيعود الا انه بحاجة لخوض هذه المعركة لوحده لانها معركة حياته
فاجابته وهي تغلق جفنيها تستسلم لسلطان النوم بعد تعب هذه الرحلة الطويلة :- نعم معركة حيا.............ته
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,بعد مرور سبعة سنوات
تبحث بعينيها عنه لم لا تراه لا يعقل ان يكون قد تحرك من مكانه لا لقد اوصته مرارا وتكرارا ابتسمت باشراق وهي تراه يقف على الكرسي يلوح لها بذراعه بابتسامته التي تحب لوحت له هي الاخرى لتراه يفلت من رقابة جده وعمه الصارمة ويقترب منها راكضا تحت انظار المدعوين الضاحكة من هذا القزم الوسيم نظرت نحو اللجنة المكونة من اكبر الدكاترة في مجال الهندسة وبينهم بروفيسور فعلت المستحيل ليدتجد موعدا يناسب جدول اعمله الممتلئ دوما لترى ابتسامتهم المتفهمة فتحركت من مكانها لتقترب منه نزلت على ركبتيها فاقترب منها وقال وهو ينظر بعمق عينيها :- حسنا انت تذكرين كل شيء اليس كذلك ؟؟؟؟؟؟ لا تقلقي ولا تخافي فقد ذهبنا انا وجدي للصلاة والدعاء لاجلك
فقالت وهي تقبله على وجنتيه بقوة بتلك الطريقة التي تحب وقالت :- انا مطمئنة حبيبي وما دمت انت وجدك قد دعوتما الي فانا واثقة من النجاح توقف انت عن القلق لاجلي حسنا
فقال :- هل تناولت افطارك صباحا ام انك نسيته كالعادة ؟؟؟؟
لم تستطع رفل مغالبة ضحكاتها التي تعالت لتجذب اليها بعض الانظار وقالت :- يا الهي احيانا اتساءل من منا الوالدة هنا
فقال :- امي اعلم بانك لا تتناولين افطارك خذي لقد جلبت لك هذه من المتجر واخرج لها اصابع الكت كات التي يحب
اخذتها منه وهي تقول :- حسنا و خاصتك اين هي ؟؟؟
اخرج الاخرى من جيبه وقال :- ها هي
نظرت نحو رائد الذي اقترب منهما مبتسما وقال :- هل انتهت وصايا الحكيم ؟؟؟
فاجابته رفل وبقايا ضحكتها على شفتيها وقالت :- اعتقد ذلك هل انتهيت من وصاياك ايها الصغير ؟؟؟؟
فاجابها :- لا لا امي بقي شيء لم اخبرك به
رفل :- وماذا بقي ؟؟؟ هيا اسرع
فقال :- تبدين رائعة اليوم
ضربته بخفة على رأسه وهي تقول :- رائد خذ هذا الولد من هنا هيا ولا تتركه يتحرك من مكانه الى ان انتهي
فقال رائد :- هيا هيا بني قبل ان يأتي الحرس لطردنا
غادرا امامها ليعودا لمكانهما الى جانب والدها ورانيا وخطيبها وصديقتها الجديدة رنا
كانت تنظر اليهم وهي تشعر بالفخر تشعر بانها محظوظة لان الله وضع في طريقها اشخاصا فريدين لا مثيل لهم بالكون رأت اميرها الصغير بوسامته الطاغية وهو يرتدي طقمه الذي اشتراه خصيصا لهذه المناسبة بعد ان اصر على رائد ان يأخذه رافضا ذهابها معهم نهائيا ليعود وقد اشترى له رائد هذا الطقم الازرق الذي يشبه واحدا يملكه هو ليخبرها بانه سيرتديه في مناقشتها للدكتوراه تذكرت وجوده معها البارحة وهو يصر على ان يسهر معها وانه لن ينام ما لم تنام هي محاولاته الفاشلة باعداد عشاء لها بعد ان رفضت العشاء معهم تلك الشطيرة المضحكة التي اتاها بها وفي عينيه نظرة صارمة وهو يأمرها امرا ان تأكلها سمعت الاعلان الرسمي الذي