الفصل الخامس والثلاثون

1.9K 67 2
                                    

الفصل الخامس والثلاثون



طرقات رقيقة على الباب اخرجت علي من استغراقه بالعمل ومكالمة احمد التي شغلت باله لتدخل مكتبه طفلته الحبيبة نور عينه فقال مخاطبا اياها :- تعالي يا نور عيني ماذا هناك ؟؟؟ اقتربت نور من والدها وقفزت لتجلس بين احضانه احتضنها علي بحب وقبل رأسها وقال :- اذا ماذا تريد شبيهة امها ؟؟؟
نظرت اليه بحنق لذيذ وقالت :- بابا ولم تقولها وكأنها شتيمة ماذا بها ماما ؟؟؟
قهقه علي وقبل خدها بخشونة وقال :- يا الهي ايتها الفتاة من اين تأتين بهذه الكلام ؟؟؟ اسف لجنابك ولجناب الوالدة المبجلة تكلمي الان
فقالت :- لا انتظر ان فرح واحمد ينتظران في الخارج ساناديهم لنكلمك بالموضوع
فقال علي :- سترك يا رب العصابة كلها لا ينقص سوى تلك ال ....... ولم يكمل البقية خوفا من نور التي كانت تنتظر لتؤنبه لاي كلمة يقولها وقال :- ناديهم لنرى
وقف الثلاثة امامه فرح تلكز نور بذراعها وحمادة يناظرهما بحنق لانه كالقزم بينهما لا يستطيع سماع ما يقولان فاقترب علي منه وحمله وقال :- تكلم يا بني فنحن الرجال لا نعرف اللف والدوران بعكس جيش الفتيات الذي عندنا ماذا هناك وما سبب الاجتماع ؟؟؟؟
فقال احمد وهو يفكر قليلا :- بابا لم لا نقيم حفل عيد ميلاد لسارة ؟؟؟
ركضت الفتاتين بالقرب من والدهن وهن يرمقن احمد بنظرات غاضبة لانه تكلم قبلهما..... جلس علي على الارض ونادى عليهم ليجلسوا بالقرب منه بينما اجلس حمادة في حضنه وقال :- لنرى تكلمي نور ما الامر ؟؟؟
فقالت نور :- بابا اليست سارة اختنا اعني كاختنا فلم لا نقيم لها حفلا كخاصتي انا وفرح او كعيد ميلاد حمادة حتى ماما انت تصر على اقامة حفل لها كل عام ولكن سارة لا احد يفكر باقامة حفل لها
لتكمل فرح قائلة وامارات ذكاءها الخارق تظهر على وجهها :- بابا اتعلم ان سارة لا تأخذ المصروف الذي تعطيه لها ابدا
فقال علي :- اعلم ولكنني لا اتوقف عن فعل ذلك ابدا علها تقبل في احد الايام ان تأخذ مني شيئا
فقالت فرح :- بابا ان سارة لاتحتاج للمال انها لا تشتري اي شيء لنفسها ابدا كل شهر تجلب لنا جميعا الهدايا انا نور وحمادة انها تجبرنا على ان نكتب لها كل ما نحتاجه ونتمناه ولكنها لا تشتري لنفسها اي شيء ابدا اتعلم بانني اراها احيانا تبكي تبكي عندما تظن باننا لا نراها ولكننا نفعل انها صديقتنا بابا ونحن حزينين لاجلها
فقال حمادة ودموعه تهدد بالنزول :- بابا انا احب سارة
احتضنهم علي كلهم لقلبه وهو يفكر بصحة كلام صغاره الاذكياء فهو قد التزم المكان الذي وضعته هي فيه لطالما عاملته بجمود وتباعد لم يقبل في البداية كان يصر على التدخل في حياتها اشراكها معهم الا انها كانت ترفض ترفض بكل حزم مصروفها الشهري الذي خصصه لها بالغصب عنها توقفت عن اخذه بالقوة منذ ان التحقت بالعمل والان يعلم بانها تصرف راتبها على اطفاله اي نوع من الفتيات هي ؟؟؟ لم تنغر ولو للحظة واحدة بحياتهم لم تحسب نفسها يوما منهم وقد كانت تنكر قربها منهم لدرجة تشعره احيانا بالاهانة وكأنه رجل مافيا او تاجر مخدرات ولكنها عزة نفسها وكبرياءها كم هي رائعة تلك السارة والان وهو يرى انعكاس صفاتها على اطفاله يشعر بانه محظوظ محظوظ لوجودها بالقرب منهم محظوظ لانها جزء من عائلته وسيفهمها ذلك حتى ولو اضطر لاقحامه اقحاما في رأسها العنيد
فقال بحماس :- اذا هل تعرف احداكم موعد عيد ميلادها
فقالتا معا :- غدا بابا انه في الغد
فقال علي :- اذا فلدينا الكثير من العمل
واخذ يشرح للصغار مخططا خبيثا لاجل سارة وتوضيح انتمائها القسري لعائلة السالم !!!!!!!!!!
.................................................. .................................................. .................................................. ........................................
:- لا تقلقي رفل ان عماد صديقي منذ الصغر وانا اعتبر مديرا اكثر صرامة منه
قالها رائد وهو ينظر الى رفل يقرأ توترها وهو يتجه بها لمقابلة مديرها الجديد بعد مرور اسبوع كامل على وصولهم للندن قضوها بتنظيم الامور هنا ابتداءا من البيت الذي منحته لها الشركة وانتهاءا بمدرسة امير الجديدة والتي كرهها للغاية لانه لا يملك اصدقاءا هنا ويشتاق لاصدقائه فاضطرت رفل لاخذه لذلك المكان لمكان الحب والالم اخذته الى هناك كون المكان في تلك الحدائق يقع بالقرب من المدرسة شعرت بقلبها يكاد يخرج من مكانه بينما ترى ذلك المكان ذات المقعد الذي احتواهما معا الم الم عظيم ذاك الذي اعتصر قلبها وهي تشعر كان الايام لم تمر على هذا المكان وكأنها البارحة او ما قبلها اتت اليه غفت باحضانه هنا شعرت بالدموع تحرق مآقيها وهي تحكي له عن كل شيء تخبره بانه مكانهما السري وبانه اصبح الان له ولها وقد فعلت القصة به الاعاجيب فارتسم الفرح على وجهه وتحمس للمدرسة حتى لقربها من هذا المكان بينما هي شعرت بانها تلعب بالنار بنار تعرف بانها ستحترق بها وهي تنثر رماد الذي كان
تشعر بالالم طريا جديدا تشعر بجرحها الذي اعتقدت انه اندمل وشفي تشعره عاد نازفا جديدا ولكنها مستعدة للجحيم في سبيل سعادة امير انتفضت على صوت رائد الذي يخبرها بانهما وصلا وحان الوقت لمقابلة المدير الجديد عماد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ينظر للجالسة امامه ولا يصدق عينيه شعر بتضخم في قلبه حين دخلت عليه الدكتورة رفل لقد توقع وانتظر كل شيء الا هذا توقع عجوزا في الخمسين او بالاربعين بوجه عابس يقطع الرزق كعادة من يحملن لقب الدكتوراه ولكنه لم يتوقع هذا .............. جمال اخاذ عينين بلون العسل ووجه كالبدر يلنف حوله حجاب بلون البنفسج يجعله متعة للنظر وقد نحيل كغصن البان يظهر لعينيه على الرغم من طقهما المحتشم الاسود حسنا لا بد ان في الموضوع لبس يشعر بلقب دكتورة يبخسها حقها ينبغي ان تنادى اميرة فاتنة ساحرة ولكن دكتورة كيف سينطق باللقب لا يعلم
تململت رفل في مقعدها وهي تشعر بنظرات المدير الجديد تخترقها اختراقا شعرت بالدم يكاد ينفر من وجهها وهي تشاهد نظراته الوقحة مسلطة عليها على الرغم من اصرار رائد على الكلام ولكنه لا يكاد يشيح بوجهه ليعود مرة اخرى ويسلط النظرات الوقحة اليها دون ان يلفت نظر رائد لقد تفاجأت عندما رأته فقد توقعت بان السيد عماد مالك المؤسسة التي تعمل بها توقعته عجوزا في السبعين او الثمانين لم تتوقع ابدا ان يكون هذا القط المتربص بها الذي يقتنص نظرة عينيها كلما اشاحت ببصرها عنه بتلك القوة والسيطرة التي تنضح منه شعر رائد بتململها ليقول :- حسنا عماد هذه هي الدكتورة رفل لن اخبرك بمدى كفائتها وجديتها بالعمل وساخبرك بانها لا تطيق صبرا الان لتبدا بالعمل فانا اكثر من يعرفها
فقال عماد بنبرة مغيضة :- حسنا لم نسمع اي كلام من الدكتورة فعلى ما يبدو بانها قد عينتك الناطق الرسمي عنها
نهضت رفل من مكانها ونظرت اليه بتحدي وقد تملكها الغضب الشديد من هذا الرجل ال........................ لم تعرف بم تصفه لتقول :- ابدا سيد عماد ولكن عدا عن السلام وشرح العمل لا اعرف الكلام الذي يجدر بي قوله
فقال عماد وقد انتقل غضبه اليها بلمح البصر وهو يصنفها كمغرورة متبجحة بشهادة تظن انها الوحيدة التي تمتلكها وهو ينوي ان يزيل هذا الغرور وعندها سيعرف الحقيقة كلها بشأن اجماع الاراء كلها على رفل ياسين كمستشارة للمجموعة :- معك حق دكتورة ضغط على الزر بجانب مكتبه لتدخل السكرتيرة فقال لها فورا :- دينا هلا ارشدتي الدكتورة رفل لمكتبها ؟؟
فاومأت السكرتيرة برأسها لتتقدمها رفل وهي تحييهما ليتبعها رائد وهو يقول :- رفل استطيع البقاء هنا ريثما تستقرين لربما احتجت لشيء
فقالت رفل بابتسامة ممتنة لهذا الاخ الذي حباها الله به لطفا منه ورحمة :- لا رائد ما الذي تقوله حتى امير لم يرضى بان نرافقه في يومه الاول لتأتي انت الان وتطلب مرافقة ام امير لااااااااااااااااا
فقال :- حسنا اذن ساذهب الان للعم ياسين ولكن لا تتردي بالاتصال بي ان احتجت لاي شيء
فاومأت رفل براسها وهي تقول :- لا تقلق لا تقلق علي ايها الاخ العزيز فانا ساكون بخير هيا هيا غادر بسرعة والا سيسخر الجميع من الدكتورة التي يرافقها اخيها
غادر رائد لتلتحق رفل بالعمل فورا بعد لحظات تعارف قصيرة مع بعض المهندسين والمصممين بغفلة عن ذلك الذي وجه كاميرا المراقبة الخاصة بمكتبه لتتركز عليها هي الدكتورة المحيرة رفل ياسين عزيزة صديقه الحميم رائد
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................................
رفع سماعة الهاتف ليتصل بعمه الحبيب ليجيبه بصوته الحنون الساخر ويقول :- انت تقاطع يوما استثنائيا لعائلة السالم
قهقه احمد وهو يقول :- حسنا حسب علمي فان جميع الايام استثنائية لعائلتك ايها العم بوجود جيش النساء الذي لديك وحمادة المضطهد
شاركه علي بالضحك وهو يقول :- حسنا ابن عمك يحتاج لدعمك فهو يشعر بانه قزم ولا يعلم بانه قزم فعلي يطلب مني ان ارفعه ليستمع لخطط شقيقته التي لا يسمع شيئا منها بسبب فارق الطول لذا قد عينني حاملا له طيلة هذا اليوم
فقال احمد :- وما الذي تخططان له تلك النارية والجورية
فقال علي :- ماذا ماذا ؟؟؟ نارية وجورية ؟؟؟
احمد :- نعم فرح النارية ونور الجورية حسنا حسنا اعلم بانهما لن يخبراك باي شيء وهذا يذكرني بسبب اتصالي بك كما تعلم وبحسب الحسابات التي تصلني من مخبري الخاص فان ارباحي قد فاقت ارباحك هذه السنة ولذا عليك ان تحدد موعدا لزيارتي انت ومنال والاطفال ولن اقبل بموعد ابعد من نهاية الاسبوع فانا اكاد اموت شوقا لرؤيتهم
فخر شديد وسرور تملكه وهو يستمع لنجاحات ابن اخيه والتي يعلم اخبارها قبله حتى ولكن تبقى تلك الغصة التي تخنقه غصة عيشه بالماضي بل تشبثه به بقوة ليقول اخيرا :- ولكن كما اخبرني مخبري الخاص فان الامر لا يتعدى بضعة دولارات
فقال احمد :- يا الهي لا اعلم من يستمع الينا الان بم سيفكر ولكنني ساخبرك بانني تفوقت عليك لذا فانا انتظركم بنهاية الاسبوع هذه ولن اقبل اي عذر ابدا
اغلق الهاتف وهو ينظر لتلك التي اقتحمت عليه المكتب منذ لحظات جيسي مساعدته وصديقته القديمة شعر باقترابها منه اقترابها الشديد منه تطلع لملامحها الفاتنة تلك العيون الزرقاء والوجه الناصع البياض شعرها الاشقر القصير جلست على حافة مكتبه وهي تخفض جسدها باتجاهه بحركة مقصودة ليظهر الجزء الصغير المخفي من صدرها بواسطة تلك القطعة الصغيرة المسماة ظلما باسم قميص وقالت :- لقد اشتقت اليك
نظر اليها بنظرة باردة خالية من اي مشاعر او احساس لا يعلم لم ولكنها لا تثيره بل لا تحرك به اي شيء ابدا لا هي ولا اية امرأة اخرى فهو منذ الذي حدث لم يعد يرغب بالنساء ابدا هناك شيء بداخله انكسر شيء تأذى وبشدة وسيبقى هكذا الى ان يجدها لن يستطيع ان يأمن لاي امراة ابدا ابعدها عن طريقه بفظاظة وقال :- ما هذا الذي تقولينه جيسي اي شوق ونحن كنا معا في اجتماع الاسبوع الماضي
شعرت بغصة تحتكمها وهو يبعدها عنه كعادته بتلك الفظاظة ليكمل قائلا :- عمي وعائلته سيأتون الى هنا نهاية الاسبوع اريد ترتيبات ملائمة وبرنامج مميز للاطفال اريد شيئا مميزا لاجلهم
فقالت ببرود :- حسنا هل من امر اخر ؟؟؟
احمد :- لا
وحمل اغراضه وغادر متجها للمكان الذي لم يمل من الذهاب اليه ملاذه الامن هناك فقط يجد الصفاء والراحة الى ان تنغص عليه تلك الذكريات صفاءه ولكنه محتاج للذهاب لهناك المكان الاخير الذي احتوى اخر لحظات سعادة حقيقية غادر على وجه السرعة ليصل الى تلك الحديقة حيث تقبع ذكرياته السعيدة محفوظة من كل اذى هناك حيث يستمتع بذكريات العسل بذكريات النظرات البريئة ذكريات ضحكات خجولة ملكت قلبه وسلبته عقله هناك فقط يطلق العنان لشوقه ويحبس الوحش الذي صنعته هي بغدرها له وصل لهناك وهو يشعر بانهاك من ثقل مشاعره المحترقة ينهت شوقا الما حريقا .................
ولكن .................
كان امير يمسك ببعض احجار صغيرة يرمي بها تلك البحيرة يبدد هدوئها يستمتع بصنع تلك الدوائر متحدة المركز بشكل جميل تصرف انتباهه عن يومه السيء الذي قضاه بالمدرسة الجديدة لا يحبها ابدا والان عليه ان يتحضر لغضب والدته الذي يعرفه انه لا يحتمل ان يغضبها ولكنه احتاج ان ياتي الى هنا فهذا كان مكان والده كان هنا يشعر بقربه وهو يكرر الحكايا التي اخبرته اياها والدته عنه .................
شعر بالحركة خلفه فالتفت بحدة وهو يشعر بالخوف فالمكان بعيد عن الانظار ولا احد يعرف بوجوده هنا تراجع للخلف فسمع ذلك الرجل القريب الذي يبدو غاضبا وهو يقول له بانكليزية سليمة :- توقف
ولكن امير المرعوب من هذا الغريب جعله يتراجع للخلف اكثر ويتراجع وهو يتكلم بخليط بين العربي والانكليزي :- ابتعد عني .... لا تقترب ......
فقال علي بابتسامة حنونة وهو يكلمه بالعربية قائلا :- اهدأ ايها الصغير فانا لن اؤذيك
نظر له امير باستغراب ليقول احمد :- ما الذي تفعله هنا وحدك ؟؟؟ هذا مكاني الخاص ولا اسمح لاي احد بان يأتي اليه
فقال امير وهو يشعر بالغضب من هذا الرجل الغريب :- حقا لم لا ارى لافتة مكتوب عليها اسمك هنا
قهقه احمد عاليا وهو يشعر بشعور غريب اتجاه هذا الصغير بتلك النظرات الذكية الثاقبة ليقول :- حقا ؟؟ الم تقرأ اللافتة في الخارج ؟؟؟
فقال امير :- لن تستطيع خداعي ابدا فهذا المكان يخص عائلتي والان اصبح مكاني الخاص
فقال احمد وهو ينظر بعمق عينيه :- اخبرني يا صغير هل يعلم والديك بوجودك هنا ؟؟؟ اراهن بانهما لا يعلمان هيا تحرك من هنا واذهب لمنزلك قبل ان يحل الظلام
فقال امير وهو يوشك على البكاء :- اتركني ارجوك فانا انا .............
شعر احمد بالالم لاجل هذا الصغير فقال له :- تعال هنا ربما بامكاننا ان نجد تسوية ما بشأن هذا المكان ما رأيك بان نتشاركه معا فانا في بعض الاحيان اشعر بالوحدة وارغب ببعض الرفقة وماذا عنك ؟؟؟
فقال امير :- انا افتقد اصدقائي وجيراني فنحن انتقلنا الى هنا حديثا وانا اشعر بالشوق لهم جميعا والمدرسة سيئة للغاية
فقال احمد :- اذا ما اريك بان نصبح اصدقاء ؟؟؟
امير :- ولكن امي لن توافق ابدا لقد منعتني من محادثة الغرباء
فقال احمد وهو يبتسم :- وهل تفعل كل ما تخبرك اياه امك ان كنت كذلك فهي محظوظة بك
فاجابه امير بفخر :- نعم انا لا اخفي عنها اي شيء فهي امي وصديقتي وكل حياتي وانا محظوظ بها
شعر احمد بالغيرة من هذا الصغير والدة تحبه صديقته يتشاركان بكل شيء كلاهما محظوظان
فقال احمد :- اذن فانت ترفض صداقتي
فقال امير بسرعة :- لا ابدا انا اريد صداقتك ولكنني ساخبر امي اولا وربما ستطلب مقابلتك لانها تعرف كل اصدقائي بالمناسبة اسمي امير ... قالها وهو يمد يده لمصافحة احمد الذي ظل ينظر اليه الى يده الصعيرة الممدودة برجولة تسبق عمره بكثير وابتسامة على شفتيه لو كانت هناك مرآة امامه لعلم انها انعكاس لابتسامته بنسخة مصغرة شبيهة به بكل شيء فمد يده ليصافحة بسعادة ويقول :- وانا احمد
لحظات الالتقاء الصغيرة تلك وذاك الاتصال القصير بينهما فعل الافاعيل بكلاهما وكلاهما يتطلع بعيني الاخر المتشابهتين بطريقة عجيبة ليقوم احمد بعدها بالجلوس هناك ويفعل امير المثل بصمت كان اكثر تعبيرا من اي كلام قد يقال بلحظة كهذه غافلين كلاهما عن ان سر خلاص كل منهما يكمن في الاخر !!!!!!!!!!!!!!!!!
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...
اخذت اغراضها بسرعة وهي تركض على السلم حتى كادت تقع لا تريد التأخر على العمل فالتأخير يعني ان تقابله ومقابلته تعني ان تتذكر ذلك اليوم اليوم الذي تصر بكل قوتها على نسيانه نسيان تفاصيله المربكة ومشاعرها المتخبطة المرتبطة به خرجت دون ان ينتبه لها احد غافلة عن تلك العيون الصغيرة والكبيرة المتلصصة عليها
...................
انكبت فورا على عملها وهي تحاول ان تركز فيه وولكن رغما عنها يفلت منها ذاك التركيز لتعود وتنهر نفسها مرارا وتكرارا .... طرقات منغمة على الباب جعلتها تجفل وترفع رأسها بحدة وهي تدعو الا يكون هو فهي ليست مستعدة بعد لمقابلته وقد اجادت ذلك طيلة الايام الماضية لتتفاجأ براس منال الذي اطل من فتحة الباب وهي تقول :- هل استطيع المقاطعة
فقالت سارة وهي تتنهد بارتياح :- نعم بالطبع خالتي تفضلي
منال :- حبيبتي احتاج اليك هل استطيع ان اسرقك لهذا اليوم فانا انوي مفاجئة علي ولم اجد سواك لمساعدتي في مخططي الطويييييييييييييل لذا ..... ورفعت يديها بتوسل
لتقول سارة :- توقفي خالتي بالطبع ساساعدك ولكن ماذا عن المدير انت تعلمين بانه ومعي انا بالذات لا يتسامح ابدا
فقالت منال :- دعي امر اسامة علي ولا تقلقي
وفعلا تحركت بسرعة لتعود بعد دقائق قليلة وهي تقول :- هيا بنا
شعرت سارة بالغباء وهي تنظر اليها وقالت :- حقا بهذه السهولة ؟؟؟ وانا يمعن في اذلالي لاجل بضعة دقائق تأخير
ضحكت منال وهي تمسك بيدها وتجرها خلفها وتقول :- هيا هيا ودعي امر عداوتك لاسامة لهذا اليوم فهو يوم مميز للغاية
حالما خرجتا من بناية الشركة الضخمة حتى اقتحمه علي والصغار الذين تراكضو قبله ليدخلوا لينفذو مخطط هذا اليوم حالما وصل علي للمكتب وبعد القاء التحية قال علي وهو ينقل نظره بين موظفي مكتبه وبين قائدة الحملة فرح :- حسنا اختاري ايا كان لمساعدتك في مخططك الجنوني لهذا اليوم وانا ساعطيه اجازة ليوم غد هيا
فقالت فرح وقد التمعت عيناها بذاك الخبث اللذيذ وهي تنظر لاسامة الذي خرج من غرفته ينظر للهرج الذي اشاعه الصغار في مبنى الشركة المحترم :- بابا ايا كان ؟؟
فقال علي :- ايا كان ان لم يمانع هو بالتأكيد
فقالت فرح :- هناك واحد فقط ان عامت سارة بانه من اعد لها الحفل فالامر سيفرحها بالتأكيد
شعر اسامة بقلبه يتضخم وهو يكاد يتوسل للصغيرة الشقية ان تختاره هو
لتقول فرح وهي تنظر اليه :- عمو اسامة حسنا عليك ان تساعدنا بالاعداد للحفل تعويضا لسارة عن اغاظتها اليومية
قهقه الجميع ضاحكا من تلك الصغيرة الشقية بينما شعر اسامة بقلبه يرفرف سعادة فاقترب منها وحملها بحركة واحد على ظهره لتضحك بسعادة وقال :- اذا فانت ستنتقمين لها مني ؟؟؟
فقالت فرح من بين ضحكاتها :- نعم وستكون تلك هديتي لها
ضحك الجميع علي باستمتاع وهو يرى فرح تحادث اسامة بذاك الحزم اللذيذ وذاك الخبث الذي يظهر جليا في عينيها .. اسامة بسعادة وهو يعد بان يفرحها اليوم وهو الذي اشتاق اليها في الايام التي قضتها مختبئة منه
بينما كان نور وحمادة يتذمران من فرح التي استأثرت كعادتها باهتمام الجميع والقيادة رغما عنهما معا
.................................................. .................................................. .................................................. ........................
حسنا ان كانت تفكر سابقا بانها تعرف السوق او انها ذهبت لسوق سابقا فهي بلا شك مخطئة مخطئة للغاية فما تراه الان برفقة الخالة منال هو شيء اخر شيء يفوق الخيال وهي تنتقل بين محال الملابس شعرت بعينيها تحرقانها بينما هي تتطلع للالوان المبهرة والتفصيلات الرائعة بينما اتخذتها منال عارضة لها لتجرب عليها اي ثوب يعجبها جربت ما يقارب العشرين فستانا بقصات مختلفة والوان رائعة وهي تشعر بنفسها للمرة الاولى بانها فتاة حقا بعيدا عن ذاك الجينز البغيض وذاك القميص الذي جعلته هي جزءا لا يتجزأ منها ولكن شعورها وهي ترتدي هذه الاثواب كان رائعا وهي تثير الشهقات ونظرات الاعجاب كلما جربت واحدا لتشعر بالخجل الشديد وكان هناك واحدا اعجبها للغاية لقد كان كأنه معد خصيصا لها من الحرير الطبيعي الذي انساب بقصة انيقة للغاية تظهر تقاطيعها الرائعة بطريقة جميلة للغاية بلا ابتذال بل ببساطة شديدة واناقة رائعة بلون بنفسجي محترق اظهر بياض بشرتها العاجية ابدى كل من في ذلك المحل الراقي الذي لم تلمحه ولو لمرة في حياتها وشعرت بالحسرة عندما خلعته لتتفاجأ بمنال تشتريه هو ومجموعة من الملابس التي جربتها مع كل المتعلقات الخاصة بها من احذية بماركات لم تسمع بها سابقا ايضا وحقائب وحتى ملابس داخلية بالوان تلك الملابس حسنا ستبدو منال رائعة حقا بهذه الملابس تفاجأت بمنال التي تسحبها لتدخلا معا لمركز تجميل قريب علمت من تلك اليافطة الكبيرة المعلقة بانه من افضل مراكز التجميل في البلد دخلتا معا لترى منال تسلم على الجميع هناك كانوا يعرفونها وتقدمت منها بعض النساء للسلام عليها فعلمت بانهن صديقات لمنال التي كانت تتجنبهن طيلة سنوات اقامتها معهم اقتربت منها احدى العاملات لتقول لها :- انستي تعالي معي
فقالت سارة وهي تناظرها بغباء :- ماذا ؟؟
فاجابتها العاملة بابتسامة :- انستي تعالي معي
بحثت عن منال بعينيها لتومئ لها برأسها فسارت خلف تلك العاملة كالمسيرة لتتبعها منال التي قالت لها بابتسامة :- لقد فكرت بان نغير شكلنا قليلا ما رأيك الم تملي من شعرك هكذا بالنسبة لي فانا اكتفيت من هذه التسريحة البغيضة افكر ببعض الحركة بشعري قد اضيف خصلا ملونة او اقصه
فشهقت سارة وهي تقول :- لا لا تقصي شعرك انه رائع
ضحكت منال وقالت :- ربما سيصبح اروع بعد قصة من يد الخبيرة سلوى ونظرت لتلك التي سحبتها سابقة التي قالت :- وانت بم تفكرين لشعرك ؟؟؟
فقالت سارة :- لا شيء لا شيء ابدا
منال :- اسمعي سلوى ان سارة تعتز بشعرها وطوله كثيرا بسبب وصية والدتها رحمها الله لذا ما رايك بقص تدريجات حول وجهها تظهر تقاطيعه الفاتنة مع ابقاء طوله كما هو و ربما بعض التموجات ها ما رأيك سارة ؟؟
فقالت سارة :- خالتي ارجوك لا داعي لهذا الامر توقفي انت تعلمين بانني لا احب هذه الاشياء
فقالت منال :- سارة من فضلك لاتفسدي مزاجي اليوم دعينا ندلل نفسنا قليلا هيا لا ترفضي ارجوك
وانصاعت سارة لتوسلات منال غافلة عن ابتسامتها المنتصرة التي اتسعت اكثر واكثر وهي ترى النتائج المبهرة لتلك اليد الساحرة لصديقتها سلوى
.................................................. .................................................. .................................................. ......
تشعر بالسعادة وهي تغادر الفراش لليوم الاول وتمارس واجباتها المعتادة اكملت اعداد طعام الغداء بانتظار عودة رفل فتفاجأت بدخولهما معا رفل وسمير وهما يضحكان معا وحالما راها توقفا عن الضحك ليقترب منها سمير ويقول بغضب :- لم نهضت من الفراش الم ينبه عليك الطبيب ان ترتاحي ؟؟
فقالت سلمى بهدوء يناقض تلك الطبول المتراقصة في قلبها لقربه منها وحديثه معها كانه زوجها حقا :- لا داعي لبقائي في الفراش فانا بخير كما ترى
نظر اليها سمير بنظرة متفحصة جعلتها تحمر خجلا وهو يراقبها بتسل ليقول :- نعم تبدين كذلك فعلا اذا هل نعد انفسنا انا وصغيرتي بغداء لذيذ من تحت يديك ؟؟؟
نظرت سلمى نحوه باستغراب تبحث بحرص عن لمحة اشمئزاز لطالما رافقت نظراته اليها عن لمحة سخرية او كره ولكن لا شيء فقط تلك الابتسامة التي تحفظها عن ظهر قلب وتشتاقها لدرجة الموت لتقول :- دقائق فقط وسيكون كل شيء جاهز ريثما تغيران ملابسكما وتغتسلان
وفعلا كان كذلك اكملت اعداد السفرة وهي تضع كل ما لذ وطاب امامهما لتنسحب بعدها للمطبخ تاكل هناك كعادتها التي فرضتها هي على نفسها لتفاجأ بيده التي اطبقت على كفها وهو يوقف مسيرها ويقول :- تعالي وكلي معنا
تمتمت بشيء ما رافضة عرضه ليقول :- بل ستأتين لناكل كلنا معا كعائلة حقيقية
حسنا لا بد ان شيئا ما قد اصابه فهي لا تكاد تعرفه من هذا الذي امامها فهو بالتاكيد ليس سمير القاسي الجلف الذي عاشت معه تلك السنوات التي قتلتها ببطء فقالت :- حسنا
وجلس الثلاثة ياكلون بصمت بينما كانت الافكار الصاخبة تكاد تصم اذانهم بفرح ... اصرار ...وحيرة وخوف من امل قد يقتلها ان لم يتحقق
.................................................. .................................................. .................................................. ...............................
تضم الى قلبها النابض بجنون رزمة اوراق تحوي ماضي حبيبها ماضي جعل منه الرجل الذي اصبحه الرجل الذي احبته ولا زالت بكل يأس مذكراته مذكرات الدكتور محمود الحسني اخبرها بانه يرغب بمعرفة رأيها بها وانه سيطبعها عندها وها هي قد اعادت قراءتها للمرة العاشرة ربما وهي تبكي تارة وتضحك تارة اخرى بتفاعل مثير للشفقة معه بكل ما يمثله لها وبكل ما يمثله ماضيه له هو ولكن رغم كل هذا فقلبها للان يئن بوطأة جراحاته التي كان هو سببها بكل قسوته جلافته ظنه السيء بها ابعدت تلك الاوراق عنها وكانها افعى سامة لتستعيد بعضا من ثباتها وقوتها نعم فسهى القديمة قد رحلت رحلت بسببه هو اولا وعليه ان يحتمل هذه السهى الجديدة التي كان هو من جعلها تظهر من العدم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ......................................
عادتا الى المنزل منال بوجه ضاحك وسارة بوجه غاضب وهي تزم فمها بغضب جعلها تشبه فرح عندما تغضب لتقول :- يا الهي سارة الامر لا يستحق غضبك هذا فالامر طبيعي
فقالت سارة :- اي طبيعي خالتي وتلك المراة لم تكف عن اختلاس النظر الي طيلة الوقت حتى عندما ذهبت لتغيير ملابسي فاجأتني بدخولها علي بحجة سخيفة انها وقحة وبلا اخلاق
قهقت منال عاليا وهي تقول بخبث وشقاوة لتمعن في اشعال غضب سارة :- لا سااارة لا تظلميها فهي رغبت بتغيير ملابسها ثم ان الامر من حقها ان ترى من ستصبح عروس ابنها على الطبيعة
صرخت سارة مستنكرة :- يا الهي خالتي كيف تقولين هكذا ثم انا لست بضاعة للمعاينة وابنها المتزلف ذاك افضل الموت على ان اكون زوجة له وليشرب هو ووالدته الوقحة من البحر
ارادت الدخول الى المنزل لتسحبها منال خلفها وهي تقودها للباب الخلفي وتقول بتآمر :- ما رأيك بان نغيض الفتاتين لنذهب لغرفتي ونرتدي بعض الملابس الجديدة وننزل لنغيض الجميع
فقالت سارة :- فرح ستجن بالتأكيد
فسحبتها منال وهي تكاد تقفز من الفرح بسبب نجاحها في مهمتها لا تطيق صبرا لترى ردة فعل الجميع على مهمتها التي اتمتها بفاعلية ونجاح
نظرت سارة للاكياس الكثيرة المكدسة لتقول وهي تنظر باستغراب اليها :- خالتي اعتقد بان هناك خطأ ما فجميع الملابس تحمل قياسي انا
فقالت منال :- اااه حقا يا للغباء اذا سيكون علي اعادتها كلها في الغد ... ولكن انتظري هناك ثوب كان يبدو رائعا عليك انتظري قليلا ....... قالتها وهي تتجه للاكياس وتخرج ذلك الثوب البنفسجي الذي اعجبها وتقول :- انه لك وارجوك الا ترفضي ان كنت حقا تعتبريني خالتك
فقالت سارة برفض :- لا خالتي ما الذي تقولينه انه يكلف ثروة
فردت منال عليها بحزم :- بل ستأخذينه انه هدية مني اليك والان هيا جربيه لنغيض فرح قليلا
.......................
نظرتا كلاهما لانعكاس صورتها في المرآة لتقول منال :- يا الهي سارة تبدين رائعة
وهكذا كانت فعلا كانت كالحلم بالفستان الذي كان مذهلا عليها وبشعرها الطويل المموج الذي يتخطى خصرها بقليل بينما احاطت تدريجات قصيرة وجهها بنعومة جعلتها تبدو فتنة للنظر وساعدتها منال بوضع بعض اللمسات من كحل ابرز لون عينيها المتألق واحمر شفاه بلون وردي ناعم لتبدو كوردة متفتحة
فقالت سارة :- انا ابدو رائعة فعلا
ضحكت منال وسحبتها من يدها قائلة :- هيا بنا هيا
نزلت منال قبلها لترى علي الذي يقف مبتسما بانتظارها وفتياتها الصغيرات وحمادة الذي يلعب بالبالونات التي ملأت الصالة الكبيرة تلقف يدها ليضمها لقلبه بينما هي رفعت نفسها على اطراف اصابعها لتطبع قبلة على خده وتقول :- شكرا لك حبيبي
فاومأ برأسه وهو يبتسم لتتجمد ابتسامته وهو يرى تلك المرأة الفاتنة التي تنزل على الدرج بتأن شديد وكلما خطت خطوة تتسع عيناها بذهول تلك المرأة المختلفة عن الطفلة الشقية التي يقابلها يوميا يستمتع بقراءة تعابيرها المتفاجأة وهي ترى ما اصبحت عليه الصالة بتلك الزينة المبهرجة التي تعكس مزاجا ملونا بالشرائط والبالونات التي ملات الارضية وتلك القطعة الكبيرة المكتوب عليها بالوان مفرحة عيد ميلا سعيد سارة وبالاسفل منها اسماء احباءها فرح نور حمادة و......... اسامة شهقت بذعر وهي تكاد تتراجع لتهرب من هذه المفاجأة ليمسك علي بيدها ويجرها اليه وهو يقول :- كل عام وانتب الف خير
شعرت سارة بالدموع تحرق مقلتيها وعندما فقدت السيطرة عليها اخذت بالسقوط على خدها كحبات لؤلؤ متلألأة مد علي يده ليمسح دموعها بحنان وهو يقول :- لا دموع بعد اليوم يا صغيرة
فقالت بصوت متهدج :- كيف ؟؟ من ؟؟؟
لتقفز فرح ونور وحمادة يسبقهما وكل منهم يقول :- انا انا انها فكرتي ضحكت من بين دموعها وهي تقترب منهم تضمهم لقلبها وتقول :- شكرا لكم شكرا لكم كلكم ..... سحبتها فرح من يدها وهي تقودها للخارج حيث اعدو للحفل الذي دعو اليه بعضا من صديقات سارة المقربات والكثيييييييييييييير من صديقات فرح ورأت تلك المرأة البغيضة هي وابنها المتأنق سحبتها فرح امام قالب الحلوى الكبير الذي وضع على تلك الطاولة المزينة بطريقة بسيطة نظرت للقالب فشهقت باستنكار وضربت فرح على رأسها وهي تقول :- يا الهي فرح ما هذه الصورة انها انت ....... كانت صورة لها منذ سنتين وهي تخرج لسانها بشقاوة لفرح
فقالت فرح برفض :- لست انا سارة
:- انه انا من اختارها
حسنا ان الامر يفوق التحمل لا يحق لها ان تبدو بكل هذه الفتنة بكل هذا الاغراء دخل ليوصل بعض الاغراض لتلك الشقية التي جعلته خادما لها طيلة هذا النهار ليراها شعر بالم في قلبه وهو يراها هكذا الم الم لذيذ يستعذبه لقد تسمر حابسا انفاسه وهو يراها بهذه الهيئة كامراة وقد رمت رداء الطفولة الذي تشبثت به طويلا لترتدي رداء هذه الساحرة بكل هذا الاغراء الذي يتلاعب باعصابه ويجعله على وشك افتعال فضيحة بخطفها امام اعين الجميع تبعها حتى وصلت للحديقة وهو يرى نظرات الاعجاب بالتحضيرات التي اصر ان يفعلها كلها بنفسه الى ان وصلت لقالب الحلوى وعندها اقترب لانه لم يعد يقوى على الابتعاد
......
استدارت لتنظر لصاحب الصوت الذي تعرفه فتسمرت مكانها تنظر اليها لقد كان كل شيء الا اسامة العجوز الذي تعرفه نظرت اليه باستغراب وهي تشعر بقلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها وهي تنظر اليه بهيئته تلك التي جعلته يبدو كشابا في العشرينيات بمظهره البسيط بكنزة صوفية سوداء وجينز ازرق وشعره الذي تبعثر بفعل الهواء بفوضوية منحته منظرا شقيا خاصة وتلك الابتسامة الخبيثة تتلاعب على شفتيه هزت راسها لتبعد عنه هذه الافكار وهي تقول :- ما الذي تعنيه بانك انت من اختارها
فقال بنبرة متسلية :- اعني بانني من اختارها فقد شعرتها تعبر عنك بكل بساطة
نظرت لفرح القريبة منها بنظرة شرسة وهي تصرخ بها :- فررررررح
فاقترب ليسد عليها الطريق ويسمح لفرح بالهروب من امامها وقال :- لا داعي للغضب ابدا فكما قلت انها تعبر عنك ببساطة اااه قبل ان انسى كل عام وانت بالف خير واخرج من جيبه هدية مغلفة بطريقة رائعة وقال :- انها لك ارجو ان تعجبك ترددت قلبلا وهي تفكر جديا برفضها ولكن انظار الجميع التي كانت متركزة عليهما جعلتها تقبلها وتشكره على مضض ليتحرك اسامة من امامها يحتاج للابتعاد ليتخلص من تأثير قربها المهلك والمدمر لاعصابه
اقترب علي منها وهو يقول :- اذا انه وقت هديتي انا ولكن عليك ان تأتي معي لتريها فلا اقدر على حملها
فقالت سارة بخجل :- لا لا داعي ابدا يكفي ما فعلتموه فحتى انا نسيت ان اليوم عيد ميلادي فلا اعتقد بان يوم مجيئي للدنيا يعتبر عيدا
فقال علي بابتسامة حنونة :- الفلسفة لا تليق بك يا فتاة تعالي معي لتري هديتك
سارت معه حتى خرجا من سياج الحديقة باتجاه الكراج الخارجي لترى تلك السيارة الحمراء المربوطة بشريط احمر كبير وعلي يؤشر اليها بكل بساطة ويقول :- ها هي هديتي ارجو ان تعجبك
هزت رأسها رافضة لهذا الكرم المبالغ به من قبلهم ودموعها تنزل بحرقة وهي تقول :- لا ارجوك لا تقل هذا لا اريد لا اريد المزيد من عطاياكم لا اريد ان اكلف عليكم اكثر لا اريد ان اثقل عليكم يكفي يكفي بانك قد تحملتني في بيتك يكفي بانك قبلتني كفرد من عائلتك يكفي بانك تحملت عبء فرد اضافي لا يمت لك باي صلة يكفي ارجووووك
اقترب منها علي وقال :- يا الهي صغيرتي ما هذا الكلام انت انت عبء علينا ؟؟ كيف تفكرين هكذا انت فرد من هذه العائلة شئت ام ابيت انت اخت كبيرة لاطفالي مثل اعلى ارى انعكاس وجودك حولهم في كل لفتة من لفتاتتهم لاشعر بالامتنان الشديد لك اختا صغيرة لمنال عوضتها حاجتها لتلك الاخت فكيف تعتقدين نفسك عبئا علينا
فقالت بصوت متهدج :- وماذا عنك ؟؟؟
علي :- انا انا كنت محروم من كل ذلك لم تسمحي لي لان العب اي دور في حياتك وانا احترمت ذلك فلم ارد ان افرض وجودي عليك ابدا تقبلت فكرة انك لا تستلطفينني بينما كنت اتوق لان امارس عليك بعض تسلط الاخ الكبير وحنان الاب ولكنني تقبلت رفضك بكل رحابة صدر لانني لم اشا ان تشعري باي ضغط لم اشا ان تشعري بان وجودك مشروط باي شيء بل هو لا مشروط وبدون قيد
فقالت بصوت بالكاد خرج من فرط بكائها :- انا اسفة ارجوك سامحني وانا ايضا كنت اتوق لان تعاملني كفرح اونور احب ان احظى ببعض حنانك احب ان توبخني على ما لا يعجبك من تصرفاتي ولكنني ظننت بانك ترفض وجودي هنا لذا اثرت الابتعاد والاحتفاظ بكرامتي بدون ان افرض وجودي اللامرغوب فيه عليك
فقال علي :- يا الهي انت تجيدين افساد المزاج الرائق هيا بنا امسحي انهار الدموع هذه لندخل لان فرح قد حضرت لك برنامجا رائعا بمساعدة اسامة
ابتسمت من بين دموعها وقالت نعم هيا بنا
وحالما دخلا صدحت الاغنية المفضلة عند فرح من مكبر الصوت الذي تضعه في الحديقة لتبتسم سارة وتردد كلمات الاغنية اللطيفة وهي تنظر لرقصات فرح ونور المضحكة تشاركهما فتيات تعرف بعضهن وهن يرقصن بجنون في الحديقة
يا بنات يا بنات يا بنات .. اللى مخلفش بنات
مشبعشى من الحنيه .. ومادقش الحلويات
حلوه الايام فى عينيا .. علشان خلفت بنيه
ولا شوفت الارض اتهدت .. ولا مالت الحيطه عليا
سقفوا وارقصوا ياولاد .. الفرح مالوهش ميعاد
ضحكتها لما اتولدت .. بتكتر فى الاعياد

لأجل حبك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن