الفصل الثلاثون
ابتسمت بالم دون ان ترد وغادرت بجسد خاو فارغ اجوف غادرته الروح والقلب والحب والدفء والكرامة ليبقى خيالا فقط خيالا كان يدعى رفل
خرجت تجر الخطى تشعر بروحها تكاد تتمزق كلها تشعر بانها قد تشظت كسرت كل شيء فيها كسر والادهى والامر انها كانت ترغب بان تكون هي من تقتل نفسها ان تجعله يكرهها لاسباب خططت لها ورسمت ولكن حتى هذا الامتياز لم تحصل عليه ((اخبريني بانني لم اخسر رهاني الاكبر بانك فعلا مثلما كنت اظن انقى واطهر واشرف فتاة عرفتها)) كلماته تلك ذبحتها يظن كما كان يظن اي انه حتى لم يكن متاكدا لقد ذبحها هو اكثر من فراقه المها اكثر من الجميع كيف رسم سيناريوهات سريعة لخيانتها حتى في اكثر خيالاتها جموحا لم تكن الخيانة ابدا قد تخطر على بالها لا لشيء ولكن لانها خارج نطاقها نهائيا لا يخطر على بالها لا تستطيع التفكير به نهائيا لا تعرف معنى لهذه الكلمة حتى ............. كانت قد خططت لتخبره يانها متعبة من الاعتناء به بانها لم تعد تحتمل .......تؤلمه بكلمات قليلة تجعله هو يرفضها او ربما يطردها ولكن الخيانة هي تخون رفل تخون تلك الكلمة كلما ترددت في بالها جعلتها ترتجف تتمنى ان تملك القوة لتدخل وتخبره بانها فعلت كل شيء لاجله وبعد ذلك ترحل تتركه لانه لا يستحقها نعم احمد لا يستحق رفل من ظن بها ذلك الظن هو لا يستحقها عند تلك الفكرة ترنحت فركض رائد نحوها شعر بغصة تعترض حلقه منعته حتى من التنفس وهو يراها تحتضن نفسها بقوة وجهها شاحب كما الاموات وعيناها ااااه من عيناها كانتا في تلك اللحظة ميتتين شاخصتين للفراغ متحجرتين لم ير دمعة واحدة ولا حتى ترقرق لدمعة ماذا حصل ؟؟ سؤال لهج به قلبه ولكن لم يجرؤ لسانه على ان يلهج به يتمنى لو كان في هذه اللحظة اخاها حقا لا لشيء سوى ليضمها لقلبه بقدر المها يدعها تفرغ همومها عنده لديه على صدره ولكن هيهات قدره ان يبقى محروما منها بكل الطرق والصفات
:- خذني للمشفى
اخرجه صوتها المتهدج الذي يبدو وكانه قد خرج من هوة سحيقة من استغراقه وتفكيره ليقول :- حالا هيا
تقدمته للسيارة وهي تشعر بالم الموت نعم انه الموت فلا يوجد شيء اشد ايلاما مما تشعر به الظلم ....القهر.... الوجع ......طعنات نجلاء صوبت بدقة لتصيبها في مقتل تحتاج لان تبكي تشعر بانها ستخرج كل السموم التي اودعها احمد بقلبها ان بكت ولكنها لا تستطيع لقد وعدته ........
دخلت السيارة دون ان تغلق الباب خلفها فكل مهمة صغيرة كانت او كبيرة تبدو لها مستحيلة ليتولى رائد تلك المهمة اغلق الباب ودار حول السيارة ليدخل فيها وينطلق غافلا هو ومن في تلك السيارة عن عينين احترقتا بدموع حامضية حرقت مآقيه وهو يتابع ما يحدث من تلك النافذة فهذا ما يسمح به عجزه وحالما رآهما يغادران ضرب تلك النافذة بيده وهو يصرخ بصوت ارتجت له جدران هذا البيت دار بكرسيه وهو يرمي كل ما تطوله يداه كل شيء كره في هذه اللحظة عجزه لدرجة الموت تمنى ان يحظى برجليه لساعة يفرغ بها غضبه حريقه الذي يشب داخله دون ان يجد ما يطفئه به سواهما هما فقط الخائنان وخياله يصور له صورتهما معا في بيته هنا بينما هو فرح مبسوط بزوجته العفيفة خدعته هو هو من كان يميز الفتاة بنظرة واحدة هو من لم تستطيع جنس امرأة ان تؤثر به كيف استطاعت خداعه ايهامه بهذا الشكل المريض لدرجة ان يذل نفسه لدرجة ان يتوسلها حبه وبعدها بعدها ماذا ؟؟؟ خدعته طعنته مع من كان يعتقده صديقه فجأة لم تعد امه اسوء نساء الدنيا كما كانت في عينه لا بل انها مقارنة بتلك تعتبر امراة فاضلة صرخ بقوة وهو يتحرك بهياج دون ان يستطيع السيطرة على الكرسي ليقع على وجهه توقف عندها كل شيء كل شيء بهدوء يشبه هدوء البركان قبل انفجاره نعم فهو في هذه اللحظة بركان بلافا وحمم ان اطلقها ستغرق الدنيا صمت هدأت انفاسه وراح في سبات عميق سبات مليء بالاحلام احلام تخلصه من عجزه يكون فيها واقفا يجرها من شعرها يعريها من ادوات خداعها يعاقبها بطرق ترضي خياله المريض ليبتسم برضا ويبقى على حاله تلك الى ان .........................
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .............................
نهض من نومه شاهقا للهواء يشعر بالم في صدره نغزة لطالما انبأته بقدوم خبر سوء استغفر الله واسترجعفاستقام واقفا ليذهب للصلاة
جلس في مكانه المعتاد بعد ان انهى صلواته ينتظر الصباح والنغزة تعود لتجعله يلهج بالدعاء لابناءه لكل عائلته فلا يغفل عن فرد صغيرا كان او كبيرا ويختص بالدعاء رفل صغيرته التي يشتاقها يشعر بان مكروها قد اصابها ليعود مرة اخرى ويستغفر ربه وهو يدعو لها بالفرح بالهناء يدعو لزوجها الذي جعلها سعيدة كما كان يتمنى وهو يقرأ سعادتها بصوتها دون اي حاجة للسؤال رنين هاتفه جعله ينهض بسرعة لا تناسب سنوات عمره الستين ولكنه حالما رأى اسم رفل يلتمع على الشاشة حتى ابتسم بحنان وهو يجيب عليها قائلا :- كأنك في قلبي صغيرتي لو انتظرت قليلا لكنت انا من اتصل بك
لم يجبه شيء سوى :- اااااااه شعرها تخترق فؤاده المعلق بهذه الصغيرة
فقال :- رفل حبيبتي اجيبيني يا ابنتي
فاجابته بصوت ليس لها :- ابيييييييييييييييي
وكأن تلك الكلمة قد اخبرته عن حالها عن مقدار المها وحزنها
ليجيبها قائلا وقلبه يسأل قبل لسانه :- حبيبة ابيك ماذا بك ؟؟ اخبريني
رفل :- ابي اريدك ان تحضر حالا
فاجابها الاب :- احضر الى اين ؟؟؟
رفل :- الى هنا الى لندن ابي ...... وانا اعني ياسرع وقت ممكن ,,,,,,اليوم ان كان ممكنا قالتها بكلمات متقطعة متلعثمة لا تمت لها بصلة
شعر الحاج بقلبه يكاد يتوقف وهو يسمع كلامها واحس بجفاف حلقه فايقن بانه لا بد ولمستوى السكر لديه قد ارتفع ليقول اخيرا :- حبيبتي ماذا هناك ؟؟ هل اصاب زوجك اي مكروه ؟؟ هل انت بخير ؟؟؟
فقالت رفل :- ارجوك ابي الا تسألني عن اي شيء ولا تخبر احدا باي شيء حتى سمير اخبره بانك اتيت لزيارتي وعندما تأتي ستفهم
فاجابها والدها :- حسنا يا ابنتي سافعل ما بوسعي لاصل اليك اليوم ان شاء الله تجلدي يا ابنتي واذكري الله فهو معك في كل مكان ولا تقلقيني عليك طفلتي .....لا تهتمي لشيء انا قادم باسرع وقت ان شاء الله
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..........................
نظر لحبيبته مدللته وهي تجلس بالقرب منه تتمسك بذراعه كطفلة صغيرة وابتسامتها التي يحب تزين شفتيها لتنتقل بالعدوى اليه فيبتسم لها
:- حسنا الفضول يقتلني لمعرفة سبب هذه الابتسامة التي لا تكاد تفارق شفتيك لست انني اعترض ولا شيء لا سامح الله فهي افضل بالطبع من ذلك البوز الذي تلبسك لاشهر ولكن .................
مدت اصابعها وهي تتلمس جانب وجهه لحيته الخفيفة التي تزيده وسامة فوق وسامته واتسعت ابتسامتها لتقهقه عاليا وتضع رأسها على كتفه وقالت :- لا اعلم شعور رائع تملكني بانني زوجة لبطل بطل حقيقي بطل يشبه ابطال قصصي المفضلة يقاتل الظلم ينصر المظلوم شعور بالفخر بالزهو يملؤني كلما تطلعت اليك و.....
فقال :- وماذا ؟؟؟
منال :- اتعلم بانك اصبحت اكثر وسامة
ضحك علي قائلا وهو يشعر بغصة تعترض حلقه لا زالت حبيبته كما هي رغم كل الذي حصل فبراءتها تتعدى الحدود رغم كل ما فعله رغم مساعدته لناديا لكشف تلك الزمر الحقيرة لقد فعل المستحيل ليلقى اولئك جزاؤهم كل شيء ابتداءا بالتهديد وانتهاءا بدفع الرشى للمسئولين لينال مراده اخيرا ويلقى ذلك المجرم جزاؤه بحكم اعدام شعره علي قليلا مقابلا لجرائمه تدميره لحياة الكثيرات واخيرا تجرؤه على حبيبته تجهم وجهه عند هذه الفكرة وهو يتذكر صورتها تلك التي لا تنفك تطارده في لياليه
:- اتعلم ساشتاق لناديا لقد اعتدت عليها ساشتاق لقوتها لاعتزازها بنفسها الشديد ذاك ساشتاق لها كلها
ابتسم علي وهو يتذكر تلك المحاربة الصغيرة تلك التي استحقت وعن جدارة احترامه وتقديره الشديدين فضلا عن ثقته بها ساعدت منال لتجتاز ازمتها تلك بقوة شخصيتها وتأثيرها الكبير بكل من حولها تذكر عندما اخبرها بالحكم على ذلك المجرم كل ما ناله منها ابتسامة متهكمة وقولها :- حسنا توقف عن نفخ ريشك فانت لم تنقذ العالم بما فعلت
ليجيبها بقوله :- حسنا لم انفخ ريشي ولم اعتقد ولو للحظة بانني انقذت العالم الامر الذي اردته ان اجعلك تفرحين قليلا كما فرحت منال لان ذلك المجرم نال عقابه على ما فعله بكما
فقالت :- حسنا انها لا تعلم ما اعلم لم تر شيئا مما رايته يحق لها ان تفرح وهي تظن نفسها متزوجة بسوبر مان
ليجيبها بابتسامته الساحرة :- حسنا انه خبر رائع انك ترينني كسوبر مان
تضرجت وجنتيها السمراء بحمرة لذيذة جعلته يقهقه عاليا لتحدجه بنظرة قاتلة وتقول :- ههههههههه افرح بنفسك ايها الفتى
فقال من بين ضحكاته :- فتى ؟؟؟؟ انا ؟؟حسنا لن اعترض فيبدو ان لسانك متبري منك وآن لي ان اعتاد ذلك ....... توقف عن الضحك ليقول بجدية وهو ينظر اليها واخرج بطاقة ذهبية واعطاها اياها وقال :- اسمعي يا صغيرة هذه البطاقة تحمل كل ارقامي والايميل الخاص بي وانا الان ارجوك ان لا تترددي في الاتصال بي اذا احتجت لاي شيء واعني اي شيء بدءا من الدعم المعنوي للمادي وحتى ان احتجت لسوبر مان فانا مستعد واعلمي بانك قد كسبت اصدقاءا اصدقاءا لمدى العمر............
اخرجته تلك الوكزة الخفيفة على ذراعه من استغراقه في افكاره لينظر لوجه منال الغاضب وهي تقول :- اين ذهبت ؟؟ ها اخبرني ؟؟؟ فالطائرة قد هبطت وانت لا زلت محلقا ابتسم لها وقال :- جوارك حبيبتي هيا بنا نزلا من الطائرة وعلي يحتضنها يجبرها على السير ببطء مغيظ جعل الجميع يتذمر منه فوضعها مقلق للغاية بالكاد استطاعت المغادرة توقف قليلا وهو يتنشق الهواء بمتعة ويقول :- يا الهي اشعر بانني كنت مسافرا منذ دهر اخيرا بعض الحضارة .... ليخرج هاتفه ويشغله بعد ان كان مطفئا منذ ما يقارب الشهرين لاسباب امنية كما اوصاه الرائد عزمي واكد عليه الامر وحالما فتحه حتى اخذت الرسائل التي تخبر عن مكالمات فائتة تتوالى لدرجة ان ذاكرة الهاتف قد اعلنت امتلائها تجهم وجه علي وهو يرى مصدر المكالمات تكاد تكون كلها من احمد ورفل وبعضها من اسامة عقد حاجبيه وتوقف وهو ينظر لمنال التي انتقل توتره اليها وقال :- منال شغلي الهاتف ... فعلت منال ما قاله دون نقاش ليحصل معها كما حصل معه رسائل تنبؤ عن مكالمات قد تصل للمئات كلها من رفل واحمد سحب علي منال من احد ذراعيها وهو يكاد يجرها جرا واجلسها على احد مقاعد الانتظار وضغط على زر الاتصال لحظات ليجيبه صوت اسامة قائلا :- هل هذا انت يا رئيس هل هذا انت حقا ؟؟
فقال علي :- نعم اسامة انه انا ومن سيكون غيري ......... تنهد اسامة براحة وقال بصوت قلق محتار :- حمدا لله على سلامتك لقد اقلقتنا عليك
فاجابه علي :- ما الامر اسامة ؟؟؟ اكاد اشعر بوجود خطب كبير ؟؟؟ واحمد ما خطبه ؟؟؟؟
فاجابه اسامة قائلا :- حسنا الا تنتظر لترتاح قليلا
علي :- تكلم اسامة اخبرني بكل شيء
اسامة :- حسنا اين انت الان ساتيك فورا
علي :- انا في المطار سانتظرك هناك واغلق الهاتف
دقائق مرت عليه كاعوام وهو يتطلع بالساعة ليزفر ينهض ليدور حول المقاعد ثم يعود ليجلس لا يحتمل الانتظار كله الا احمد انه مستعد لاي شيء الا احمد رأى اسامة قادما من بعيد فهرع اليه ليبتعد عن منال التي كانت هي الاخرى في حال يرثى لها تقدم بسرعة ليلتقي اسامة الذي ركض اليه وهو يود احتضانه ليعبر عن فرحته بعودته ولكن الوضع لا يحتمل ليقول علي :- اخبرني اسامة ما خطب احمد لم هاتفه مغلق تكلم بدون مقدمات ..................
بدأ اسامة باخباره بكل شيء ابتداء بظهور هدى وحتى اتصال احمد ومعرفته بما اصابه كل شيء جعل علي يكاد يتهادى فجلس على الكرسي القريب منه شعر بان رجليه لن تستطيعا تحمله مع ثقل همه ضم قبضته بقوة كادت ان تكسر اصابعه وهو يدمدم بغضب :- غبي غبي رئيسك مجرد غبي اسامة
فقال اسامة برفض :- لا سيدي لا تقل هذا ان ما فعلته كان بمنتهى الذكاء فكيف تقول هكذا
فاجابه علي قائلا :- لا اسامة انا مجرد غبي اناني لم افكر سوى بنفسي وانتقامي .... صمت قليلا ليقول :- اسامة اريد حجزا الى لندن في الحال لا اعلم كيف ولكنني لن اغادر المطار الا الى هناك حيث ابن اخي تلك مهمتك افهمت
فقال اسامة :- لا تقلق يا رئيس سيكون الحجز جاهزا باسرع وقت اذهب لترتاح قليلا واعطني جواز سفرك والباقي ساتكفل به لا تقلق
فاجابه علي بصوت حازم :- راحة ؟؟ واي راحة بعد ما اخبرتني به ؟؟ اخبرتك بانني لن اتحرك من هنا الى لرؤية احمد هيا اسرع اسامة اسرع
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................
بعد ساعات
زاده الذي لا يفارقه اينما حل وارتحل تلك المسبحة الاثيرة سجادة صلاته قرآن اصبحت ورقاته صفراء من شدة قدمه واستعماله وتلك الصورة العزيزة على قلبه صورة اولاده الثلاث سمير وامير تتوسطهما رفل طفلة صغيرة بعمر السابعة وهما يبدوان كعملاقين الى جانبها يمسك كل واحد منهما بذراع ويرفعانها للاعلى وهم يضحكون بهناء تلك الصورة لا تكاد تفارقه ابدا تلألأت عيناه بالدموع وهو يدعو الله ان يحفظ ابنته ويفرج كربها ايا كان لانه لن يحتمل لن يحتمل الم فقد اخر ولا الم تحطم ولد اخر غافلا عن قريب بعيد ركب ينفس اللهفة بنفس الطائرة ذاهب لسبب مشابه لسببه هو
ركب علي الطائرة وهو غير مصدق لسرعة اسامة بتدبير الحجز ساعة واحدة واذا به ياتيه بتاشيرة الدخول والتذكرة بالكاد استطاع اقناع منال بالمغادرة وعدم مرافقته منال التي كادت تنهار ما ان علمت بما حصل لاحمد وهي تبكي وتشهق حتى كاد ان يغمى عليها ليطلب علي من اسامة ايصالها للمنزل وطمأنه اسامة بانه سيحضر والدته لتبقى معها هذه الليلة توجه لمقعده وارتمى عليه وهو يفكر بما سيقوله لاحمد ؟؟؟ هل سيرى نظرة لوم في عينيه ؟؟ذلك ما لن يحتمله ... هل قابلته هدى سيقتلها نعم هذه المرة سيقتلها لا محالة ان فعلت ما يؤذيه مرة اخرى يكفي يكفي ما ناله منها وعلى هذه الافكار وافكار اخر مشابهة استسلم لسلطان النوم الذي لم يذقه منذ ساعات ليطارده القلق والتوتر حتى في احلامه
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .............................
واقف وهو يحمل لوحة كتب عليها اسم ياسين الظاهري وهو يتطلع بالوجوه القادمة لعل احدهم يكون هو المقصود والد رفل ............ رفل اااااااااااه منها كيف تبرع بتعذيبه بجعله يتلوى الما حزنا وحسرة لقد قرر سيذهب لاحمد ويخبره بكل شيء لن يسمح لها بقتل نفسها بهذه الطريقة انها تقتل نفسها هذا ما رآه بعينه نظرتها كانت ميتة مرعبة بذاك الالم المطل من روحها الشفافة المها الذي لم تظهره باية طريقة سوى بتلك النظرة التي قتلته لم تبكي لم تصرخ لم تفعل اي شيء بالكاد استطاع تركها وهي مستلقية في غرفة المشفى التي حجزها لها
طفلها مهدد بالاسقاط هذا ما اخبرتهم به الطبيبة وهي منذ ذاك الوقت تتمسك ببطنها تحتضنها كأنها تحميه تمنعه
لم تخبره بما جرى مع احمد لا شيء ولكنه سيعرف سيذهب اليه ويخبره بما فعلته رفل لاجله سيخبره بدسائس والدته نعم فالاوان لم يفت بعد لا يعقل ان يكون قد سافر ..... نظر لذلك الرجل الذي يتقدم نحوه وعرفه نعم فتلك الهالة التي تحيط به هالة الطيبة والتواضع تشبه رفل تقدم منه هو الاخر وانزل اللافتة وبادره بالسلام قائلا :- حمدا لله على سلامتك عماه
نظر له الحاج ياسين باستغراب وهو يرى هذا الغريب يستقبله من هو ؟؟؟ اين ابنته ؟؟ او زوجها ؟؟؟ اثار ذلك الاستقبال من هذا الغريب قلقه اكثر واكثر فرد سلامه بالكاد وهو يقول :- شكرا لك يا بني ولكن ان لم تؤاخذني فمن حضرتك ؟؟؟
فاجابه رائد بتوتر :- انا صديق لاحمد وابنتك
تجهم وجه الحاج ياسين وهو ينظر له ويتساءل بداخله عن نوع الصداقة التي تجمع بين ابنته وهذا الشاب ما الذي حصل لرفل ؟؟؟؟
فقال رائد وهو يرى تغير ملامح الرجل امامه فاكمل قائلا :- لم لا اخذك لرفل وهي ستشرح لك كل شيء
فتجهم وجهه اكثر وهو يسمعه يقول اسمها بتلك الاريحية وظهر الغضب جليا على ملامحه ليكمل قائلا بجفاء :- نعم من فضلك خذني الى ابنتي وزوجها
دقائق مرت عليه كأنها سنوات وهو يصاحب هذا الرجل الغريب وعقله يأخذه لاماكن لا يرغب بالوصول لها ابنته وهو يثق بها اكثر من نفسه ولكن ما معنى هذا ما معنى هذه التصرفات الغريبة ان يقول احدهم وبكل صلافة انه صديقها وان ينطق اسمها بتلك الاريحية لعن الشيطان واستغفر الله وهو يمني نفسه بقرب الفهم لكل شيء نعم سيفهم كل شيء منها عاجلا وليس اجلا
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..............
خرج من المطار يحث الخطى يكاد يضرب ويدفع كل من يقف في طريقه لا يحتمل لم يعد يحتمل لا بد ان يرى احمد ان يراه بعينيه وبعدها سيتكفل بعون الله بكل شيء اخذ سيارة اجرة وطلب منه ايصاله بالسرعة القصوى ليمنحه ضعف الاجرة وهكذا كان فكانما الرجل قد طار بجناحين وهو يبعده عن الازدحامات بطرق عجيبة لينقده علي الاجرة بسرعة ويركض نحو البيت البيت الذي يعرفه حق المعرفة فهو الذي استاجره له بنفسه وصل لباب البيت رآه مفتوحا فشعر بقلقه يصل لمديات تفوق الوصف وهو يتخيل سيناريوهات لما يمكن ان يكون قد حصل لاحمد وزوجته كان الوقت قريب الفجر دفع الباب ودخل وهو يمشي ببطء ليستكشف المكان حوله رأى قطع الزجاج تملأ المكان النافذة المكسور شعر بقلبه يكاد يتوقف لا يا الهي الا احمد انه امانة والده الا هو مشى وهو يشعر بقدميه كالهلام رأى الكرسي المتحرك ورأى الجسد المكوم بجانبه لينتفض صارخا ب............................. احممممممممممممممممممممد
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...............
طار صوابه والرجل الغريب يأخذه للمشفى عقله يسرح يمنة ويسرة وهو يتخيل ما قد اصاب رفل او زوجها يا رب بقي يرددها دون توقف بالكاد استطاع ان يحافظ على توازنه ولا ينهار حتى وصل لتلك الغرفة التي اشار له رائد بان ابنته ترقد بها واستأذن مغادرا لعمل مهم طرق الحاج ياسين الباب ودخل بعدها ليشهق بقوة وهو يراها متكومة على ذلك الفراش الابيض ووجهها يماثله شحوبا لم تكن تلك ابنته لا انها ليست رفل وردته ابنته الصغيرة نطق باسمها بتردد لتنتبه اليه وتقفز من فوق السرير وتركض نحوه وتصرخ بصوت متحشرج بغصة اخترقت فؤاده :- ابييييييييييييييييييييييييي
وحالما وصلت تعلقت برقبته شعر بانها ستقع فاسندها لصدره وحملها ليزداد المه الما اخر وهو يراها بهذا النحول وهذه الخفة عيناها اللتان كانتا مليئتان بالحياة بالامل اصبحتا ميتتين خاويتين وجهها خال من الحياة والهالات السوداء تكاد تبتلع وجهها ابتلاعا حتى بعد ما حصل لامير لم تكن هكذا لا لم تفقد الحياة مثل الان حملها للسرير واضطجع بقربها لتتكور بحضنه فقال لها :- هونا يا ابنتي هونا علي فوالدك لا يحتمل رؤيتك هكذا
نظرت اليه بنظرتها الميتة تلك وقالت :- لا يا ابي يجب ان تحتمل لانني لانني ليتحشرج صوتها وتكمل :- لانني لم اعد املك غيرك
فسر عقله الامر بان احمد قد مات فقال بصوت مهزوز خرج بغصة :- لم يا ابنتي وزوجك لا تقولي بانه .. بانه ...
فقالت :- ماذا ؟؟ بانه قد مات ؟؟؟ لا يا ابي لا تخف فهو على قيد الحياة ولكنها ابنتك ابنتك هي من ماتت
فقال الحاج وهو لا يستطيع الوصول لما حصل لها وهي تكلمه بهذه الالغاز فقال :- بنيتي تكلمي اخبريني بالذي حصل
فارتجفت رفل بشدة وذكرى ما حصل تعصف بها لتجعلها تكاد تنفجر لتبدأ باخباره بكل شيء ابتداءا بالحادث وانتهاءا بما حصل بالامس وهي ترى تعاقب المشاعر على وجه والدها ابتداءا بالقلق والامل فاللوم والحنق واخيرا ارتسم الغضب على وجهه ليقول :- يا رب السموات يا الهي رفل كيف ؟؟ كيف يحصل معك كل هذا ولا تفكرين باخبارنا ؟؟؟ اخبريني يا ابنتي كيف ؟؟؟ كيف تستعينين برجل غريب وانت وحدك هنا رجل لا تعرفين عنه اي شيء ما الذي اخبرك به عقلك لتفعلي كل هذا ؟؟؟؟ انا لا استطيع ان اصدق ايا مما قلت انت لست الفتاة التي ربيتها لافخر بها لست الفتاة التي وثقت بها اكثر من نفسي اودعتها ثقتي لااااااا
فقالت رفل وهي ترتجف من هول هجوم والدها وتقول :- لا ابي ارجوك لا تقل هذا فانا لن احتمل اكثر اقسم بانني ساموت ان فقدت دعمك ابي هل كل ما تراه هو هذه الاشياء التي تظنني اذنبت بها وهو ؟؟ ماذا عنه ؟؟؟
فاجابها والدها :- وما يهمني به ؟؟؟ انت ابنتي انت هي من تحمل اسمي وشرفي وعزتي على عاتقها انت من تحمل اسم الظاهري انت التي من اجلها فقدت دعم عائلتي انت من وقفت بوجه الجميع من اجلها انت هي من يهمني ام هو ما فعله او ما قاله كل هذا لا يهمني
فقالت بهدوء ميت :- اذن غادر غادر واتركني فكما يبدو فانا اصبحت عارا للجميع هو يتهمني بالخيانة وانت انت تتهمني بانني بانني ماذا لا اعرف حتى بم تتهمني بنما لم يفكر احد بي قبل اتهامي واصدار الاحكام علي وانا وحيدة اكاد اموت جوعا وبردا شهر كامل وانا اكاد اتجمد من البرد لانني لا املك المال لادفع فواتير الكهرباء شهر كامل وانا اكل وجبة واحدة فقط احسب مصاريف بالمليم لكي اوفر ثمن العلاج وهذا الذي تدعوه غريبا هو هو كان نعم الرجل والمعين والسند كان الاخ الذي فقدته قدم لي الدعم الصامت تحمل فظاظتي وانا ارفض كل ما يقدمه لي تحمل كل شيء بشهامته وانتما من عليكما شكره ان تعلقا له وساما للشهامة للنبالة انت وهو هو اتهمني بانني اخونه معه اونت اتهمته بماذا بالخيانة ايضا اخبرني ابي تكلم انا اخون ؟؟؟ انا لا استحق اسمك وثقتك ؟؟؟ اخبرني .....لقد تحملت كل هذا لكي لا اقلقك لكي لا اجعل تلك السعادة التي لمستها بصوتك تختفي بينما لم يبق بيني وبين التسول الا كرامتي وهذا الرجل الذي تستنكر وجوده حولي هو من حفظ لي كرامتي هذا ما حصل لي والان انا نادمة اشد الندم لانني اتصلت بك لانني توقعت ان تكون الدعم لي ان تخبرني بانني لم اخطأ ان تعيد لقلبي الذي مات بصيص امل شرار حياة لا ان تمعن في قتل ما قد بقي قالت كلمتها الاخيرة وانهارت ارضا وهي تصرخ وتقول :- انا اسفة يا ابي لقد راهنت على حبك لي على ثقتك بي كما راهنت على حبه وثقته لاخسر كلا الرهانين واخسر حياتي بينكما والان لا استطيع بكاء خسارتي حتى لانني وعدته ان لا ابكي اتصدق اتصدق مدى غبائي مدى غروري واعتقادي باني املك اسسا ثابتة في حياتي لاكتشف انني مجرد عشب ضار يسهل اقتلاعي والتخلص مني
وفاجأته بعدها كما فاجأت نفسها بان تحاملت على جسدها الذي اصبح فجأة ثقيلا ثقيلا للغاية بثقل الهموم بثقل الدموع الحبيسة بثقل الخيبة والجراح التي تكالبت عليها نهضت متحاملة على كل هذا وقالت :- اذهب ابي فانا كنت مخطئة ولم اعد بحاجتك ابدا
اقترب والدها منها وادار رأسها لتنظر اليه وقال :- انظري لي يا ابنتي انظري لي جيدا هل ترين في وجهي اثرا لخيبة الامل ؟؟ هل ترين اي شيء غير الفخر والزهو ؟؟؟ لم تجبه وهي تنظر اليه بصدمة ليكمل قائلا :- نعم انه الفخر الفخر هو ما اشعر به انها تلك الانتفاضة هي ما اردته انتفاضة الحرائر انتفاضة لبوة لم تعتد ان يداس لها على طرف انتفاضة نمرة لا ترضى بالظلم والذل ذاك هو ما اريده لا الضعف والخنوع لا الاستسلام والانكسار نعم انت اخطأت ومن منا لا يفعل ؟؟؟؟؟ نعم هو اخطأ وكذلك من منا لا يفعل ؟؟؟؟ تلك ليست النهاية والامر لم ينته بعد .... كانت تنظر اليه باستغراب وهي لا تصدق الذي يحدث ما الذي يقوله والدها هل جن اوهي من جنت فقالت وهي تترجم استغرابها بسؤال منطوق :- ابي انا لن احتمل المزيد اقسم لك لن استطيع الاحتمال فاخبرني هل حقا تعني ذلك ؟؟؟ فاجلسها على السرير القريب وجلس بالقرب منها وقال :- نعم انت حرة حرة شريفة ما قاله زوجك هو شيء لا يمكن لحرة مثلك ان تقبله او ان ترتضيه او ان تسامح عليه ولكن اريد ان اعرف الان منك ماذا تريدين ان تفعلي اريد عقلك ذاك الذي يسبق عمرك بمراحل اريد قلبك المؤمن الذي لطالما دلك على فعل الصواب اريد قرارا منك بما تريدين ان تفعلي اتريدين ان اذهب لزوجك الان اخبره بالحقيقة بكل الحقيقة ولا تهتمي للمال سادبره حتى لو اضطررت لبيع منزلي وارضي ان لم يكن من اجلك فمن اجل طفلك الذي تنتظرينه ام ماذا اخبريني بنيتي فكري واخبريني وانا معك مهما كان قرارك
فقالت بامل :- اتعدني ابي ؟؟ اتعد بانك ستقبل بقراري مهما كان ؟؟
فقال :- اعدك بان اقبل لانني اثق بك بحكمك اثق بانك لن تحكمي عاطفة طارئة لن تحكمي على حياتك بسبب ظرف فرض على كل منكما تصرفا لا يؤمن به لم يتوقعه
فقالت :- اذن اسمع قراري انا وان عادل لي احمد الدنيا بما فيها فلن اعود له ابدا وانا منذ اليوم ارملة احمد السالم ذاك الاحمد الذي فعلت من اجله ما فعلت ذاك الذي ارخصت من اجله حياتي وحياة طفلي ليرخصني كلي لن اعود له ابدا لا الان ولا غدا ولا بعد قرون حتى
فقال :- حسنا اذن لنعود هيا ابنتي لنعود
فقالت :- ولا هذا لن اعود ابي لن اعود ابدا لن اعود لمكان اعلم كيف سينظر لي بعد عودتي لن اعود لارى نظرة شك بعين اخي او اخرى شامتة بعين اقاربي لن اعود لانني اعلم بانه سيبحث عني هناك اولا وانا لا اريده ان يجدني او ان يعرف بشأن طفلي لاني متأكدة بانه سيأخذه مني والان انت قد وعدت و.....
فاجابها قائلا وهو يضمها لصدره يشعر بوجعها بغصتها وهي تتكلم بالمها ومعاناتها وهي تتقمص دورا اكبر منها :- وانا معك كما وعدت
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................
ركض نحو جسد ابن اخيه الساكن سكون الاموات اداره اليه وهو يجس نبضه برعب ويقول :- احمد احمد بني اجبني ارجوك
لا شيء سوى هدير انفاسه الذي تعالى والذي انبأه بانه ليس بفاقد للوعي اعاد الصراخ باسمه مرة تلو اخرى لينفض احمد يده بقوة ويدفعه ليقع على الارض بحركة احتاج لكل قوته طاقته وغضبه ليقوم بها فقال علي بتوسل :- احمد توقف ارجوك واخبرني ماذا حصل ؟؟
فقال احمد بمرارة :- لاشيء لا شيء يا عمي العزيز لا شيء سوى ان احمد الذي تعرفه قد مات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فقال علي وهو يقترب منه يحاول مساعدته :- احمد ارجوك لا تقل هذا بني ارجوك توقف
فدفعه احمد مرة اخرى وقال :- اياك ان تقترب مني اياك انا لا احتاج اليك ابدا لا احتاج لاي احد ابتعد هيا عد من حيث اتيت عد لشهر عسلك عد لاموالك واعمالك التي تحب فانا لم اعد مفيدا لاحد اموالي وقد اخذتها كلها واصبحت انا مجرد عاجز مثير للشفقة عاجز تركته زوجته لاجل رجل اخر رجل كنت اعتقده صديقي لاكتشف بعدها انه انه ............................ توقف عن الكلام وهو يشعر بذات الالم ذاك الذي يمنع الهواء عنه ذاك الذي يقتل كل ذرة تعقل فيه يوقظ شياطين يشعل براكين الم يتعدى ويتفوق على كل الم الم الخيانة تلك الطعنة الموجعة لرجولته
فقال علي وهو يستشعر خطورة الكلام الذي قاله احمد يستشعر حاله المزري ذاك المستنقع الضحل الذي وقع به :- ما الذي تقوله احمد ما الذي تقوله ؟؟؟
فاجابه وهو يضحك بمرارة لترتسم على وجهه تعابير مخيفة حتى لعلي :- ماذا ؟؟ ما الذي لا تستطيع تصديقه ؟؟ انني اصبحت عاجزا ؟؟ او ان امرأتي تركتني تلك التي ظننتها اطهر امرأة في الدنيا لم اكن لها سوى لعبة دمية حالما انكسرت حتى رمتها لتأخذ غيرها ؟؟ ما الذي اثار استغرابك هكذا ؟؟؟ حسنا ها قد عرفت ما بي يمكنك العودة من حيث اتيت فانا لا احتاج اليك لانني ببساطة منته لان الاوان قد فات
فاجابه علي وهو يقف ليشرف عليه بطوله المهيب ووقفته الواثقة ليشعر بالصغر والعجز اكثر واكثر ويقول :- حسنا ربما انها محقة !!!!!!!!!!!!! نظر اليه احمد شزرا وكادت عيناه ان تخرجا من مكانهما ليكمل علي وهو يبتسم بتهكم :- نعم فانا الاخر لم احتمل البقاء معك لدقائق فليكن الله في عون من بقيت معك لشهور !!!!!!!!! ما هذا ما هذه الروح اين قوتك اين قوة السالم فيك اين جينات والدك الثائرة تلك التي احرقت الاخضر واليابس عندما علم بوجود خطأ ما ؟؟ اين قوة الشخصية والثقة تلك التي تتبجح بها امامنا ؟؟؟ اين كل ذلك ؟؟ انا لا اعترف بكل هذه الترهات ان كنت حقا متألم وان كان ما قلته عن زوجتك وصديقك صحيحا وانت متأكد منه فانهض حارب قاوم نعم اما ن تبقى هكذا نائما على وجهك بينما هما يضحكان عليك في مكان ما ان كنت قد قبلت بذلك فانا لن اقبل
لاحظ علي تلك الشرارة الصغيرة التي التمعت في عيني احمد والتي اشتعلت لتصبح نارا نارا مشتعلة فاكمل وقد اعجبه رد الفعل هذا :- نعم لن اقبل لن اقبل لك بهذا الضعف لن اقبل لك بهذا الاستسلام فانت ولدي ان فقدت القوة فساعيرك قوتي ان فقدت العزم فساخلق لك عزما ان فقدت الثقة فعندي ما يكفينا نحن الاثنين انت عائلتي كل ما املك ولن اسمح لك بالموت كما تقول
فقال احمد وقد شعر بشيء من الحياة يعود اليه طاقة مصدرها هذا الرجل الذي لطالما كان هو محركه قوته الدافعة طيلة حياته :- اذن لماذا تأخرت ؟؟
فاجابه علي بمرارة وقال :- اقسم انه لم يكن بيدي اقسم لك هيا بني تعال معي واعدك بانني لن اتركك الا وانت قادر على ان تحملني لن اتركك لثانية هيا بني
سمح له هذه المرة بمساعدته ليضعه على كرسيه ودفعه ليخرجه خارج هذه الجدران التي يشعرها تخنقه وحالما خطا به خطوة خارجا حتى رأى ذلك الرجل ذاك الذي كان ينظر اليه بنظرة لوم نظرة عتب نظرة قرأها علي بفراسته وغابت عن احمد لغضبه ليزمجر من بين اسنانه :- ما الذي تفعله هنا ؟؟ اي وقاحة ودناءة جاءت بك الى هنا ايها النذل اراد ان يقفز عليه فاوقفه علي وهو يسحبه للكرسي يمنعه من فعل لن يزيده الا اذلالا فقال احمد بصراخ :- اتركني عليه عمي انه هو هو الخائن هو من ظننته صديقي هو من امنته على عرضي ادخلته بيتي ليطعنني بعدها في ظهري
نظر اليه رائد وكأنه ينظر الى مجنون وقال :- ما الذي تتحدث عنه ؟؟ هل انت مجنون ؟؟ هل اثر الحادث على عقلك ايضا ؟؟
شعر علي بالحمية اتجاه احمد وتقدم من رائد ليوجه له لكمة ارتد لها رأس رائد للوراء وشعر بطعم الدماء يملا فمه بصقه ليرفع رأسه باتجاههما وقال :- الان فقط علمت .................. انت لا تستحقها لا تستحقها ابدا وابتعد ليصرخ احمد وراءه :- انه هو انه النذل عمي يا الهي كم احتاج لرجلي الان
لم يرد علي عليه باي شيء وهو يستشعر بوجود خطأ خلل كبير ولكن الوقت الان غير مناسب ابدا للتأكد من حقيقة شكوكه فاقترب من احمد وقال :- اذا دعنا نعمل على ذلك هيا بنا
واخرج هاتفه ليتصل بالشخص الوحيد الذي يملك ثقته المطلقة وحالما اجابه قال علي بحزمه المعتاد :- اذا ؟؟؟
فاجابه اسامة وقد علم معنى الاذا تلك :- السيدة زوجتك في بيتها ومعها والدتي وقامت هي بالاتصال باحدى قريباتها لتبقى معها لا تقلق فقد اكدت لي والدتي انها بخير اما بالنسبة للمركز الذي اخبرتك عنه فقد قمت بالبحث عنه انه حقا افضل مركز في العالم وقد قمت بالاتصال باحد الاطباء اجمعت الاراء كلها عليه وهو ينتظرك
فقال علي :- حسنا اذا لن اوصيك اسامة فانا اعلم بانك لا تحتاج للوصية
فاجابه بثقة :- اذهب ولا تقلق يا رئيس احفظ اماناتك بحياتي
فقال علي :- الى اللقاء واغلق الهاتف وتحرك باحمد الذي كان صامتا بشكل مقلق ليقول :-ةكل شيء جاهز لننطلق
.................................................. .................................................. .................................................. .................................... عاد رائد الى المشفى وهو يشعر بقلبه يكاد يتفتت الما ووجعا من اجلها نعم من اجلها لم يهتم للحظة بنفسه لم يشعر بالالم على نفسه ولو للحظة كل المه ووجعه من اجلها من اجل عزة نفسها وكبرياءها من اجل نظرة الانكسار التي رآها بعينيها انه لا يستحقها ذلك الغبي كيف كيف ظن بها هذا ؟؟؟ هو من عرفها لاشهر قليلة قد عرفها عرف معدنها الاصيل انه من ذلك النوع النادر النوع الذي ظنه انقرض ليراه متجسدا فيها باجمل صوره ليرى ذلك الرجل
تقدم الحاج ياسين نحو ذلك الرجل الذي تحدثت عنه ابنته بكل ذلك الشغف وهو يراه يحرك رأسه بعيدا عنه وحالما اقترب منه حتى علم السبب فعقد حاجبيه وقال :- ماذا حصل ؟؟؟
فاجابه رائد مستغربا من سؤاله وهو الذي تجاهله منذ الصباح :- لا شيء انه لا شيء
فقال الحاج ياسين وقد خمن مكانه :- اين كنت ؟؟؟ ان كان ظني صادقا فانت قد ذهبت لرؤية احمد
صعق رائد من صدق توقعه ليصل الجواب للحاج ليقول :- ماذا حصل ؟؟
رائد :- لا شيء لقد اردت اخباره بحقيقة الامر بان ما قالته رفل او فعلته هو من اجله ولكنني لم استطع ان اتلكم لانه لانه
فخمن الحاج ما الذي لا يستطيع رائد قوله بسبب الحرج ليقول :- انا اعرف اعرف ما الذي قاله
صعق رائد للمرة الثانية ليقول الحاج :- نعم لقد اخبرتني رفل بكل شيء
فقال رائد :- لا اعلم كيف بامكانه ان يفكر هكذا ؟؟؟ لو انه قد شك بي انا فعندها قد اعذره اما ان يشك بها فهذا لا يصدق
فقال الحاج ياسين :- ولم ؟؟؟
نظر اليه رائد مستغربا :- لم ماذا ؟؟؟
ليجيبه :- لم تثق بها انت هكذا ؟؟؟ وانت لم تعرفها سوى من اشهر لم فعلت كل ما فعلته من اجلها ؟؟؟ لم تركت عملك والتزاماتك من اجل ان تساعدها الا تعتقد بانها اسباب قد تدفعه للشك ؟؟؟؟
فاجاب رائد نافيا وبقوة :- لا يا عم انا اسف ولكنني لن اسمح لك حتى بالتساؤل فانا على يقين بان من زرع بها تلك القيم من رباها بتلك الطريقة من جعلها فخرا حتى للغريب لا ينبغي له ان يجرحها بتلك الطريقة سألتني وساجيبك لم فعلت ما فعلت لانها طلبت اخوتي لانها وضعتني بهذا المقام طلبت مني ان استحقه لانني لا املك سوى اختا واحدة كنت اتمنى لها ان كنت بعيدا عنها ان تلتقي بمن يفعل معها كما فعلت مع ابنتك لاجل هذا فقط رفل اختي في الله لن اسمح حتى لجنابك ان تؤذيها تجرحها لا بفعل ولا كلمة ولا حتى بتلميح
نظر له الحاج باعجاب وترقرقت عينا وقال بصوت اجش :- وانت من هذه اللحظة ولدي شكرا لك بني شكرا لك
فقال رائد متأثرا بما قاله :- ولي الشرف والفخر
فتنهد الحاج وهو يزفر بهم وقال :- لا اعلم ماذا سافعل فاختك العنيدة ترفض العودة لزوجها وترفض العودة معي وقد اخذت مني وعدا ان اقبل بما تقول
التمعت عينا رائد وقال :- لدي الحل لهذا اتثق بي ؟؟؟
فقال الحاج :- بالتأكيد
فاجايه بابتسامة :- اذا دع هذا الامر لي
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...........................
بعد مرور سبعة اشهر
تطلعت من شباكها لذاك المرج الاخضر تتنفس عبق روائح العطرة وهي تبتسم وتلامس بطنها التي اصبحت ظاهرة وهي تهمس له بكلماتها التي تسمعها اياه يوميا :- اذا صغيري اترى اترى هذا الجمال اننا هنا بسبب عمك رائد انه انه ثقتنا انه صديقنا سندنا انا وانت اخبرني حبيبي اتعلم بانني احبك حبا مضاعفا لحب اي ام لولدها اتعلم لم انه سر صغيري سر لن يخرج من بيننا لانك ذاك الخيط الذي لن ينقطع بيني وبينه لانك انت ستربطني به الى الابد رغما عنه وهذا يكفيني انت قطعة مني وقطعة منه عجنت بحبي بعشقي بوجعي لتتكون انت شعرت بمن يقترب مننها لتطالعها رانيا شقيقة رائد بوجهها البشوش تلك الفتاة التي كانت عونا لها في تلك الفترة الظلمة من حياتها كم هي جميلة بعينيها الخضراوتين وشعرها البني القصير الذي يليق بها وذاك القد الممشوق وهي تقول :- يا الهي رفل توقفي عن جنونك من يسمعك سيجزم فورا بانك مجنونة ابتسمت رفل وهي تلتفت لمن اصبحت صديقتها المقربة وقالت :- نعم مجنوووووووونة هذه انا والان اخبريني اين والدي ؟؟
فقالت رانيا :- انه في المسجد كعادته
فقالت رفل :- نعم الحمد لله انه وجد شيئا يخرجه قليلا من البيت فالذنب كان يتآكلني وانا اراه جالسا في البيت وحيد لا يجد ما يفعله
فقالت رانيا :- توقفي رفل توقفي نحن لم نصدق ان نراك مقبلة على الحياة توقفي عن لوم نفسك وانسي عيشي من اجل طفلك من اجل والدك ومن اجل نفسك توقفي
:- اااه اطلقتها رفل لتركض رانيا نحوها وهي تقول :- ماذا هناك ؟؟؟
فاجابتها رفل وهي تصرخ :- رانيا اظن بانني سالد
........................
بعد ساعات قليلة
يقف الحاج ياسين ورائد الذي يحتضن رانيا ليهدئها والخالة فاطمة مدبرة منزلهم وهم يستمعون لصراخ رفل التي صرخت اثناء مخاضها بذاك الاسم المحرم نطقه منذ شهور :- احمممممممممممد ليسمع بعدها صوت بكاء الطفل ليخرج للحياة
امير احمد السالم وسط التهليلات والتحميد والتمجيد لله
وهناك في مشفى اخر في دولة مختلفة على بعد الاف الكيلومترات امرأة اخرى تعاني الان المخاض وهي تصرخ طالبة زوجها الذي لم تره منذ سبعة اشهر صرخات لوعت قلب والديها قريبتها وذلك الاسامة الذي فتح مكبر الصوت ليعذب علي بصوت صرخات منال وتوعداتها له من خلف الباب المغلق وعلي يتألم لوحده بعيدا بعيدا جدا ليسمع بعدها صوت بكاء متمايع ويتبع بصوت بكاء حاد لتنطلق دموع علي دون ان يشعر ويمسحها بسرعة قبل ان يراها احد وهو يصرخ باسامة ويقول :- هل هي بخير ؟؟
فقال اسامة وهو يضحك :- نعم يا رئيس وحضر نفسك لانك حين تعود ستكون محاطا بثلاث نساء ليتبعها بضحكته المستمتعة وعلي يحمد الله ويشكره ليقول :- انهما فرح ونور فرحة حياتي ونورهايتبع...
أنت تقرأ
لأجل حبك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Serendipity Green لاجل حبك فقط لاجل حبك كبرت .... لاجل حبك سهرت ...... لاجل حبك تغيرت ........ والان الان كرهتك بقدر حبك فاصبحت اعيش لكي اكرهك فكما حبك كان دافعي للعيش فكرهك دافع للعيش ............ فانت في كل حالاتك حبك غدرك خيانت...