الجزء الثاني من الفصل التاسع والثلاثون
تتململ في جلستها وهي تشعر بتووتر شديد كلها تحترق فالامر الامر ليس سهلا ابدا لم لا تشعر بالسعادة ؟؟؟ تطلعت حولها للمكان الراقي الذي دعاها اليه محمود ليعرف رأيها بعرضه لم يتصل انما اكتفى بارساله رسالة نصية رسالة تخبرها بالموعد والمكان وقد كانت ممتنة فلا تعلم ان كان اتصل بها ما الذي ستقوله ؟؟؟؟؟؟
ليست سعيدة لم تطر من الفرح كما توقعت لم لا ؟؟ انها تحبه لا بل تعشقه انه الوحيد الوحيد الذي ملك قلبها الوحيد الذي حرك مشاعرها بتلك الطريقة القوية ولكنه كذلك الوحيد الذي جرحها او الذي سمحت له بجرحها الوحيد الذي تشعر عندما تقف امامه بالنقص بالعار نعم بالعار كيف ستكمل ما تبقى من حياتها مع رجل يعتبرها النقيض لكل احلامه رجل رآها باسوا حالاتها
الصقت رأسها بالنافذة القريبة من مقعدها وهي تتطلع للحديقة المحيطة بهذا المطعم حديقة رائعة تحوي زهورا بالوان تبعث على البهجة على الفرح رفعت رأسها للسماء التي كانت متلبدة بالغيوم كان مشهدا متناقضا بشدة بين الضيق الذي يبعثه لون السماء الرمادي القاتم وبين تلك الالوان الجميلة كحال مشاعرها بالضبط تناقض تناقض غريب بين فرحة رفرفت بين جوانب قلبها لسماعها اعترافه بالحب ذاك الذي لم تكن تحلم حتى بان تسمعه منه
وبين تلك الغصة المحتكمة بقلبها وحلقها وهي تتذكر تفاصيل ذاك الاعتراف كأنه يمن عليها كأنه يتنازل من علياءه ليرضى بها لا تعلم ما الذي تريده لما هكذا تشعر بانها اصبحت معقدة معاييرها عالية للغاية في السابق كانت لتقيم احتفال ترقص كالمهرجين تنتقل من هنا الى هنا تذيع خبر حب محمود لها فما الذي حصل ؟؟؟؟؟
..........................
متوتر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هو الدكتور محمود الحسني بجلالة قدره متوتر من ردها تلك التي لطالما فاجاته بردود افعالها المرة الاولى التي يخطئ فيها باحكامه بنظرته الخبيرة في كل انواع البشر لطالما كان فخورا بقدرته على قراءة البشر على معرفة دواخلهم بفراسة منحتها اياه نشأته الصعبة التي حتمت عليه معاشرة انواع مختلفة من البشر ليصبح كما كان معتقدا قبل ان يراها خبيرا خبيرا نعم
تطلع لجلستها الحزينة تلك وشعر بغصة تحتكم قلبه ... لم الحزن ؟؟؟؟ لم الحزن يا صغيرة ؟؟؟
توقع فرحا خجلا ترقبا ولكنه لم يتوقع ابدا جلستها المليئة بالشجن الحزن تلك حسم امره وقطع سيل افكاره المحبط ذاك وبخطوات واثقة لا تشي بمقدار توتره واضطرابه تقدم اليها ومع كل خطوة يقتربها منه كان قلبه يخفق بقوة بعنف كما لم يتصور ابدا في يوم من الايام
لم تنتبه لاقترابه منها كانت مستغرقة بافكارها الى ان سمعت صوته العميق بتلك النبرة المسيطرة التي تسرق كلما سمعتها دقات قلبها دون علمها دون اذنها
:- مرحبا
رفعت رأسها مجفلة تتطلع اليه بتلك الهيئة الجديدة التي تراها به كانت هيئته تسرق الانفاس بذاك المظهر العادي الذي لم تعتده منه ابدا المرة الاولى التي تراه بها بدون البدلة الرسمية كان بذاك المظهر العادي بقميص قطني ابيض وبنطال جينز باللون الازرق وشعره الذي تخلص من تلك التصفيفة المتزمتة الخاصة بالعمل بمظهر صدمها جعل قلبها يضغف يضيع منه انتظام دقاته لتشيع الفوضى بكل حواسها
:- مرحبا مرة اخرى
احمر وجهها بشدة واخفضت عينيها عنه لترد
:- مرحبا
فقال محمود بنبرة مشاكسة :- هل تسمحين لي بالجلوس ؟؟؟
فاجابته دون ان تنظر اليه :- وهل تطلب الاذن ؟؟؟ انت صاحب الدعوة فكيف لي بالرفض
فقال محمود وهو يسحب الكرسي ليجلس امامها يتمسك بذاك المزاج العابث يغطي به على اضطرابه الغير مرحب به في هذا الوقت :- لقد جرحت غروري حقا !!!!!!!!!!! هل هذا هو السبب الوحيد ؟؟؟ انني صاحب الدعوة ؟؟؟ ياللفرح ياللسرور !!!!!!!!
فقالت سهى ومزاجه ينتقل اليها بسرعة البرق :- يبدو ان تلك السنوات التي قضيتها بعيدا قد افادتك اكاد لا اعرفك حقا استاذ !!!!!!!!!!!!
فقال مبتسما بحزن :- ربما الامر كما تقولين فتلك السنوات صدمتني بمعرفة قيمة كل شيء تركته ورائي هنا صغائر امور كنت لا اعيرها ادنى اهتمام اثارت بي حنين
ابتسم بتهكم واكمل قائلا :- اتصدقين ؟؟؟ لم اعلم قبلها بانني املك ما اشعر بالحنين تجاهه ليتضح لي العكس
افتقدت كل شيء كل شيء بدون استثناء افتقدت بيتي ذاك الذي احمل في كل ركن منه ذكرى واثر افتقدت جلستي الرائقة على نافذته احتسي فنجان قهوة وانا انظر لتلك الوجوه التي اعتدتها واعتدت تلك الابتسامة التي يقابلني بها الكل ونظرة الفخر التي تطل من عيونهم وهم ينادوني بالاستاذ افتقدت تلك الوجوه التي لاتمل الابتسام لا تمل ترديد الحمد لله لذا بامكانك القول بان تلك السنوات قد غيرتني جعلتني انظر للامور برؤيا مختلفة اقيم الاشياء بطريقة مختلفة
كانت تنصت اليه وهي مبهورة انه مبهر ببساطة هو كذلك في كل حالاته
ابتسم ليقول :- ماذا هل صدعتك بكلامي ؟؟؟؟ معلومة اخرى لقد اصبحت كثير الكلام ارجو الايؤثر ذلك على رأيك في طلبي
اشاحت بوجهها بعيدا عند ذكره طلبه وبان الالم والصراع جليا على وجهها ليشعر محمود بالقلق من حالها الذي لم يستطع تفسيره فقال اخيرا :- ما الامر سهى ؟؟؟ هل فكرت بالامر ؟؟؟؟
نظرت سهى بعمق عينيه للمرة الاولى منذ ان اتى الى هنا واستجمعت شجاعتها لتقول :- نعم فكرت ..... فكرت كثيرا لاعلم بان الامر لن ينجح
صعق محمود وبانت المفاجأة على وجهه لقد كان متأكدا من موافقتها فهي هي تحبه وهو يعلم ذلك اذا لم هذا الرفض
فقال :- حقا ولم ؟؟؟
فاجابته وابتسامة مريرة ترتسم على شفتيها وهي تقرأ كل تعابير وجهه بمهارة لم يصدق الدكتور انها من الممكن ان ترفضه كعادته
:- حسنا هل يكفي ان اخبرك بانني اختلف كثيرا عن تلك السهى التي في مخيلتك تلك التي عندما وصفتها قبل ايام شعرت بالشوق اليها لم يعد هناك شيء منها ابدا
فقال محمود بحدة وهو يشعر بالاهانة كونها ترفض طلبه مرتين :- وهل قررت ذلك لوحدك ؟؟؟ وما ادراك انت بما اريد وما لا اريد ؟؟؟ هاااا
فردت عليه سهى بنفس حدته :- اعلم بالذي تريده انت تكفلت باخباري
هدأت من نفسها قليلا لتكمل قائلة :- محمود انا لن انكر ابدا انا ......... احمر وجهها فاصبح كحبة الطماطم وهي تقول :- انا لن انكر بانني احببتك فالانكار لن يفيد بشيء ولكنني تعلمت ان اكون واقعية محمود انت تتكلم عن حياة طويلة لا اعلم كيف ستكون الحياة عندما تنظر لي بهذه الفوقية حتى وانت تعترف لي بحبك المزعوم كنت تخبرني بانني النقيض من كل ما تتمناه اعلم بانني جلبت هذا على نفسي عندما وضعت نفسي بتلك المواقف التي تخجلني ولكنني تغيرت الله يعلم فقط هو يعلم كم امضيت من الوقت اعاقب نفسي انتقم منها يوميا لانني كدت اودي بنفسي الى هاوية ولكن الى هنا وينتهي الامر ارفض ان اتحمل تبعات تلك الاخطاء الى بقية حياتي وانت انت تذكرني بها بل انت تجسيد لكل ضعفي تجسيد لسهى الطائشة سهى المتسرعة التي لا تفكر بعقلها التي كما قلت عنها تتصرف ثم تفكر لا محمود طلبك هذا سيكون دائما مصدر فخر لي سيشعرني دوما بانني قد حققت على الاقل واحدا من اغلى احلامي الا انني اخبرك اسفة بانني لا اوافق
كان ينظر اليها مبهورا مأخوذا وقلبه يخفق بعنف وحالما انهت كلامها انطلقت ضحكته مجلجلة مبددة ذاك الصمت الذي يخيم على المكان ليتدلى فك سهى الى الاسفل من رد فعله العجيب هذا ليقول اخيرا من بين ضحكاته :- يا الهي سهى ما كل هذا الغرور !!!!!!!!!!!!!!!!!
فردت بعد ان تخلصت من دهشتها بحنق :- غرور !!!!!!!!!!!! ربما ..........بعض ما عندكم
فقال محمود :- حبيبتي لست الوحيدة التي تغيرت فانا ايضا تغيرت
لم تستمع لاي شيء بعد تلك الكلمة طنين ذاك الذي استحكم على سمعها وقلبها يرفرف ناسيا ومتناسيا كل ما قالت ما قررت قبل ان ينطق هو بتلك الحروف التي شكلت تلك الكلمة
ليكمل هو غافلا عن تأثير تلك الكلمة عليها :- ربما لو انني كنت محمود الذي تعرفينه ذاك لكنت غضبت وتركت لك المكان بعد ان اسمعك سيلا من كلماتي السامة التي امطرتك بها سابقا ولكنني لم اعد كما كنت ولن اسمح لك بالهرب مني مرة اخرى يا غبية انا احبك كلك باخطاءك القديمة بكمالك الجديد بتهورك القديم بعقلك بكل ما فيك ولن اسمح لك بصدي لن اسمح لك بعد ان سمعت اعترافك بحبي ومن الافضل لك ان تستسلمي لانك لا تملكين اي خيار اخر بكل اختصار بكل غرور يا مغرورة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
قالها وهو يبتسم يراقب ردة فعلها على كلماته النارية التي اطلقها ولكنه لن يستسلم مرة اخرى لذاك الغرور لتلك العنجهية التي جعلته يضيع سنوات من عمره قضاها بين براثن الوحدة التي كانت هي وضحكتها المؤنس الوحيد له فيها
أنت تقرأ
لأجل حبك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Serendipity Green لاجل حبك فقط لاجل حبك كبرت .... لاجل حبك سهرت ...... لاجل حبك تغيرت ........ والان الان كرهتك بقدر حبك فاصبحت اعيش لكي اكرهك فكما حبك كان دافعي للعيش فكرهك دافع للعيش ............ فانت في كل حالاتك حبك غدرك خيانت...