يستدعيها لتقف امام اللجنة وهي تأخذ نفسا عميقا تهدئ من توترها الذي يختفي ويزول كلما نظرت اليه وهو يشير لها بعلامة النصر يبتسم لها يشجعها لترتسم على شفتيها ابتسامة تشابه خاصته بدأت المناقشة الطويلة المركزة واولئك الرجال الخمسة يتسابقون بطرح الاسئلة اظهار الضعف او النقص في رسالتها المتماسكة يفترضون فرضيات من العدم يضغطون على اعصابها ويهاجمون تحكمها بنفسها وهم يطرحون اسألتهم بنفس الوقت فلا تعرف من تجيب اولا وهكذا بعد اربع ساعات منهكة تخللها فترة راحة صغيرة تناولت فيها اصابع الكت كات وهي تنظر لامير الغاضب والمتحفز بانتظار ان يهاجم اللجنة فاومأت له بالاصابع ليخرج خاصته ويأكلها في نفس الوقت انتهت المناقشة لتقف رفل امام اللجنة بانتظار النتيجة التي سيخبرها بها رئيس اللجنة المناقشة ليتم بعدها تحرير امر رسمي لها نظر اليها وقد تغضن وجهه بابتسامة ليقول لها :- حسنا يشرفنا ان نمنحك لقب الدكتورة رفل ياسين وبتقدير جيد جدا مبارك لك دكتورة تفضلي بالقاء كلمتك
تعالت اصوات التصفيق والتهاني بينما هي تنظر لواحد فقط واحد تطاول وهو يقف على كرسيه ليراها وحالما فعل حتى نظرت اليه وهي تدعوه ليأتي فوقفت على المنصة وهي تحمله بصعوبة بعد رفضه القاطع رأت نظرة الفرح والفخر تملأ وجهه الجميل لتقول بصوت اثقلته العاطفة والتعب :- حسنا بداية اشكر كل الذين ساندوني ابتداءا بوالدي الحبيب جبلي جداري الساند بمصطلح اهل الهندسة ...ا نطلقت الضحكات من الحضور المهيب في تلك القاعة الفخمة المعدة لهذا النوع من الاحتفالات لتكمل قائلة :- شكرا لك يا حاج واتمنى ان تكون فخورا بي في هذه اللحظة بقدر فخري بنفسي رأت دموع الفرح تبلل وجهه لتكمل قائلة :- وشكري الكبير وامتناني لذاك الاخ السند الصديق والزميل والمدير الذي استطاع ان يجمع كل هذه الصفات ويوفق بينها ليكون درعا لي بمواجهة الصعوبات يذللها امامي شكرا لك اليها الاخ شكرا لك ايها الجندي المجهول نظرت لرائد الذي انحنى لها محييا بطريقة مسرحية يخفي تأثره بكلامها بضحكة اعتاد استدعائها كلما تعلق الامر بها لتكمل وهي تومئ له برأسه :- صديقاتي الحبيبات اعدكن بالتعويض عن كل التوتر والتعب عن الاعمال الشاقة التي اوكلتها اليكن طيلة الفترة الماضية شكرا لكن من القلب .... رأت رانيا ورنا وهن يجففن دموعهن ويهللن لها محييات لتقول :- ولكن ليعلم الجميع بانني فعلت كل هذا لاجل هذا الوسيم واشارت لامير لتكمل :- لاجل ان ارى هذه النظرة المتألقة على وجهه هو كان دافعي الوحيد للعيش للاجتهاد للتقدم هو من كان لي والدة حنون يراقبني يصر ليليا على البقاء بقربي الا ينام الا حين انام لينتهي به الامر غافيا وينهض في الصباح معترضا متبرما لانه نام قبلي نظرت اليه لتكمل :- لاجلك اميري لاجلك صغيري ليقترب منها معانقا اياها بقوة وترتج القاعة باصوات التصفيق الحار والصفير الذي اطلقه البعض بينما لم يستطع الاخرون السيطرة على دموعهم من هذه الخطبة المليئة بالمشاعر حتى اللجنة التي كانت تناقشها بكل قسوة راتهم ينظرون اليها بنظرات مترقرقة نزلت من المنصة وهي تحمله بين ذراعيها ليقترب رائد بسرعة وهو يقول :- توقفي انسيت الصور ليقفز امير من بين ذراعيها ويقول :- نعم امي الصور عمي اين الكاميرا ؟؟؟ هل نسيت ان تأخذ لها صورا كما اتفقنا الم نتفق ان نأخذ لها صورا محرجة ؟؟؟ ارتفع حاجبا رفل بينما اقترب رائد من امير واغلق فمه بيده وقال من بين اسنانه :- ايها الصغير لقد اصبح لسانك طويلا ذكرني الا اعقد معك اي اتفاقات مستقبلا
فقالت رفل وهي تغالب ضحكاتها :- الي بالكاميرا بسرعة
فاقترب رائد منها وهو يناولها الكاميرا وينظر لامير نظرة مؤنبة فقال الصغير :- انت لم تخبرني ان الامر سر من اين لي ان اعرف ذلك ؟؟
قهقه امير عاليا واقترب من اذنه ليهمس فيها قائلا :- لا تقلق فهناك الكثيييير من الصور على هاتفي وهاتف خالتاك منال ورنا واياك ان تقول شيئا فالامر سر
اعتدل رائد واقفا بينما انطلقت ضحكات امير وهو يقول :- انت رائع حقا عمي رائد
فقال له :- اصمت حالا
فصمت الصغير بينما رفل تكاد تنفجر ضاحكة وهي تراهما كحالهما دائما اقترب منها الجميع مهنئين ومباركين بنجاحها ليقول رائد اخيرا :- حسنا بهذه المناسبة السعيدة يسعدني ان ادعوكم للعشاء على حسابي طبعا لذا هيا تحركن بسرعة لان الوقت قد تأخر
اشارت رفل لرانيا بنظرة ذات مغزى تلقفتها رانيا فورا لتقول رفل :- انا اسفة حقا فلدي انا وامير مخطط خاص بنا فلقد حجز موعدا مع الدكتورة لذا فانا اسفة ولكن بامكانك ان تأخذ رانيا ومحمد ورنا للعشاء ها ما رأيكم ؟؟
فعبس رائد وقال :- حقا ؟؟ وما المناسبة ان لم تأتي معنا .....انت هي المناسبة
تصنعت رفل الاسف وقالت :- اسفة حقا ولكن ما من داعي لان تحرم الفتيات من هذا المشوار هيا هيا تحركو واقتربت من رانيا وهي تقول :- لن اوصيك
فقالت رانيا بامانة :- وهل يحتاج ؟؟ اعدك بانني لن ادع هذه الليلة تنتهي الا بتحرك مشاعر اخي البارد ضحكتا معا لتقترب رنا وهي تقول :- ماذا هناك لم الضحك ؟؟؟
فقالت رفل وهي تنظر اليها نظرة مقيمة :- لا شيء لا شيء ابدا سوى انك تبدين رائعة هذه الليلة الازرق يليق بك جدا
احمرت رنا بشدة وهي تقول :- حقا ؟؟؟
رفل :- نعم بل انك الاروع هذه الليلة
رنا :- يكفي رفل الان انت تبالغين فمن يراك انت لا اعتقد بانه سينشغل بالنظر لغيرك لا اعلم كيف تتالقين جمالا يوما بعد يوم والان وانت بهذا الطقم الرسمي الرمادي وحجابك الابيض تبدين اجمل منا كلنا
فقالت رانيا مؤكدة :- نعم رفل فانت الاجمل بيننا دون نقاش والان هيا تحركي رنا فصبر رائد يكاد ينتهي تحركتا من مكانهما لتبقى رفل وهي ممسكة بيد الصغير لتنظر اليه قائلة :- اذا ايها الصغير ما الذي تريد ان تفعله هذه الليلة فانا ملكك رسميا
فقال امير :- اريد ان نذهب لمكاننا الخاص انا وانت
ضحكت رفل وهي تقوده للسيارة بعد ان ودعا والدها الذي انشغل ببعض معارفه عنها وحالما دخلا اليها قالت له :- الا ترى بانك اصبحت مهووسا بذلك المكان فقال لها :- ربما ولكنني لا اكف عن تخيل ملامح والدي عندما اخبره عن هذا المكان والذي يشبه مكانكما الخاص كما اخبرتني اصبحت احبه واشتاق للذهاب اليه
ذاك الوجع الذي دائما ما تظن واهمة انه انتهى ليعود مشتعلا ملتهبا كجرح نال منه القيح والالتهاب لا يلتئم يعود للنزف كلما ذكر هذا الذي اصرت هي بغباء منقطع النظير ان ترسم له صورة في مخيلة طفلها صورة لذلك الوالد الرائع ذلك ليصبح هاجسه الوحيد سؤاله الذي لا يتوقف وهي لا تعلم بما تخبره بعد الان وصلا للمكان الذي اتخذته بديلا لواحد مشابه واحد كان شاهدا على حبها نزلا لينطلق امير راكضا نحو شجرة الجوز المعمرة التي لطالما جلسا تحتها كلما شعرته متضايقا او العكس انطلقت ضحكاته لتقول له مغيضة كعادتها وهي تستمتع باظهار غضبه النادر :- حسنا ايها الفتى هل اخبرتك من قبل بانني احبك اضعافا مضاعفة لحب اي ام لطفلها ؟؟؟
فاقترب منها وجلس تحت ظل تلك الشجرة غير ابه لطقمه الجديد وقال :- حقا ولم ؟؟
رفل :- لانك تحمل اسم وملامح وطباع احب شخص لي في حياتي اسم اميري وطباع اميري وثانيا لانك كنت هدية من السماء شردت قليلا لتتفوه بكلام خرج من تلك المنطقة المحظورة في قلبها وتكمل :- هدية تربطني بوالدك الى الابد رغما عن انفه
فقال :- وثالثا ؟؟؟
فردت قائلة بابتسامة ملأت وجهها :- لانك سبب حياتي من اجلك فقط لا زلت اعيش لانك رجلي المفضل ايها الجميل
ارتمى باحضانه متمرغا بحنانها متخليا عن ذاك النضوج السابق لاوانه وهو يتشمم رائحتها المحببة لتشدد هي من احتضانه وتقول :- هل انت جائع ؟؟؟؟
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .............................
دخلت المنزل متبرمة وهي تتمتم بكلام غاضب لتصطدم بالالعاب المكومة على الارض وبالكاد استطاعت السيطرة على توازنها فصرخت عاليا :- فررررررررررررررح
سمعت صوت اقدامها الراكضة من اعلى الدرج لتظهر تلك الفتاة الجميلة بعينيه الزرقاوان وابتسامتها الشقية الت تتلاعب بشفتيها وتقول :- اهلا اهلا حمدا لله على السلامة
فقالت سارة وملامح شيطانية ترتسم على وجهها :- كم مرة اخبرتك بان تجمعي العابك السخيفة حالما تنتهين من اللعب بها لقد كدت اقع على وجهي
انطلقت ضحكاتها الشقية المتلونة وهي تقول :- لكان منظرا رائعا في الصباح ثم من قال لك انني انتهيت من اللعب ؟؟ انا لا زلت العب بها
استشاطت سارة غيظا وهي تقترب منها بخطورة وتسحب خصلات من شعرها الكثيف المشابه لشعرها وتقول :- اتقي شري اليوم فرح واجمعي كراكيبك في الحال
فقالت الصغيرة باستسلام :- حسنا حسنا اهدئي وانحنت لتلملم العابها وتتمتم بغيض:- منك لله يا اسامة تغضبها في العمل لتنغص علينا الحياة في البيت ارتفع حاجبا سارة وابتسامة مشيطنة تشبه ابتسامة تلك الشقية ارتسمت على شفتيها وهي تعيد دعائها وتقول :- منك لله يا اسامة منك لله ايها العجوز البائس
.................................................. .................................................. .......................
تتحرك في ذلك الرواق الطويل لدار النشر التي تديرها بنجاح منقطع النظير منذ سنوات وهي تلقي بالاوامر وهي تسير اوامر صارمة تعنف هذا وتسأل عن ذاك الذي لم يحضر الاجتماع وتسير خلفها تلك الفتاة الصغيرة المشعة بالجمال بشعرها الاشقر وعيناها الزمرديتان وهي تقلد مشية اختها بطريقة مضحكة بدون صوت تتحرك تزامنا مع حركتها المتوترة تفتعل حركات بوجهها الجميل تجعل الكل يغالب ضحكته خوفا من المديرة الصارمة وحالما دخلت المكتب جلست سوسو بمكتب السكرتارية ليأتي الجميع ليسلم عليها وهم يعبرون عن شوقهم الكبير لها فتقول هي بغرور زائف :- نعم نعم اعلم فلن تعرف خيري حتى تجرب غيري
وتؤشر باتجاه مكتب اختها وتعود لتقول بجدية :- اتقوا شرها الوم فالوالد تعرض لازمة البارحة وهي لم تنم حتى الصباح لذا احذرو منها يا قوم
تجهم وجه الجميع وبان القلق على بعض الوجوه لتكمل قائلة :- لا تقلقوا انه مجرد نزلة برد شديدة الا ان حضرة المديرة جعلت منها ازمة
رأت انتشارهم من امامها وتشتت جمعهم رأت سما سكرتيرة اختها تنشغل عنها ببعض الملفات لتقول مخاطبة اياها :- انها خلفي اليس كذلك ؟؟
فاومأت سما موافقة باشارة من رأسها وهي تنظر اليها بتعاطف لتقول سهى بنبرة امرة :- سوسو هلا اتيت للمكتب قليلا عزيزتي
عادت سوسو بجسدها للورار تحت انظار الموظفين المتعاطفة وهي تعبر عن حالها بحركات ممتعضة بوجهها جعلت الجميع يكاد ينفجر من الضحك دخلت المكتب لتجرها سهى فورا وتقول :- اذا ؟؟؟
فاجابتها وهي ترفع حاجبها :- اذا ماذا ؟؟
سهى :- الن تتوقفي عن هرجك هذا ؟؟؟ انت لم تعودي صغيرة سوسو انت شابة الان وتصرفاتك هذه لم تعد تليق
فاجابتها سوسو ممتعضة :- توقفي حبيبتي توقفي عن هذه الاقوال انا لم افعل شيئا خاطئا والان اخبريني بالعمل الممتع الذي تدخرينه لي كالعادة قالتها بنبرة ذات مغزى ارسلت ابتسامة لشفتي سهى لتقول :- تعلمين بانك لست مجبرة على هذا العمل فانا اهم شيء لدي دراستك
فقالت سوسو :- اعلم والان اعلميني عن عملي بالله عليك
فقالت سهى :- انها هذه الملفات واشارت الى كدس من الاضابير المليئة بالتراب وقالت :- انها تخص المصاريف وانا اعلم بانك جيدة في الحساب لذا ساستغل مهارتك هذه لصالحي
شمرت سوسو عن ساعديها واقتربت من الملفات لتبدأ العمل المهلك الذي لطالما ادخرته لها اختها
بينما ارتسمت ابتسامة حانية على شفتي سهى وهي تراها تعمل بكل امانة على هذه الملفات الوهمية انها الطريقة الوحيدة التي تحتفظ بها باختها قريبة منها محاطة باناس تثق بهم بعيدة عن اغراءات مجتمعهم الفاسدة التي اثرت علييها هي سابقا جعلتها ترتكب اخطاءا دفعت ثمنها غاليا ولكنها لن تسمح لشيء بان يؤذي اختها يكسرها كما كسرت هي ابدا لن تدع عالمها ونظرتها للدنيا تتشوه فهي لم يكن لديها احد الا ان سوسو لديها هي وهي ستقف خلفها تدعمها من حيث تعلم ومن حيث لا تعلم


يتبع...

لأجل حبك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن