الفصل الثاني والعشرون
(( احمممممممممممد))
صرخت باعلى قوتها وهي تشاهد جسده القوي ذاك الذي كان منذ ساعات يغمرها بدفئه وقوته يتهادى امامها بلا حول ولا قوة وكأنه وكأنه قد فارق الحياة صعقتها تلك الفكرة لتشعر بنفسها تنهار امامه دون ان تستطيع ايقاف صرخاتها المرتاعة ولا انتفاضاتها
ليهدر رائد بصوته الفخم ذاك :- توقفي توقفي عن النحيب بحق الله وساعديني هيا ساعديني لنأخذه لسيارتي استعادت رفل بعضا من انتباهها لتنظر لذلك المشرف عليها كالجبل وهو ينظر اليها بتلك النظرة الحازمة وتهز رأسها موافقة اسنده رائد على جسده وقال موجها كلامه لها :- خذي المفاتيح وافتحي السيارة حالا
اخذت المفاتيح منه وركضت باتجاه السيارة لتفتح الباب ادخله رائد للمقعد الخلفي لتجلس رفل بالقرب منه قريبا منه للغايه لم تستطع ان تسيطر على مشاعرها رفعت يدها لتتلمس وجهه تلك الكدمة الزرقاء على جبينه صعقتها برودته الشديدة ذاك الجسد الدافيء اصبح كقطعة جليد انتقلت برودته اليها بكل سهولة لترتجف بقوة وهي لا تعلم السبب الحقيقي لارتجافها ولكنها شعرت في تلك اللحظة بانهما كيان واحد بانها تشعر بآلامه كلها ترتعش وتنتفض بالتزامن مع ارتعاداته امسكت بيديه اللتان كانتا كقطعة من الثلج لتضعهما في حجرها وهي تفركهما بكل قوة لتبثه بعضا من الدفء بينما عيناها لم تتوقفا لدقيقة عن ذرف الدموع لم تستطع حتى ان تتخيل ان يصيبه مكروه ان يغادر حياتها بعد ان فرض نفسه عليها بكل كبرياء عادت لذاكرتها لحظة فقدها لامير عندما علمت بالخبر نظرت لوجهه لقد كان معها اسندها لم يفارقها حتى اوصلها للمشفى ركزت النظر اكثر لتظهر صورته مشوشة صورته وهو يحتضنها يهدهدها وهي منهارة هل حصل هذا حقا ام انه من وحي خيالها الذي كان في هذه اللحظة مريضا للغاية ...............
صقيع جمد اطرافه احكم السيطرة عليها بكل قسوة حتى انفاسه كانت تشق حلقه كلما اخذها لقد كانت تلك هي النهاية ايقن هذا ولكنه لم يستطع الاستسلام ليس قبل ان يطمئن عليها ولكن الامر لم يكن بيده حينها....... الظلام احكم قبضته لينافس تلك البرودة بينما شعر بجسده كله يئن تحت وطأة اصابته استسلم لذاك الظلام استسلم بعد ان سمع صوتها استسلم وهو يشعر بان القدر قاس عليه قاس للغاية ..
دفء غريب .. رائحة عطرة يعرفها ويميزها من بين الف كانت تحيط به لقد كان يحلم كان موقنا من الامر ولكن لا ليس من الممكن تلك الانفاس المنعشة التي تمر عبر خلاياه يعرفها فقد سبق وامتلكها عنوة هل هو في الجنة لا اكيد لا فهو يكاد يجزم انه من اهل النار تلك اللمسات الرقيقة تلك الهمهمات تلك السكنات التي يحفظها عن ظهر قلب ذاك الدفء الذي احتضن كفيه بكل رقة حاول فتح عينيه حاول ولكنه شعر بالرعب من فكرة ان يرى ذاك الظلام والصقيع يحيطان به حرك اصابعة ليمسك يديها فذاك اضعف الايمان قبض على اصابعها بكل ما يملك من قوة حتى ولو كان حلما فهو لن يفلتها ابدا
انتفضت رفل بقوة وهي تشعر بأصابعه تحتكم قبضتها لتصرخ فورا :- احمد احمد افتح عينيك ارجوك افتح عينيك
استجاب لذاك الامر وكأن عينيه بانتظار امرها ذاك فنظر اليها نظرة كشفت عن مكنونات قلبه كلها لتنفجر دموعها وهي تشدد من قربها اليه وتقول :- هل انت بخير ارجوك اجبني
اراد ان يجيب وهو يشعر بعودة وعيه اليه ليسمع ذلك الصوت الذي اثار كل غرائزه وحميته :- لا تقلقي لقد كدنا نصل الى المشفى
رفع نفسه بصعوبة شديدة ليرى المكان الذي هو فيه لم يستطع التعرف على السيارة فهدر فورا بكل ما يملك من قوة :- اوقف السيارة
لم ينفذ رائد الامر ليعيده احمد بصوت اعلى وهو ينظر الى رفل التي انزوت بعيدا عنه :- اوقف السيارة حالا استجاب رائد له هذه المرة لينظر احمد اليه وهو يحاول التخلص من الدوار الذي استحكم عليه ويقول :- من انت ؟؟ اجاب رائد دون ان يستطيع ان يشيح نظره عن تلك التي ملكت كل حواسه طوال الساعة الماضية :- انا لا احد لقد رايت السيدة في ساعة متاخرة من الليل ولم استطع تجاهل الامر نظر احمد الى رفل شزرا وهو يشتم ويقول :- الم اخبرك بان لا تخرجي من المنزل كيف استطعت فعل ذلك ؟؟ لم تجب رفل بل انكمشت على نفسها اكثر ليجيب رائد وهو ينظر اليه :- اهدأ قليلا ودعني اخذكم الى المشفى لانك تبدو متعبا للغاية اعاد احمد بصره اليه وهو يقول :- انا اشكرك حقا ولكنني لن اذهب للمشفى سننزل هنا ونعود للبيت ونظر الى رفل لتنفذ الامر وهي تحاول فتح الباب الذي اغلقه رائد فورا لانه غير مستعد لان يفقد اثرها لا ليس الان فنظر نحو احمد التي كانت عيناه تشتعلان وقال :- اسمع الساعة الان تجاوزت الخامسة صباحا وانت تبدو متعبا للغاية لن تجد اي تاكسي في هذه الساعة ان لم ترد ان اوصلكما للمشفى فانا مستعد لايصالكم لمنزلكم اراد احمد ان يرفض طلب هذا اللزج الا ان تلك اللمسة التي حطت على ذراعه ليحترق تحتها بكل قسوة التفت اليها ليراها غارقة في الدموع لتقول :- من فضلك احمد لا تكن عنيدا دعه يوصلنا للمشفى او البيت حتى
لتشهق فورا ببقايا دموعها شعر بقلبه يتمزق لمرآها فاوما بصمت واتكأ على الكرسي قريبا منها من دفئها وامسك يدها القريبة لم تمانع لم تنفضه كما توقع بل استقرت واستكانت كأنه مكانها الطبيعي ليستكين هو الاخر ويستسلم لارهاقه الشديد وقوته اللحظية تلك تنسحب بعد ان اوضح وجهة نظره واغمض عينيه ليغرق في دفء قربها المهلك ذاك .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ......................
بعد مرور ثلاثة ايام
تجلس كحالها منذ ايام مستندة الى كرسي المشفى الذي حفر علاماته بظهرها من كثر جلوسها عليه تنتظر خبرا عن والدها الذي ساءت حاله بعد حديثهما ذاك التفتت الى العم محمد ذاك الذي لم يتركها للحظة واحدة وقالت :- عمي هل تعرف اين هي ؟؟
علم معنى السؤال حالا واومأ بصمت فقالت :- اريد ان ارها فاجابها :- كيف يا ابنتي ماذا ساخبرها ؟؟؟ فصرخت سهى وشعرت بان اعصابها على وشك الانهيار :- لا اعلم كيف ولكن عليها ان تكون هنا معنا فاومأ براسه وتحرك من فوره ليذهب لاحضارها بينما سهى غارقة في افكارها المهلكة كم كانت غبية ساذجة الى متى ستبقين هكذا ؟؟ هاتف هتف بها واستمر في تقريعه :- الى متى ستبقين هكذا ؟؟ ساذجة غبية تصدقين كل من حولك تعيشين في عالم وردي عالم انتهى تشوه بشدة ....نظرت لسيل اقربائها الذي لم يتوقفو عن التوافد للحظة منذ وعكة ابيها تلك ترى امارات الطمع تلك النظرات الجشعة التي لا تتوانى عن اظهار طمعها وجشعها بعد ان سقط ذاك الجبل ذاك الذي كانو يعتمدون عليه جميعا يمتصون امواله كالعلقات كره عميق شعور تعرفه لاول مرة في حياتها احتكم على قلبها حاولت بشتى الطرق ان تعود لما كانت عليه قبل ثلاثة ايام الا انها تشعر بانها شخص اخر سهى اخرى غير تلك التي كانتها تلك التي ماتت وقتلت بيدي من تحب ذاك القاسي الذي سرق قلبها ليحيله رماد قفرا ارضا جرداء قاحلة والاخر والدها سندها تشعر بان دموعها تحجرت نظرت حولها الى تلك الوجوه ليعقد قلبها وعقلها حلفا تصالحا للمرة الاولى في حياتها هي ابدا لن تدع احد اخر يتعدى على حقوقها رفعت رأسها لتر العم محمد قادما يجر خلفه طفلة صغيرة بضفيرتين طويلتين بلون الذهب وعينان تشعان ذكاءا تبدو في السابعة او الثامنة من عمرها شعرت بالتوتر لم تعرف ما الذي ستقوله لها فهي رغم تلك القسوة التي تملكتها القسوة التي لم تعتقد يوما بانها ستسكن قلبها الا انها لم تشأ ان تصدم تلك الطفلة لم تشأ ان تشوه حياتها كما تشوهت حياتها هي لتفاجأ باقتراب تلك الفتاة وابتسامتها المشعة تزين شفتيها وهي تقول :- انت سهى الست كذلك ؟؟؟ ........... شعرت بان دلوا من الماء البارد سكبت فوق رأسها لتكمل تلك الصغيرة دون ان تخفي ابتسامتها او حماسها الشديدين وتقول :- انا ايضا اسمي سهى لقد سماني والدي على اسمك لطالما اخبرني بانه يحب ان يكون دائما محاطا بسهى شهقت سهى بالم بينما حشرجات بكاءها العنيفة تتصاعد حتى شعرت بانها تكاد تختنق لتقترب تلك الصغيرة ويعلو وجهها البريء امارات القلق وتقول :- ماذا بك اختي انا اسفة هل ازعجتك بشيء لم تستطع ان تصبر اكثر سهى التي ظنتها ماتت قتلت ها هي وبفعل كلمات قليلة من فتاة صغيرة تستعيد انفاسها اقتربت منها لتسحبها لاحضانها وهي تبكي تلك الفتاة الصغيرة كانت اختها سميتها شعرت بانها استعادت جزءا مفقودا منها كل ما تلك الفتاة مالوف رائحتها كلماتها الحاذقة حنانها الذي يشبه حنان والدها والدها ااااااه من والدها تلك الفتاة لم يعد لديها احد بعد وفاة والدتها لم يعد لديها احد سواها هي لتعقد قرارا لا رجعة فيه ابدا قرارا بانها ابدا لن تتخلى عن شقيقتها ابدا ابدا
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ......................................
نظرت لنفسها في المرآة بلمحة اخيرة قبل ان تنزل اليه حاولت اخفاء اضطرابها توترها الذي سيطر عليها ولكنها كالعادة حالما رأته بتلك الابتسامة القاتلة التي تحب حتى عاد توترها وارتباكها الليلة يجب ان تخبره وليحصل ما يحصل تناول كفها قبل ان تنزل الدرجة الاخيرة من السلم وقبلها برقة بالغة وهو يقول :- اميرتي ما اجمل انتظارك وما اجمل حضورك بعد الانتظار احمرت خجلا وشعرت بان كلها يرتجف ها هو يصعب الامر عليها ولكن لا عليها ان تخبره ابتسمت بوجهه وامسكت بيده لتسحبه خلفها للصالة وهي تراجع ما ستقوله وكيف ليبتسم ويقول :- حسنا اخبريني ؟؟؟
منال :- اخبرك بماذا ؟؟؟
علي :- بذاك الشيء الذي يربكك ويجعلك لا تنظرين بعيني حتى هيا اخبريني لنستطيع الاستمتاع بباقي الامسية
فاجابت منال وهي ترفع رسها وتنظر بعمق عينيه :- اتعلم بان نظرتك لي خارقة كنظرة امي رحمها الله
قهقه علي بقوة وعاود النظر اليها ليقول وعيناه تحملان نظرات الاستمتاع والشقاوة :- لو علمت بما يجول براسي الان لما فكرتي بمقارنتي بامك رحمها الله
ضربته على كتفه بقوة ليتأوه ويمنع وقوفها ويقول :- تكلمي حبيبتي لا داعي لتوترك ابدا
اخذت نفسا عميقا للغاية لتستعيد اتزانها ونظرت اليه وقالت :- حسنا .... احم احم انت تذكر ما حدث قبل سنوات عندما استشرتك بموضوع الانتماء لمنظمة اطباء بل حدود اومأ برأسه لتكمل قائلة :- حسنا لفترة طويلة اقتصر عملي معهم على توفير الدعم حضور المؤتمرات وجمع التبرعات ولكن ........ صمتت ليقول علي : لكن ماذا حبيبتي هل الامر يتعلق بالمال اخبريني المبلغ فقط دون هذه المقدمات وانا ساتكفل بالامر
فاجابت منال وقد بدأت شجاعتها تغادرها :- لا حبيبي الامر لا يتعلق بالمال
فقاطعها علي فورا :- اذا ما الامر منال لقد اقلقتني
منال :- انهم بحاجة لمتطوعين للذهاب الى احدى القرى الفقيرة في الصومال
علي :- نعم وما دخلنا نحن ؟؟؟
منال :- الامر انهم بحاجة لمتطوعات في الطب النسائي والتوليد يحتاجون لهذا الاختصاص بشدة بسبب كثرة الوفيات من النساء والاطفال الرضع جذبت انتباهه لتكمل :- تخيل علي لقد اخبرني احد المتطوعين للذهاب هناك بان الحوامل واللواتي تتراوح اعمارهن بين 14 الى 18 سنة تتولى توليدهن نساء القرية ومعظمهن يفقدن حياتهن تأثرا بالنزيف وبسبب الفايروسات قلة الاهتمام والجهل الجهل المطبق لقد اراني صورا صورا تقطع القلب لفتيات بعمر الزهور قضين بسبب الاهمال وبسبب الجهل وانعدام الدعم والمساعدة لذا قامت المنظمة بالتنظيم لدورة تعليمية لبعض النساء ممن لديهن الامكانية وقد احم ...وجهت لي دعوة
فصرخ علي فورا :- ماذا دعوة لماذا ؟؟؟ بالطبع رفضتي اليس كذلك ؟؟
منال بتوجس : - لا لم ارفض
فصرخ علي :- ما الذي تتكلمين عنه منال ؟؟ اتعنين بانك وافقت وما نفع اخباري اذا ؟؟
منال :- لا علي اهدأ من فضلك
علي :- اهدأ كيف كيف ؟؟؟تخبرينني بانك تريدين الذهاب لاحدى القرى الصومالية تلك القرى التي لا تخضع لاي قانون او حكومة وبانك قد وافقت دون ان تخبريني فكيف اهدا كيف ؟؟ وقال اخر كلماته هادرا بصوت مزق خلاياها السمعية لتصرخ هي الاخرى : لم اوافق علي توقف
هدأ قليلا ليقول :- ما الذي تعنينه انت لن تغادري منال افهمي هذا سواءا اعطيت موافقتك ام لا والامر منتهي وتركها مغادرا ليصفق الباب خلفة بقوة ارتج لها البيت كله
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..............................
وقف مترددا امام منزلها ينظر لباقة الورود التي يحملها يشعر نفسه سخيفا للغاية الا انه لم يقدر لم يقدر على رفض دعوة احمد لم يستطع ان يفوت فرصة رؤيتها مرة اخرى لا الامر خارج عن ارادته سحب نفسا عميقا ليهدأ وجيب قلبه الذي بدا كأنه يقيم احتفالا وطرق الباب لحظات ليفتح له احمد الباب بابتسامة صادقة ممتنة وهو يحييه قائلا :- كيف حالك يا صديقي شكرا لانك لبيت دعوتنا تفضل تفضل
رائد :- وكيف لا افعل وهل انا غبي لافوت على نفسي فرصة تناول طعام منزلي بدل الطعام الذي اصابني بالمرض
قهقه احمد وسحبه خلفه وهو يقول :- اذا فانت محظوظ حقا لان زوجتي اعدت مأدبة تكفي لاطعام جيش من الجائعين
لتظهر رفل فورا من باب المطبخ القريب وهي تبتسم بخجل وتقترب من احمد الذي بادلها نظرات تفيض بالعشق والحب وتقول :- تفضل من فضلك تصرف كأنك في بيتك
بينما هو فقد سيطرته على كل حواسه عينيه اللتان التهمتا تفاصيلها التهاما بثوبها الاخضر الفيروزي الطويل الفضفاض والذي يصل لكاحليها ذلك المعطف الخفيف الذي يشبه لون عينيها عسلي ملتهب بينما وجهها كان قصة اخرى خدودها المتلونة بالاحمر الشهي ينافس التفاح الذي يزهر في مزارعهم شفتيها الورديتين واللتان تكورتا بخجل وعينيها اه من عينيها في كل مرة يراها تتبدلان طبقا لاحساسها والان بلونهما الذهبي اللامع هذا يخمن بانها سعيدة سعيدة للغاية والان لم يتبقى الا شعرها كم يتوق لان يكمل قصة الجمال هذا ولكن هيهات وهي تغطيه بكل هذا التزمت تنحنح ليجلي حلقه واشاح ببصره وقال :- شكرا لك لدعوتك سيدتي
فقال احمد ممازحا :- احم وماذا عن هذه الباقة اتنوي الاحتفاظ بها طويلا؟؟؟
ضحك رائد وقال :- لا لا انها لك حمدا لله على سلامتك لا تبدو لي مريضا ابدا اشك بكونك تدعي ....
خطفها احمد من يده وتوجه بها لرفل وقدمها لها بطريق مسرحية قائلا :- الورد للورد
ليصبح لون خدودها احمر دموي وتختطف الباقة من يده وتتحرك باتجاه المطبخ بسرعة قاتلة ابتسامة بلهاء ارتسمت على شفتيها وهي تحتضن الباقة كأنها طفلها لم تتحرك لدقائق وهي تنظر باتجاه الباب قلبها يخفق بقوة يرفرف كطائر حبيس منح حريته حين لم يكن يتوقع ما الذي حدث لها ؟؟ لا تعرف ثلاثة ايام مرت عليها ليست كباقي الايام بل هي خارج حدود التوقيت خارج اي حدود سهمت وغادرت بفكرها لتلك اللحظة تلك عندما احتضن يدها بين يديه لتستكين وتشعر بانها جزء منه كيان انفصل عنه ليسترده نعم هذا ما شعرته لم تصدق لم تصدق شعورها لقد كان شيئا فوق الخيال جنون جنون احتل كيانها كله ليلغي عقلها لم تعد تملك اي سيطرة على حواسها ملكها كلها هذا الرجل العجيب الرجل الذي فعل من اجلها ما لا يتخيله عقل ولا يتصوره منطق الرجل الذي احتل مكان الجميع في حياتها بكل قوة وخرج منتصرا بعد ان اسقط حصونها كلها واحدا بعد الاخر حارب حزنها كرهها منطقها غباءها عنادها احلامها وهزم الجميع ليبقى هو سيدا وحيدا على عرش قلبها هذا ما اكتشفته بعد غباء طويل عناء طويل حزن طويل
عندما اعادهم رائد للبيت ساعدها على ادخاله للبيت واتصل فورا بطبيب صديق له بقي ملازما لها لم يتركها لدقيقة ادخلاه لغرفته ليامرها فورا بتغيير ملابسه المبتلة بالماء وبعض من دماءه بقيت متسمرة لدقائق لا تعلم ما الذي تفعله كيف كيف ستغير له ملابسه هي لم تر رجلا عاريا في حياتها كلها احمرت بشدة رغم شحوبها الشديد الا ان الدم تصاعد متدفقا ليلون وجهها كله باللون الاحمر اقتربت منه ببطء شديد وهي تنظر للدماء القليلة التي تغطي اجزاءا من ملابسه فتحت ازرار قميصه بيديها المرتجفتين لتشهق فورا وهو يمسك بيدها وينظر اليها بنيران عينيه الزرقاء تسمرت تنظر اليه بغباء ودموعها تجري ولا تستطيع ايقافها ليقول اخيرا : لاداعي استطيع ان افعل ذلك بنفسي ... لقد كان بالكاد يستطيع رفع يده ولم يستطع تحريك ساقيه فاقتربت منه وهي تقول :- لا بأس دعني افعل ذلك من فضلك لينزل يديه فورا وينظر اليها وهي تقترب منه وجسدها كله يرتجف بسبب قربه المهلك ونظرات عينيه التي لم ترحمها لينتفضا فورا بسبب طرقات باب الغرفة نظر لها احمد شزرا لتسرع بالتوضيح :- انه ذلك السيد الذي ساعدنا لقد اصر ان يجلب الطبيب لا بد انه حضر ليجيب احمد :- تفضل دخل رائد ومعه الطبيب لتخرج رفل من الغرفة التي اصبحت مزدحمة وهي تركض باتجاه المطبخ تحاول السيطرة على مشاعرها على احساسها الذي لم تستطع تفسيره عادت بعد وقت لم تعرف مدته لتجد بان احمد قد غير ملابسه بمساعدة رائد واحمد يبدو مرتاحا بعد ان قام الطبيب بتضميد جروح وجهه القليلة وجرحا في بطنه لتقترب منهم وتسأل بلهفة :- كيف حاله دكتور ؟؟؟
ليجيب الطبيب :- جروحه سطحية ولكن درجة حرارته مرتفعة للغاية يحتاج للعناية وبعض المضادات الحيوية سيكون بخير لا تقلقي سيدتي واسرع مغادرا ليتبعه رائد الذي استوقفه احمد قائلا :- شكرا لك شكرا جزيلا ليجيبه رائد بابتسامة مجاملة وهو يقول :- لا داعي لذلك بالاذن وغادر تاركا رفل تحدق باحمد دون ان تجد ما تقول................
فرقع باصابعه امام وجهها وهو يضحك قائلا : الغداء يا حضرة الزوجة فالضيوف بدءوا بالتذمر
لتلتفت له رفل بابتسامتها البلهاء نفسها وتقول :- كل شيء جاهز ساعدني بنقل الاطباق فاومأ بأسه وحمل اطباقها الشهية واتجها معا نحو ضيفهما الذي بدأ الندم يزحف لقلبه بسبب قبوله للدعوة التعذيبية هذه رفع رأسه ونظر اليها وهي تتهادى في مشيتها كاميرة تحمل اطباقا سيأكلها كلها مهما كان طعمها يكفي انها صنعتها بيديها يكفي انها صنعتها من اجله ابتسم لمرآها ليحدثه احمد قائلا :- احذرك يا رائد فزوجتي مستبدة من الطراز الاول لا تقبل سوى بالمديح والثناء لذا حتى وان كان الطعام مالحا محروقا او حتى متحجرا عليك بالمديح
قهقه رائد وهو يشعر بالحقارة لانه احب احمد حقا لقد كان شخصا استثنائيا دخل قلبه على الفور ولكن ماذا يفعل لقلبه الغبي ذاك الذي صام صوما طويلا ليفطر على .. قطع افكاره ليجيب احمد قائلا :- لا تقلق فبعد تناولي لطعام اختي السيء والذي لا اظن بان هناك اسوا منه ابدا اصبح بامكاني مدح اي طعام غيره تعالت ضحكاتهما بينما رفل شعرت بالحنق والغضب لتقول :- ههههههههه مضحكان تناولا الطعام بصمت وانت يا حضرة الاخ لا تتكلم عن طعام اختك ابدا لانني اكاد اجزم بانه ليس بالسوء الذي تتكلم عنه
فاجاب رائد :- حقا اذا سيكون من دواعي سروري دعوتكما لتناوله واعدك بانك ستغيرين رايك فورا
ضرب احمد كتفه بخفة قائلا :- ان شاء الله نأكل طعام اختك او قد يحالفك الحظ وناكل طعام زوجتك ليصمت رائد ويبدأ فورا بالتهام الطعام بينما استمرت احاديث احمد ورفل المرحة طيلة الوقت لينتهي الغداء
احمد :- ها اخبرني مارأيك ؟؟؟
رائد :- سلمت الايادي سيدتي لم اذق طعاما اطيب في حياتي كلها
فاجاب احمد ضاحكا :- انك حقا رجل محنك تبدو صادقا وانت تقولها حتى انا كدت اصدق ......
رائد :- توقف احمد ان الطعام رائع حقا
رفل :- اشكرك حقا رائد ولكن من فضلك لا تنادني سيدتي فانت منذ تلك اللحظة التي قبلت بها باخوتي وساعدتني وانت بالنسبة لي اخي لذا توقف عن مناداتي هكذا ....
حملت الاطباق وغادرت باتجاه المطبخ ولحقها احمد بالباقي بينما شعر رائد بطعنة نجلاء اخترقت قلبه بقوة اخ ااااااه منك يا قلبي لقد عشقت قاتلة قاتلة تقتل دون ان يرف لها جفن وتحرك ليخرج لن يستطيع احتمال البقاء اكثر عليه بالمغادرة تحرك باتجاه الباب ليلحقه احمد قائلا :- الى اين يا رجل توقف فللغداء بقية
تنحنح رائد ليجلي حنجرته من بقايا المه وقال :- لا احمد علي بالمغادرة فاستراحة الغداء انتهت منذ نصف ساعة بلغ تحياتي لزوجتك وشكري على هذه الدعوة
احمد :- لا تقل هكذا يا رائد فانت اصبحت فردا من عائلتنا لا استطيع نسيان ما فعلته لاجل رفل لا يزال عقلي لا يتوقف عن التفكير لو ان شخصا غيرك لو ان مكروها اصابها ولكن الحمد لله انك كنت موجودا في تلك اللحظة وشكرا لك يا صديقي تبادلا عناقا رجوليا ليغادر رائد تاركا احمد وعلى وجهه ابتسامة صادقة اتجاه صديق الجديد واتجه نحو معذبته نحو منقذته ليقترب منها بينما كانت هي تغسل الاطباق اقترب منها كثير ليقول :- الم نتفق بان تلك هي مهمتي انتفضت وهي تقول :- احمد لقد ارعبتني هل غادر رائد ؟؟
احمد :- نعم لقد غادر والان ابتعدي هيا ودعيني اقوم بمهامي
حركت رأسها نافية وهي تقول :- لا لا احمد من فضلك اذهب لترتاح قليلا انت لا زلت متعبا
احمد :- توقفي رفل انا بخير بل لم اكن يوما افضل حالا هيا تحركي لقد تعبت اليوم في اعداد هذه الوليمة التي رفعت راسي
رفل :- اها حقا الم يكن مالحا محترقا او ماذا ؟؟ ها تذكرت متحجرا
قهقه احمد عاليا وهو يقول :- ممتع وحقودة ايضا لقد بدات اعفك حق المعرفة خلال هذه الفترة
ضحكت رفل بسعادة وقالت :- ومخاعة ايضا لقد انهيت الغسيل
نظر احمد لحوض الغسيل الذي اصبح لامعا وقال :- نعم مخادعة كبيرة
رفل :- احمد اريد ان اسألك سؤالا واريدك ان تجيبني بصراحة
احمد :- انا اعدك
رفل:- عندما كنت في المستشفى بعد بعد .. تحشرج صوتها قليلا لتكمل :- بعد وفاة امير رحمه الله هل كنت هناك ؟؟ اعني بعد ان اوصلتني
احمد :- نعم
اجابت رفل والمفاجأة تملأ وجهها :- متى ؟؟؟
احمد :- في كل لحظة
رفل :- ما الذي تعنيه ؟؟
احمد:- لم اغادر لدقيقة بقيت معك الاسبوع كله
نزلت دموع رفل وهي تنظر لعينيه وتسال نفسها هل من الممكن ؟؟ لتكمل قائلة :- لقد كنت اعرف شعرت بوجود شخص ما الى جانبي شخص زرع الاطمئنان في داخلي ولكن لم اعرفك الا منذ ايام ظهرت صورتك مشوشة في ذاكرتي ولكن ....... لماذ ؟؟؟
احمد :- لماذا ماذا ؟؟
رفل :- لماذا فعلت هذا ؟؟ بل لماذا تفعل كل ما تفعله ؟ ولا تخبرني بانه الذنب
نظر احمد اليها بهيام وقال بصوت خرج من اعماقه :- لانني ... لانني احبكيتبع...
أنت تقرأ
لأجل حبك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Serendipity Green لاجل حبك فقط لاجل حبك كبرت .... لاجل حبك سهرت ...... لاجل حبك تغيرت ........ والان الان كرهتك بقدر حبك فاصبحت اعيش لكي اكرهك فكما حبك كان دافعي للعيش فكرهك دافع للعيش ............ فانت في كل حالاتك حبك غدرك خيانت...